بشكل مفاجئ، انطفأ بريق البيتكوين ورفاقها، وأصبح اللون الأحمر ضيفًا دائمًا على تعاملاتها اليومية، بعد أن تلقت ضربات قاصمة من عدة جهات مختلفة، أفقدتها نحو 50% من مستوياتها القياسية المسجلة في أبريل الماضي، فهل تتوقف الموجة البيعية أم اتخذت فقاعة البيتكوين بالفعل طريقها نحو الانفجار؟
في منتصف الشهر الماضي، ازداد بريق البيتكوين لمعانًا واخترقت مستويات قياسية جديدة بالقرب من 65 ألف دولار وبارتفاع حوالي 125% منذ بداية العام الحالي، ورغم أن العملة المشفرة الأكثر شهرة تهاوت إلى 50 ألف دولار مع نهاية الشهر، إلا أنها تماسكت وعاودت الصعود بالقرب من مستويات 60 ألف دولار في الشهر الجاري، قبل أن تأتي الضربة المفاجئة من قبل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
*أداء البيتكوين منذ بداية 2021
مؤسس تسلا، الذي أعلن قبل شهرين شراء بيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار، وقبول العملة المشفرة كوسيلة للدفع، غيّر البوصلة بشكل مفاجئ منتصف الشهر الجاري، معلنًا تعليق استخدام البيتكوين للدفع مقابل سيارات الشركة، لأن عملية تعدين العملة الافتراضية يستهلك الكثير من الطاقة وتضر البيئة، حيث قال ماسك: “نحن قلقون بشأن الزيادة السريعة في استخدام الوقود الأحفوري لتعدين البيتكوين، وخاصة الفحم، الذي يحتوي على أكبر معدل انبعاثات من أي وقود آخر”.
ورغم أن المخاوف البيئة من تعدين البيتكوين لم تكن خفية على ماسك قبل دعمه للعملات الرقمية، إلا أنه مُحق في التأثير الضار لعملية التعدين على المناخ، حيث تشير دراسة أجرتها جامعة كامبريدج إلى أن تعدين البيتكوين يستهلك أكثر من 120 تيراواط/ساعة سنويًا؛ إذ يستخدم كهرباء سنويًا أكثر من دول مثل ماليزيا أو السويد أو الأرجنتين، ويكون الاستهلاك في الغالب من مصادر طاقة تقليدية، ومن ثم تنطلق المزيد من الانبعاثات الكربونية إلى الغلاف الجوي، وتعرقل جهود العالم نحو الحياد الكربوني.
وفضلًا عن عدم استخدام البيتكوين كوسيلة للدفع، أرسل الملياردير الأمريكي رسائل متضاربة تجاه عملة البيتكوين، فبعد أن ألمح في تغريدة إلى أن تسلا ربما باعت ممتلكاتها من العملة المشفرة، عاد ليوضح لاحقًا أنها لم تفعل ذلك.
ولم تكد البيتكوين تستوعب صدمة قرار ماسك، حتى تعرضت لضربة من قبل بنك الشعب الصيني قد تهدد مستقبلها كوسيلة للتبادل وإجراء المعاملات المالية، خاصة وأنها كانت قد تقدمت عدة خطواتها في طريقها نحو كسب الشرعية بين المؤسسات المالية، بعد إعلان العديد من الشركات والبنوك السماح بتداول واستخدام العملة المشفرة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن البنك المركزي الصيني أنه لا يمكن استخدام العملات المشفرة كوسيلة للتبادل لأنها ليست عملات حقيقية، مؤكدًا على عدم السماح للمؤسسات المالية وشركات الدفع بتسعير منتجاتها أو خدماتها بهذه الأصول المشفرة.
ليس هذا فحسب، بل استمر نزيف البيتكوين مع المزيد من العناوين السلبية من كبار المؤثرين والمنظمين، حيث دعت وزارة الخزانة الأمريكية إلى فرض ضريبة على تحويلات العملات المشفرة التي تبلغ قيمتها أكثر من 10 آلاف دولار بين الشركات.
وما زاد الطين بلة، تحذير نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس في الأسبوع الماضي من أنه لا ينبغي النظر إلى الأصول المشفرة على أنها “استثمار حقيقي”، ويجب على المشاركين في السوق الاستعداد لمزيد من تقلبات الأسعار.
وقبل كل هذا الظلام القاتم، الذي أحاط بالأصول المشفرة في أقل من أسبوعين، كانت غالبية المحللين والمستثمرين تستبعد انفجار فقاعة البيتكوين في وقت قريب، مع الإشارة إلى أن وضع البيتكوين الحالي يختلف عنه في انفجار فقاعة 2018، عندما انهار السعر من أعلى من 20 ألف دولار إلى 3 آلاف دولار فقط، مع حقيقة أن المستويات القوية التي حققتها العملة المشفرة مدفوعة بالطلب من الشركات التجارية المحترفة والمستثمرين المؤسسيين الذين يجلب وجودهم الاستقرار، في حين كان صعودها في 2017 قبل انفجار الفقاعة من قبل المستثمرين الأفراد.
لكن في الوقت الحالي، تغيّر الوضع بعد تراجع تسلا ومؤسسها عن دعم البيتكوين، فضلًا عن تشديد اللوائح التنظيمية، حيث أظهر تقرير لبنك جيه بي مورجان أن المستثمرين المؤسسيين الكبار يتخلصون من عملة البيتكوين لصالح حيازة الذهب، وبالتالي أصبحت النظرة المستقبلية للعملة المشفرة ملبدة بالغيوم في ظل تلاشي داعم كبير كان يدعم وجهة نظرة مستثمري البيتكوين في استمرارية المكاسب.
كما أن فقاعة البيتكوين نشأت في الأصل مع تهافت المستثمرين على العملة خوفًا من فقدان الفرصة، مع أخذ نفس المنطق في الاعتبار فإن ما يدفع الموجة البيعية الحالية، حيث يخشى المستثمرون أن تفوتهم فرصة الخروج سريعًا من الاستثمار في البيتكوين وتقليل الخسائر المحتملة.
ورغم كل هذه المخاوف من انهيار أكثر حدة، والخسائر الأخيرة، لا تزال البيتكوين مرتفعة بأكثر من 270% خلال الـ12 شهرًا الماضية، كما أنها على مدار تاريخها القصير، الذي شهدت خلاله انفجار 3 فقاعات على الأقل، تعود وتعوض خسائرها بل تسجل مستويات قياسية جديدة، وإن كان ذلك يستغرق بضع سنوات، فهل تكون الخسائر الأخيرة فرصة للشراء، أم تستمر العملة المشفرة في النزيف؟
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.