تقرير أسبوعي

هل ما زالت منطقة اليورو تنبض بالحياة؟

بعد أن بدأ البنك المركزي الأوروبي رسميًا برنامجه للتيسير الكمي في الأسبوع الثاني من شهر مارس/آذار الذي سيتم بمقتضاه ضخ سيولة نقدية بقيمة 60 مليار يورو شهريًا، لم يكن من المفاجئ أن يواصل اليورو تراجعه. لكن في الوقت الذي تراجع فيه اليورو، قفزت المؤشرات المقومة به -مثل DAX الألماني وCAC40 الفرنسي وIBEX الإسباني- وسط حالة من التفاؤل بأن يؤدي انخفاض قيمة اليورو إلى نموٍّ أفضل وأن تنشط المؤشرات الأوروبية بدعمٍ من برنامج المركزي الأوروبي للتيسير الكمي. يرغب المستثمرون في الأسهم الأوروبية أن يلمسوا في مستهل هذا الأسبوع دليلاً أقوى على تعافي منطقة اليورو قبل أن يدفعوا بمؤشرات الأسهم نحو مزيدٍ من الارتفاع.

إن سلسلة مؤشرات معنويات السوق المرتقبة من كلٍّ من ألمانيا وفرنسا ثم من منطقة اليورو ككل سوف تقدم إجابة عن سؤالٍ مهم، وهو هل ما زالت منطقة اليورو تنبض بالحياة؟ سوف تبيِّن بيانات مؤشرات مديري المشتريات ما إذا كانت الشركات قد أصبحت أكثر تفاؤلاً، وإذا كان الوضع هكذا، هل ثمة فرصة أمام منطقة اليورو لتحقق نموًا أفضل من المتوقع في المستقبل. من المُقرر أن تنشر جميع مؤشرات مديري المشتريات في يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، ويستهلها مؤشرا مديري المشتريات للقطاع التصنيعي والخدمي في ألمانيا. كذلك سوف تنشر فرنسا مؤشرات مديري المشتريات فيها، يعقبها المؤشر المُجمَّع لمديري المشتريات في منطقة اليورو الذي يعكس مناخ الأعمال في ذلك التكتل الاقتصادي برمته. من المتوقع أن يحصل المستثمرون على قراءة أوروبية شاملة لمعنويات السوق بعد نشر مؤشرات معنويات السوق الواسعة النطاق تلك، لكن ما الذي يريدونه حقًا؟ شيئان؛ الأول، أن تأتي جميع مؤشرات مديري المشتريات أعلى من 50، ذلك لأن القراءة فوق حاجز الـ50 تعني النمو، أما الثاني فهو أن ترتفع جميع المؤشرات عما كانت عليه في الشهر السابق. إن مزيجًا منهما كليهما سوف يشير إلى أن منطقة اليورو ما زالت تنبض بالحياة، وهو ما قد يعطي المستثمرين في المؤشرات الأوروبية الضوء الأخضر لمواصلة المضاربة على صعودها ويدفع بالمؤشرات نحو الارتفاع، رغم أن ذلك ربما يشير أيضًا إلى أنه ثمة احتمال لأن ينشط اليورو فيما بعد.

 هل يعود التضخم؟

سوف يتحول المستثمرون سريعًا بعد أن قاسوا نبضات منطقة اليورو إلى مجموعة أخرى مهمة من البيانات تشير تحديدًا إلى التضخم. رغم التباطؤ السريع في معدلات التضخم حول العالم، ظلت البنوك المركزية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة دون سواهما قادرة على دراسة احتمالية زيادة -ربما تكون وشيكة- لسعر الفائدة. يتطلع المستثمرون إلى رؤية عودة التضخم الأساسي (الذي يستبعد الغذاء والطاقة) مرة أخرى في بيانات الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (التضخم) المُزمَع نشرها يوم الثلاثاء الجاري في كلٍّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. فما السبب؟ تضخم أساسي بنسبة 1.6% أو أعلى في الولايات المتحدة سيكون داعمًا للدولار ومؤيدًا لمساره الصعودي. أما في المملكة المتحدة، فإن نتيجة أعلى من 1.4% للتضخم سوف تسمح بوضع حدٍّ أدنى للجنيه الإسترليني أمام الدولار وتساعده في استعادة زخمه الصعودي أمام العملتين المناظرتين وهما اليورو والين. إن خيبة الأمل على هذين الصعيدين أو على أيٍّ منهما سوف تشعل حركة لجني الأرباح من العملة المخيبة للآمال (أي من الإسترليني أو الدولار أو من كلتيهما).

الرقم النهائي للنمو في الولايات المتحدة في عام 2014

سوف نختتم الأسبوع على نشر النسخة الأخيرة من بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2014 في الولايات المتحدة. لن يتحمل المضاربون على ارتفاع الدولار خيبة أمل جديدة بعد ما تعرضوا له من جراء انخفاض نسبة النمو السنوي بعد المراجعة من 2.6% إلى 2.2%. إن انخفاض النسخة الجديدة من رقم النمو لعام 2014 بعد المراجعة النهائية دون مستوى 2.2% قد يقوض قوة الدولار أمام الإسترليني والذهب بصفة أساسية، فيما يُعَد تداول معاكس للدولار.

 

عودة إلى الشأن المهم

عندما يتعلق الأمر بالدولار -بوجهٍ عام- ينبغي أن يكون التضخم الأساسي عند مستوى 1.6% أو أعلى وأن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2% أو أعلى على أساس سنوي؛ فكلاهما سوف يسمح للدولار بالمحافظة على جاذبيته إذا جاءا مطابقين للتوقعات، أما إذا جاء أيٌّ منهما أو كلاهما مخيبًا للآمال، فإنه قد يقلص من مكاسب الدولار. أما فيما يتعلق بأوروبا، فإن توسيع المؤشرات الأوروبية لمكاسبها يستلزم من مؤشرات مديري المشتريات أن تحقق نتائج قوية؛ كذلك يجب أن يزيد التضخم الأساسي في المملكة المتحدة عن 1.4% حتى ينجح الإسترليني في المحافظة على مستواه.

على قائمة البيانات

مؤشرات مديري المشتريات الأوروبية (الثلاثاء) –  مؤشرات مديري المشتريات من ألمانيا وفرنسا ومنطقة اليورو ككل سوف تحدد الإقبال على المؤشرات الأوروبية.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في المملكة المتحدة (الثلاثاء) – سوف يكون التركيز منصبًا على الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين (الذي يستبعد الغذاء والطاقة). نتيجة عند مستوى 1.4% أو أعلى ستدعم الجنيه الإسترليني.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة (الثلاثاء) – إذا حافظ على مستواه عند 1.6% أو ارتفع عنه، فإنه سيدعم الدولار الأمريكي.

ثقة المستهلك في الولايات المتحدة (الثلاثاء) – من المتوقع أن يؤدي ارتفاع ثقة المستهلك عن 96.4 نقطة إلى دعم الدولار والأسهم الأمريكية.

مؤشر مناخ الأعمال الصادر عن معهد الأبحاث الاقتصادية الألماني (الأربعاء) – سوف يؤثر مؤشر المعهد -إلى جانب مؤشر مديري المشتريات- على الإقبال على مؤشر DAX الألماني.

مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة (الخميس)-إذا عادت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة للارتفاع بعد أن كانت قد تراجعت إلى -0.7% (مقارنة بالشهر السابق) فإن ذلك سوف يزيد من الإقبال على الإسترليني ومؤشر FTSE100 أيضًا.

الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة (الجمعة) – استقرار الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2014 في الولايات المتحدة عند مستوى 2.2% سيكون إيجابيًا للدولار. أي شيء دون ذلك قد يؤدي نوعًا ما إلى جني الأرباح.

مخطط الأسبوع – USDJPY

jpy_march18

المفكرة الاقتصادية –

Arabic calendar