في زمن الكورونا.. الدولار هو الحصان الرابح

وسط الانهيارات والتقلبات التي تشهدها كافة الأصول، يظهر الدولار الأمريكي وكأنه الحصن المنيع مع تكالب المستثمرين عليه باعتباره ملاذاً آمناً وسط تفاقم أزمة كورونا.

في أوقات الأزمات كان يلجأ المستثمرون إلى عملات الملاذ الآمن أمثال الين الياباني والفرنك السويسري لكن مع تحول الهروب من المخاطر الناجمة عن فيروس كورونا إلى حالة من الذعر، باتت العملة الأمريكية الوجهة الأساسية للمستثمرين حيث تزايد الطلب على الدولار مما جعله يحقق أفضل مكاسبه الأسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية 2008.

حيث انهى الأسبوع الماضي المنتهي في (20 مارس الجاري) ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة مقابل 6 عملات رئيسية أخرى لأعلى مستوى منذ ديسمبر لعام 2016 بعدما حقق مكاسب أسبوعية بأكثر من 4% لأول مرة منذ 2008، رغم قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض حاد لمعدل الفائدة عند مستوى يتراوح بين صفر إلى 0.25%.

ليس هذا فحسب، بل ارتفعت الورقة الخضراء بنحو 8.3% من أدنى مستوى مسجل هذا الشهر في (9 مارس).

( أداء الدولار الأمريكي منذ بداية الشهر الجاري)

وتبرز مكاسب الدولار وسط موجة بيعية حادة في كافة الأصول المالية من أجل الحصول على السيولة، حيث يقول “يوكيو إيشيزوكي” استراتيجي العملات الأجنبية في شركة “دايوا” للأوراق المالية: “لقد انتقلنا من المخاطرة إلى مرحلة يتنافس فيها اللاعبون الرئيسيون مع بعضهم البعض من أجل سلامة الاحتفاظ بالدولار نقدًا”.

ويضيف: “لا يزال هناك الكثير من المستثمرين الذين يحتاجون لبيع الأصول ذات المخاطر العالية، ويريدون الاحتفاظ بأموالهم بالدولار”.

ومن جانبه، يوضح “بنك أوف أمريكا” في تقريره الأسبوعي أن تقلبات الأسواق والذعر حيال تأثيرات وباء كورونا دفع المستثمرين للهروب من كافة الأصول سواء الخطرة أو الآمنة. ويقول البنك الاستثماري الأمريكي إن صناديق السندات الحكومية شهدت تدفقات نقدية خارجة قياسية بقيمة 109 مليار دولار.

كما قام المستثمرون بسحب صافي 20.7 مليار دولار من صناديق الأسهم في جميع أنحاء العالم، كما شهدت الأصول الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة الأمريكية عمليات تسييل مماثلة حيث سجل المعدن الأصفر خامس أكبر تدفقات خارجة في تاريخه.

وعلى الجانب الأخر، اتجه المستثمرون لحيازة “الكاش”، حيث أضافوا 95.7 مليار دولار إلى السيولة القياسية المجمعة في الأسبوع السابق له والبالغة 137 مليار دولار.

أما على صعيد العملات الآمنة، فقد شهد الين الياباني أيضاً خسائر تتجاوز 3% أمام الدولار مما يبرهن على أن العملة الأمريكية هى الرابح الأكبر وربما الوحيد، يقف خلف ذلك العديد من الأسباب نسردها فيما يلي.

الدولار يستحوذ على الاحتياطيات الأجنبية

يسيطر الدولار على حيازات العملات الأجنبية في الاحتياطيات العالمية حيث شكلت العملة الأمريكية 62% من إجمالي الحيازات العالمية من الاحتياطات، مقارنة مع 20% لليورو و 5.6% فقط للين، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي وهو ما يظهره الرسم البياني التالي.

( الدولار يسيطر على احتياطيات النقد الأجنبي العالمية)

السيولة تعزز الدولار

في ظل اندماجه في الاقتصاد العالمي بشكل أكثر من ذى قبل، تتهافت الشركات بل والحكومات على الدولار لسداد التزاماتها المالية، حيث يرى “ماسكاي كوندو” في رؤية تحليلية لوكالة “بلومبرج” أن العملة الأمريكية تقدم سوق السندات الأكثر سيولة في العالم، مما يعني أن المستثمرين الذين يملكون الورقة الخضراء لا يجدون صعوبة في الاحتفاظ أموالهم.

وبحسب بيانات بنك التسويات الدولية، تبلغ حصة الدولار في حجم تداول العملات الأجنبية في العالم أكثر من خمسة أمثال الين وثلاثة أضعاف اليورو حيث يدل الاستخدام المكثف للدولار في كل شيء من التجارة الدولية إلى تسعير السلع ومعاملات الصرف الأجنبي أن الورقة الأمريكية عملة مطلوبة للغاية ليس فقط للمستثمرين ولكن أيضًا للشركات والكيانات الرسمية.

(حصة الدولار هى الأكبر في تداول العملات العالمية)

لكن هذا الطلب القوي من دول أخرى حول العالم خلق أزمة سيولة – بشكل أساسي نقص الدولار، حيث يوضح “كيت جوكيز” الاستراتيجي في “سوسيتيه جنرال”: “هذا الانهيار في النشاط العالمي بسبب كورونا يترك الكثير لديهم التزامات بالدولار الأمريكي للتمويل، وليس هناك ما يكفي من الدولارات للقيام بذلك”.

واضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى توسيع دائرة تبادل العملات مع البنوك المركزية الأخرى لمدة 6 أشهر على الأقل لتوفير السيولة بالدولار حيث أدى تكالب المستثمرين على شراء العملة الأمريكية إلى نقص المعروض منها خارج الولايات المتحدة.

فروق عوائد السندات

كما أن هناك عامل رئيسي آخر لصالح العملة الأمريكية وهو أن سندات الخزانة تعتبر أفضل الأصول الخالية من المخاطر حول العالم، ومع ذلك لا تزال السندات الأمريكية تمنح عائدات أكثر من نظيراتها الأوروبية واليابانية.

ولا تزال العوائد على الديون الأمريكية لآجل 10 سنوات تتجاوز أقارنها بأكثر من نقطة مئوية واحدة رغم أنها قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق حيث تعطي سندات ألمانيا أكبر الاقتصاديات الأوروبية عائد سالب.

ويوضح “ريك إيدلمان” مؤسس شركة “إيديلمان فايننشال”: “لا تزال الولايات المتحدة القوة الاقتصادية رقم واحد عالمياً وهذا سبب لاعتبار الدولار والسندات الأمريكية الأكثر صحة في العالم”.

يأتي هذا على الرغم من إعلان حالة الطواري في الولايات المتحدة وعمليات الإغلاق للمصانع والشركات هناك إلا أن ذلك لم يحد من جاذبية الدولار الأمريكي لتحافظ العملة على مكانة كالأفضل أمناً واستقراراً في العالم.

— التقرير الفني —

التحليل الفنى للباوند/دولار وتغير إيجابي فى الأتجاة العام

*إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.

  • السيناريو المتوقع : شهد زوج الباوند – دولار تغير إيجابي فى الأتجاة العام ، عقب إختراق القناة السعرية الهابطة، ليتسهل تعاملات اليوم الثلاثاء عند 1.1640 ، والتى تعتبر مناطق جيدة للشراء وإستهداف مستويات الـ 1.1870 ثم الـ 1.2040.
  • أما عن السيناريو البديل، أما فى حالة تراجع السعر أدني مستويات الدعم عند 1.1450 ، فسوف نعود للإتجاة الهابط مع المزيد من التراجعات وصولا الى 1.1390 ثم الـ 1.1300، وإن كان سيناريو الهبوط فى الوقت الحالي غير مرجح.
  • مستويات الدعم (1.1500 –1.1450 – 1.1390 ).
  • مستويات المقاومة ( 1.1730 – 1.1910– 1.2000 ).
  • GBP/USD

التحليل الفنى للدولار/ين وقرب أنتهاء موجة التصحيح

*إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.

  • السيناريو المتوقع: مازال زوج الدولار – ين متماسك حول مستويات 109.50 الي 111.50 ، فى إشارة أولية لإمكانية حدوث تغير سلبي فى الإتجاة العام الصاعد، والبدء فى موجة تصحيح، لذلك فى حالة كسر دعم الـ 109.50 سوف نشهد المزيد من التراجعات وصولاً الي 108.40 ثم الـ 106.30
  • أما عن السيناريو البديل، ففي إستمرار الزوج فى الإرتفاع وإختراق مقاومة الـ 111.50 سوف نستكمل الإتجاة الصاعد الحالي، مع المزيد من المكاسب وصولاً الي 112.20 ثم الـ 113.00، وإن كان سيناريو الصعود فى الوقت الحالي، غير مرجح خاصاً فى ظل إرتفاع مؤشرات الزخم الي مستويات التشبع البيعي
  • مستويات الدعم (  109.50 – 108.50 –  107 ).
  • مستويات المقاومة ( 111.40 – 112.10 – 113.00 ).
  • USD/JPY

منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. 75% من حسابات المُستثمر بالتجزئة تخسر أموالاً عند التداول على عقود الفروقات مع هذا المُزود. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.