مكاسب قوية حققتها أسواق الأسهم حتى الآن في 2021؛ إذ تجاوزت العديد من المستويات القياسية -التي كان من المتوقع أن تسجلها نهاية العام على الأقل- في 4 أشهر فقط، وسط استمرار إجراءات التحفيز، وحالة التفاؤل المسيطرة على المستثمرين بشأن تسارع النمو الاقتصادي العالمي.
مستويات تاريخية
بشكل خاص، كانت الجلسات الأولى من أبريل الجاري شاهدة على قمّم تاريخية تخطتها الأسهم الأمريكية، حيث تجاوز مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” علامة فارقة، وهى مستوى 4 آلاف نقطة لأول مرة في تاريخه، في الوقت الذي كان غالبية محللي “وول ستريت” يتوقعون الوصول لهذا المستوى القياسي نهاية العام في أفضل الأحوال.
الآن يقف المؤشر الأوسع نطاقاً أعلى 4100 نقطة، بعد تحقيق مستويات قياسية للمرة الـ20 منذ بداية العام الجاري، بمكاسب 10%، كما يتداول “داو جونز” أعلى 33.800 ألف نقطة، لأول مرة على الإطلاق، في الوقت الذي يحاول فيه “ناسداك” الوصول لمستوياته التاريخية مجدداً، بعد ضغط ارتفاع عوائد السندات الأمريكية على أسهم التكنولوجيا في الأسابيع الأخيرة.
*أداء ستاندرد آند بورز منذ بداية 2021
استكشف عن الأسواق واسهم الشركات العالمية
ومثلما أنهت “وول ستريت” جلسات الأسبوع الماضي عند مستويات تاريخية، فإن السوق الأوروبية، عانقت أيضاً مستويات لم تشهدها على الإطلاق، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي للأسهم الأوروبية “ستوكس يورب 600” أعلى 437 نقطة، مع تألق “داكس الألماني بشكل خاص.
آفاق إيجابية للاقتصاد
تُخيّم حالة من التفاؤل على توقعات نمو الاقتصاد العالمي، مع استمرار حملات التطعيم المكثفة ضد وباء كورونا، ووسط آمال أن يساهم ذلك في إزالة كافة قيود الإغلاق التي عانى منها الاقتصاد على مدار أكثر من عام.
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2021 إلى 6%، مقارنة مع تقديرات سابقة عند 5.5%؛ إذ جعلت الجولة الأخيرة من التحفيز المالي في الولايات المتحدة بقيمة 1.9 تريليون دولار، إلى جانب إطلاق اللقاحات في جميع أنحاء العالم، المؤسسة الدولية أكثر ثقة بشأن الاقتصاد العالمي هذا العام.
بالطبع، البيانات الإيجابية في الفترة الأخيرة أعطت المزيد من الثقة بشأن تسارع الانتعاش الاقتصادي، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، أضاف الاقتصاد الأمريكي 916 ألف وظيفة في الشهر الماضي، بأكبر وتيرة منذ أغسطس 2020؛ ليتراجع معدل البطالة إلى 6%، بعدما وصل لما يقرب من 15% في ذروة أزمة كورونا، وفي أوروبا، عاد النشاط الاقتصادي للنمو في منطقة اليورو خلال مارس الماضي، بفضل النشاط الصناعي، بعد أن انكماش استمر لمدة 4 أشهر.
*النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو
استكشف عن الأسواق واسهم الشركات العالمية
موقف السياسة النقدية
فضلاً عن تريليونات الدولارات من التحفيز المالي، فإن الاحتياطي الفيدرالي الذي ليس لديه نية لرفع معدلات الفائدة حتى عام 2023 على الأقل، أو تقليص 120 مليار دولار التي يضخها في النظام المالي كل شهر من خلال مشترياته من السندات، يعني أن بيئة الأصول الخطرة لا تزال جذابة للمستثمرين.
ويرى صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي أن برنامج شراء الأصول من غير المرجح أن يشهد تغييراً في أي وقت قريب، مشيرين إلى أنه رغم تحسن الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، فإن الأمر لا يزال بحاجة لمزيد من التقدم نحو مستهدف التوظيف والتضخم، قبل إجراء أي تغيير على السياسة النقدية التيسيرية الحالية.
كما تعهد البنك المركزي الأوروبي أيضاً بالإبقاء على موقفه التيسيري بتثبيت معدلات الفائدة دون تغيير، ليس هذا فحسب بل أشار إلى أنه سيزيد من وتيرة شراء السندات في هذا الربع، خاصة مع الارتفاع الاخير في عوائد السندات الحكومية.
كما تعهد البنك المركزي الأوروبي أيضاً بالإبقاء على موقفه التيسيري بتثبيت معدلات الفائدة دون تغيير، ليس هذا فحسب بل أشار إلى أنه سيزيد من وتيرة شراء السندات في هذا الربع، خاصة مع الارتفاع الاخير في عوائد السندات الحكومية.
ويواصل المركزي الأوروبي شراء السندات بوتيرة شهرية تبلغ 20 مليار يورو، بالإضافة إلى برنامج الشراء الطارئ المتعلق بوباء كورونا عند مستوى 1.85 تريليون يورو (2.20 تريليون دولار)، والمتوقع أن يستمر حتى مارس لعام 2022.
هل تستمر المكاسب؟
بعد سلسلة المستويات القياسية، قد تكون أسواق الأسهم في مفترق طرق، إما أن تتداول في نطاق ضيق إلى حد ما لنهاية العام، أم يرفع المحللون توقعاتهم مما يعطي دفعة للأسهم، خاصة وأننا على وشك انطلاق أول موسم أرباح للشركات في العام الجاري، ولا يوجد أيّ سبب يجعل رؤساء الشركات أقل تفاؤلاً لبقية العام، مما يوجّه تقديرات الأرباح لأعلى.
في الواقع، لا أحد ينكر أن تقييمات الأسهم مرتفعة للغاية، ومن الممكن أن نرى حركة تصحيحية، خاصة وأن البعض يخشى ألا يختفي الوباء بأسرع ما هو متوقع، أو يتحوّر الفيروس إلى شيء لا تستطيع اللقاحات الحالية إيقافه، بالإضافة إلى مخاوف أن يُجبر الفيدرالي الأمريكي على رفع الفائدة في وقت مبكر من المتوقع، مع تسارع التضخم.
ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن يرتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز” إلى مستوى 4300 نقطة خلال الـ12 شهراً المقبلة، مع استفادة أسهم الدورة الاقتصادية بالنمو العالمي المتسارع، في حين، يرى الاقتصادي الأمريكي جيريمي سيجل في تعليقات لشبكة “سي إن بي سي” أن سوق الأسهم سوف تستمر في الارتفاع على الأقل طوال هذا العام، ويحقق مكاسب بأكثر من 30%، لكنه حذر من أنها قد تعاني من خسائر تصل إلى 20% بعد ذلك.
استكشف عن الأسواق واسهم الشركات العالمية
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.