تتقدم البيتكوين بخطى ثابتة نحو العودة إلى مستوياتها القياسية مرة أخرى، بعد أن كسرت العديد من الحواجز في الأسابيع الأخيرة، متجاوزةً مستوى 62 ألف دولار، لأول مرة منذ أبريل الماضي، وسط العديد من العوامل الإيجابية على رأسها النهج المتساهل للولايات المتحدة في التعامل مع العملات المشفرة.
حققت البيتكوين مكاسب قوية في أكتوبر الجاري بشكل خاص؛ إذ تجاوزت العملة المشفرة الأكثر قيمة في العالم مستوى 50 ألف دولار الأسبوع الماضي لأول مرة في أربعة أسابيع، واستمرت في الارتفاع سريعًا، لتتخطى حاجز 55 ألف دولار، ثم تسارعت وتيرة الصعود لتتجاوز مستوى 62 ألف دولار الجمعة الماضية.
ومع هذه المكاسب، ارتفعت القيمة السوقية للبيتكوين إلى 1.3 تريليون دولار، كما أنها أصبحت حاليًا أقل بحوالي 5% فقط من أعلى مستوياتها على الإطلاق، المسجل في منتصف أبريل الماضي عند 64.863 ألف دولار؛ والذي شهدت بعده العملة المشفرة تقلبات وخسائر حادة دفعتها أدنى من مستوى 30 ألف دولار، بعد الحرب التي شنتها الصين على العملات الرقمية، فضلًا عن تخلّى شركة تسلا عن البيتكوين كوسيلة للدفع مقابل سياراتها، وسط مخاوف تتعلق بالبيئة، لكن بعد هذه الكبوة تتجه العملة المشفرة مجددًا إلى مستواها القياسي، فما أسباب ذلك؟
*أداء البيتكوين في 2021
الزخم يعود مجددًا
كان زخم اعتماد البيتكوين من قبل العديد من المستثمرين المؤسسين عاملًا رئيسًا في المكاسب القوية للعملة المشفرة وصلت إلى 110% حتى الآن في 2021، رغم التقلبات الجامحة التي شهدتها هذا العام، والتي كانت -أيضًا- نتيجة تراجع بعض المستثمرين الكبار جزئيًا عن دعم البيتكوين.
وعادت البيتكوين للمكاسب مجددًا بدعم الطلب القوي من قبل المؤسسات؛ إذ اجتذبت صناديق ومنتجات العملات المشفرة استثمارات بقيمة 226.2 مليون دولار الأسبوع الماضي، بقيادة البيتكوين، التي استحوذت على معظم التدفقات قريبًا، بحسب بيانات شركة كوين شيرز، نقلتها وكالة رويترز.
واستقطبت العملات المشفرة، وخاصة البيتكوين، نحو 638 مليون دولار خلال 8 أسابيع متتالية من التدفقات، لتصل مجمل التدفقات منذ بداية العام إلى 6.3 مليار دولار، وهذا يؤكد استمرار نظر المستثمرين للبيتكوين على أنها مخزن للقيمة، مع تزايد شرعيتها يومًا بعد يوم.
وهذا ما أكده بنك جي بي مورجان في مذكرة بحثية حديثة، بأن التدفق نحو العملة المشفرة يشير إلى زيادة شهية المؤسسات الاستثمارية الراغبة في التحوط من خطر تسارع التضخم، الذي يضرب العالم حاليًا مع تعافي الاقتصاد العالمي من أزمة فيروس كورونا.
واتجه المستثمرون أكثر إلى البيتكوين لتحقيق هذه الرغبة، بعدما فشل الذهب في القيام بدوره كأداة تحوط ضد التضخم، مع تعرضه لخسائر ملحوظة هذا العام بلغت 7% حتى الآن في الوقت الذي تضاعف فيه سعر البيتكوين.
وأحد الأسباب في دفع العملة الرقمية إلى الأمام، وهو التأكيد من قبل صناع السياسة الأمريكية وعلى رأسهم وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري جينسلر، بعدم وجود نية لحظر استخدام أو تعدين العملات المشفرة، كما فعلت الصين في الأشهر الأخيرة.
بل ذهب الأمر إلى رغبة عمدة مدينة ميامي الأمريكية، فرانسيس سواريز، في تقديم خطة لدفع رواتب العمال والضرائب والرسوم المختلفة بعملة البيتكوين، في إطار مساعي جعل المدينة مركزًا للأصول الرقمية.
صندوق البيتكوين
تفاءل مستثمرو العملات المشفرة بتوقعات بدء تداول أول صندوق للمؤشرات المتداولة يعتمد على العقود الآجلة للبيتكوين في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، في لحظة فارقة لصناعة التشفير في أكبر اقتصاد حول العالم.
وأعلنت شركة إدارة الأصول “بروشيرز” (ProShares) خططها لإطلاق صندوق تداول العقود الآجلة للبيتكوين في بورصة نيويورك يوم الإثنين، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا هو موعد بدء التداول، فقد يكون في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، ورغم أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لم تصدر قرارًا رسميًا بالموافقة على هذه الخطوة، لكن إعلان “بروشيرز” بالإضافة إلى العديد من التقارير، يشير إلى أنه من غير المرجح أن تمنع السلطات الأميركية الإدراج في هذه المرحلة.
ومنذ سنوات، يضغط المدافعون عن العملة المشفرة على الجهات التنظيمية للموافقة على صندوق للمؤشرات المتداولة المتعلقة بعملة البيتكوين، مع توقعات أن يجلب وصول فئة جديدة من المستثمرين إلى العملات الرقمية، خاصة مستثمري التجزئة الذين يتطلعون إلى دخول عالم البيتكوين المثير للاهتمام في كثير من الأحيان.
ومن شأن إتمام عملية الإدراج هذا الأسبوع في البورصة الأمريكية، أن يُنهي انتظاراً استمر لمدة ثماني سنوات عندما قدّما التوأم المعروفان بدورهما في تاريخ شركة فيسبوك كاميرون وتايلر وينكليفوس، أول طلب لطرح صندوق بيتكوين متداول في البورصة عام 2013.
وتقدمت العديد من الشركات بما في ذلك إنفيسكو وفالكيري، بطلب لإطلاق صندوق متداول للبيتكوين، يمكن أن تتبع بروشيرز في الأسابيع المقبلة، ورغم أن ذلك قد يمثل انتصارًا لسوق التشفير، لا تزال التوقعات لصندوق مماثل يتتبع سعر السوق الفوري لعملة البيتكوين غير واضحة.
في النهاية، تمكنت البيتكوين من التعافي في كل مرة فقدت فيها قيمها، مما رفع آمال المستثمرين في مستقبلها على المدى الطويل، وجاء الارتفاع الأخير ليعزز هذا الأمل في أن البيتكوين تستعد لارتفاع غير مسبوق قريبًا، فهل تحلّق العملة الرقمية مرتفعة أم تخيّب آمال المدافعين عنها؟
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.