قد تكون حقيقة غير قابلة للشك أن الجميع يحب الذهب لأننا نعتقد أنه أصل آمن للغاية في عالم خطير للغاية، وفي الأوقات غير المسبوقة، يُرى المستثمرون حول العالم يحولون استثماراتهم من الأصول ذات المخاطر العالية إلى الأصول منخفضة المخاطر مثل السندات الحكومية والذهب وما إلى ذلك.
والفترة الأخيرة ليست مختلفة بل قد تكون من اكثر الأوقات غير المسبوقة، هناك الكثير من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي بسبب جائحة “كوفيد-19″، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية والتجارية مما يزيد من الطلب على المعدن الأصفر.
مثلما استفاد الذهب من الدعم المالي والنقدي الضخم منذ بداية جائحة كورونا، فإن استمرار الزيادة في حالات “كوفيد-19” تهدد بخفض إنفاق المستهلكين ومكاسب الوظائف، وبالتالي الحاجة إلى تقديم المزيد من الدعم من قبل البنوك المركزية.
وبالإضافة إلى حالات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، يميل الذهب إلى الاستفادة من تدابير التحفيز واسعة النطاق من البنوك المركزية لأنه يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تحوط ضد التضخم وتراجع قيمة العملة.
لهذا، تصدر الذهب المشهد الاستثماري في الفترة الأخيرة وحقق مكاسب قوية تجعله ضمن أكبر الرابحين في ظل الأزمة الحالية، حيث تعززت الأسعار منذ بداية رحلة فيروس كورونا ورغم أن المعدن عانى بعض العقبات في منتصف الرحلة إلا أنه تمسك بالاتجاه الصاعد حتى تجاوز 1800 دولار للأوقية في نهاية جلسة الثلاثاء، مسجلا أعلى مستوى منذ سبتمبر لعام 2011 عندما حقق مستوى قياسي مرتفع عند 1921 دولارا للأوقية، مما يجعل المعدن النفيس قريب من كسر حاجز أعلى مستوى في تاريخه.
الذهب أعلى أعتاب مستويات قياسية
مع المكاسب القوية للمعدن الأصفر، رفعت العديد من البنوك الاستثمارية توقعاتها لأسعار الذهب بشكل حاد بل تتوقع الصعود إلى مستوى قياسي مرتفع، وعلى رأس ذلك، كتب “بول سيانا” كبير محللي “بنك أوف أمريكا” في مذكرة للعملاء في الشهر الماضي أنه إذا تمكن سعر الذهب من تجاوز مستوى المقاومة عند 1800 دولار للأوقية، فإن سعر المعدن النفيس يمكن أن يرتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 1920.70 دولار للأوقية والمسجل في عام 2011.
وأوضح المحلل أن التحليلات الفنية تشير إلى أن سعر الذهب قد يصل لمستوى تاريخي جديد في النصف الثاني من العام الحالي وخاصة في الربع الثالث، فضلاً عن أن هناك موجة تقود أسعار الذهب إلى 2000 دولار للأوقية بالفعل، مع سيناريو صعودي يتراوح بين 2114 دولار إلى 2296 دولار للأوقية في الفترة المقبلة.
وأرجع المحلل توقعات لارتفاع أسعار الذهب إلى الشكوك حول سرعة تعافي الاقتصاد العالمي مع استمرار زيادة قياسية لإصابات كورونا في الولايات المتحدة، مما جعل التعافي على شكل حرف “V” أقل احتمالاً في الوقت الحالي.
ويرى الاقتصادي محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين في “أليانز” في تحليل عبر وكالة “بلومبرج” أنه مع إجبار المخاوف الصحية لعدد متزايد من الولايات على إيقاف عمليات الفتح أو إغلاق آخر وانسحاب بعض الشركات والأسر من الارتباطات الاقتصادية النشطة، تتشكل سحابة خلال الربع الثالث، مما يهدد عمق واتساع التعافي الاقتصادي.
كما يتوقع المحللون في بنك “جولدمان ساكس” ارتفاع أسعار الذهب إلى 2000 دولار خلال الـ12 شهراً المقبلة، مشيرين: “يميل الطلب على الاستثمار في الذهب إلى النمو في المرحلة المبكرة من التعافي الاقتصادي، مدفوعًا بمخاوف استمرار التراجع وانخفاض معدلات الفائدة الحقيقية، وفي الوقت نفسه، نرى عودة قوية لطلب المستهلكين في الأسواق الناشئة مدعومة بتخفيف عمليات الإغلاق وضعف الدولار”.
وتتشابه هذه التوقعات مع تقديرات بنك “سيتي جروب” الذي توقع وصول المعدن النفيس إلى مستوى قياسي جديد عند 2000 دولار للأوقية بعد أن رفع توقعاته لمدة 3 أشهر إلى 1825 دولار للأوقية.
واستمرارً للنظرة المستقبلية الأكثر تفاؤلاً، توقع “أولي هانسن” رئيس استراتيجية السلع “ساسكو بنك” استمرار صعود أسعار الذهب في النصف الثاني من عام 2020، مرجحاً ارتفاعه لمستوى قياسي في السنوات القادمة.
وأوضح “هانسن” أن أسباب دعم ارتفاع الذهب في النصف الثاني من العام تضمنت “الحاجة السياسية” إلى تسارع التضخم لدعم مستويات الديون وزيادة وفرة المدخرات العالمية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
الطلب على المعدن يتزايد
مع الصورة القاتمة للاقتصاد العالمي، تواصل حيازة الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الارتفاع للشهر السابع على التوالي خلال يونيو الماضي، وبحسب التقرير الشهري الصادر عن مجلس الذهب العالمي، فإن حيازة الذهب ارتفعت بنحو 104.3 طن، وهو ما يعادل 5.6 مليار دولار أو 2.7 بالمائة من الأصول تحت الإدارة.
وارتفع بذلك إجمالي الحيازة العالمية من الذهب في الصناديق المتداولة إلى مستوى قياسي جديد عند 3620.7 طن، حيث يشير مجلس الذهب العالمي إلى أن البيئة الاقتصادية والجيوسياسية تظل داعمة لاستثمارات الذهب.
*حيازة الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة خلال يونيو
ومن ناحية أخرى، واصلت البنوك المركزية حول العالم شراء الذهب خلال شهر مايو الماضي، حيث بلغ صافي المشتريات 39.8 طن من الذهب لتكون أعلى من المتوسط الشهري البالغ 35 طن في غضون أول أربعة أشهر من العام بحسب مجلس الذهب العالمي الذي يتوقع أن تظل البنوك المركزية تسجل صافي مشتريات في العام الحالي.
*مشتريات البنوك المركزية من الذهب منذ بداية 2018 وحتى مايو الماضي
وفي الشهر الماضي، كانت تركيا هي الأكثر شراءً للذهب، عبر زيادة احتياطياتها من المعدن الأصفر بنحو 36.8 طن، ما عزز الإجمالي إلى 560.8 طن حيث يمثل نحو 36.4% من كافة الاحتياطيات لدى البنك المركزي في تركيا.
في النهاية، البيئة الحالية تدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب وفقاً لغالبية التوقعات بداية من الركود الاقتصادي ومعدلات الفائدة المنخفضة وحتى الحوافز المالية والنقدية الهائلة التي تضاعف ميزانيات البنوك المركزية وفي مقدمتها الاحتياطي الفيدرالي، وكما يقول “بنك أوف أمريكا” الفيدرالي يستطيع طباعة الدولارات لكنه لا يمكنه طباعة الذهب.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.