دخلت شركة جيم ستوب دائرة الضوء هذا العام، مع تحقيقها مكاسب هائلة جراء طفرة مستثمري التجزئة، التي ضربت السوق الأمريكي ولم تنته بعد، لكن يبدو أن جيم ستوب بدأت في استغلال الهالة المحيطة بها، لتنتقل من كونها بائع تجزئة لألعاب الفيديو إلى شركة تجارة إلكترونية.
وتشير أحدث التعينات في الإدارة العليا للشركة الأمريكية إلى وجود استراتيجية قوية، لتحويل أعمالها للتجارة الإلكترونية، وإثبات أنها أكثر من مجرد أحد أسهم الميم، التي أثارت جدلَا واسعًا منذ بداية العام الجاري، لأنها أثرت كثيرًا على تحركات الأسواق بارتفاعاتها القياسية، بعد أن حظيت على اهتمام من المستثمرين الهواة، رغم أنها أسهم صغيرة من الحجم.
في هذا الوقت من العام الماضي، لم تكن جيم ستوب في دائرة معرفة الكثيرين، مع تداول سعر السهم عند حوالي 4 دولارات، لكنه الآن أعلى من 233 دولارًا للسهم، محققًا مكاسب هائلة بأكثر من 4800%، مع حماس من قبل مستثمري التجزئة وسط دعوات شراء السهم عبر منتدى ريديت، ورغم تراجع السهم عن مستواه القياسي البالغ 483 دولارًا، والمسجل في يناير الماضي، لكنه لا يزال مرتفعًا بنحو 1130% منذ بداية العام الجاري.
*أداء سهم جيم ستوب هذا العام
ورغم أن هذه المكاسب تستقطب كل الأضواء عند الحديث عن جيم ستوب، لكن هناك شيء آخر يحدث، في حاجة إلى إلقاء نظرة أعمق وهو أن الشركة تحزر تقدمًا كبيرًا فيما يتعلق بعملية التحول نحو عملاق للتجزئة، فهل نرى أمازون جديدة؟
قيادة جديدة
في الأشهر الأخيرة، خضعت جيم ستوب لعدة تغييرات في الإدارة التنفيذية بتوجيه من ريان كوهين رئيس مجلس إدارة الشركة، والذي انضم إليها في يناير الماضي، ليقود عملية التحوّل، مع حقيقة أنه مؤسس شركة التجارة الإلكترونية شوي chewy.
وأعلن مجلس الإدارة تعيين مات فورلونج رئيسًا تنفيذيًا للشركة الأمريكية، التي وصفته بأنه قائد مخضرم في التجارة الإلكترونية يتمتع بخبرة كبيرة في تنفيذ استراتيجيات النمو عبر المناطق الجغرافية العالمية وفئات المنتجات، بالإضافة إلى تعيين مايك ريكوبيرو في منصب مدير مالي، وكلاهما كان يعمل سابقاً في شركة أمازون وأشرفا على عمليات النمو في عملاق التجزئة الإلكترونية، مع حقيقة أن السيرة الذاتية للقادة الجدد تعطي مزيدًا من المصداقية لاستراتيجية التحول الخاصة بجيم ستوب.
ومنذ انضمامه إلى جيم ستوب، يعمل كوهين على تعيين كوادر رفيعة المستوى في مجال التجارة الإلكترونية، فقد أضاف ما يقرب من 12 من كبار المديرين التنفيذيين، ومن بينهم كبير مسؤولي التكنولوجيا، الذي جاء من أمازون ويب سيرفيسز، ورئيس العمليات، من أمازون أيضًا، حيث لعبت الخلفيات الجيدة الخاصة بهم دورًا رئيسيًا في زيادة تفاؤل المستثمرين بشأن تحقيق استراتيجية التحوّل.
وفضلًا عن دعم إدارتها بالأشخاص المناسبة، تعمل جيم ستوب على تعزيز ميزانيتها العمومية من خلال سعيها لزيادة رأس المال عبر خطة لبيع 5 ملايين سهم إضافي، بعد أن قامت ببيع ما قيمته 550 مليون دولار من الأسهم خلال أبريل/نيسان الماضي، كما أضافت نتائج الأعمال الفصلية المزيد من الثقة في إمكانية نجاح خطة الشركة.
نتائج الأعمال
كشفت جيم ستوب النقاب عن أداء مالي تفوق على تقديرات المحللين خلال الثلاثة أشهر المنتهية في 1 مايو الماضي؛ إذ ارتفعت إيرادات جيم ستوب بأكثر من 25% إلى 1.277 مليار دولار، مقارنة مع 1.021 مليار دولار في الفترة نفسها من العام المالي السابق، لتتجاوز توقعات محللي وول ستريت عند 1.16 مليار دولار.
وتمكنت الشركة الأمريكية من تقليص خسائرها خلال الربع المالي الأول، لتسجل صافي خسارة بقيمة 66.8 مليون دولار، مقابل خسارة 165.7 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، فما بلغ نصيب السهم من الخسارة المعدلة 45 سنتاً، ليأتي أفضل من توقعات كانت تشير إلى تسجيل 84 سنتاً.
وأوضحت جيم ستوب أن هذا الأداء المالي جاء رغم انخفاض بنسبة 12% تقريبًا في قاعدة المتاجر العالمية للشركة لأسباب استراتيجية والإغلاق المستمر في جميع أنحاء أوروبا بسبب القيود المرتبطة بوباء كورونا، ورغم أن الشركة لم تعلن توقعاتها للأداء المالي خلال إجمالي العام الحالي، لكن الأرقام توضح أن الزخم سيتواصل في الربع الثاني، مع صعود المبيعات بنحو 27% في مايو الماضي على أساس سنوي.
ويثبت نمو المبيعات القوي لجيم ستوب، رغم تداعيات الوباء، أن الشركة لديها أعمال قابلة للاستمرار طوال الوقت وأن ميزانيتها العمومية خالية من الديون مع أكثر من 770 مليون دولار من الكاش، لكن في الحقيقة قد لا تهم هذه الأرقام المستثمرين في الوقت الحالي، لأنها ثمار الإدارة السابقة، في الوقت الذي ينظر فيه المستثمرون إلى ما سوف تنجزه الإدارة الجديدة.
في الواقع، لم يكن كل شيء إيجابيًا؛ فيما أعلنته جيم ستوب مؤخرًا؛ إذ كشفت الشركة تلقت طلب من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن تقديم طوعي للوثائق والبيانات المتعلقة بالسهم، في إطار تحقيقات في تداولات السهم بعد المكاسب الضخمة في الأشهر الأخيرة على الرغم من أن جيم ستوب أوضحت أن التحقيق من المتوقع ألا يؤثر سلبًا على أداء الشركة.
وأخيرًا، لا يزال هناك الكثير من العمل الشاق أمام جيم ستوب، للتحوّل نحو التجارة الإلكترونية ومنافسة عملاق هذه الصناعة أمازون، لكن اختيار من شاركوا في نجاح مشوار أمازون، والأداء المالي في الربع الأول، كلها عوامل إيجابية كبيرة تشير إلى أن جيم ستوب تسير في الطريق الصحيح.
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139