كيف تبدأ الاستثمار؟ دليل المُبتدئين لأسواق رأس المال

هل تعلم أن مُتوسط العائد السنوي لسوق الأسهم هو7%؟ قارن ذلك بمعدلات الفائدة المُنخفضة لحسابات التوفير في الوقت الحالي، والتي يمكن أن تقل لتصل إلى0.75%، وأعتقد أنك ستتفق معي في أنه ينبغي عليك التفكير في الاستثمار.

هناك ثلاث طرق بشكل عام للبدء في الاستثمار في سوق الأسهم، ولكل منها مزاياها وعيوبها

الخيار الأول: اختر الأسهم الفردية بنفسك

هناك عدة طُرق للقيام بذلك:

  • التداول اليومي: التداول اليومي هو شراء الأسهم وبيعها في نفس اليوم للاستفادة من تحركات الأسعار الضئيلة. يتطلب ذلك الانضباط واستخدام استراتيجية مُحددة لمعرفة الموعد المُناسب لإغلاق الصفقات.
  • التداول المُتأرجح: التداول المُتأرجح يتمثل في إيجاد أنماط ضمن تحركات الأسهم لتحديد تحركات الأسعار ثم الاستثمار في تلك الأسهم لفترة تمتد من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
  • الاستثمار في القيمة: الاستثمار في القيمة هو الاستثمار في الشركات التي لا يعكس سعرها قيمتها الحقيقية. ولكن، كي ينجح هذا النمط من الاستثمار، ستكون بحاجة لدراسة الشركات التي لم يتم تحليلها بالفعل من قبل المُتخصصين الذين يقومون بذلك طوال اليوم.
  • الاستثمار في الشركات ذات الأرباح المُتزايدة: يُلائم هذا النهج الاستثماري الأشخاص الذين يُفضلون توزيعات الأرباح – وهي مكافأة نقدية تدفعها الشركة للمُساهمين مقابل امتلاك أسهمها.
  • الاستثمار القائم على الخوارزميات: تعتمد هذه الاستراتيجية على اتباع مجموعة من القواعد التي يُمكنك معرفتها، على سبيل المثال، من خلال المقالات الأكاديمية المالية.

تتمثل مزايا اختيار الأسهم في أنك تشعر بالمزيد من التحكم في كيفية استثمار أموالك. ولكن السلبيات تتمثل في أنه لا يُمكنك دمج الكثير من الأسهم المُختلفة في محفظتك، وستحتاج إلى تخصيص الكثير من الوقت لدراسة الأسواق.

الخيار الثاني: شراء صناديق الاستثمار المُتداولة التي تتتبع المؤشرات

بدلاً من شراء الأسهم الفردية، يُمكنك شراء ما يُسمى بصناديق الاستثمار المُتداولة (ETF).‏  صندوق الاستثمار المُتداول يضم مجموعة من الأوراق المالية، مثل الأسهم التي تتمحور حول موضوع مُحدد. على سبيل المثال، نجد صندوق  SPY ETF الذي يتتبع 500 شركة من أكبر الشركات الأمريكية. من الناحية العملية، يعني ذلك أنه إذا استثمرت الأموال في صندوقSPY، سيكون أداؤك مزيجًا من أداء تلك الشركات الخمسمائة.

تتمثل مزايا الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة في أنها مُتنوعة: فلديك الكثير من الأسهم المُختلفة وتتمتع بتكاليف أقل، بالإضافة إلى أنك لا تحتاج لأن تكون خبيرًا ماليًا. فبإمكانك اختيار أحد الصناديق أو أكثر، واستثمار أموالك فيها كل شهر دون أن تقلق كثيرًا.

على الجانب الآخر، تتمثل عيوب الاستثمار في صناديق الاستثمار المُتداولة في أنه استثمار سلبي. وقد تشعر ببعض الملل، لأنها لا تتعرض لتقلبات حادة مثل تلك التي تتعرض لها الأسهم الفردية. علاوة على ذلك، قد تستثمر في النهاية في شركات لا ترغب في إدراجها ضمن محفظتك.

الخيار الثالث: تفويض الاستثمار إلى مُستشار مالي/مُتداول

بعيدًا عن منصة eToro، ستضطر إلى دفع الأموال لمُستشار مالي للتعامل مع استثماراتك. ولكن على منصة eToro، يُمكنك تقليد أحد المُستثمرين المشهورين.

تتمثل مزايا تقليد أداء المُتداولين في أنه سيكون بإمكانك التمتع بأداء الخُبراء دون الحاجة إلى معرفة أي شيء عن السوق.

أما عن مساوئ التداول بالنسخ والتقليد، فهي تتمثل في أنك قد لا تفهم بعض القرارات التي يتخذها المُستثمرون وقد تشعر بالتوتر، وهو ما قد يؤدي بك إلى غلق صفقتك مُتكبدًا الخسائر جراء تزايد مخاوفك.

الخاتمة

الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة هو الاستثمار الأكثر أمنًا على المدى البعيد، ولكنه قد يكون مُملًا بعض الشيء. ولكنه خيار جيد إذا كُنت تُفضل الاستقرار ولا ترغب في بذل الكثير من الجهد.

أما عن انتقاء الأسهم الفردية، فهو الأكثر إثارةً، ولكنه أيضًا أكثر مخاطرةً ويتطلب استثمارًا أكبر للوقت.

وفيما يتعلق بتقليد أحد المُتداولين المشهورين، فإنه يتضمن احتمالية تحقيق أرباح كبيرة، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى تكبد الكثير من الخسائر. وعلى أي حال، لا يُمكنك التحكم في إجراءات التداول والاستثمار.

كل ما عليك فعله هو معرفة الاستراتيجية الأنسب لك واستثمار أموالك وفقًا لذلك.

خافيير مارتينيز هو أحد المُستثمرين المشهورين لدى eToro. يُقيم مارتينيز في فرنسا، وهو حاصل على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر وإدارة الأعمال من جامعة باريس دوفين.