بهدف جعل سعر السهم في متناول الأشخاص الذين يتطلعون إلى الاستثمار في الشركة، قررت أمازون تجزئة الأسهم في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 20 عامًا، بعد مكاسب قوية شهدها عملاق التجارة الإلكترونية في السنوات الماضية، كان لوباء كورونا فيها دورًا كبيرًا، فهل تكون هذه العملية داعمًا لانتشال السهم من الخسائر الأخيرة؟
في الواقع، أمازون ليست أولى الشركات العملاقة التي تتخذ نفس الخطوة في الأشهر الأخيرة بصفة عامة، فمع المكاسب القوية لأسهم التكنولوجيا، باتت عملية تجزئة الأسهم شائعة، خاصة في هذا القطاع، حيث أقبلت عليها آبل وألفابت وتسلا.
وبصفة عامة، عملية تجزئة الأسهم لا تحدث أي تغييرات في أساس الشركة، أو في القيمة الإجمالية لممتلكات المستثمرين، لكنها تهدف إلى جعل السهم في متناول عدد أكبر من المستثمرين بسبب سعره الأرخص، مقارنة بالسعر قبل التجزئة.
قرار أمازون
في 9 مارس، أعلن عملاق التجارة الإلكترونية تجزئة الأسهم على أساس 20 إلى 1، ما يعني أن كل مساهم في الشركة سيحصل على 19 سهمًا إضافيًا مقابل كل سهم يمتلكه، وستتم هذه عملية توزيع الأسهم على مساهمي أمازون بداية من 27 مايو المقبل، على أن يبدأ التداول على أساس هذا التعديل الجديد للسهم اعتبارًا من 6 يونيو المقبل.
ومن أجل المزيد من التوضيح، فإن إذا حدثت عملية تقسيم الأسهم على سبيل المثال اعتمادًا على إغلاق سهم أمازون جلسة الجمعة الماضية عند 2910.49 دولارًا، فإن السعر الجديد للسهم سيكون عند 145.52 دولارًا للسهم.
وقرار تجزئة الأسهم، الذي صاحبه إعلان خطة لإعادة شراء أسهم بقيمة 10 مليارات دولار، لم يكن الأول من نوعه بالنسبة لشركة أمازون، التي أقبلت على هذه الخطوة 3 مرات من قبل، آخرها منذ طفرة الدوت كوم في عام 1999، لكن هذه المرة هناك فرق كبير على أساس عدد الأسهم، لكنه أمرًا طبيعيًا بالنظر إلى ارتفاع سهم أمازون بأكثر من 4500% منذ آخر عملية تجزئة.
بشكل مفصل، فإنه منذ الاكتتاب العام الأولي لأمازون في عام 1997، تم تجزئة الأسهم على أساس 2 مقابل 1 في 2 يونيو 1998، ثم على أساس 3 مقابل 1 في 5 يناير 1999، وبعد 8 أشهر فقط، تم تقسيم الأسهم على أساس 2 مقابل 1 في 2 سبتمبر 1999.
تاريخيًا، كانت عملية تجزئة الأسهم أمرًا شائعًا في “وول ستريت”، مع الشركات جعل أسعار أسهمها أكثر إغراءً للمستثمرين العاديين في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث كانت هذه العملية أكثر شهرة في ظل طفرة “الدوت كوم”.
والآن ومع مكاسب ضخمة لشركات التكنولوجيا الكبرى على مدار العقد الماضي، لجأت العديد من الشركات مؤخرًا إلى عملية تقسيم الأسهم، ففي فبراير الماضي أعلنت شركة جوجل تجزئة الأسهم على أساس 20 إلى 1، سبقتها آبل في منتصف 2020، بإعلان تقسيم الأسهم على أساس 4 إلى 1، وخلال نفس الفترة، أعلنت تسلا أيضًا تجزئة الأسهم على أساس 5 إلى 1.
أداء السهم
قفز سهم أمازون بنشبة تصل إلى 10% في تعاملات ما بعد جلسة الأربعاء الماضي، فور إعلان قرار تجزئة الأسهم وخطة إعادة الشراء التي كانت الأولى منذ 2012 وتدل على ثقة الشركة في أعمالها، وفي جلسة الخميس، ارتفع سهم شركة التجارة الإلكترونية بنحو 5.5%، ليصل إلى مستوى 2936.35 دولارًا.
بينما هبط سهم أمازون في جلسة الجمعة بنسبة 0.9% إلى 2910.49 دولارًا، لكن ذلك جاء وسط خسائر أوسع نطاقًا في سوق الأسهم الأمريكية؛ إذ تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 1.3%، وانخفض مؤشر ناسداك 2.2%، مع استمرار أزمة روسيا وأوكرانيا.
هذه الخطوة –تجزئة الأسهم- قد تكون داعمة لسهم أمازون، الذي عانى مثل رفاقه من أسهم التكنولوجيا من خسائر قوية في الأشهر الأخيرة، وبعد أن كان السهم الأسوأ أداءً بين شركات التكنولوجيا الكبرى العام الماضي، انخفض بنحو 13% حتى الآن في 2022، ويُقارن ذلك مع خسائر بنسبة 18% لمؤشر ناسداك، و12% تقريبًا لمؤشر ستاندرد آند بورز.
*أداء سهم أمازون منذ بداية عام 2021
وفشلت نتائج الأعمال المعلنة في فبراير الماضي عن الربع الأخير من 2021، في انتشال سهم عملاق التجارة الإلكترونية من الخسائر التي لحقت به، رغم قفزة بأكثر من 13% في الجلسة التي تلت إعلان الأرباح، بعدما كشفت الشركة الأمريكية عن ارتفاع مبيعات في أعمال الحوسبة السحابية بنحو 40%، لتصل 17.78 مليار دولار، متجاوزة توقعات الأسواق، كما رفعت الشركة سعر اشتراكات خدمة “برايم” لأول مرة منذ 2018.
جدير بالذكر أن إيرادات أمازون ارتفعت بنسبة 9.4% لتصل إلى 137.4 مليار دولار في الربع الرابع من 2021، مسجلةً أبطأ معدل نمو لها في أي ربع منذ عام 2001، كما ارتفع صافي الأرباح إلى 14.3 مليار دولار، مقارنة مع 7.2 مليار دولار في الربع نفسه من عام 2020.
ماذا عن القادم؟
رغم أن عملية تجزئة الأسهم لا تغير بشكل أساسي أي شيء عن الشركة، إلا أنها إشارة إيجابية مهمة قد تزيد من الإقبال على شراء السهم، كونها تتيح إمكانية وصول الأسهم لمجموعة أوسع من المستثمرين المحتملين، كما يمكن أن يؤدي تقسيم الأسهم إلى جعل أمازون أكثر قبولًا لتنضم إلى مؤشر داو جونز الصناعي، والذي يتجنب الشركات ذات الأسعار المرتفعة للسهم.
ورغم أن هذه الخطوة قد تكون إيجابية للسهم، لكنها لا تغير كثيرًا في النظرة المستقبلية لسهم أمازون، وحتى برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 10 مليارات دولار، مع حقيقة أن تُشكل فقط ما يصل إلى 0.7% من إجمالي القيمة السوقية لأمازون التي تقترب من 1.5 تريليون دولار.
وبصفة عامة، أعطت أمازون المستثمرين ثقة كافية بأن النمو سيتعافى بعد نتائج أعمال الربع الأخير، رغم أنها أفصحت عن تقديرات مخيبة للآمال للربع الأول من 2022، بعدما توقعت تحقيق مبيعات تتراوح بين 112 و117 مليار دولار، أي أقل من متوسط توقعات المحللين البالغ 120 مليار دولار.
ورغم ذلك، فإن النظرة أكثر إيجابية في إجمالي العام، يمكن أن تحقق الشركة الأمريكية إيرادات بقيمة 532.3 مليار دولار، بزيادة سنوية 13%، بفضل زيادة سعر أمازون برايم، كما يرى المحلل في جيه بي مورغان دوج أنموث.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.