باتت المستويات التاريخية أمرًا طبيعيًا بالنسبة لشركة آبل، إذ أصبحت قاب قوسين أو أدنى من ارتفاع قيمتها السوقية إلى 3 تريليونات دولار، لتواصل معانقة التاريخ بعد عام ونصف فقط، من وصول عملاق التكنولوجيا إلى علامة التريليون الثانية، ما يوضح أن آبل لم تُصبح مجرد شركة، مع حقيقة أنها بقيمتها الحالية تعادل اقتصادات كبرى في العالم.
وفي أعقاب أداء مذهل على مدى العقد الماضي حولها إلى أكبر شركات العالم قيمة، أصبح سهم آبل بمثابة ملاذًا آمنًا للمستثمرين في مجال التكنولوجيا في أوقات الاضطراب، خاصة وأنها تنتهج سياسة صديقة للمساهمين من خلال إعادة شراء الأسهم بقوة، كما يراهن المستثمرون على علامتها التجارية، والثقة بأنها الشركة الأمريكية قادرة على تحقيق النمو مستقبلًا حتى في أصعب الظروف، والدليل على ذلك، أنها تألق خلال وباء كورونا.
في جلسة الإثنين (13 ديسمبر الجاري)، كانت القيمة السوقية لشركة آبل على وشك تجاوز علامة الثلاثة تريليونات دولار للمرة الأولى على الإطلاق، بعدما ارتفع سعر السهم خلال الجلسة إلى مستوى قياسي جديد أعلى من 182 دولارًا، ليصبح تقييم الشركة الأكبر عالميًا 2.98 تريليون دولار، ويحتاج السهم إلى الصعود فوق 182.86 دولارًا للشركة لتأمين دخولها لعالم التريليون الثالث.
ولولا الخسائر التي تعرض لها سوق الأسهم بصفة عامة في بقية تعاملات الأسبوع الماضي، مع القلق حيال تفشي متحور فيروس كورونا “أوميكرون”، لكانت غرّدت شركة آبل أعلى من مستوى 3 تريليونات دولار، ورغم ذلك فلا شك أنها ستعانق هذه العلامة عاجلًا وليس آجلًا، مع ثقة المستثمرين في الشركة الأمريكية والنظر إليها على أنها فئة أصول في حد ذاتها، وليس مجرد سهم.
وما يؤكد ذلك، أنها تحقق مكاسب قوية رغم الصعاب، فمع الإغلاق المتعلق بفيروس كورونا، ومن ثم تضرر المبيعات، وأيضًا اضطرابات سلاسل التوريد، التي أثرت في الإنتاج، تعرضت آبل لعدّة انخفاضات هذا العام، ووصل السهم إلى أدنى مستوى في 2021 عند 116 دولارًا، في مارس الماضي، ثم عاود الارتفاع مجددًا لكنه لم يسلم من الضغوطات، التي جعلت شركة مايكروسوفت، البالغ قيمتها السوقية حاليًا 2.4 تريليون دولار، أكثر الشركات قيمة في العالم حتى أواخر أكتوبر الماضي، حينما أفادت أبل بأن قيود سلاسل التوريد قد تؤثر في نموها في المدّة المتبقية من العام.
ورغم ذلك، عادت آبل لتصدر قائمة أكبر الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية، إذ رفع السهم مكاسبه منذ بداية العام الحالي لنحو 30%، مع حقيقة أن أكثر من نصف المكاسب جاءت في آخر 3 أشهر فقط، مع ثقة المستثمرين في أن المستهلكين سيواصلون شراء هواتف آيفون وغيرها من أجهزة آبل، فضلًا عن خدماتها على الرغم من ارتفاع أسعارها، جراء زيادة تكلفة الإنتاج.
العوامل الداعمة
مثلها مثل شركات التكنولوجيا، استفادت آبل بشكل كبير من التباعد الاجتماعي، واعتماد المستهلكين عن العمل والتعلم عن بُعد خلال جائحة كورونا، وهذا دفع الشركة الأمريكية من تحقيق أرباح قياسية وصلت إلى 94.68 مليار دولار خلال العام المالي المنتهي في سبتمبر المنصرم، مقارنة مع 57.4 مليار دولار في العام السابق له، تمتلك الشركة 191 مليار دولار نقدًا أيضًا.
فيما ارتفعت إيرادات آبل أعلى من 365 مليار دولار في السنة المالية 2021، ارتفاعًا من 274 مليار دولار في العام المالي السابق له، وجاء ذلك بعدما حققت الشركة إيرادات قياسية في الربع المالي المنتهي في سبتمبر الماضي، بلغت 83.4 مليار دولار، بدعم ارتفاع قيمة مبيعات أجهزة الآيفون إلى 38.9 مليار دولار.
واستفاد السهم بالطبع من هذا الأداء المالي القوي، كما أنه تلقى الدعم أيضًا من إطلاق أقوى منتجاتها على الإطلاق، بدءًا من أجهزة ماك التي تعمل بمعالج M1، وحتى إصدارات آيفون 13، مع حقيقة أن إصدار منتجات جديدة ومناسبة للمستهلكين يعني زيادة الطلب واستحواذ الشركة على حصة أكبر من سوق الهواتف الذكية عالمياً، وهذا ينعكس إيجابياً على أداء السهم.
النظرة الإيجابية أيضًا تدعم السهم، حيث رفع محلل بنك الاستثمار جي بي مورجان، ساميك تشاترجي، السعر المستهدف لسهم آبل لعام 2022 إلى أعلى مستوى في وول ستريت عند 210 دولارات، من 180 دولارًا سابقًا، مع التفاؤل بشأن إيرادات الخدمات المتزايدة وتحديثات أجهزة آيفون 13، وفي هذا الصدد رفع المحلل تقديراتها لمبيعات أجهزة الآيفون الإجمالي إلى 250 مليون جهاز في العام المقبل، بزيادة 10 ملايين وحدة عن عام 2021.
دعونا لا ننسى، الأمر الذي لم يعد سرًا، أن آبل تعمل على الدخول عالم السيارات الكهربائية ومنافسة تسلا، إذ تنوي الشركة إطلاق سياراتها ذاتية القيادة في غضون 4 سنوات، بحسب أحدث التقارير، وهو ما يدعم تألق سهم عملاق التكنولوجيا.
محطات التاريخ والمنافسة
تأسست شركة آبل في عام 1976، وبعد 44 عامًا من الكفاح حتى تجاوزت حاجز تريليون دولار لأول مرة، في عام 2018، وبعد عامين، وتحديدًا في أغسطس 2020، وصلت القيمة السوقية إلى علامة التريليون الدولار الثانية.
واستغرقت رحلة أبل إلى الوصول بقيمتها السوقية من تريليوني دولار إلى ثلاثة تريليونات 16 شهرًا، تصدرت خلالها مجموعة من شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل مايكروسوفت وألفابت المالكة لجوجل، وأمازون، إلى جانب شركة تسلا، التي كانت ضمن عالم التريليونات دولار، قبل أن تتراجع قيمتها عن مستوى تريليون دولار لاحقًا.
ورغم الأداء القوي لسهم مايكروسوفت، الذي ارتفع بأكثر من 45%، فإن الشركة لا تزال تحتاج إلى زيادة قدرها 500 مليار دولار في قيمتها السوقية حتى تلاحق آبل، التي ستتركها وحيدة في نادي التريليوني دولار، كما آن صانعة الآيفون تغرّد بعيدًا في السباق عندما يتعلق الأمر بشركة ألفابت ذات قيمة سوقية 1.88 تريليون دولار، وأمازون البالغة 1.73 تريليون دولار، وليس هناك علامة على أن آبل ستترك مجالًا للخسارة حتى تلاحقها إحدى هذه الشركات.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.