تكافح أسعار النفط للوصول لمستويات 70 دولارًا للبرميل، مع حقيقة إصابات كورونا في الهند أصبحت العقبة الرئيسية أمام استمرار رحلة الصعود، التي بدأها الخام منذ أواخر العام الماضي، وسط توقعات بتراجع الطلب على النفط، رغم آمال انتعاش الاقتصاد العالمي.
وفي الأسبوع الماضي، كانت أسعار الخام بالفعل على أعتاب مستوى 70 دولارًا، مع مخاوف نقص الإمدادات في الولايات المتحدة، مع تعطل خط أنابيب كولونيل، الذي ينقل ما يقرب من نصف إمدادات الساحل الشرقي، على خلفية الهجوم الإلكتروني، قبل أن يعاود استئناف عملياته.
*سعر خام غرب تكساس الوسيط منذ بداية 2021
وحققت أسعار النفط مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، مدعومة بآمال أن يعوض ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا مخاوف تراجعه جراء إصابات كورونا المتزايدة في الهند، كما كان هبوط الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوي في 3 أشهر داعمًا لمكاسب الخام، كونه يجعل شراء النفط أقل تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
لكن إلى أي مدى سيواصل الخام الاتجاه الصعودي ويتجاوز مستويات 70 دولارًا، مع استمرار تصاعد إصابات كوفيد-19 في الهند – ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم؟
شوكة الهند
في الواقع، لا تزال الهند تمثل شوكة في حلق سوق النفط، حيث أصبحت المركز الحالي لانتشار الوباء في العالم، فمنذ أواخر أبريل الماضي، تبلغ الدولة الآسيوية عن أكثر من 300 ألف إصابة يومية بالفيروس، مما أدى إلى إجهاد النظام الصحي، وإجبار معظم الولايات الهندية على البقاء في حالة إغلاق.
ومن شأن أوامر البقاء في المنزل الصارمة أن تقيد حركة الناس، وتقلل من مبيعات الوقود، حيث انخفضت مبيعات وقود النقل في الأسبوعين الماضيين بمقدار الخمس عن الشهر السابق ونحو 28% عن نفس الفترة من عام 2019، وفق بيانات وكالة بلومبرج.
ووسط هذا، خفضت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس توقعاتها للطلب على النفط في الهند بنحو 28% في العام الجاري، ويؤثر انخفاض الاستهلاك في ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم على المعنويات بشأن أسعار النفط والتوقعات الضعيفة بانتعاش الطلب العالمي القوي في النصف الثاني من العام الحالي.
توقعات الطلب
بالطبع، أثرت ضراوة تفشي الفيروس في الهند على توقعات الطلب على النفط على المستوى العالمي؛ إذ خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021، بينما تتخذ أوبك وحلفاؤها بالفعل وجهة نظر حذرة.
ومن المتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 5.4 مليون برميل يوميًا هذا العام، وهذا أقل بنحو 270 ألف برميل يوميًا عن التوقعات السابقة، وفقًا لأحدث تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي أشارت إلى أن أزمة كورونا في الهند تُؤكد أن آفاق الطلب على النفط محاطة بحالة من عدم اليقين.
كما خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديراتها لنمو الطلب على الخام إلى 5.42 مليون برميل يوميًا في العام الجاري، مقابل 5.50 مليون برميل يوميًا في التقديرات السابقة، في حين كانت النظرة المستقبلية لمنظمة أوبك بشأن الطلب على النفط الأكثر تفاؤلًا نوعًا ما، حيث أبقت توقعات نموه عند 6 ملايين برميل يوميًا هذا العام.
نظرة متفائلة
على الرغم من التأثير السلبي لانتشار كورونا في الهند على آفاق سوق النفط، إلا النظرة الإيجابية بالنسبة لأسعار النفط لا تزال هي الغالبة بين المحللين، خاصة وأن معدلات الإصابة بكوفيد-19 تتراجع في الولايات المتحدة -أكبر مستهلك للخام في العالم- في الوقت الذي تتزايد فيه نسبة الذين تلقوا لقاحات كورونا، ونتيجة لهذا قامت العديد من الولايات الأمريكية بتخفيف قيود الإغلاق، وهو ما سيُلقي بظلاله على أسعار النفط مع تسارع الطلب.
كما يبرهن القرار الأخير لتحالف أوبك+ يبرهن على ثقتها في استمرار ارتفاع أسعار الخام؛ إذ وافقت المنظمة وحلفاؤها على زيادة إنتاج النفط بنحو 2.1 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الثلاثة، التي بدأت من مايو الجاري.
وتأكيدًا على النظرة المتفائلة، لا يزال بنك جولدمان ساكس يرى أن سعر خام برنت سيصل إلى 80 دولارًا للبرميل هذا الصيف، موضحًا أن ارتفاع المعروض في النصف الثاني من 2021، لن يعوض القفزة المتوقعة في الطلب على النفط.
في حين يرى بنك مورجان ستانلي أنه من المرجح أن تكون أسعار النفط عالقة في النطاق بين 65 و70 دولارًا هذا الصيف، بسبب ارتفاع أنشطة الحفر الأمريكية والعودة المحتملة للصادرات الإيرانية، على الرغم من استمرار العوامل الدائمة للأسعار.
في النهاية، لا شك أن أسعار النفط أصبحت قريبة من تجاوز حاجز 70 دولارًا، لكن من المؤكد أن توقعات استمرار مسارها الصاعد لا تزال محاطة بقدر كبير من عدم اليقين.
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.