لماذا تستحق الأسهم الموزعة للأرباح في الإمارات المتابعة

وصلت توزيعات الأرباح العالمية إلى رقم قياسي بلغ 1.75 تريليون دولار في 2024،محققة زيادة بنسبة 6.6% عن عام 2023 مما يعزز أهمية الاستثمار المرتكز على الدخل. وكانت الإمارات من بين 17 دولة سجلت أرقامًا قياسية جديدة في توزيعات الأرباح، مما يجعل الأسهم المدرجة في الإمارات جذابة بشكل خاص، حيث توفر مزيجًا من الاستقرار والعوائد القوية. من الواضح أن عام 2024 كان عامًا ركزت فيه الشركات الإماراتية على مكافأة المساهمين، مما يعني أنها تواكب الأسهم العالمية، وتقدم فرصًا مغرية في مجالات البنوك والطاقة والعقارات.

كان القطاع المالي من أبرز القطاعات أداءً، حيث استفادت البنوك الإماراتية من ارتفاع أسعار الفائدة والتوسع الاقتصادي. على سبيل المثال، رفع Abu Dhabi Islamic Bank (ADIB) توزيعات أرباحه إلى 50% من الأرباح السنوية، مما يعكس نمو أرباح القطاع القوي. في حين استمرت شركات الطاقة في تقديم عوائد قوية، حيث أعلنت ADNOC Gas عن توزيع أرباح بقيمة 3.41 مليار دولار، مدعومة بأسعار النفط المرتفعة والالتزام بنمو توزيعات الأرباح بنسبة 5% سنويًا. في قطاع العقارات، ضاعفت Emaar Properties توزيعات أرباحها إلى 8.8 مليار درهم، مدفوعة بمبيعات عقارية قياسية وطلب قوي في السوق. هذه القطاعات، المدفوعة بأسس قوية، تقدم للمستثمرين مزيجًا جذابًا من الدخل والاستقرار.

بالنسبة للمستثمرين الذين يركزون على الدخل، لا تُعتبر توزيعات الأرباح مجرد مكافأة إضافية، بل هي جزء أساسي من استراتيجية طويلة الأمد. فالتوزيع المنتظم يعني تدفقًا نقديًا، واستقرارًا، وإمكانية تحقيق عوائد مركبة بمرور الوقت. واستمرار الشركات الإماراتية في إعطاء الأولوية لعوائد المساهمين يؤكد على متانة السوق المحلي. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن الحفاظ على هذه التوزيعات؟ فعلى الرغم من أن عام 2024 شهد توزيعات قياسية، إلا أن بعض الزيادات، مثل قيام Emaar’ بتوزيع %100 من رأس مالها، قد لا تتكرر سنويًا.

تُعتبر هذه القطاعات دورية، مما يعني أن توزيعات الأرباح قد تتغير تبعًا لظروف السوق. ففي أستراليا، على سبيل المثال، قامت أكبر شركات التعدين في العالم مثل BHP و Rio Tinto مؤخرًا بخفض توزيعات أرباحها بعد أن كانت عند مستويات قياسية، وذلك نتيجة ضعف أسعار خام الحديد. 

يُقلل معظم المستثمرين من أهمية توزيعات الأرباح، إذ غالبًا لا يتم التفكير في الدخل الناتج عنها إلا عند التقاعد. ولهذا السبب نؤكد للمستثمرين على أهمية البدء بالاستثمار في أقرب وقت ممكن والالتزام بالاستثمار المنتظم، لأن قوة العائد التراكمي تظهر بمرور الوقت. فكلما بدأت مبكرًا، زادت استفادتك من تأثير التراكم على المدى الطويل. وغالبًا لا تسجل الأسهم التي تقدم توزيعات أرباح جيدة نموًا كبيرًا، لأنها توزع جزءًا كبيرًا من أرباحها على المستثمرين، ولكن هذا يشير عادةً إلى أن هذه الشركات أكثر استقرارًا وتتمتع بتقلبات أقل بكثير. 

عند النظر إلى المستقبل، يبدو أن زخم توزيعات الأرباح في دولة الإمارات لا يزال قويًا، مدعومًا بربحية الشركات، والسياسات الحكومية، واستمرار الطلب من المستثمرين، مما يشير إلى أن نمو توزيعات الأرباح يمكن أن يستمر. سواء كنت تبحث عن عوائد مرتفعة أو ترغب فقط في تحقيق دخل إضافي من محفظتك الاستثمارية، فإن المنطقة تثبت أنها تستحق المتابعة عن كثب.