استخدام التحليل الفني
في عملية التداول

يضم التحليل الفني مجموعة من الأدوات التي يمكنها مساعدة المتداولين والمستثمرين على التنبؤ بحركة السوق المستقبلية. فيما يلي شرحٌ لكيفيةِ استخدام التحليل الفني لتطوير عملية تداول تخدم أهدافك الاستثمارية.

---

التداول هو شراء وبيع الأصول المالية مثل الأسهم والسلع والعملات الأجنبية في الأسواق المالية، عن طريق وسطاء التداول عبر الإنترنت أو منصات التداول المالية. يحتاج التداول إلى نفقات كما يتكبد المتداول خسائر، ويشوبهُ أحيانًا عدم اليقين والضغوط والمخاطر، وباعتباركَ متداولًا، فأنت تشبه مالك شركة صغيرة، ويجب عليك البحث ووضع الاستراتيجيات لتحقيق أقصى قدر من إمكانات عملك.

يتم تقسيم عملية التداول إلى مراحل تبدأ بخطة التداول الواضحة والبحث في جوانب التحليل الأساسي، ومن شأنها تحسين أدائك، ومساعدتك على تطوير استراتيجية تداول ناجحة. ثم يمكن استخدام التحليل الفني لقياس مزاج السوق والمساعدة في إدارة الصفقات، وأخيرًا يساهم تقييم أداء ما بعد التداول، ومراجعة الاستراتيجية لإجراء تحسينات عليها في معرفة أخطاء التداول وتجنبها مستقبلًا.

ما عملية التداول؟

تشرح عملية التداول تسلسل الأحداث خلال نشاط التداول ضمن مراحل مختلفة، والالتزام بترتيب هذه المراحل يمكن أنْ يساعد في غرس الانضباط في تداولك، ومن ثم تحقيق عوائد أكبر.

تشمل عملية التداول أربع مراحل هي؛ التحليل الأساسي، والتحليل الفني، ثم إدارة التداول، وتقييم أداء ما بعد التداول. 

التحليل الأساسي	التحليل الفني	إدارة التداول	تقييم الأداء
الدورات الاقتصادية	نقاط دخول الصفقات	ظروف السوق	هل كانت استراتيجيتك ناجحة؟
الأخبار	الأسعار المستهدفة	إدارة مراكز التداول	هل التزمت بخطة التداول؟
البحث عن البيانات	أوامر وقف الخسارة	متابعة الأخبار	تحسين أدائك الشخصي
اتجاهات السوق	إدارة المخاطر	السيطرة على العواطف	تحسين استراتيجيتك
الهدف منها: معرفة ما هدفك من التداول ولماذا؟	الهدف منها: تحسين عوائد الاستثمار	الهدف منها: الالتزام بخطة التداول	الهدف منها: التعلم من الأخطاء

كيف تُنشئ استراتيجية تداولٍ باستخدام التحليل الفني والأساسي؟

إنَّ تحديد الغرض من كل مرحلة من المراحل الأربع لعملية التداول يعتمد على المبادئ الأساسية للاستثمار، فرغم إمكانية وجود بعض الخطوط غير الواضحة بين المراحل المختلفة، إلا أنَّ اتباع المخطط التفصيلي أعلاه سيساعدك بشكل عام على تحقيق أقصى استفادة من تداولك.

التحليل الأساسي

يركز التحليل الأساسي على تقييم الأساسيات الاقتصادية والمالية للشركات والأصول المالية، ما يساعد على تحديد القيمة الحقيقية للأصول وما إذا كانت الأصول قيمتها مرتفعة أم منخفضة  مقارنة بسعرها العادل [Glossary: يوصف الأصل بأنه أقل من قيمته عندما تتجاوز القيمة النقدية للأصل إجمالي قيمة الأسهم القائمة]، وبالتالي اتخاذ قرارات التداول السليمة، كما يأخذ التحليل الأساسي في اعتباره عوامل الاقتصاد الكلي مثل الدورات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية.

يحتاج المتداولون والمستثمرون التحليل الأساسي من أجل التنبؤ الصحيح بتحركات السوق، إذ يمدهم بقدرة تحليلية قوية لتوقع تأثير الأخبار والأحداث بشكل صحيح من خلال البيانات والأحداث الاقتصادية، فعلى سبيل المثال، أثرت الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية العالمية ومن ثم على أسعار الأصول الاستثمارية.

على سبيل المثال، عند تحليل سهم شركة مثل كوكاكولا، من المفترض أن يبدأ المحلل بدراسة البيانات المالية للشركة، ومتابعة تقارير الصناعة والشركات المنافسة، مع الأخذ في الاعتبار بيانات الاقتصاد الكلي كالنمو والتضخم، والأحداث الجيوسياسية التي قد تؤثر على سلاسل التوريد، ومن ثم تكوين وجهة نظر حول حركة الأصل.

من ناحية أخرى، قد تكون بعض المعلومات الأساسية غير متاحة على الفور عند حدوث تحرك مفاجئ في السوق، مما يتسبب في تأخير في الاستجابة التداولية المناسبة، وهنا يأتي دور التحليل الفني.

التحليل الفني

يقوم التحليل الفني بدراسة النماذج التاريخية للأسعار والمؤشرات الفنية لتحديد الاتجاهات المستقبلية لأسعار الأصول المالية واتخاذ قرارات التداول الأمثل.

وبمجرد أنْ تكون لديك ثقة كافية في الاتجاه الذي يتجه إليه سعر الأصل، فقد حان الوقت لاستخدام التحليل الفني لتحسين نقاط الدخول والخروج من الصفقات.

يوفر التحليل الفني العديد من الأدوات التي يمكنها المساعدة على اكتشاف الاتجاهات، إذ يمكن استخدام أنماط الأسعار والرسوم البيانية لتتبع تقدم الصفقات وإبراز النطاقات المتوقع تداول السعر فيها.

ومع ذلك عليك الحذر عند استخدام التحليل الفني، فقد يتجاهل هذا النوع من التحليل أحيانًا عوامل أساسية مهمة يمكن أنْ تؤثر على أسعار الأصول، كما قد يتحقق التنبؤ باستخدام التحليل الفني من قبيل الصدفة أحيانًا.

على سبيل المثال، قد يضع العديد من المتداولين الذين يستخدمون التحليل الفني أمر وقف الخسارة عند سعر معين عند التداول على أصل ما، فإذا فعل ذلك عدد كبير من المتداولين ووصل الأصل إلى هذا السعر، سيكون هناك عدد كبير من أوامر البيع، مما سيدفع سعر الأصل هبوطًا، ومن ثم يؤكد الحركة المتوقعة للمتداولين.

إدارة التداول

تهدف إدارة التداول إلى إدارة الأموال المُخصصة للتداول بفعالية وذكاء، واتخاذ القرارات الصحيحة منذ فتح الصفقات وحتى إغلاقها، ويتضمن ذلك إدارة المخاطر والتخطيط الاستراتيجي ومراقبة الأخبار أثناء نشاط التداول.

 يمكن أنْ تساعدك إدارة التداول الفعالة على تعزيز عوائدك، وتعديل حجم الصفقة لإدارة المخاطر أو زيادة العوائد، وتمثل إدارة التداول أكثر من مجرد اتخاذ القرار الصحيح؛ فمن المهم أنْ تتأكد من أنَّ الأرباح من الصفقات الرابحة تعادل الخسائر الحتمية في الصفقات غير الناجحة. 

يجب أيضًا أخذ الأحداث الإخبارية في الاعتبار، وبينما يكون الهدف هو الالتزام بخطتك، هناك دائمًا احتمالية حدوث نقلة نوعية في السوق مما قد يؤدي إلى أنْ تصبح استراتيجيتك غير فعالة.

على سبيل المثال، إذا كان المتداول يحتفظ بسهم قبل صدور تقارير أرباح الشركة أو يتوقع صدور بيانات معينة قد تؤثر على السعر، فقد يرغب في بيع الأصل وإنهاء الصفقة قبل هذه الأخبار بغض النظر عما إذا كان السعر وصل إلى أمر جني الأرباح أم لا.

تقييم أداء ما بعد التداول

عند القيام بعملية التداول باستخدام التحليل الفني والأساسي، من المهم مراقبة أدائك بعد كل تداول، قد ترغب في تحليل الصفقة ومعرفة ما إذا كانت ناجحة أم لا.

الخطوة الأولى للتعلم من أخطاء تداولك هي التعرف عليها، وقد تساعد أدوات التحليل الفني مثل الرسوم البيانية والمؤشرات والأنماط والاتجاهات لمراجعة تداولاتك السابقة ومقارنتها بخطة التداول الخاصة بك. 

وابحث عن أي انحرافات أو مخالفات أو فرص ضائعة أثرت على أدائك، على سبيل المثال، هل دخلت أو خرجت من الصفقة في وقت متأخر أو مبكر؟ هل تجاهلت إشارة أو وقف الخسارة؟ هل قمت بالتداول ضد الاتجاه أو معنويات السوق؟ اكتب أخطائك والأسباب الكامنة وراءها.

تحليل هذه النتائج يمكن أنْ يساعدك في تحسين عمليات التداول المستقبلية وتجنب تكرار الأخطاء، إذ أنَّ الأخذ في اعتبارك الأمور التي سارت بشكل جيد، والتي لم تسر بشكل جيد، يمكن أنْ يسمح لك بتحسين العائدات، أو الحد من الخسائر، في الصفقات المستقبلية، لذا إليك بعض الإرشادات:

• انظر إلى ما إذا كانت ظروف السوق الأساسية قد تغيرت خلال فترة تداولك، وكيف أثر ذلك على الأداء.
• حدد المؤشرات التي أعطت أفضل الإشارات فيما يتعلق بنقاط الدخول أو الخروج من الصفقات.
• قيّم ما إذا كنت متمسكًا خلال التداول باستراتيجيتكَ التي خططت لها أم لا.
• فكر في كيفية تحسين سيكولوجية التداول الخاصة بك.

لماذا عليك اتباع استراتيجية تداول؟

استراتيجية التداول هي منهجية تُستخدم للبيع والشراء في الأسواق المالية المختلفة، وتعتمد استراتيجية التداول على قواعد ومعايير محددة مسبقًا تُستخدم عند اتخاذ قرارات التداول.

اتباع استراتيجية التداول يضمن لك دمج جميع العوامل المحتملة التي قد تؤثر على سعر الأصل، ولا توجد طريقة واحدة مثبتة لإنشاء استراتيجية تداول ناجحة باستخدام التحليل الفني والأساسي، إذ يجب عليك تحديد النهج الذي يناسب أهدافكَ ومهاراتك، والتجربة والتحسين المستمر لتحقيق النجاح في عملية التداول.

عند التداول في الأسواق المالية، فإنَّ الجمع بين التحليل الفني والأساسي يمكن أنْ يكون مفتاحًا لتحقيق النجاح، فالتحليل الأساسي يساعدك في فهم العوامل الاقتصادية والمالية التي تؤثر على أسعار الأصول، بينما التحليل الفني يساعدك على تحليل أنماط واتجاهات الأسعار لتحديد وقت الشراء أو البيع، وبالمزج بين الاثنين، تزيد فرصك في التوصل إلى قرارات تداول أكثر دقة ونجاحًا.

يجدر الإشارة إلى أنَّ الأساليب المذكورة أعلاه عامة بما يكفي للسماح بتطبيقها على أي سوق، وبمجرد تطوير المهارات الأساسية، من الممكن استخدام التحليل الفني للعثور على الأسواق التي تناسب استراتيجية المخاطر الخاصة بك وأسلوب الاستثمار الشخصي.

خاتمة

يمكن استخدام أدوات التحليل الفني في أي خطة تداول، فهي تتناسب مع عملية التداول، بما في ذلك استراتِيجية الشراء والاحتفاظ، أو حتى التداول اليومي على المدى القصير.

عند اختيار استراتيجية التداول الخاصة بك، يجب أنْ تأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف لكل نوع من التحليل جنبًا إلى جنب مع أهدافك في التداول. قد تفضل استخدام التحليل الفني إذا كنت تميل إلى الاعتماد على البيانات التاريخية والأنماط لاتخاذ قرارات التداول، بينما قد تفضل استخدام التحليل الأساسي إذا كنت ترغب في مراعاة الأخبار والتطورات الاقتصادية الراهنة، ويمكنك أيضًا استخدام نهج مزدوج وجمع الفوائد من كلا التحليلين.

تفضل بزيارة أكاديمية eToro لمعرفة المزيد عن التحليل الفني في عملية التداول.

اختبار

الأسئلة الشائعة

ماذا لو لم يتوافق التحليل الفني مع التحليلِ الأسَاسي؟

مؤشرات التحليل الفني هي أداة مهمة للتحقق من قرارات الاستثمار المستمدة من مدارس فكرية أخرى، مثل التحليل الأساسي، وباستخدامِ التحليل الفني يمكن تحسين نقاط الدخول والخروج من الصفقات، وتحديد حركة السوق على المدى القصير. لكن هذا لا ينفي ضرورة التحليل الأساسي، والجمع بين نقاط القوة في كلا التحليلين يمكن أنْ يساعد المستثمرين على فهم الأسواق بشكل أفضل وقياس الاتجاه الذي قد تذهب إليه استثماراتهم. 

لا توجد عملية حسابية يمكن إجراؤها لحل عدم التوافق بين التحليل الفني والأساسي في بعض الأحيان، إذ أنه عندما يتعلق الأمر بالرسوم البيانية، فإنَّ الوقت وحده هو الذي سيحدد الاتجاه الذي ستتجه إليه الأسواق فعليًا.

ما هي أشكال التحليل الأخرى؟

بجانب التحليل الأساسي ونظيره الفني، هناك التحليل الكمي والتحليل النفسي، وهما أشكال من التحليل التي يمكنها مساعدة المتداولين والمستثمرين في الحصول على معلومات إضافية من شأنها تحقيق أداء أفضل أثناء التداول.

ويركز التحليل الكمي على الأرقام والإحصائيات والبيانات المتعلقة بالعوامل التي يمكنها التأثير على السعر، في حين يعتمد التحليل النفسي على مراقبة معنويات السوق، واستجابة المشاركين في السوق على الأحداث المختلفة.

ما هو الاختبار العكسي؟

الاختبار العكسي هو طريقة لتحليل أداء استراتيجية التداول على فترة زمنية سابقة، ما يسمح للمتداول بمعرفة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ناجحة أم لا، ويساعد في تطوير نظام تداول فعّال. ويعتمد الاختبار الرجعي على التداول باستخدام البيانات التاريخية وتطبيقها على ظروف السوق الجديدة، ويمكن إجراؤه يدويًا أو عن طريق أنظمة تداول إلكترونية.

وبالطبع ليس هناك ما يضمن أنَّ الأداء الإيجابي السابق سيترجم إلى عوائد مستقبلية، ومع ذلك، هذا الاختبار من شأنه إعطاء نظرة ثاقبة حول كيفية تفاعل استراتيجية التداول في ظروف معينة في السوق.