تمكنت شركة إنفيديا (Nvidia) من تجاوز عقبة اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وحققت أداءً ماليًا مذهلًا على كافة المقاييس خلال الربع المالي الرابع 2021، كما قدمت نظرة مستقبلية قوية، مع تزايد الطلب على معالجات الرسوم التي تنتجها الشركة، من قبل اتجاهات الذكاء الاصطناعي المتزايدة وقطاع الألعاب.
الزخم الذي تشهد إنفيديا ليس متعلقًا لم يأت في الربع الأخير فقط، لكن تمر مصنعة الرقائق بفترة من النمو الهائل والمستدام في أعمالها، مع وجود نقص في المعروض من أشباه الموصلات في العالم، لتحقيق إيرادات وأرباح قياسية في إجمالي العام المالي 2021، وهو ما كان داعمًا قويًا لأداء السهم على مدار العامين الماضيين تحديدًا.
ورغم ذلك طغت مخاوف الاقتصاد الكلي جراء تسارع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة على سوق الأسهم عامةً، خاصة قطاع التكنولوجيا، التي تكتسي حتى الآن باللون الأحمر، وهو ما أثر سلبًا على أداء سهم إنفيديا في العام الجديد، لكن النظرة المستقبلية تبدو إيجابية.
نتائج أعمال قوية
ارتفعت أرباح إنفيديا بأكثر من 100% على أساس سنوي، لتتجاوز 3 مليارات دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في يناير الماضي، مقارنة مع 1.4 مليار دولار في الربع نفسه من العام المالي 2021؛ وهذا ما يجعل نصيب السهم من الأرباح المعدلة يتفوق على توقعات المحللين البالغة 1.22 دولار، مسجلًا 1.32 دولار للسهم.
كما حققت الشركة الأمريكية إيرادات فصلية قياسية خلال الربع المالي الرابع، بلغت 7.64 مليار دولار، بارتفاع 53% على أساس سنوي، مقابل 5 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام المالي الماضي، مع تحقيق عائدات قياسية من وحدتي الألعاب ومراكز البيانات.
وسجلت مصنعة الرقائق مبيعات بلغت 3.26 مليار دولار من أعمال مركز البيانات في الربع المالي الرابع، بزيادة 71% على أساس سنوي، و11% على أساس فصلي، في حين لا تزال وحدة الألعاب أكبر سوق بالنسبة إلى إنفيديا؛ إذ حقق ارتفاعًا في العائدات بمقدار 37% على أساس سنوي، لتصل إلى مستوى قياسي عند 3.42 مليار دولار، مدفوعة بمبيعات جيفورس (GeForce) أحد معالجات الرسومات.
وطغت الإيرادات القوية من الوحدتين الأساسيتين للشركة، الألعاب ومراكز البيانات -تمثلان 87% من إجمالي الإيرادات-على تراجع العائدات من رقائق السيارات وبطاقات تعدين العملات المشفرة في الربع المالي الرابع، حيث تراجعت العائدات من أعمال السيارات بنسبة 14% لتصل إلى 125 مليون دولار، بفعل أزمة قيود التوريد لدى شركات السيارات.
كما باعت إنفيديا 550 مليون دولار من البطاقات الخاصة بالتشفير في السنة المالية 2022 و24 مليون دولار فقط في الربع الرابع، وكان هذا الأداء أقل بكثير من توقعات المحللين، وأرجعت مصنعة الرقائق ذلك إلى أن معظم وحدات معالجة الرسوميات لديها برامج تمنع استخدامها في تعدين العملات المشفرة، وبدلًا من ذلك يلجأ عمال المناجم إلى شراء معالجات تعدين متخصصة.
بصفة عامة، الأداء المالي القياسي لم يكن ملك الربع الأخير وحده، ولكن تمكنت إنفيديا وسط بيئة تعاني من نقص في الرقائق، من تحقيق إيرادات وأرباح قياسية في إجمالي العام المالي 2022؛ بلغت 26.91 و9.75 مليار دولار، بزيادة 61% و125% على التوالي، عند المقارنة بالعام المالي السابق له.
توقعات متفائلة
تشهد إنفيديا طلبًا استثنائيًا على منتجاتها، مع لجوء المؤسسات ومقدمي الخدمات السحابية إلى معالجات الرسومات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت الشركة الأمريكية أن ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، سوف تعتمد على رقائقها في أبحاث الذكاء الاصطناعي، بعدما أعلنت تقديم استثمارات هائلة في الميتافيرس.
فضلًا عن الطلب المتزايد للرقائق من قطاع المركبات ذاتية القيادة وبطاقات تعدين العملات المشفرة، ومجالات مختلفة أصبحت أكثر تأثيرًا وزخمًا في الوقت الحالي، مثل البيولوجيا الرقمية وعلوم المناخ والروبوتات والألعاب بالطبع.
فيما يتعلق بأزمة سلاسل التوريد، أعلنت إنفيديا أن لديها 9 مليارات دولار من التزامات التوريد طويلة الأجل، ارتفاعًا من 2.54 مليار دولار قبل عام واحد، حيث أكد جين سون هوانغ الرئيس التنفيذي للشركة أن قيود الإمداد الخاصة بالشركة تتراجع، مشيرًا إلى أن إمدادات منتجات الشركة ستزيد بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2022.
ونتيجة للطلب القوي المستمر وتحسن المعروض، تتوقع صانعة الرقائق تحقيق إيرادات بقيمة 8.10 مليار دولار في الربع الأول من العام المالي الجديد، بزيادة عن توقعات محللي وول ستريت البالغة 7.29 مليار دولار.
في الحقيقة، لا يزال لدى صانعة الرقائق مجال كبير للنمو على الرغم من الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي، من ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، حيث أنه من غير المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إعاقة الطلب على قطاعات الأعمال الأساسية للشركة من الذكاء الاصطناعي والألعاب وغيرهما.
ويأتي ذلك، رغم أن الرقابة التنظيمية والرياح المعاكسة الأخرى حالت دون إتمام صفقة الاستحواذ الكبرى، حيث كان لدى إنفيديا رغبة قوية في شراء شركة تصميم الرقائق آرم (Arm)، من مجموعة سوفت بنك.
أداء السهم
مع زخم النمو الهائل الذي تشهده إنفيديا، ارتفع سهم الشركة بأكثر من 125% في العام الماضي، وتجاوزت القيمة السوقية لمصنعة الرقائق 800 مليار دولار للمرة الأولى على الإطلاق في نوفمبر المنصرم، وتزايدت التوقعات في ذلك الوقت أن الشركة تقترب من حجز مقعد في نادي التريليون دولار، مع صعود السهم إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 346 دولارًا.
ورغم ذلك، ومع عدم وجود أيّ علامات على تباطؤ نمو أعمال الشركة، كان أداء السهم متقلبًا في العام الجديد، مثل جميع أسواق الأسهم بصفة عامة، خاصة أسهم التكنولوجيا، التي تنتمي إليها إنفيديا، التي تتأثر بارتفاع أسعار الفائدة وتسارع التضخم، لذلك انخفض السهم بأكثر من 19% منذ بداية هذا العام حيث يبحث المستثمرون عن استثمارات أكثر أمانًا في بيئة تضخمية.
*أداء سهم إنفيديا منذ بداية عام 2021
ودخل سهم إنفيديا في اتجاه هبوط أواخر يناير الماضي، لكنه بدأ في التعافي خلال فبراير؛ إذ تمكنت القيمة السوقية للشركة من تجاوز 620 مليار دولار، لتصبح سابع شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية، متفوقة على شركة فيسبوك لأول مرة على الإطلاق، وتحديدًا في جلسة 8 فبراير الجاري، بعدما تلقى عملاق التواصل الاجتماعي ضربة قوية على إثر الأرباح المخيبة للآمال، كما تفوقت إنفيديا على شركات كبرى مثل بيركشاير هاثاواي.
ورغم ذلك، كان رد فعل المستثمرين مفاجئًا، بعد إعلان نتائج الأعمال عقب إغلاق جلسة الأربعاء الماضي، ليتعرض السهم لضربة قوية في جلسة الخميس متراجعًا بأكثر من 7% إلى 245 دولارًا، فلم يكن الأداء المالي القوي والتوقعات الإيجابية أيضًا كافية بالنسبة للمستثمرين.
لكن في الحقيقة لا يجب أن نغفل أن في الجلسة نفسها، شهدت سوق الأسهم الأمريكية موجة بيعية قوية، حيث هبط مؤشر داو جونز بأكثر من 600 نقطة مسجلًا أكبر خسائر يومية في عام 2022، كما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3% تقريبًا، مدفوعًا مخاوف التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، فضلًا عن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
ورغم كل ذلك، فإن الأساسيات لا تزال قوية لتدعم ارتفاع سهم إنفيديا على المدى الطويل، مع توقعات أن تهيمن الشركة على سوق مراكز البيانات ومعالجة الرسومات، رغم المنافسة الكبيرة من إنتل وأيه إم دي، مع الزخم الذي تشهده اتجاهات الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.