تكنولوجيا CRISPR: التكنولوجيا الحائزة على جائزة نوبل، التي يُمكن أن تعالج كافة الأمراض

تخيل لو كان بإمكانك محو مرض السرطان من الحمض النووي الخاص بك بنفس الطريقة التي تحذف بها كلمة من مُستند على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. أو نسخ جين مُعين ولصقه في جسم شخص آخر، مما يمنحه تلك الصفة الجينية. يبدو الأمر وكأنه خيال علمي، ولكن هذا تحديدًا ما تدور حوله تكنولوجيا CRISPR، التي منحت مخترعها مؤخرًا جائزة نوبل في الكيمياء.

ما هي تكنولوجيا CRISPR؟

ببساطة شديدة، تكنولوجيا CRISPR تُعد بمثابة “مقص جيني” يُمكّنك من قطع جزء معين من تسلسل الحامض النووي (DNA)، وإزالته أو استبداله بتسلسل مختلف. في حين أن تكنولوجيا CRISPR (التي ترمز اختصاراتها إلى التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد) لم تُعرف للعلم سوى مُنذ وقت قريب، فإن الباحثتين إيمانويل شاربنتييه وجنيفر داودنا هما من تمكنتا من استخدام آلية المناعة البكتيرية هذه لتعديل الجينات.

لذلك، أدى اكتشافهما وبحثهما في هذا المجال إلى حصولهما على جائزة نوبل في الكيمياء للعام الحالي 2020. شاربنتييه وداودنا هما باحثتان في وحدة ماكس بلانك لعلوم مسببات الأمراض (MPUSP) في برلين، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، على التوالي. لم تفُز من قبلهن سوى خمس سيدات بجائزة نوبل في هذه الفئة. فمن المُحتمل أن تُسهم أعمالهما في وضع الأساس لمُستقبل الرعاية الصحية.

كيف يُمكن لتعديل الجينات باستخدام تكنولوجيا CRISPR أن يُغيّر المُستقبل؟

لا يزال هناك الكثير من الأبحاث التي ينبغي إجراؤها على تكنولوجيا CRISPR والطريقة التي ينبغي من خلالها استخدام أدوات تعديل الجينوم المحتملة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستخدامات المُحتملة للتكنولوجيا كثيرة للغاية ومُحيرة للأذهان. على سبيل المثال، يُمكن استخدامها نظريًا لعلاج الأمراض، عن طريق “محو” الجين المسؤول عن توليدها. فمن المحتمل أن يتم تعديل أمراض التنكس العصبي، مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو مرض باركنسون، من الشفرة الجينية للشخص قبل سنوات من ظهور الأعراض عليه.

ومن المُمكن أيضًا إزالة العيوب الجينية المُكتشفه في الرحم قبل ولادة الطفل. كما أنه يُمكن أيضًا محو العديد من الأشكال المُختلفة من مرض السرطان والحساسية والسكري والعديد من الحالات الطبية الأخرى. وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحتى الاستخدامات التجميلية، مثل تغيير لون الجلد أو الشعر أو لون العين مطروحة للنقاش، وهو ما يُسهم في إثارة المزيد من الجدل حول هذا الأمر بالإضافة إلى إمكاناته اللامتناهية.

في العام الحالي 2020، وبينما أُصيب العالم بالشلل إثر انتشار وباء فيروس كورونا، نظر العالم لتكنولوجيا CRISPR باعتبارها تقنية مُحتملة لإجراء اختبارات COVID-19 ذات النتائج السريعة.

شُهرة CRISPR

ساهمت الإمكانات المُذهلة التي تتميز بها هذه التكنولوجيا بالإضافة إلى شُهرتها الواسعة في جعلها واحدة من أهم الموضوعات العلمية في العالم اليوم. ومن غير العجب إذن أن التكنولوجيا قد عززت مكانتها في الثقافة الشعبية، حيث صدرت بعض الأفلام الوثائقية التي تتناول هذا الأمر، مثل حلقةDesigner DNA من مُسلسل Explained الذي تعرضه نتفليكس، والمُسلسل التليفزيوني Biohackers، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي الحائز على العديد من الجوائز Human Nature.

الشركات المُطوّرة لتكنولوجيا CRISPR

Bristol Myers Squibb

تستثمر شركة الأدوية الأمريكية هذه بشكل كبير في تكنولوجيا CRISPR للتوصل إلى علاج لمرض السرطان. خلال العام الحالي 2020، أعلنت الشركة عن دفعها مبلغ 65 مليون دولار واستثمار 15 مليون دولار في شركة Repare Therapeutics الناشئة، التي تستخدم تكنولوجيا CRISPR لتطوير العديد من العلاجات التي تهدف إلى علاج السرطان والقضاء عليه.

Cellectis

تُطور هذه الشركة الفرنسية علاجات لمرض السرطان باستخدام تكنولوجيا CRISPR. تستخدم Cellectis هذه التكنولوجيا لتعديل الخلايا التائية في المتبرعين الأصحاء، والتأكد من توافقها مع المُتلقي. ومن ثم، تُستخدم خلايا الجسم المضاد للمُتبرع في مُهاجمة خلايا سرطان الدم في جسم المريض وتدميرها.

Editas Medicine

تُحاول هذه الشركة الأمريكية التوصل إلى علاج لأحد أسباب مرض العمى باستخدام تكنولوجيا CRISPR. تعتزم شركة Editas إجراء تجارب سريرية باستخدام تكنولوجيا CRISPR، وتهدف تلك التجارب للتوصل إلى علاج مرض كُمنة ليبر الخلقية، وهو مرض وراثي نادر يؤدي إلى حدوث العمى.

Intellia Therapeutics

تُركز هذه الشركة الجديدة بالكامل على تكنولوجيا CRISPR. تستخدم شركة Intellia تكنولوجيا CRISPR لتطوير علاجات لمرض السرطان والاضطرابات الوراثية والاضطرابات الالتهابية والالتهابات الفيروسية وغير ذلك.

Sangamo Therapeutics

شركة Sangamo مسؤولة عن أول تجربة في العالم لتعديل الجينات في الجسم الحيّ. من بين العديد من أنشطتها، تُجري الشركة أبحاثًا عن علاجات تكنولوجيا CRISPR التي يُمكنها تحصين الأشخاص من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

Vertex

كانت شركة Vertex التي يقع مقرها ببوسطن، ولا تزال واحدة من شركات الأبحاث الرائدة في مجال علاج التليف الكيسي (CF) لأكثر من 30 عامًا. تخوض شركة Vertex مجال الأبحاث بقوة كبيرة وتُواصل اكتشافها لطرق جديدة لعلاج مثل هذه الحالات. ففي العام الحالي 2020، أعلنت أنها انضمت إلى شراكة مُصممة لتطوير علاجات قائمة على تكنولوجيا CRISPR لمرض التليف الكيسي.

كيف يُمكن لتكنولوجيا CRISPR أن تؤثر على الأسواق الأخرى؟

بعيدًا عن التأثير الواضح لتكنولوجيا CRISPR على التكنولوجيا الحيوية وصناعات التكنولوجيا الطبية، فهناك عدد قليل للغاية من قطاعات السوق الأخرى التي يُمكن أن تتأثر بتكنولوجيا CRISPR، بما في ذلك:

  • صناعة الأدوية — في حين أنه من الواضح أن الشركات التي تستخدم تكنولوجيا CRISPR لتطوير علاجات جديدة ستتأثر بهذه التكنولوجيا الحديثة، فإنها ستؤثر أيضًا على الشركات الأخرى. على سبيل المثال، إذا تم التوصل إلى علاج قائم على تكنولوجيا CRISPR لمُعالجة مرض السكري، فقد يؤدي إلى قيام العديد من الشركات التي تُطور علاجات مرض السكري بإعادة التفكير في نماذج أعمالها.
  • التأمين — ببساطة، إذا عرفت شركة التأمين حقيقة أن العميل لن يُصاب على الإطلاق بمرض مُعين، مثل السرطان أو مرض باركنسون، فسيكون من السهل عليها تقديم أسعار أقل على بوالص التأمين الصحي والتأمين على الحياة.
  • صناعة مستحضرات التجميل — من المُحتمل أن تتأثر كل من مستحضرات التجميل الاستهلاكية وصناعات جراحة التجميل قد تتأثر بتكنولوجيا CRISPR. على سبيل المثال، قد تُصبح المُنتجات والإجراءات المُستخدمة للحد من ظهور حب الشباب قديمة للغاية.
  • صناعة المكملات الغذائية — تعتمد هذه الصناعة اعتمادًا كبيرًا على بعض أوجه القصور التي تُسببها الاضطرابات الوراثية وخيارات النظام الغذائي التي يتخذها الأفراد.
  • تكنولوجيا الغذاء — استخدام الهندسة الوراثية في المحاصيل والثروة الحيوانية ليس أمرًا جديدًا. وعلى الرغم من ذلك، فمن خلال تكنولوجيا CRISPR، يُمكن إجراء هذه التغييرات بشكل أسرع وأكثر دقة، وطرح مُنتجات أفضل وأكثر صحة، بما في ذلك منتجات الألبان واللحوم.

كيفية الاستثمار في تكنولوجيا CRISPR

بطبيعة الحال، في ظل وجود هذه الإمكانات المُذهلة التي تؤثر على مجموعة كبيرة من الصناعات، تُقدم تكنولوجيا CRISPR أيضًا العديد من الفرص الاستثمارية. لمنح المُستثمرين إمكانية الاستثمار في الشركات ذات الصلة بهذه التكنولوجيا، أنشأت eToro محفظة CRISPR-Tech Smart Portfolio، وهي محفظة مُخصصة للاستثمار بحسب الموضوع، تتألف من أسهم الشركات التي تُجري أبحاثًا حول تكنولوجيا CRISPR أو تستخدمها بالفعل. تُركز استراتيجية الاستثمار على كل من شركات الأدوية الكُبرى والشركات المُتخصصة في تكنولوجيا CRISPR، مما يمنح المُستثمرين فرصة الاستثمار المُتوازن على المدى البعيد.

تحقق من محفظة CRISPR-Tech

تُعتبر هذه المواد مُراسلات تسويقية ولا تتضمن، ولا ينبغي أن تُفهم على أنها تتضمن، مشورة استثمارية أو توصية شخصية، أو عرضًا لشراء أو بيع أي أدوات مالية. تم إعداد هذه المادة دون النظر إلى أي أهداف استثمارية أو وضع مالي معين، ولم يتم إعدادها وفقًا للمتطلبات القانونية والتنظيمية لتشجيع البحث المستقل. لا ينبغي اعتبار أي إشارات إلى الأداء السابق أو المستقبلي لأداة مالية أو مؤشر أو منتج استثماري بأنها مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية. لا تقدم eToro أي تعهد ولا تتحمل أي مسؤولية فيما يتعلق بدقة أو اكتمال محتوى هذا المنشور، الذي تم إعداده باستخدام المعلومات المتاحة للجمهور.