بعد الصعود التاريخي على مدار الأسبوع الماضي، دخلت سوق العملات الرقمية في تصحيح حاد للأسعار بداية من الخميس الماضي. شهدت عملتا البيتكوين والإثيريوم تقلبات حادة في الأسعار، وانضمت بذلك إلى غيرها من العملات الصغيرة، مثل ريبل وليتكوين وداش. فهل كان انخفاض الأسعار مدفوعًا بجني الأرباح، أم أننا نشهد بداية انفجار فقاعة؟
البيتكوين تتعافى بعد انخفاض لمستوى أقل من $2000
بعد صعود غير مسبوق حطمت خلاله أرقامًا قياسية متتالية، عكست أسعار البيتكوين اتجاهها نحو مستويات شهدتها في وقت سابق من هذا الشهر، حيث انخفضت بمقدار $1000 تقريبًا يومي الخميس والسبت. وبدأت البيتكوين في الارتداد بعد وصولها إلى مستوى دعم جديد دون مستوى $1900. وبالرغم من ذلك، من المهم ملاحظة أنه يتم تداول البيتكوين عند مستويات لم تشهدها من قبل، وقد تجاوزت فقط مستوى 1800$ على منصة شركة eToro قبل أسبوعين ونصف تقريبًا.
كان مستوى الدعم الجديد لعملة الإثيريوم هو أعلى مستوى له على الإطلاق مؤخرًا.
وربما شعر متداولو الإثيريوم بخيبة أمل تأثرًا بتصحيح الأسعار الجديد للعملات الرقمية، حيث هبط السعر خلاله بمقدار 100$ تقريبًا في غضون ثلاثة أيام. إلا أنه بالنظر إلى الرسوم البيانية للإثيريوم تتجلى ظاهرة واضحة جدًا: أن مستوى الدعم المشهود يوم السبت الماضي يكاد يكون هو السعر نفسه الذي شهدته العملة في أعلى مستويات قياسية لها على الإطلاق خلال الأيام الثمانية الماضية. ولذلك، فبالرغم من كونه تقلبًا سعريًا بنسبة 45%، إلا أنه لا يزال أمرًا مثيرًا للإعجاب أن تشهد العملة هذه الأرقام، مع مراعاة أن أعلى مستوى للإثيريوم في بداية شهر مايو كان أعلى قليلًا من 80$.
جني أرباح أم انفجار فقاعة؟
التفسير البيهي لهذا التراجع الذي شهدته أسعار العملات الرقمية مؤخرًا هو جني الأرباح. حيث رأى المستثمرون الذين قفزوا فوق القطار في الوقت المناسب أن أصولهم ترتفع إلى مستويات هائلة، حيث وصلت لأكثر من الضعف خلال شهر، وسرعان منا استفادوا من مكاسبهم، مما أدى بالعملات نحو الهبوط . ومع ذلك، يشير المحللون إلى ارتفاع البيتكوين في عام 2013، حيث انتقل من 130$ إلى 1100$، ويقولون إننا قد نشهد نمطًا متكررًا. وفي ذلك الوقت، واصلت أسعار البيتكوين انخفاضها بشكل مطرد، حتى وصلت إلى 160$ في مطلع عام 2015. ومع ذلك، فمن المهم أن نتذكر أن العملات الرقمية أكثر شيوعًا في الوقت الحاضر، مع اعتراف المزيد من الحكومات والشركات بشرعية هذه العملات – ولذلك فالعوامل الأساسية تختلف اختلافًا جوهريًا في الوقت الحاضر. وسيتضح بمرور الوقت فقط ما إذا كان هذا هو تصحيح أسعار بسبب جني الأرباح، أو بداية تصحيح للأسعار على المدى الطويل.