باتت أزمة فيروس كورونا حدثاً تاريخياً ستقف عنده البشرية كثيراً بل قد يتم تقسيم التاريخ إلى عالم ما قبل كورونا وعالم ما بعده نظراً للتغيرات الكبيرة التي حدثت أو متوقع حدوثها جراء الوباء.
وفي خضم حجم الخسائر البشرية والاقتصادية التي تسببت فيها الجائحة، يخرج من رحم الأزمة بعض الأشياء الإيجابية التي قد تنقلنا إلى مرحلة أخرى لعالم يعتمد كلياً على الرقمنة.
تظهر ضرورة التحول الرقمي أولاً من أجل القضاء على انتشار فيروس كورونا عن طريق تقليل الاعتماد على التعامل النقدي وجهاً لوجه.
ونظراً لأن التبادل اليدوي للعملات الورقية يمكن أن ينقل فيروس كورونا، تضطر الدول حول العالم إلى إعادة النظر في استخدام “الكاش”، فقد يتحول “كوفيد -19” إلى العامل المحفز الذي يجعل الدفع الرقمي هو الاتجاه السائد، وليس من الغريب أن صناعة المدفوعات الرقمية تركز بالفعل على الفرص التي أوجدتها الأزمة.
وفضلاً عن تأثير “كوفيد19″ والقبول المتزايد للمدفوعات غير النقدية في المتاجر، هناك أسباب أخرى وراء رغبة الأشخاص في التحول إلى المدفوعات الرقمية حيث وجد استطلاع لـ”دويتشه بنك” أن السهولة تلعب دورًا مهمًا في اختيار الشخص للانتقال الرقمي، فالمحافظ الرقمية مجانية ومتاحة بسهولة.
في الواقع، سيكون من الأهم التركيز على التحول نحو المدفوعات الرقمية لدول مثل الصين وهى مركز اندلاع الفيروس، والولايات المتحدة وهى الدولة الأكثر تضرراً حتى الآن مع وصولها إلى أكثر من نصف مليون مصاب.
ومن جانبها، قامت الحكومة الصينية بتطهير الأوراق النقدية بل وإعدامها للتخفيف من انتشار الفيروس على الأقل على المدى القصير، وعلى سبيل المثال، أفادت صحيفة “ساوث تشيانيا مورنينج بوست” أن فرعاً محلياً لبنك الشعب الصيني في مقاطعة “قوانجدونغ” يتخلص من الأموال التي ربما تكون قد تم تداولها من خلال أماكن عالية المخاطر مثل المستشفيات وأسواق الطعام.
وفضلاً عن هذه الإجراءات، فإن وباء كورونا سيسرع من إصدار العملة الرقمية في الصين مع تعهد البنك المركزي الصيني بتعزيز الدفع الإلكتروني، خاصة وأن التصميم الأساسي للعملة الرقمية السيادية قد اكتمل، وسيتم إطلاق بعض البرامج التجريبية للاختبار.
ويقول “يانغ دونغ” رئيس مركز التكنولوجيا المالية وأبحاث البلوكتشين في جامعة “رنمين” الصينية: “قد يسرع الوباء من إدخال العملات الرقمية، وستتراجع عمليات تبادل الأموال المادية وجهاً لوجه أكثر، بسبب مخاوف من احتمال الإصابة”.
في ظل هذه الظروف، يفضل المستهلكون الأفراد والمؤسسات طرق الدفع الرقمية وسيعتادون عليها أكثر، ومع حقيقة أن هذا الاتجاه قوي بالفعل حيث أنه اعتبارًا من نهاية عام 2018، استخدم حوالي 73% من مستخدمي الإنترنت في الصين خدمات الدفع عبر الإنترنت مقارنة مع 18% في 2008، فلابد من اغتنام هذه الفرصة والعمل على تسريع إصدار وتطبيق العملة الرقمية في الصين.
أما في الولايات المتحدة، خوفاً من استيراد العملات التي قد تكون محملة بالفيروس من آسيا، اتخذ الاحتياطي الفيدرالي إجراءات الحجر الصحي للدولار المادي وتطهيره، ربما تكون هذه الإجراءات مبررة، مع الأخذ في الاعتبار أن العملة المتداولة يمكن أن تكون عرضة لنقل الفيروس.
ووجدت الدراسات أن فيروس الإنفلونزا على سبيل المثال، يمكن أن يظل على قيد الحياة ومعدياً على الأوراق النقدية لمدة 17 يومًا، وبالتالي سيكون من المعقول أن نفترض أن العملة المتداولة لعبت دورًا في انتشار كورونا أيضًا.
فضلاً عن أضرار العملات الورقية من خلال نقل العدوى، فإن الإجراءات الداعمة للأفراد التي قامت بها الولايات المتحدة لمساعدتهم على مجابهة تداعيات كورونا أظهرت الحاجة إلى التحول الرقمي.
ومع قيام الإدارة الأمريكية بإرسال شيكات إلى المواطنين لمساعدتهم في ظل هذه الأزمة، لم تفكر الحكومة فيما سيفعله ملايين الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية بهذه الشيكات بمجرد استلامهم لها.
ويقول المحلل “مورجان ريسكس” عبر وكالة “بلومبرج” أن الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية من الأمريكيين سيزورون منافذ صرف الشيكات والشركات المالية المماثلة، حيث سيكلف تحويل الشيكات إلى نقد ما يصل إلى 3.5 المائة من القيمة الاسمية -وهي أموال كان يمكنهم استخدامها لتلبية الحاجة الملحة.
هذه ليست مشكلة لهذه الأسر فقط، من وجهة نظر الحكومة يعد إرسال الشيكات المادية للأفراد مكلفًا وغير فعال، وعندما يكون التباعد الجسدي أمرًا بالغ الأهمية، فإن تقليل الحاجة إلى تسليم الماديات -مثل الشيكات وأوراق الدولار -سيكون جيدًا للجميع.
لذا فالحل وهو الحاجة إلى دولار رقمي يساعد في تحسين الاستجابة الطارئة للحكومة في الأزمة الحالية والأزمات المستقبلية.
وسيحافظ الدولار الرقمي أيضًا على وضع الدولار كعملة عالمية مهيمنة – وهي ميزة اقتصادية هائلة للولايات المتحدة، حيث تمتلك الصين عملة رقمية في طور التجهيز، وكذلك عملة فيسبوك “ليبرا” لذا من المحتمل أن يفقد الدولار مكانته العالمية إذا لم يتنافس.
على أي حال، بدلاً من القيام بتطهير العملة وعزلها وإعادة طباعتها، فإنه لابد من أن تدرس الدول كيفية التحول كلياً للمدفوعات الرقمية للتقليل من انتشار الفيروس من ناحية وتحقيق السهولة في المعاملات المالية من جهة أخرى.
وإذا كان من إيجابيات فيروس كورونا الإسراع نحو التحول للمدفوعات الرقمية، فإن الفيروس أيضاً منح شركات التكنولوجيا والاتصالات قبلة الحياة.
نتيجة للوباء، حتى الشركات التي كانت كسولة في التحول الرقمي ستضطر الآن إلى تكثيف لعبتها الرقمية أمثال مؤتمرات الفيديو، ومشاركة المستندات، والحلول السحابية، وأمن المعلومات والأعمال التجارية في جميع الصناعات، سواء أعجبهم ذلك أم لا، سيتعين عليهم استخدام التقنيات الرقمية للحفاظ على تشغيل عملياتهم.
وستستفيد “البلوكتشين”، كتكنولوجيا أساسية للبنية التحتية الرقمية، من الشركات التي تطلب المزيد من الحلول الرقمية، بالفعل اليوم، خلقت الأزمة حالات استخدام إضافية للبلوكتشين، وعلى سبيل المثال، تستخدم الصين وكوريا الجنوبية بالفعل تطبيقات الهواتف الذكية لمراقبة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.
وتتضمن هذه التقنيات كل شيء بدءًا من تتبع الموقع الجغرافي الذي يمكنه مراقبة موقع الأشخاص من خلال هواتفهم إلى أنظمة التعرف على الوجه التي يمكنها تحليل الصور لتحديد الأشخاص الذين قد يكونون على اتصال مع الأفراد الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لاحقًا.
هذه مجرد واحدة من العديد من حالات الاستخدام الممكنة، الرسالة هي: هذه الأزمة هي فرصة هائلة لشركات “البلوكتشين”.
وكشف تحليل لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” أن هناك إيجابيات مدهشة ناشئة تظهر إمكانات العالم المتغير رقميًا، حيث تسمح الرقمنة بالتطبيب عن بعد، والعمل عن بعد والتعليم عبر الإنترنت في، كما أنها تولد المزيد من البيانات حول توسع الفيروس وتساعد في تبادل المعلومات لأغراض للبحث.
كما يضيف التحليل أن هناك قفزة كبيرة في العمل عن بعد وعقد المؤتمرات عبر الإنترنت، مما زاد الطلب على برامج المؤتمرات عبر الإنترنت مثل “مايكروسوفت تيمز” وسكايب”.
وفقًا لـ”مايكروسوفت”، ارتفع عدد الأشخاص الذين يستخدمون برمجياتها عبر الإنترنت بنسبة 40% تقريبًا في أسبوع منذ انتشار الفيروس.
في الصين، بدأ استخدام تطبيقات العمل الرقمي مثل “ويشات ” و”تينسينت” “دينج” في نهاية شهر يناير عندما بدأ سريان إجراءات الإغلاق، كما يوضح الرسم البياني التالي.
خلاصة القول، في حين أن العالم يفكر في كيفية إعادة بناء الاقتصاد المتدهور جراء كورونا عليه أن يأخذ في اعتبار التحول الرقمي، فمثلما قد لا يتكرر الوباء إلا مرة واحدة في القرن، فهذه الفرصة كذلك فلابد من اغتنامها.
— التقرير الفني —
التحليل الفنى لليورو/دولار والـ 1.1045 مستهدف سعرى قوي
السيناريو المتوقع : الإستقرار أعلي مستويات الـ 1.0950 ، سوف يؤدي الى المزيد من الإرتفاعات وصولاً الي 1.1000 ثم الـ 1.1045 ، وأخيراً الـ 1.1088 .
- السيناريو البديل، كسر دعم الـ 1.0900 ، سوف يؤدي الي المزيد من التراجعات لإستهداف الـ 1.0850 ثم الـ 1.810 ، وأخيرا 1.0775 .
* إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.
- مستويات الدعم (1.0900 –1.0850 – 1.0817).
- مستويات المقاومة ( 1.0960– 1.1000– 1.1045 ).
- تداول اليورو دولار الآن
التحليل الفنى للباوند /دولار والإتجاة الصاعد مازال هو المسيطر حتي الأن
- السيناريو المتوقع: الإستقرار أعلي مستويات الـ 1.2540 سوف يؤدي الي المزيد من الهبوط وصولاً الي مستويات الـ 1.2600 ثم الـ 1.2740.
- السيناريو البديل، التداول أدنى مستويات الـ 1.2480 ، سوف يؤدي الي المزيد من الإنخفاضات ، وإستهداف مستويات الـ 1.2400 ثم الـ 1.2360 ، وأخيراً الـ 1.2320 .
* إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.
- مستويات الدعم (1.2550 –1.2500 – 1.2470).
- مستويات المقاومة ( 1.2570 – 1.2747– 1.2800 ).
- تداول الباوند دولار الآن
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.