الوصول إلى الحدود النهائية: أسهم الفضاء في سباق الفضاء المعاصر

عند الحديث عن سباق الفضاء، فإننا نشير عادة إلى المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة. في الوقت الحالي، نعيش في سباق الفضاء المعاصر، وهذه المرة، المنافسة أكثر شراسة، وتضم المزيد من المشاركين. يعد جيف بيزوس مالك شركة أمازون، وإيلون ماسك مالك شركة تسلا، والسير ريتشارد برانسون مالك شركة فيرجين جالاكتيك من أكبر اللاعبين الذين يتنافسون في هذا السباق المعاصر، لكنهم ليسوا الوحيدين. 

فقد انضمت وكالات الفضاء من جميع أنحاء العالم إلى السباق، وأحرز كل منها تقدمًا في استكشاف الفضاء. تدير الصين أحد أكثر برامج الفضاء تقدمًا في العالم، وإدارة الفضاء الوطنية الصينية هي وكالة الفضاء الوحيدة بخلاف ناسا ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية التي طورت مركبة فضائية قادرة على إرسال البشر إلى الفضاء. في الهند، أعلن رئيس الوزراء مؤخرًا أن البلاد بصدد فتح أنشطتها الفضائية أمام الشركات الخاصة، في محاولة لتعزيز قدراتها في هذا القطاع. كما تشارك أستراليا أيضًا في السباق، وتقوم حاليًا بتطوير مركبة جوالة من المقرر أن تنطلق إلى القمر عام 2026 بموجب اتفاق مع وكالة ناسا.

فيرجين جالكتيك و سبايس إكس و بلو أوريجين: اللاعبون الجدد الذين يعرقلون سباق الفضاء

السفر إلى الفضاء ليس مجرد مهمة وطنية أو عسكرية؛ وإنما يتطلب أيضًا مشاركة الشركات العامة أو الخاصة. تُصنِّع بعض هذه الشركات أجزاء مختلفة تستخدمها وكالات الفضاء، بينما يحاول البعض الآخر عرقلة استكشاف الفضاء كما نعرفه. فيرجن جالاكتيك هو أحد أمثلة ذلك. تعمل شركة رحلات الفضاء هذه، المنبثقة عن مجموعة شركات ريتشارد برانسون، على تطوير مركبات فضائية تجارية، وتخطط لتوفير رحلات فضائية للسياح. أبرز إنجازات فيرجن جالاكتيك هو كونها أول شركة مستقلة تُطلق مركبة مدينة إلى الفضاء. في 11 يوليو 2021، طار السير برانسون 50 ميلًا فوق الأرض، وهي نقطة بداية الفضاء الخارجي وفقًا لوكالة ناسا. 

أحد المنافسين الرئيسيين لشركة فيرجن جالاكتيك هو إسلون ماسك من تيسلا وشركة سبايس إكس التابعة له. تأسس مشروع Falcon 1 في عام 2002 بهدف طموح وهو تمكين استعمار المريخ، وكان أول صاروخ يعمل بالوقود السائل ممول من القطاع الخاص يصل إلى المدار. كان ذلك في عام 2008، ومنذ ذلك الحين، واصلت سبايس إكس لتصبح أول شركة خاصة ترسل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وسجلت العديد من الإنجازات البارزة الأخرى. 

الملياردير الآخر الذي يتطلع إلى الفضاء الخارجي هو جيف بيزوس مالك أمازون، الذي أسس بلو أوريجين في عام 2000. في يوليو 2021، انطلق بيزوس إلى الفضاء على متن المركبة الصاروخية بلو أوريجين. لم يعلن بيزوس وبلو أوريجين حتى الآن عن مواعيد رحلات طيران تجارية للركاب، إلا أن الشركة تهدف إلى جعل الوصول إلى الفضاء الخارجي أرخص من خلال مركبات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام.

مستقبل استكشاف الفضاء

على الرغم من أننا ربما لن نقضي إجازتنا على المريخ في أي وقت في القريب العاجل، إلا أن المشكلة الرئيسية التي يتعامل معها المتسابقون الحاليون في الفضاء هي جعل السفر إلى الفضاء أرخص وأسهل في الوصول إليه. إذا كان الفضاء الخارجي مجالًا مملوكًا للحكومات بشكل حصري، فإن القطاع الخاص ينتظر الفرص سعيًا لتحويل الرحلات إلى الفضاء إلى نشاط ترفيهي. 

أسهم الفضاء التي ستصعد بك إلى القمر

تشارك الشركات الخاصة والعامة في سباق الفضاء منذ الستينيات، معظمها بموجب عقود مع وكالة ناسا أو وكالات الفضاء الأخرى. الاستثمار في أسهم الفضاء ليس علم الصواريخ. بخلاف الاستثمار في فيرجين جالاكتيك أو تيسلا أو أمازون سالفة الذكر، قد يكون المستثمرون مهتمين أيضًا بالشركات التي تطور وتصنع الأجزاء المختلفة اللازمة للسفر والبحث في الفضاء. 

  • تدعم شركة بوينغ مساعي الفضاء الأمريكية منذ وقت مبكر جدًا، وتشارك حاليًا في برنامج أرتيميس التابع لناسا، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر.  
  • في يناير، وقعت Rolls-Royce عقدًا مع وكالة الفضاء البريطانية لإجراء دراسة حول الطاقة النووية لاستكشاف الفضاء على أمل إحداث ثورة في السفر إلى الفضاء.
  • تُصنِّع شركة Lockheed Martin أقمار صناعية ومركبات فضائية للعملاء الحكوميين والتجاريين. 
  • تُصنِّع شركة Howmet Aerospace التي تأسست في عام 1888، المحركات والعجلات المطروقة وغيرها من الأدوات الخاصة بصناعات الطيران والدفاع.

الاستثمار في إحدى هذه الشركات هو الاستثمارٍ في المستقبل. استكشاف الفضاء يتطور باستمرار، وسيستمر كذلك طالما استمرت التكنولوجيا في التقدم. الفضاء الخارجي أقرب من أي وقت مضى، وهذه الشركات سترسلنا لأبعد من ذلك إلى ما لا نهاية وأبعد.