مكاسب قوية.. كيف خرج سهم على بابا من دوامة الخسائر؟

حقق سهم الشركة الصينية العملاقة على بابا مكاسب قوية في الجلسات الأخيرة؛ إذ التقط أنفاسه بعد السقوط الحر الذي شهده منذ أواخر عام 2020، وسط مزيج من المخاوف التنظيمية جراء تضيق الخناق سواءً من قبل السلطات الصينية والأمريكية، واشتداد المنافسة في سوق التجارة الإلكترونية حول العالم.

وتلقى سهم على بابا الدعم مع تعهد الحكومة الصينية بالحفاظ على استقرار الأسواق المالية، وأيضًا بفعل أكبر خطة إعادة شراء أسهم من قبل عملاق التجارة الإلكترونية على الإطلاق، لدعم أسهمها المتعثرة في الوقت الذي تكافح فيه ضد الرقابة التنظيمية الصارمة والمخاوف بشأن تباطؤ النمو.

ليس هذا فحسب، بل يتخوف المستثمرون من فرض عقوبات غربية ضد الصين، حال وقوفها بجانب موسكو في غزو أوكرانيا، لذلك جاء تعزيز برنامج إعادة شراء الأسهم في الوقت المناسب، ليعطي الثقة للمستثمرين بأن الشركة العملاقة لديها إمكانات هائلة للنمو على المدى الطويل.

إعادة شراء الأسهم

في محاولة لدعم الأسهم التي تلقت ضربة قوية العام الماضي، لجأت على بابا إلى زيادة برنامجها لإعادة شراء الأسهم، الأكبر في تاريخ الشركة، من 10 مليارات دولار إلى 25 مليار دولار خلال العامين المقبلين، لينتهي تحديدًا في مارس 2024.

هذه هي المرة الثانية التي توسع فيها الشركة الصينية العملاقة برنامج إعادة الشراء خلال عام، حيث رفعت البرنامج من 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار في أغسطس الماضي، مما يدل على الثقة في النمو المستدام للشركة، على الرغم من القيود التنظيمية التي تتعرض لها في الوقت الحالي.

وأعلنت شركة التجارة الإلكترونية أنها قامت بإعادة شراء ما قيمته 9.2 مليار دولار من أسهمها المدرجة في البورصة الأمريكية، اعتبارًا من 18 مارس الماضي، في إطار برنامجها المعلن سابقًا، والذي كان من المقرر أن يستمر حتى نهاية هذا العام فقط.

وينظر المستثمرون إلى إجراء إعادة شراء الأسهم على أنه خطوة مهمة للشركة الصينية، خاصة وأنها بدأت التركيز على أعمال التجارة الإلكترونية الرئيسية لديها، فلا داعي لاستمرار الاحتفاظ بالنقد (الكاش)، حيث تمتلك على بابا بنهاية العام الماضي 75 مليار دولار نقدًا.

وبالتوازي مع قرار إعادة شراء الأسهم، أعلنت الشركة تعيين ويجيان شان، وهو رئيس مجموعة بي إيه جي، ليكون مديرًا مستقلًا لمجلس إدارة علي بابا، مع اعتزام المدير التنفيذي السابق بورج إيكهولم، التقاعد من منصبه نهاية الشهر الجاري.

الاستثمار في شركة علي بابا

مكاسب السهم

انتعش أداء سهم على بابا في الأيام الأخيرة، وتحديدًا منذ منتصف مارس الجاري، حينما تعهدت الحكومة الصينية بالحفاظ على استقرار الأسواق من خلال طرح المزيد من الإجراءات لتعزيز الاقتصاد واتخاذ خطوات لدعم أسواق رأس المال.

جاء تعهد السلطات الصينية، بعد عمليات بيع ضخمة أقبل عليها المستثمرون الأجانب، بسبب مخاوف من تعرض بكين لعقوبات من قبل الغرب، نظرًا للعلاقات الجيدة بين بكين وموسكو، في الوقت الذي تعمل فيه أوروبا والولايات المتحدة على تشديد العقوبات ضد روسيا بعد غزو أوكرانيا.

وبعد إعلان هذه الإجراءات، قفز سهم على بابا في البورصة الأمريكية بنحو 37% تقريبًا خلال يوم واحد فقط (جلسة الأربعاء 16 مارس)، مسجلًا 104.98 دولارًا، مما أضاف 80 مليار دولار دفعة واحدة إلى القيمة السوقية للشركة، بعدما كان غارقًا في النطاق الأحمر.

*أداء سهم على بابا منذ المستوى القياسي المسجل أواخر 2020

الاستثمار في شركة علي بابا

وانتشلت هذه المكاسب سهم الشركة الصينية من أدنى مستوى منذ يونيو 2016، والمسجل في الجلسة السابقة (15 مارس) حينما بلغ 76 دولارًا، كما تلقت أسهم على بابا دفعة قوية، بعد تعزيز برنامج إعادة الشراء خلال الأسبوع الماضي، إذ ارتفع السهم فوق 117 دولارًا، قبل أن يقلص مكاسبه نسبيًا عند 112 دولارًا في نهاية الأسبوع، مع وصول القيمة السوقية إلى 292 مليار دولار.

وكان سهم على بابا متراجعًا بأكثر من 30% منذ بداية هذا العام، لكن القفزة الأخيرة منذ منتصف الشهر الجاري، جعلت السهم يقلص خسائره إلى 5% فقط، رغم أنه لا يزال أقل بنحو 64% من المستوى القياسي المسجل في أكتوبر 2020 عند 310 دولارات تقريبًا، حيث اتخذ السهم منذ ذلك الحين مسارًا هبوطيًا حادًا، سوف نسرد أسبابه فيما يلي.

ضغوط قوية

في العام الماضي، فقد سهم على بابا ما يقرب من نصف قيمته، حيث تعرضت شركة التجارة الإلكترونية لضغوط قوية منذ أواخر عام 2020 عندما انتقد مؤسسها الملياردير، جاك ما، اللوائح التنظيمية الصينية علنًا، لتنهال القيود على الشركة الصينية ويضيق الخناق على توسعها.

وفي 2021، بدأت السلطات الصينية تطبيق لوائح تنظيمية على شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الكبرى، والمدرجة أيضًا في البورصة الأمريكية مثل علي بابا وجيه دي دوت كوم.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أوقفت السلطات الصينية بعد ذلك الطرح العام الأولي، البالغ 37 مليار دولار، لشركة التكنولوجيا المالية آنت جروب، الذراع المالي لشركة على بابا، كما فرضت على العملاق الصيني غرامة قياسية قدرها 2.8 مليار دولار بسبب سلوكها المناهض للمنافسة.

وما زاد من الضغوط، أن عمليات التدقيق التنظيمي على الشركات الصينية المدرجة في البورصة الأمريكية لم تأت فقط من الصين، ولكن من السلطات الأمريكية أيضًا، وسط مخاوف متعلقة بشطب الشركات الصينية من وول ستريت.

ويبدو أن المخاوف التنظيمية بدأت في التراجع خلال الأيام الأخيرة، بعدما قالت هيئة الأوراق المالية الصينية إنها تتواصل مع المنظمين الأمريكيين من أجل التعاون والإشراف على التدقيق المالي للشركات الصينية المدرجة في البورصة الأمريكية.

ومن جهة أخرى، أثرت المنافسة المتزايدة وتباطؤ الاستهلاك بعد الوباء في أداء على بابا، لتضيف المزيد من الضغوط على الشركة، التي سجلت أبطأ وتيرة نمو في الإيرادات منذ الاكتتاب العام عام 2014، خلال الربع المنتهي في ديسمبر الماضي، بفعل انخفاض المبيعات في قطاع أعمالها الأساسي.

وارتفعت إيرادات علي بابا بنحو 10% في خلال الثلاثة الأشهر من أكتوبر حتى ديسمبر 2021 إلى 242.6 مليار يوان (38.37 مليار دولار)، لتكون المرة الأولى التي ينخفض ​​فيها نمو المبيعات الفصلية إلى أقل من 20%.

فهل تكون الإجراءات الأخيرة داعمة لخروج الشركة الصينية من عثرتها والحفاظ على المكاسب على المدى الطويل، أم أنها فترة مؤقتة لالتقاط الأنفاس من الخسائر؟

الاستثمار في شركة علي بابا

*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.

الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.