لم تكن السنة العشرون على تأسيس Amazon بالشيء الذي يدعو إلى الفخر بعد أن ظهر جليًا أن سنة 2014 من السنوات العجاف لهذه الشركة في ظل توالي تقارير الأرباح المخيبة للآمال الواحد تلو الآخر على بورصة وول ستريت ما كاد المستثمرون يستعدوا في كل مرة لتلقي أخبار Amazon بشيءٍ من الإثارة، مثل الزيادة في سعر خدمات Amazon Prime التي تُبَث من خلال الإنترنت أو طرح هاتف Fire Phone المشئوم، حتى تُظهِرُ الأرقام أن الإثارة ليست على نفس مستوى الأرباح.
رغم أن السهم فقد -بصفة عامة- 25% من قيمته في غضون العام إلا أن المستثمرين لم يتخلّوا عن Amazon، بل إن محللين كثيرين اختاروا اقتناء سهمها في عام 2015. فمن أين لهم بهذا التفاؤل؟ دعونا نتعرَّف على ذلك.
المزيد من المحتوى الأصلي في Amazon
كشفت Amazon مؤخرًا عن نيتها الشروع في إنتاج 12 فيلمًا من أفلام الرسوم المتحركة في عام 2015 فيما يُعَد المرة الأولى التي تقتحم فيها الشركة ساحة الأفلام. ظلت خدمات Amazon Prime حتى الآن تحظى بقبول شديد من خلال فيلمي “Alpha House” و”Transparent” الذين حققا نجاحًا تجاريًا ولقيا استحسانًا من النُقَّاد.
ولكن إلى أي مدى تلقى أفلام Amazon نجاحًا؟ في ضوء إحجام صناعة الأفلام مؤخرًا عن الاستثمار في أي شيء بخلاف أفلام الكتب الكوميدية وما ترتب على ذلك من نتائج، فإن المشاهدين ربما يكونوا أكثر من سعداء لمشاهدة محتوي أصلي في أفلام Amazon من منازلهم دون مكابدة عناء. إن هذه الإضافة إلى ما تقدمه Amazon Prime فضلاً عن بعض الخدمات الإضافية الأخرى مثل كتاب شهري مجاني من كتب Kindle وخدمة الشحن السريع المجانية والتخزين السحابي غير المحدود وخدمة البث الموسيقي الخالي من الإعلانات مقابل 99 دولار سويًا تبدو صفقةً رائعةً.
مراعاة البعد البيئي
سارت Amazon على درب Apple وMicrosoft وGoogle بعد أن أظهرت أخيرًا التزامها بمصادر الطاقة المتجددة من خلال الإعلان عن بناء مزرعة رياح مخصصة لتشغيل خدمات Amazon القائمة على الإنترنت (AWS).
إن مزرعة الرياح المقرر البدء في تشغيلها في يناير/كانون الثاني 2016 سوف توفر 100% من الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة الخاصة بـAmazon، لتتربع معها الشركة على رأس قائمة شركات التكنولوجيا التي تهتم بمراعاة البعد البيئي. إن استثمارًا كهذا قد يُظهِرُ أهمية كبيرة على المدى البعيد في ظل تزايد عدد الشركات التي تأخذ الاعتبارات البيئية في حسبانها عندما تتخذ قرارًا بشأن مزودي الخدمات السحابية.
تزايد عمليات التوصيل أيام الآحاد
فلنعد مرة أخرى إلى أهم مصدر للدخل لـAmazon، وهو المبيعات والتوصيل. ظلت الشركة تقوم بتسجيل مقدمي الخدمات البريدية حول العالم حتى تتمكن من إتاحة بديل التسليم في أيام الآحاد الذي يمنح عملاءها خبرة التسوُّق على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. وقد حققت Amazon في المملكة المتحدة وحدها زيادة بلغت أربعة أضعاف في عمليات التوصيل التي تمت أيام الآحاد في عام 2014 بعد أن تزايد عدد المدن المربوطة بشبكة Amazon للتوصيل.
رغم اقتفاء الكثير من الشركات الأمريكية بأثر مبادرة Amazon، وأصبحت الآن تقدم خدمة التوصيل في أيام الآحاد، تظل Amazon تاجر التجزئة الوحيد الذي يقوم بالشحن أيام الآحاد في بلدانٍ كثيرة؛ الأمر الذي جعلها البديل الأول أمام المتسوقين المتعجلين الذين يرغبون في تسلُّم مشترياتهم قبل بداية الأسبوع. وهذا بدوره منح Amazon مزية مهمة جعلتها تسبق متاجر تجزئة أخرى تعمل من خلال الإنترنت إلى محافظ العملاء.
الصفقة الرابحة للسهم
أخيرًا، يجدر بنا أن نذكر أن السعر الحالي المتدني للسهم (الذي يتراوح بين 290-310 دولارات) يجعل من السهم صفقة رابحة في أعين محللين كثيرين يتوقعون عامًا من التعافي لأضخم سوق في العالم.
تتوقع Amazon إصدار أول تقرير عن الأرباح في 29 يناير/كانون الثاني، وسوف يُعَد هذا التقرير مؤشرًا جيدًا على اتجاه السهم خلال العام الجاري. لكن حتى لو تسبب هذا التقرير في تراجع سعر سهم الشركة إلى الحضيض، فإنه لن يعني إلا مزيدًا من الخصم يمكن أن يستفيد منه الذين يرغبون في الاستثمار في غدٍ مُشرق لـAmazon.
هل الوقت مناسب الآن للاستثمار في Amazon؟ قرر أنت!