ربما يمكننا القول بأن شركة “Walt Disney” جمعت بين النقيضين في فترة الكورونا، ففي حين أنها اكتوت بنار الأزمة مع إغلاق الحدائق والمنتزهات واستوديوهات الأفلام، فقد استفادت من مزايا الوباء من خلال تعزيز خدمة “ديزني بلس” بشكل كبير حيث كانت مقصداً للمستهلكين العالقين في المنزل.
بالتأكيد، كان الحظ حليف عملاق الترفيه الأمريكية في إطلاق خدمة بث الفيديو قبل أشهر قليلة من تفشي الوباء، لأن بدونها لكان عمق كورونا جراح “ديزني”، فهى على الأقل قللت حدة التداعيات السلبية على الأداء المالي للشركة.
وهذا يعزز الرأي القائل بأن خدمة البث التي كانت مجرد ملحق لشيء أكثر بروزاً، جعلها الوباء في مقدمة شركة “ديزني” يتبعها باقي القطاعات الترفيهية، وكان الأداء المالي في الربع الأخير للشركة دليلاً على ذلك، هو ما سنتناوله في السطور التالية.
- خدمة البث “ديزني +“
في نفس هذا الشهر قبل عام، دخلت شركة “Disney” في تحدي كبير في سوق خدمات بث الفيديو التي تهيمن عليه “نتفليكس”، عندما أعلنت إطلاق “ديزني بلس”، ووصفها “بوب إيجر” رئيس مجلس إدارة “ديزني” في ذلك الوقت، بأنها “رهان على مستقبل هذه الشركة”.
لكن يبدو أن الجائحة جعلت خدمة البث هى الحاضر والمستقبل معاً لشركة “ديزني”، ومع احتفال “ديزني بلس” بعيد ميلادها الأول يوم الخميس الماضي، كانت الشركة تعلن عبر نتائج أعمالها وصول عدد مشتركي خدمة البث إلى 73.7 مليون مشترك خلال العام المالي 2020 للشركة والمنتهي 3 أكتوبر الماضي.
ويعتبر ذلك نمواً قوياً للغاية بالنظر إلى هدف “ديزني” عند إطلاق الخدمة، وهو الوصول عدد مشتركين يتراوح بين 60 مليون إلى 90 مليون اشتراك بحلول عام 2024، لكن بعد عام واحد فقط، تزحف “ديزني بلس” بسرعة نحو “نتفليكس”، التي أبلغت عن أكثر من 195 مليون مشترك في آخر ربع لها.
وجدير بالذكر، أن خدمة “ديزني بلس” تُقدم بسعر منخفض مقارنة مع “نتفليكس”، مع محتوى أقل، لكن إذا قامت بملء مكتبتها بالمحتوى الجذاب، فقد تستقطب بعض رواد “نتفليكس” الذي يرغبون في توفير المال أو يشعرون بالملل.
وكان هناك شكوك في تألق خدمة البث لدى “ديزني”، خاصة مع ضخامة “نتفليكس” وإطلاق آبل خدمة مماثلة، حيث توقع بعض المحللين أن الخدمة لن تصل حتى 20 مليون مشترك بحلول نهاية عام 2020، لكنهم غيروا لحنهم على نطاق واسع وبسرعة، بعد أن أجبرت جائحة كورونا المستهلكين على البقاء في المنزل والاتجاه لمثل هذه الخدمات.
ورفع بنك “مورجان ستانلي” تقديرات الاشتراكات في خدمة “ديزني بلس” إلى 230 مليونًا بحلول نهاية عام 2025، مشيراً إلى أن “ديزني” سوف تميل أكثر نحو خدمة البث أكثر من قطاعاتها الأساسية.
وهذا ما قاله “بوب تشابك” الرئيس التنفيذي لشركة “ديزني”، لشبكة “سي إن بي سي”: “إننا نميل الميزان بشكل كبير نحو البث”، عندما أعلنت الشركة في أكتوبر الماضي أنها تعيد هيكلة قسمي الإعلام والترفيه، مركزةً أعمالها الإعلامية في مؤسسة واحدة ستكون مسؤولة عن توزيع المحتوى ومبيعات الإعلانات و “ديزني بلس”.
- خدمة البث تقلل من تداعيات الوباء
ظهرت قوة خدمة البث في “ديزني” في الربع الأخير من العام المالي الماضي، حيث خففت من ضربة الوباء وتأثيره السلبي على الحدائق والمنتزهات واستديوهات الأفلام التابعة للشركة والتي تعرضت للإغلاق في غالبية الوقت هذا العام.
وسجلت “ديزني” خسائر بقيمة 710 ملايين دولار خلال الربع الأخير لها المنتهي في 3 أكتوبر، وبلغ نصيب السهم من الخسائر المعدلة 20 سنتاً، ورغم ذلك فإنها جاءت أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى خسائر 71 سنتاً للسهم.
وعلى جانب الإيرادات، فقد تراجعت إلى 14.7 مليار دولار في الربع الأخير، مقارنة مع عوائد بقيمة 19.1 مليار دولار في الربع نفسه من 2019، لكن تمكنت “ديزني” أيضاً من تجاوز تقديرات المحللين البالغة 14.20 مليار دولار، بفضل خدمة البث التي أضافت 16.2 مليون مشترك في هذا الربع فقط.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة: “حتى مع الاضطراب الناجم عن كورونا، فقد تمكنا من إدارة أعمالنا بشكل فعال مع اتخاذ خطوات جريئة ومدروسة لوضع شركتنا في وضع يمكنها من تحقيق نمو أكبر على المدى الطويل”.
ورغم ذلك، ترك الوباء ندوباً في أداء الشركة للعام المالي المنتهي، حيث سجلت خسائر سنوية بقيمة 2.8 مليار دولار هي الأولى منذ عام 1980، كما تراجع إجمالي الإيرادات السنوية بنسبة 6%.
- انتعاش السهم
مع ضربة فيروس كورونا، عانى سهم الشركة العاملة في قطاع الترفيه بالطبع من خسائر وصلت إلى 4.5% منذ بداية العام الجاري، لكن نتائج الأعمال الأخيرة، أعطت للمستثمرين أملًا جديدًا في أن “ديزني” قد تجاوزت أسوأ حالات جائحة كورونا، بل ستخرج أقوى من الأزمة وفي يدها سلاح قوي متمثل في خدمة البث.
هذا وارتفع سهم “ديزني” بأكثر من 5% في تعاملات ما بعد جلسة الخميس، على خلفية إعلان نتائج الأعمال، ثم أنهى الأسبوع بمكاسب قوية تجاوزت 8.5%.
*أداء سهم ديزني منذ بداية 2020
وقام عدد من محللي “وول ستريت” بزيادة أهدافهم السعرية لسهم “ديزني”، وعلى رأسهم “مايكل موريس المحلل لدى” جوجنهايم” الذي رفع السعر المستهدف لمدة 12 شهرًا إلى 165 دولارًا من 140 دولارًا، وكتب في مذكرة للعملاء: “بينما نتوقع تأثيرًا سلبيًا لعدة سنوات من كورونا، نعتقد أن المستثمرين يتوقعون تعافيًا، وبالتالي سيقيمون السهم على إمكانات الشركة غير المعطلة بسبب الوباء وأهمها خدمة البث.
فلنرى، هل تثبت “ديزني” للمستثمرين أنه يمكن أن تحتفظ بالمشتركين كما يمكنها زيادتهم، أم أنها طفرة البدايات؟
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139