كيف حققت البنوك الأمريكية أرباحاً قوية رغم الركود؟

معدلات الفائدة عند مستويات قياسية متدنية مما يضر قدرة البنوك الأمريكية على جني الأموال من الإقراض، والوباء يثقل كاهل الشركات والأفراد مما يزيد من احتمالية خسائر القروض، فضلاً عن قتامة النظرة المستقبلية للاقتصاد إلى حد كبير.

وسط هذه العوامل السلبية، إذا كنت راهنت على أن البنوك الأمريكية سوف تعاني من خسائر وتمر بأوقات عصيبة في الربع الثالث من العام الجاري، فأنت الآن قد خسرت الرهان، لكن بالطبع تحتاج إلى الأدلة والأسباب أيضاً لهذا عليك قراءة السطور التالية التي تفسر نتائج أعمال كبرى البنوك الأمريكية.

البداية كانت مع أكبر البنوك في الولايات المتحدة، “جي بي مورجان” الذي افتتح موسم نتائج الأعمال الفصلية بطريقة مُثلى فاجأت المحللين بعد أن حقق أرباحاً قيمتها 9.44 مليار دولار أو ما يعادل 2.92 دولار للسهم خلال الفترة من يوليو وحتى سبتمبر بزيادة 4% عن نفس الفترة من العام الماضي، وحوالي الضعف مقارنةً بالربع السابق.

ورغم الركود الذي ضرب أعمال البنك الأمريكي هذا العام، استفاد “جي بي مورجان” من ازدهار سوق الأسهم الأوسع نطاقاً الذي شجع الشركات على بيع الديون والأسهم والنظر في عمليات الاندماج وساهم ذلك في ارتفاع إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 12% لتسجل 2.1 مليار دولار حيث أدت موجة الطروحات الأولية إلى ارتفاع رسوم الاكتتاب في الأسهم والسندات.

استكشف المزيد عن محفظة TheBigBanks

*من خلال محفظة TheBigBanks Smart Portfolio الاستثمارية، يُمكنك التعرض للقطاع المالي العالمي والاستثمار في بعض من أكبر المؤسسات المصرفية وأكثرها نجاحًا في العالم.

كما جاء الأداء المالي القوي لـ”جي بي مورجان” مدعوماً أيضاً من قفزة بنسبة 30% لعائدات التداول في الأسهم وأسواق الدخل الثابت لتبلغ 6.6 مليار دولار بفارق 400 مليون دولار عن تقديرات المحللين.

وخلال الربع الثالث، خصص البنك الأمريكي حوالي 611 مليون دولار لخسائر القروض المحتمل وهذا أقل بكثير من مخصصات تجاوزت 10 مليارات دولار الربع الثاني للقروض المعدومة المحتملة في علامة جيدة تدل على أن “جي بي مورجان” يعتقد أنه مستعد بشكل كاف لما سيأتي بعد ذلك حيث لا يزال الوضع الاقتصاد مقلقاً.

وتقول “جينيفر بيبسزاك” المديرة المالية في “جي بي مورجان”: “لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن الاقتصاد، ولا يزال لدينا 12 مليون عاطل عن العمل”، لكن يرى “جيمي ديمون” رئيس أكبر البنوك الأمريكية أن تمرير حزمة تحفيز مناسبة ستقلل من فرص حدوث ركود مزدوج والضرر الذي يلحق بالشركات الصغيرة والأمريكيين العاطلين عن العمل.

ومع انتعاش الأسهم منذ قاع مارس الماضي، تمكن بنك “جولدمان ساكس” من اللحاق بركب الرابحين مع زيادة في إيرادات التداول بالأسواق العالمية بنسبة 29% على أساس سنوي خلال الربع الثالث لتصل إلى 4.55 مليار دولار وهو ما يمثل 2.05 مليار دولار عائدات للأسهم، و2.50 مليار دولار إيرادات الدخل الثابت والسلع والعملات، كما يوضح الشكل التالي:-

*إيرادات الوحدات والأقسام في بنك جولدمان ساكس خلال آخر 3 أشهر

استكشف المزيد عن محفظة TheBigBanks

وساهمت هذه الزيادة القوية في إيرادات التداول وكذلك عائدات وحدة إدارة الأصول في تضاعف أرباح “جولدمان ساكس” تقريباً خلال الربع الثالث لتصل إلى 3.62 مليار دولار مقارنة بنحو 1.87 مليار دولار في الربع نفسه من 2019، كما سجل إجمالي الإيرادات ارتفاعاً نسبته30%.

ورغم النتائج الفصلية المبهرة، أقر الرئيس التنفيذي للبنك “ديفيد سولومون” أن العالم لا يزال في بيئة غير مؤكدة للغاية بسبب “كوفيد-19” لكنه أضاف: “مع بدء عملائنا في الخروج من الأزمة الاقتصادية التي أحدثها الوباء، فإن جولدمان ساكس في وضع جيد لمساعدة العملاء على التعافي من هذه الصدمة”.

ولا يزال البنك الاستثماري الأمريكي يضع مخصصات لخسائر الائتمان المحتملة بنحو 278 مليون دولار للربع الثالث من عام 2020 لكن أقل بكثير من 1.59 مليار دولار للربع الثاني، ويأتي هذا التحسن بشكل أساسي من زيادة مدفوعات خطوط ائتمان الشركات وأقساط القروض الاستهلاكية بدعم من مساعدات الحكومة الأمريكية للأفراد والشركات في خضم الوباء.

وفي علامة أخرى بارزة على قوة أرباح البنوك الأمريكية، ارتفعت أرباح بنك “مورجان ستانلي” بنحو 25% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر لتصل إلى 2.7 مليار دولار بفارق كبير عن تقديرات المحللين البالغة 1.8 مليار دولار.

وكانت إيرادات التداول الأداء البارز للربع الثالث وساعدت في دفع “مورجان ستانلي” لتحقيق ثاني أعلى إيرادات ربع سنوية في التاريخ بلغت 11.65 مليار دولار بعد زيادة عائدات تداول الدخل الثابت بنسبة 35% على أساس سنوي، لتصل إلى 1.9 مليار دولار، كما ارتفعت إيرادات تداول الأسهم بنسبة 14% لتصل إلى 2.3 مليار دولار.

كما كان لوحدة إدارة الاستثمار في البنك الأمريكي نصيباً قوياً في دعم الأداء المالي في الربع الثالث بعد ارتفاع عائداتها بنسبة 38% على أساس سنوي لتصل إلى مليار دولار حيث سجلت صافي تدفقات داخلية واستفادت أيضًا من ارتفاع قيم الأصول خلال الانتعاش القوي في الأسواق.

وعلق الرئيس التنفيذي للبنك “جيمس جورمان” على نتائج الأعمال: “لقد حققنا أرباحًا ربع سنوية قوية حيث ظلت الأسواق نشطة خلال أشهر الصيف، واستمر نموذج أعمالنا المتوازن في تحقيق عوائد عالية”.

أما “بنك أوف أمريكا”، فقد سجل صافي ربح بقيمة 4.9 مليار دولار خلال الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر/أيلول الماضي، وبلغ نصيب السهم من الأرباح 51 سنتاً للسهم وأعلى من تقديرات المحللين البالغ 43 سنتاً للسهم رغم تراجعه عند المقارنة بالربع الثالث من 2019.

وارتفعت إيرادات تداول الأسهم والسندات في البنك الأمريكي بنحو 6% و3% لتصل إلى 1.2 مليار دولار و2.1 مليار دولار على التوالي، لكنها لم تشفع لتعويض تراجع بنسبة 11% لإجمالي الإيرادات الذي بلغ 20.3 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي.

ويوضح “بريان موينهيان” الرئيس التنفيذي للبنك: “مع استمرار تعافي الاقتصاد، جمعنا ما يقرب من 5 مليارات دولار من الأرباح هذا الربع، مما يعكس تنوع نموذج أعمالنا، كما سجلت وحدة أعمالنا الاستهلاكية زيادة بنحو 2.1 مليار دولار مع جودة الأصول وتعافي إنفاق المستهلكين”.

بشكل عام، ساعدت تريليونات الدولارات من التحفيز الحكومي وعمليات إعادة الفتح على انتشال الاقتصاد الأمريكي جزئيًا من الانكماش التاريخي، والذي بدوره منع البنوك من الاضطرار إلى خفض أو شطب القروض، كما استفادت البنوك أيضاً من الحوافز الحكومية بطريقة غير مباشرة حيث تلقت رسومًا لتنفيذ برنامج حماية الرواتب الحكومي والبالغ قيمته 669 مليار دولار ويمنح قروضًا للشركات الصغيرة من أجل الاستمرار في دفع رواتب موظفيها، كما حصل الأمريكيون الأفراد على 1200 دولار من المساعدات المالية، والتي وجد الباحثون أنها استخدمت إما لسداد الديون أو دعم المدخرات.

بالطبع كان لهذا عائداً إيجابياً على البنوك بالإضافة إلى أنها دخلت في هذا الوباء بشكل أكثر صحة مما كانت عليه قبل الأزمة المالية لعام 2008 مما ساعدها في تحمل صدمات كورونا والركود الاقتصادي العميق المرتبطة به حيث يتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد العالمي بنحو 4.4% في العام الجاري وكذلك انكماش اقتصاد الولايات المتحدة بنسبة 4.3% خلال نفس الفترة.

*توقعات أداء الاقتصاد العالمي بحسب صندوق النقد

في الواقع، النتائج لم تكن وردية لكل البنوك حيث تراجعت أرباح “سيتي جروب” بنحو 34% لتصل إلى مستوى 3.2 مليار دولار مع هبوط الإيرادات بنسبة 7% عند17.3 مليار دولار لكنه تمكن رغم هذا الهبوط من تجاوز تقديرات المحللين بفارق كبير على عكس بنك “ويلز فارجو” الذي شهد هبوطاً قدره 56% في الربع الثالث كما فشل في الوفاء بالتوقعات.

أخيراً، تبقى الصورة الكاملة للبنوك الأمريكية الكبرى جيدة بشكل كبير في ظل جائحة دمرت الاقتصاد العالمي لكن يبدو أنه لا يزال من الملاحظ أن كبار اللاعبين في “وول ستريت” يمكنهم جني الأموال حتى في ظل البيئة الحالية.

*محفظة TheBigBanks Smart Portfolio هي واحدة من أوائل المحافظ التي أنشأتها eToro للأسواق، حيث تُقدم للمُستثمرين فرصة للاستثمار بحسب الموضوع في محفظة مخصصة بالكامل تتألف من كُبرى البنوك والمؤسسات المالية الرائدة. وتمامًا مثلما هو الحال بالنسبة لكافة محافظ Smart Portfolios، فقد قامت لجنة الاستثمارات لدى eToro بتأسيس محفظة TheBigBanks وإدارتها. تخضع المحفظة لعملية إعادة توازن دورية من قبل اللجنة في محاولة لتحسين أدائها.

استكشف المزيد عن محفظة TheBigBanks

منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.

الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.