أسبوعي

تسليط الأضواء على الدولار والإسترليني مع اقتراب عام 2015 على نهايته

الآن وبعد تجاوز قرار رفع الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي وبيانات الوظائف في الولايات المتحدة، يستطيع المستثمرون أن يبدلوا توجهاتهم. سوف تشهد الأسواق هذا الأسبوع حدثين من شأنهما تحريك الأسواق ينبغي التركيز عليهما. يوافق الحدث الأول يوم الخميس عندما يعلن بنك إنجلترا عن قراره الأخير لعام 2015 بشأن أسعار الفائدة، والذي يقال إنه الأهم على الإطلاق. وربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو توقعات مارك كارني للعام المقبل.

ثم ننتقل يوم الجمعة إلى الجانب الآخر من المحيط إلى الولايات المتحدة التي ستعلن عن أرقام مبيعات التجزئة لشهر نوفمبر. من الجدير بالملاحظة أن أرقام نوفمبر تتضمن مبيعات “الجمعة السوداء”، وهي أكبر يوم للتسوق عادة خلال العام. وينبغي ألا ننسى أن تلك ستكون أرقام مبيعات التجزئة الأخيرة قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي القادم بخصوص الفائدة.

مسار الجنيه الإسترليني لعام 2016

سوف يعلن بنك إنجلترا يوم الخميس عن آخر قرار له هذا العام بخصوص السياسة النقدية. ويكمن جوهر الموضوع فيما إذا كان بنك إنجلترا سيحذو حذو بنك الاحتياطي الفيدرالي أم لا. معدل الفائدة المرجعي لبنك إنجلترا في الوقت الحالي هو 0.50% ولا يوجد إجمالي فعلي حول رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.  كما أن مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، عالق بين المطرقة والسندان.

فمن ناحية، كان يغلب على بنك إنجلترا في الماضي أن يحذو حذو بنك الاحتياطي الفيدرالي. ومن ناحية أخرى، فإن رفع أسعار الفائدة في هذا التوقيت يمكن أن يكون فرضية محفوفة بالمخاطر. ومن الواضح أن البنك المركزي الأوروبي على وشك الإقدام على مزيد من إجراءات التيسير النقدي. ومن ثم فإن تباعد السياسات سيكون له تأثير كبير على التجارة فيما بينهما. وببساطة، سوف تصبح منتجات المملكة المتحدة أكثر تكلفة للمستهلكين في منطقة اليورو.

لقد قال محافظ بنك إنجلترا مؤخراً بأن الخطوة القادمة ستكون هي رفع أسعار الفائدة. غير أنه سكت عن توضيح توقيت ذلك. كما أشار بأن التضخم يظل ثابتاً عند ما يقرب من الصفر، وهذا بعيد عن المعدل الذي يستهدفه بنك إنجلترا والبالغ 2%. لا يتوقع المحللون رفع أسعار الفائدة حتى الربع الثاني من عام 2016، ويبدو أن توجهات السوق تؤخر ذلك التاريخ لما هو أبعد من ذلك. وإذا أقدم بنك إنجلترا على المفاجأة بالإعلان عن رفع أسعار الفائدة، فقد يرتفع الجنيه الإسترليني. وفي غضون ذلك، فإن رفع أسعار الفائدة قد يُضر بمؤشر FTSE100.

لا شك أن المستثمرين سيكون لديهم بعض الأسئلة ليطرحونها على مارك كارني، إن استطاعوا. على سبيل المثال، هل هو متفائل بشأن المستقبل أم لا؟ ما هي وجهة نظره حول احتمالية رفع أسعار الفائدة وتوقيته؟ ما هي العوامل الأخرى التي يضعها بنك إنجلترا في اعتباره؟

وول ستريت تترقب بشغف مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة

سوف ينشر مكتب الإحصاءات الأمريكي أرقام مبيعات التجزئة لشهر نوفمبر يوم الجمعة. يُنظر إلى مبيعات التجزئة على أنها مؤشر جيد لثقة المستهلك الأمريكي في الاقتصاد. سترغب الأسواق في معرفة عدد المستهلكين الذين يزيدون من إنفاقهم. سوف تشير الأرقام القوية إلى أن المستهلكين لديهم ثقة في قدرتهم على “التعامل” مع رفع أسعار الفائدة الوشيك. بيد أنه إذا لم تكن الأرقام قوية، فيمكن أن تتراجع الرهانات على الدولار إلى حين قرار الاحتياطي الفيدرالي التالي بشأن أسعار الفائدة.

وفي حين أن مبيعات التجزئة القوية يمكن أن تبرر رفع أسعار الفائدة، إلا أن ذلك ستكون له تداعيات كبيرة على وول ستريت. وفي حين أن السياسة النقدية الأكثر تشدداً يغلب أن تضر بأسواق الأسهم، إلا أن مبيعات التجزئة القوية يمكن أن تدفع المؤشرات الأمريكية إلى إنهاء العام على ارتفاع. كما أنها ستزيد من احتمالية أن تكون أرباح الربع الأخير، لا سيما بالنسبة لبائعي التجزئة، أكثر قوة. كما أن ضعف الأرقام قد يؤثر على وول ستريت، لا سيما في ضوء قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. إن الجمع بين انخفاض ثقة المستهلكين وارتفاع أسعار الفائدة هو مؤشر سيء لوول ستريت.

أهم الجوانب

ارتفاع التوقعات بأن يستمر بنك إنجلترا في اتباع سياسة الترقب والانتظار بشأن رفع أسعار الفائدة. بيد أنه لو فاجأ مارك كارني الأسواق بنظرة متفائلة لعام 2016، فإن أثر ذلك على الجنيه الإسترليني سيكون إيجابياً. وهذا يشير إلى أن رفع أسعار الفائدة قد يكون مطروحاً على الطاولة في نهاية المطاف. إن القيود التي تعتري بياناً من ذك القبيل تتمثل في أن قوة الجنيه الإسترليني يمكن أن تؤثر على النمو الاقتصادي. إن رفع أسعار الفائدة الآن يمكن أن يعزز الجنيه الإسترليني مؤقتاً. أما على المدى الطويل، فإن النمو سيواجه تهديدات، كما سيتعرض الجنيه الإسترليني لضغوط.

وفي ظل غياب قرار بشأن أسعار الفائدة، فإن دور مارك كارني وتوقعاته يمثلان أهمية كبيرة. هل يتوقع ارتفاع التضخم في النهاية وما هو توقيت ذلك؟ ما هي التوقعات الإجمالية لاقتصاد المملكة المتحدة؟ نأمل أن تتم الإجابة على تلك الأسئلة الملحة.

نعرف في الولايات المتحدة ما إذا كان المستهلك الأمريكي يمتلك الثقة الكافية للإنفاق بقوة قبل عطلات الكريسماس. والحد الأساسي هو أن ارتفاع مبيعات التجزئة يعد مؤشراً جيداً لمؤشرات وول ستريت. بيد أن خيبة الأمل لن تقتصر على وول ستريت، لكنها ستطال الدولار الأمريكي كذلك.

أخبار مهمة

الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو خلال الربع الثالث (الثلاثاء)- إذا كشفت مراجعة إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو خلال الربع الثالث (الإصدار الثالث) عن ارتفاع، فإن اليورو قد يحقق استفادة طفيفة.

الناتج المحلي الإجمالي لليابان خلال الربع الثالث (الثلاثاء)-إذا كشفت مراجعة إجمالي الناتج المحلي لليابان خلال الربع الثالث عن ارتفاع خلال الإصدار الثالث، فإن الين قد يحقق بعض المكاسب. رغم أن الارتفاع سيكون محدوداً حسب التوقعات.

معدل البطالة في أستراليا (الخميس)- إذا هبطت معدلات البطالة في أستراليا إلى ما دون 5.9% عقب التراجع الدراماتيكي خلال الشهر الماضي، فإن الدولار الأسترالي قد يتعافى بقوة مقابل اليورو والين.

قرار بنك إنجلترا بخصوص أسعار الفائدة- أحد أهم القرارات المتعلقة بأسعار الفائدة لبنك إنجلترا مؤخراً. إذا استمر بنك إنجلترا في اتباع نهجه الحمائمي في عام 2016، فمن الممكن أن يتهاوى الجنيه الإسترليني، وإذا عاود بنك إنجلترا تفاؤله، فقد يستعيد الإسترليني بعضاً من خسائره.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الجمعة)- الحدث الرئيسي لوول ستريت والدولار. إذا جاءت مبيعات التجزئة متجاوزة للتوقعات، فيمكن أن ترتفع مؤشرات وول ستريت. غير أنه إذا جاءت مبيعات التجزئة دون التوقعات، فيمكن أن يتأثر بذلك كل من وول ستريت والدولار.

المخطط البياني للأسبوع:

Etoro_chart

Economic Calendar:

Real Time Economic Calendar provided by Investing.com.