فترة الأزمات قد تكون فرصة لميلاد شركات تصبح قيمتها بمليارات الدولارات لاحقاً، هذا واقع جسدته “زووم” التي وُلدت من رحم أزمة كورونا، ومرت بعام مذهل من جميع النواحي تقريباً، وسط عمليات الإغلاق، واتجاهات العمل عن بُعد الناجمة عن الوباء، لكن مع تطورات السريعة للقاح، تعرض سهم الشركة لضغوطات سعرية وذاق طعم الخسائر.
وحقق “زووم” شهرته كتطبيق لعقد مؤتمرات الفيديو منذ بداية الوباء، واستطاع الحفاظ على مكانته، خاصة في ظل منافسة شديدة مع نظرائه مثل “مايكروسوفت تيمز”، و”سلاك”، و”جوجل مييت” وايضا “سكايب “، وهذا دفع السهم لمكاسب 500% هذا العام، وقيمة سوقية تجاوزت 115 مليار دولار، بعد أن كانت 16 مليار دولار حينما تم طرح “زووم” للاكتتاب العام في عام 2019.
وأعلنت “زووم” نتائج أعمال قوية كعادتها في الربع الثالث من العام الجاري، لكن لم يتخذ السهم نفس مسار المكاسب مثلما كان يحدث في الأرباح الماضية، حيث فقد أكثر من 14% من قيمته في الأسبوع الماضي، رغم أن الإيرادات والأرباح فاقت التقديرات مثلما حدث في الربعين الأولين من العام، ومع استمرار الشركة أيضاً في رفع توقعاتها المستقبلية، حيث بدأ القلق يعرف طريقه للمستثمرين وسط مخاوف من تباطؤ نمو الإيرادات حال انحسار أزمة كورونا وعودة الحياة لطبيعتها.
وارتفعت إيرادات “زووم” بنحو 367% في الربع المنتهي في أكتوبر الماضي، لتصل إلى 777.2 مليون دولار، على أساس سنوي، مقابل زيادة بنسبة 355% في الربع الثاني من العام نفسه، وبلغ نصيب السهم من الأرباح المعدلة 99 سنتاً، مقارنة مع 9 سنتات فقط في نفس الفترة من العام المنصرم.
وجاء أكثر من 80% من إيرادات الربع الثالث من اشتراكات العملاء الجدد، مع نمو العائدات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 629%، ونمو بأكثر من 300% في الأمريكتين، في طفرة كبيرة حققها التطبيق مع استمرار العديد من الشركات العالمية في العمل بعيداً عن المكتب.
وبنهاية الربع الثالث، أصبح لدى الشركة حوالي 433.7 ألف عميل، بزيادة 485 % عن نفس الفترة من العام الماضي، وأعلى من نمو 355% في الربع السابق، وهذا يعني أن “زووم” لم تفقد الزخم بعد، ولا يزال هناك تسارع في نمو الإيرادات والمستخدمين، فلماذا اذا يخشى المستثمرون على مستقبل الشركة؟
تتوقع “زووم” أن يتراوح نصيب السهم من الأرباح المعدلة بين 77 سنتًا إلى 79 سنتًا للسهم الواحد، وإيرادات بين 806 مليون دولار إلى 811 مليون دولار، مما يعني نمو الإيرادات بنسبة 329%، لكن هذا لم يكن كافياً لطمأنة المستثمرين الذين يشعرون بخيبة أمل لأن الشركة قد لا تنمو بنفس السرعة التي كانت عليها سابقًا في الوباء خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام الجاري حين أُجُبر الناس على العمل من المنزل أكثر واتجهوا لعقد الاجتماعات على “زووم”.
ومن وجهة نظر المستثمرين، أن تقرير الأرباح الأخير بكل الأداء الرائع الذي جاء فيه لم يشغل بالهم بشكل كبير، بل أصبح عام 2021 هو الذي يمثل تحدياً لمستقبل “زووم” حينما يتم توزيع لقاحات كورونا التي أثبتت فاعلية 95% على نطاق واسع.
وإذا كان ليس من الواضح بشكل كامل ما الذي سيحدث لأعمال “زووم” عندما تعود الحياة لطبيعتها والموظفين إلى مكاتبهم، فإن الأكثر وضوحاً الآن أن أسهم الشركة قد تعرضت لضغوط بيعية بسبب أخبار اللقاحات الإيجابية، والدليل على ذلك أن سهم “زووم” تهاوى بنسبة 17% في (9 نوفمبر)، اليوم الذي قالت فيه شركة “فايزر” لأول مرة أن لقاح كورونا أظهر فاعلية بنسبة 90%- قبل أن تعلن أنها وصلت لـ95% لاحقاً.
وبالإضافة إلى اقتراب لقاح كورونا المنتظر، فإن منافسة تطبيقات مؤتمرات الفيديو على أشدها، ففي الوقت الذي اكتسب تطبيق “زووم” شعبية بسبب موثوقيته وسهولة استخدامه، فقد تحسن منافسيه كثيرًا في هذه النواحي من خلال تبسيط خدماتهم وزيادة جودة مكالمات الفيديو الخاصة بهم، فإذا كان “زووم” في السابق متقدماً في المزايا، فإن “مايكروسوفت تيمز” بالتأكيد يلحق بالركب، والشيء المؤكد أن العام المقبل لا يظهر أي فرصة لتباطؤ هذه المنافسة.
*أداء سهم زووم منذ بدايه العام 2020
لكن رغم الرياح المعاكسة التي تقف أمام قطار النمو السريع الذي حجز به تطبيق “زووم” تذكرة منذ بداية الوباء، فإن النظرة المستقبلية لشركة “زووم” ليست مخيبة للآمال كما ينظر إليها الغالبية، وحتى لو تباطأ النمو المرتفع قليلاً، فهذا لا يعني أن الاتجاه قد انتهى لأن عالم ما بعد الوباء سيكون مغايراُ لما قبله، فقد أظهر كورونا أنه يمكن أداء ملايين الوظائف من المنزل بشكل أفضل، توفياً للوقت والجهد عن الذهاب إلى المكاتب.
ومثلما يتوقع “بيل جيتس” أن أكثر من 30% من أيام العمل في المكتب ستنتهي، مشيراً إلى أن سلوك العمل ومعاييره ستختلف اختلافًا كبيرًا عن عصر ما قبل “كوفيد-1″، ففي معظم الحالات، ستكون المكالمة الجماعية عبر الفيديو كافية الآن للاجتماعات الشخصية.
كما يجب أن تدعم منصة الأحداث الجديدة عبر الإنترنت “أون زووم” نمو الإيرادات على مدار السنوات العديدة القادمة من خلال استراتيجية تحقيق الدخل التي سيعلن عنها المسؤولون التنفيذيون في عام 2021، بالإضافة إلى ذلك، أكدت الشركة أنها تطمح لزيادة المبيعات والتسويق ونفقات البحث والتطوير لدعم نمو الإيرادات، خاصة مع تحقيقها تدفق نقدي حر هائل في فترة الوباء.
في النهاية، اكتسبت “زووم” زخماً كبيراً في العام الحالي، ووصلت للقمة في عدة أشهر، لولا الوباء ما كانت تحلم أن تلامسها في سنوات، فهل يحافظ تطبيق مؤتمرات الفيديو على القمة أم يكتب لقاح كورونا نهاية قصة النمو هذه؟
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.