تقرير أسبوعي

التضخم والنمو والبنوك المركزية

سوف يأخذ اهتمام الأسواق المالية في هذا الأسبوع ثلاثة أبعاد، وهي: التضخم والنمو والبنوك المركزية، حيث نجد مطروحًا على جدول أعمال هذا الأسبوع، بيانات النمو في كلٍّ من ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وبيانات التضخم في كلٍّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان، وكلمتي رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي ورئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي جانت يلين.  سيحاول المستثمرون بوجهٍ عام أن يخرجوا من كل هذا بخريطة ترسم أمامهم الفرص الاستثمارية، وسيحاولون التمييز بين ما هو جيد وما ليس بجيد وما هو بين هذا وذاك. سوف تمنح البيانات والخطابات مستثمري الفوركس صورة واضحة بشأن الاتجاه المُحتَمَل للسوق وما إذا كان الوضع يعكس ارتفاعًا للدولار أم تعافيًا للإسترليني أم انهيارًا لليورو. السؤال المهم هو كيف سيستخدم المستثمرون هذه البيانات في رسم إستراتيجياتهم؟

النمو الألماني والتضخم الأوروبي

عندما يتعلق الأمر باليورو، وفي أعقاب هذا الانهيار الكبير في قيمته، سوف يترقب المستثمرون تلك “النقطة الفعالة” وهي اللحظة التي يتضح فيها أن الأمور في منطقة اليورو ليست بهذا السوء كما كان يُخشَى منها في البداية. يحتاج اليورو حتى يتعافي في هذا الأسبوع إلى حدوث ثلاثة أشياء، وهي: توقف التضخم عن التراجع وزيادة النمو الألماني بأكثر من المتوقع (زيادة مفاجئة في الربع الرابع بنسبة 0.7% مقارنة بالربع السابق) وتلميح سوبر ماريو دراغي إلى عدم وجود مزيد من التيسير الكمي على الأقل في الأجل القريب.

رغم عدم استبعاد حدوث مفاجئة في النمو الألماني، فإن توقف التراجع في مستوى التضخم في منطقة اليورو يبدو شيئًا بعيد المنال. وعلى أي حال، فقد كان تراجع التضخم هو السبب الأساسي الذي دفع البنك المركزي الأوروبي إلى الشروع في برنامجه الضخم للتيسير في المقام الأول. يبدو انقلاب التضخم إلى انكماش (أقل من 0%) مسألة شائكة أكثر من أي مشكلة أخرى تعاني منها منطقة اليورو. يتوقع المحللون أن يتراجع التضخم في منطقة اليورو بمقدار -0.6%، وهو ما يُعَد إشارة باعثة على القلق ربما تقوِّض العملة الأوروبية الموحدة حال تم تأكيدها؛ ومن ثم، إذا اقتصر تراجع التضخم على 0.2% “فقط” (مقارنة بنفس المدة من العام الماضي) -وهي نسبة مشابهة لتراجع الشهر الماضي- فإن ذلك قد يشير إلى أن الضغوط النزولية على التضخم، التي من شأنها إضعاف اليورو بلا هوادة، قد بدأت تهدأ أخيرًا. أخيرًا وليس بأخر، سوف يمعن المستثمرون النظر في كلمات دراغي التي سيلقيها في يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع. إذا حملت بيانات النمو في ألمانيا والتضخم في الاتحاد الأوروبي مفاجآت إيجابية، فإن الدَفْعَة النهائية التي يحتاجها اليورو ليتعافى سوف تأتي من البنك المركزي الأوروبي. إذا أشار دراغي إلى استعداد المركزي الأوروبي لمزيدٍ من التيسير، فإن ذلك قد يبدد أي آمال في التعافي. أما إذا أشار دراغي إلى عدم وجود مزيد من التيسير في الوقت الراهن، وفي ظل مفاجآت إيجابية من المتغيرات الأخرى، فإن اليورو قد يتعافى.

هل أوشك مصرف الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة؟

في الوقت الذي يتمنى فيه المستثمرون في منطقة اليورو ألا تأتي النتائج بالسوء الذي توقعوه في البداية، تتعلق الآمال في الولايات المتحدة بأن تأتي الصورة أكثر إشراقًا مما كان مُقدَّرًا من قَبل لا سيما بعد ظهور بعض البيانات المخيبة للآمال. لكن بيانات النمو خلال الربع الرابع والتضخم في الولايات المتحدة سوف تسبقها شهادة جانت يلين التي ستكون مُطالَبَة فيها بالتعليق على سياسة الاحتياطي الفيدرالي. إذا أبدت يلين موقفًا حازمًا بشأن اقتراب رفع أسعار الفائدة، فإنها بذلك قد تمهد الطريق أمام ارتفاع الدولار. سوف يتجه اهتمام الأسواق بعد كلمة يلين صوب بيانات التضخم الأمريكية. ينظر المستثمرون إلى التضخم المنخفض بوصفه أكبر تهديد لرفع الفائدة؛ حيث إنه قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على تأجيل رفع الفائدة. التضخم المنخفض في هذه الحالة تحديدًا يعني أن يتراجع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة دون 1.5% مقارنة بنفس المدة من العام السابق. أخيرًا يأتي دور الإصدار الثاني لبيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية خلال الربع الرابع من العام، وهي البيانات التي إن جاءت مرتفعة بعد مراجعتها أعلى من 2.6% على أساسٍ سنوي فإنها ستكون نتيجة متفائلة، وقد تدفع الدولار نحو مزيدٍ من الارتفاع لو أنها اقترنت بتفاؤل من جانب الاحتياطي الفيدرالي واستقرار في التضخم.

عودة إلى الشأن المهم

سوف يتجه التركيز بوجهٍ عام في هذا الأسبوع على الأشياء الجيدة مقابل الأشياء التي ليست بهذا السوء. لو لم يبدو التضخم في منطقة اليورو بهذا السوء وظهر دارغي أكثر تفاؤلاً، فإن اليورو المُتَرنِّح قد يتعافى، لكن تحقق هذا التعافي يتطلب التراجع في التضخم الأمريكي. وإلا، فإن المستثمرين قد يرون أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية بات قاب قوسين أو أدنى، الأمر الذي قد يتلاشى معه تأثير الأخبار الجيدة من منطقة اليورو.

على قائمة البيانات

بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا (الثلاثاء) – إذا زاد النمو الألماني عن 0.7% مقارنة بالربع السابق، فإن ذلك سيكون داعمًا لليورو.

التضخم في منطقة اليورو (الثلاثاء) – تراجع التضخم في منطقة اليورو دون -0.2% مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي قد يعيق تعافي اليورو.

كلمة ماريو دراغي (الثلاثاء) – من المتوقع أن يكون لما سيقوله دراغي تأثيرٌ قوي على الإقبال على اليورو. إذا أبدا دراغي استعدادًا لمزيدٍ من التيسير فإن اليورو قد يتأثر سلبًا، أما إذا بدا دراغي متمهلاً في انتظار ما يُستَجَد فإن ذلك قد يدعم اليورو.

شهادة جانت يلين (الثلاثاء) –  إذا أشارت يلين إلى اقتراب رفع أسعار الفائدة، فإن ذلك سيكون إيجابيًا للدولار.

الرقم القياسي الأساسي الأمريكي لأسعار المستهلكين (الخميس) – استقرار المشهد التضخمي في الولايات المتحدة من العوامل المهمة لرفع الفائدة. ارتفاع التضخم الأساسي الأمريكي فوق 1.5%، سوف يزيد من فرص رفع أسعار الفائدة.

نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة (الجمعة) – إذا تجاوز النمو في المملكة المتحدة 2.7% مقارنة بنفس المدة من العام السابق، فإن الإسترليني قد يستعيد بعضًا من خسائره.

نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة (الجمعة) – إذا جاء النمو في الولايات المتحدة بعد المراجعة أعلى من 2.6%، فإنه قد يحفز المزيد من المكاسب للدولار.

الرسم البياني الأسبوعي – EURJPY

eur_jpy_feb18

المفكرة الاقتصادية –

Arabic calendar