تداول الأسهم
والاستثمار فيها للمبتدئين

يعد الاستثمار في الأسهم أحد أكثر أنواع الاستثمار شيوعًا، لكنه قد يبدو أمرًا معقدًا للمبتدئين. هذا الدليل سيساعدُ المتداولين المبتدئين على فهم ماهية الأسهم بالضبط وكيفية اختيار الأسهم المناسبة. ستتعرف أيضًا على العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم والمخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في الأسهم.

تعتبر الأسهم من بين أشهر الأصول المالية على الإطلاق، لما توفره للمستثمرين من فرص لتحقيق العوائد وزيادة الثروة. يتم تداول الأسهم في بورصات الأسهم التي تعمل بمثابة حلقة وصل بين مشتري وباعةِ الأسهم. تابع قراءة المقال لأخذ نظرة عامة شاملة على تداول الأسهم والاستثمار فيها.

ما هي الأسهم؟

تمثل الأسهم حصص ملكية في شركة عامة مدرجة في البورصة. عندما تشتري سهمًا، فإنك تشتري جزءًا من تلك الشركة، وتصبح مساهمًا فعليًا فيها. يحق للمساهمين الحصول على جزء من أرباح الشركة حسب عدد الأسهم الممتلكة، التي غالبًا ما يتم توزيعها كأرباح نقدية، وقد يكون لديهم أيضًا حقوق التصويت في الاجتماع العام السنوي للشركة. 

يتم تداول الأسهم في بورصات مركزية، والتي تعد منطقة التقاء بين المستثمرين والشركات. من بين أكبر البورصات في العالم نجد بورصات نيويورك (NYSE) أو NASDAQ في الولايات المتحدة، وبورصة لندن للأوراق المالية في المملكة المتحدة، وبورصة طوكيو في اليابان. تعمل هذه البورصات كأسواق حيث يمكن للمشترين والبائعين تداول الأسهم، مما يسهل التدفق الحر لرأس المال بين المستثمرين والشركات.

كيفية الاستثمار في الأسهم

الاستثمار في الأسهم هو عملية تبدأ بالتقييم الذاتي. قبل البدء في تداول الأسهم، ضع في اعتبارك ما إذا كان الاستثمار في الأسهم يتوافق مع أهدافك المالية ومدى تحملك للمخاطر واستراتيجية استثمارك. يمكن أن تكون الأسهم متقلبة وقد تتطلب قدرة أعلى على تحمل المخاطر ومنظورًا طويل الأجل.

إذا ارتأيت أن الاستثمار في الأسهم هو الخطوة المناسبة لك، فكر في الأدوات المالية المناسبة لك. يمكنك الاستثمار في الأسهم الفردية بشكل مباشر، لكن حجم المخاطرة سيكون أعلى.  يمكنك أيضًا الاستفادة من الأداء العام لسوق الأسهم من خلال الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة (ETFs)؛ حيث تعد هذه الأدوات أقل مخاطرة بسبب ضمها لمجموعة واسعة من الأسهم في صندوق واحد، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأسهم الفردية.

يعد التنويع استراتيجية رئيسية عند الاستثمار في الأسهم؛ يتم ذلك من خلال توزيع استثماراتك على العديد من القطاعات والصناعات والمناطق الجغرافية، يمكّنك هذا من تقليل التأثير المحتمل للسهم الواحد على محفظتك. يمكن أن يساعد تنويع المحفظة في تقليل مخاطر الاستثمار وتعزيز العوائد بمرور الوقت.

أخيرًا، يعطي الاستثمار في الأسهم نتيجة عمومًا على المدى الطويل. يمكن أن تتقلب سوق الأسهم على المدى القصير، ولكن تاريخيًا، قدمت عوائد إيجابية على المدى الطويل، لذلك خطط للاحتفاظ بأموالك مستثمرة لعدة سنوات أو حتى عقود. من خلال اتباع استراتيجية مدروسة وإنشاء محفظة متنوعة، يمكنك الاستفادة من فرص سوق الأسهم الواعدة.

كيفية اختيار الأسهم؟

عادة ما يلجأ المتداولون إلى أسلوبين رئيسينِ عند تداول الأسهم، هما التحليل الفني والأساسي. التحليل الأساسي هو الأسلوب الذي يعتمد عليه المستثمرون على المدى الطويل؛ وهو يتضمن تقييم الوضع المالي للشركات، ووضعها في السوق، واحتمالات نموها، حيث يتم تحليل البيانات المالية وهوامش الربح والمنافسين ووضع الصناعة.

من ناحية أخرى، فإن التحليل الفني مناسب للاستراتيجياتِ قصيرة المدى. حيث يعتمد المتداولون على تحليل الرسوم البيانية واتجاهات الأسعار والمؤشرات الإحصائية التي تم جمعها من نشاط التداول، مثل حركة الأسعار والحجم. هذا الأسلوب لا يهتم بأساسيات الشركة، بل يحلل الأنماط داخل مخططات الأسهم للتنبؤ بالحركة المستقبلية.

كيف يعمل تداول الأسهم؟

يقوم المتداولون بتداول الأسهم من خلال الشراء والبيع من أجل الربح. ويقوم هؤلاء بالمضاربة على تحركات الأسعار على المدى القصير بهدف الاستفادة من هذه التقلبات. على سبيل المثال، قد يقوم المتداول بشراء الأسهم عندما تكون الأسعار منخفضة وبيعها عندما ترتفع الأسعار.

بدلاً من ذلك، قد يستثمر البعض في الأسهم التي تدفع أرباحًا، والتي توفر تدفقًا منتظمًا للدخل بالإضافة إلى الربح من أي ارتفاع محتمل في الأسعار. وتعد استراتيجيةُ الشراء والاحتفاظ نهجًا شائعًا آخر، خاصة لدى المستثمرين على المدى الطويل؛ حيث يتضمن ذلك شراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة، مع توقع زيادة قيمتها بمرور الوقت.

بغض النظر عن النهج المتبع، يتطلب تداول الأسهم الناجح الاحتكام إلى استراتيجية مدروسة جيدًا وفهمًا شاملاً لديناميكيات السوق والعوامل المؤثرة على أسعار الأسهم.

ما الذي يؤثر على أسعار الأسهم؟

تتأثر أسعار الأسهم بمجموعة من العوامل. يمكن أن تؤثر إعلانات الشركات مثل تقارير الأرباح وعمليات الدمج وتوزيعات الأرباح بشكل كبير على أداء أسهم الشركات. كما تؤثر أيضًا مشاعر المستثمرين، المدفوعة بأخبار السوق أو المؤشرات الاقتصادية الأشمل. 

يمكن أيضًا أن تؤثر التغييرات في أسعار الفائدة على تكلفة الاقتراض للشركات وشهية المستثمرين للأسهم. علاوة على ذلك، يمكن للأحداث الجيوسياسية مثل الانتخابات أو تغيير السياسات والقوانين أو النزاعات الدولية أن تخلق حالة من عدم اليقين في السوق وتؤثر على أسعار الأسهم. إن فهم هذه العناصر أمر بالغ الأهمية للتداول الناجح.

كيفية الربح من الأسهمِ

هناك ثلاث طرق رئيسية يمكن أن تؤدي بها تحركات أسعار الأسهم إلى تحقيق ربح من تداول الأسهم:

مخاطر الاستثمار في الأسهم

كما في كل استثمار، ينطوي الاستثمار في الأسهم على بعض المخاطر. يأتي في المقام الأول احتمال انخفاض قيمة الأسهم وخسارة قيمتها. يمكن أيضًا أن تساهم تقلبات السوق وضعف أداء الشركة والانكماش الاقتصادي في انخفاض أسعار الأسهم. 

لذلك، من الضروري أن يكون لدى المستثمرين استراتيجية واضحة تعتمد على البحث وتحليل البيانات، بالإضافة لتنويع المحفظة لتوزيع المخاطر وتقليل تأثير فترات الركود المؤقتة في السوق. يعد فهم هذه المخاطر وإدارتها بفعالية جزءًا لا يتجزأ من رحلتك الاستثمارية.

خاتمة

يوفر سوق الأسهم فرصًا واعدة للنمو المالي وتراكم الثروة، بالإضافة إلى عوائد جذابة، لكنه من الضروري إدراك المخاطر التي تنطوي عليها. يتطلب الاستثمار السليم بحثًا شاملاً واستراتيجية مدروسة جيدًا وفهمًا واضحًا لكيفية عمل سوق الأسهم والعوامل التي تؤثر على أسعارها. 

تعلم المزيد حول الاستثمار في الأسهم على أكاديمية eToro

اختبار

الأسئلة الشائعة

كيف يمكنني تحليل الأسهم؟

يمكن تحليل الأسهم من خلال طريقتين رئيسيتين: التحليل الأساسي والفني. يتضمن التحليل الأساسي تقييم البيانات المالية للشركة ووضع الصناعة وأخبار السوق. من ناحية أخرى، يستخدم التحليل الفني الأنماط والاتجاهات في بيانات الأسعار وحجم التداول للتنبؤ بالحركة المستقبلية. كلا الأسلوبين ضروريان لاتخاذ قرارات حكيمة في تداول الأسهم.

ما الأسهم التي يجب أن أشتريها أولاً؟

يرتبط هذا بأهدافك المالية والمدة الزمنية التي تريد فيها الاحتفاظ بمراكزكَ المالية. يقوم المبتدئون عادة بالاستثمار في شركات مرموقة تتمتع بتاريخ من الاستقرار. توجد هذه عادة في قطاعات مثل التكنولوجيا أو السلع الاستهلاكية أو الرعاية الصحية. يمكن أيضًا أن تكون صناديق الاستثمار المتداولة التي تتعقب المؤشرات الرئيسية مثل S&P 500 خيارًا أوليًا جيدًا، حيث توفر التنويع وتقليل المخاطر. مهما كان قرارك، قم دائمًا بإجراء بحث شامل قبل اتخاذ أي قرار.

ما هو المبلغ الذي يجب أن أستثمرهُ في الأسهم؟

تعتبر سوق الأسهم تاريخيًا أفضل سوق من حيث تحقيق العوائد للمستثمرين على مدى فترة طويلة من الزمن. لكن حجم الأموال التي يجب استثمارها في الأسهم يرتبط بأهدافك المالية ومدى تحملك للمخاطر. يقترح بعض الخبراء تشكيل 70٪ من محفظتك من الأسهم، و30٪ المتبقية لفئاتِ الأصول الأخرى ذات المخاطرة المنخفضة. سيختلف هذا الرقم وفقًا لأهدافك الشخصية، بالإضافة إلى مدى تحملك للمخاطر.