لا شك أن البيانات الاقتصادية مفزعة للغاية مع اتجاه الاقتصاد العالمي للوقوع تحت براثن ركود قد يكون طويل الأمد، وملايين العاطلين عن العمل، لكن رغم ذلك ترتفع مؤشرات الأسهم العالمية متجاهلة الصدمات الاقتصادية.
بعد أن هبطت أسعار الأسهم في الأسابيع القليلة الأولى من أزمة “كوفيد-19″، عوضت الآن الكثير من تلك الخسائر، حيث يبدو أن طرح تريليونات الدولارات في النظام المالي من خلال التيسير الكمي والمدفوعات المباشرة تنعكس معظمها على سوق الأسهم ولا تذهب إلى الاقتصاد الحقيقي.
لكن قبل استعراض التناقض الواضح بين الاقتصاد والأسواق المالية، لابد من تذكر قاعدة أساسية وهي: سوق الأسهم لا يمثل الاقتصاد، حيث يقول “جاي ريتر” أستاذ المالية في جامعة “فلوريدا” إن الارتباط بين الأسهم والاقتصاد ضعيف جدًا في الواقع، وعلى المدى الطويل العلاقة عملياً ليست موجودة.
رغم أن البيانات الاقتصادية جاءت مروعة للغاية، لكنها أظهرت فقط القطرات الأولى من التأثيرات السلبية الحادة التي يحدثها فيروس كورونا في الاقتصاد.
وانكمش اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 4.8% خلال الربع الأول من العام الجاري، هي القراءة الأسوأ منذ عمق الأزمة المالية في الربع الرابع من عام 2008 عندما انكمش الاقتصاد بوتيرة سنوية 8.4%.
(أداء الاقتصاد الأمريكي، وفقاُ لمكتب التحليل الاقتصادي)
بالطبع، إن عمليات الإغلاق المنفذة في منتصف مارس الماضي تسببت في انهيار النشاط الاقتصادي بنهاية الربع الأول، لكن تشير بعض البيانات الإضافية فيما بعد أنه خلال فترة أطول سوف يسقط اقتصاد الولايات المتحدة في الهاوية وسط توقعات بانكماشه بحوالي 30% خلال الربع الثاني واحتمالية تجاوز معدل البطالة 20%.
وفي الشهر الماضي، فقد سوق العمل الأمريكي 20.5 مليون وظيفة بأكبر وتيرة على الإطلاق، ليرتفع معدل البطالة إلى 14.7% عند أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم ذلك وفي نفس الشهر، حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية أفضل مكاسب شهرية منذ عام 1987، حيث ارتفع “ستاندرد آند بورز” بأكثر من 12%.
كما ارتفع “ستاندرد آند بورز” بحوالي 2% الجمعة الماضية في نفس اليوم الذي تم الإعلان فيه عن الفقدان التاريخي للوظائف في الولايات المتحدة.
وبشكل عام، بعد أن فقد “ستاندرد آند بورز” أكثر من 32% من قيمته منذ بداية أزمة فيروس كورونا، عوض الآن غالبية تلك الخسائر حيث ارتفع بنحو 29 بالمائة من أدنى مستوى هذا العام والمسجل يوم (23 مارس).
(أداء ستاندرد آند بورز منذ بداية العام بحسب وكالة بلومبرج)
ويقول ” فرانسيس ستايسي” المحلل في شركة الخدمات المالية “أوبتيمال كابيتال” إن الانفصال بين سوق الأسهم والاقتصاد يخلق المزيد من عدم المساواة في الولايات المتحدة.
تحكي الأسهم العالمية نفس القصة، مع انتعاش مؤشر “إم.إس.سي.أي” بحوالي 27% منذ أدنى مستوياته هذا العام، حتى مع انخفاض مؤشرات مديري المشتريات العالمية إلى مستويات تاريخية.
وعلى سبيل المثال، انكمش اقتصاد منطقة اليورو بأكبر وتيرة في تاريخه بنحو 3.8% خلال الربع الأول من 2020 مع دخول فرنسا وإيطاليا في حالة ركود، وسط توقعات بتراجع 12% خلال العام الجاري، بالإضافة إلى العديد من البيانات السلبية الأخرى مثلها مثل باقي العالم من تراجع قياسي للثقة المستهلكين وانكماشات تاريخية للنشاط الصناعي والخدمي.
(أداء اقتصاد منطقة اليورو منذ 2008 بحسب إحصاءات يوروستيت)
لكن تجاهلت سوق الأسهم الأوروبية هذه البيانات لترتفع بأكثر من 6% خلال الشهر الماضي مسجلة أكبر مكاسب شهرية منذ عام 2015، كما عوضت غالبية خسائرها جراء فيروس كورونا لترتفع بنحو 20% منذ أدنى مستوى في العام الجاري حتى الآن.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذا التناقض بين الأسهم والاقتصاد أو بمعنى آخر لماذا ترتفع الأسهم رغم البيانات الاقتصادية السلبية؟
في حين أن العديد من المستثمرين متفائلون بشأن الجدول الزمني لتعافي الاقتصاد، إلا أن الآخرين لا يزالون أكثر حذراً بشأن مدى سرعة عودة الاقتصاد إلى طبيعته، وحول ما إذا كان الأسوأ قد انتهى لسوق الأسهم.
يعكس الانفصال الأخير بين البيانات الاقتصادية واتجاه سوق الأسهم حالة من عدم اليقين الواسع النطاق بشأن الآثار قصيرة المدى للحظر المرتبط بالفيروس واستعداد المستثمرين للمراهنة على الاقتصاد وأنه سيبدأ في الارتداد مع رفع الحجر الصحي على مراحل في جميع أنحاء البلاد.
ونظرًا لأن الأسواق تميل إلى التطلع إلى المستقبل، فقد أخذ المستثمرون بالفعل في الاعتبار ما يتوقع أن يكون هبوطًا كارثيًا في للاقتصاد في الربع الثاني ويتوقعون انتعاشًا اقتصاديًا سريعًا نسبيًا بعد ذلك بمعنى أن الضرر الاقتصادي تم تسعيره بالفعل في سوق الأسهم.
بالطبع مراهنة المستثمرين على سرعة تعافي الاقتصاد مع رفع قيود الإغلاق، دعمت ارتفاع الأسهم، بالإضافة إلى مليارات الدولارات التي ضختها البنوك المركزية في أسواق المال والتي عززت أسعار الأصول المالية، وعلى رأسها الإجراءات الضخمة للغاية التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي، والذي تدخل لشراء حجم ونطاق من الأصول غير مسبوق، والتي بدونها كان من الممكن مواجهة كارثة اقتصادية أكبر.
ويرى “محمد العريان” كبير الاقتصاديين في “أليانز” الألمانية أن “وول ستريت” هي المستفيد الأساسي من خطة الإنقاذ الضخمة، حيث أنه لم يتمكن أغلبها من التعافي فحسب بل حققت أرباحاً أيضاً خلال فترة التعافي.
فضلاً عن هذين السببين، يقول الاقتصادي “بويل كارجمان” عبر صحيفة “نيويورك تايمز”، إن المستثمرين يقومون بشراء الأسهم جزئيًا لأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، في الواقع هناك شعور بأن الأسهم قوية على وجه التحديد لأن الاقتصاد ككل ضعيف جدًا.
ويضيف “كارجمان” أن البديل الرئيسي للاستثمار في الأسهم هو شراء السندات ربما، لكن السندات تقدم في هذه الفترة عوائد منخفضة بشكل لا يصدق، لأن سوق السندات يتوقع أن يعاني الاقتصاد من الكساد لعدة سنوات، ويعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل اتباع سياسات التيسير النقدي في المستقبل القريب.
لذا فإن شراء الأسهم في الشركات التي لا تزال مربحة على الرغم من الركود بسبب فيروس كورونا يبدو جذابًا للغاية.
باختصار، أكد فيروس كورونا مقولة أن سوق الأسهم ليس له علاقة بالاقتصاد الحقيقي لكن قوة سوق الأسهم قد تبدو منطقية للأسباب السالف ذكرها، لذا يمكننا القول “لا تهتم بمؤشرات الأسهم وأبقي نظرك على الأداء الاقتصادي والوظائف المفقودة”.
— التقرير الفني —
التحليل الفنى دولار ين
- مستوى الإرتكاز : 106.80
- السيناريو المتوقع : مراكز شراء أعلي مستوي الـ 106.80 ، مع إستهداف الـ 107.70 ثم الـ 108.20
- السيناريو البديل، مراكز بيع أدني مستوي الـ 106.80 ، مع إستهداف مستويات الـ 106.00 ثم الـ 105.70
- التعليق : السعر يتداول أعلي المتوسطات المتحركة ( 100 – 200 ).
* إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.
التحليل الفني للذهب
- مستوى الإرتكاز : 1700
- السيناريو المتوقع: مراكز شراء أعلي مستويات الـ 1710 ، مع إستهداف الـ 1735 ثم الـ 1745
- السيناريو البديل، مراكز بيع أدني مستويات الـ 1700 ، مع إستهداف الـ 1677 ثم الـ 1640
- التعليق، السعر يتداول أعلي المتوسطات المتحركة ( 100 – 200 ) .
* إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.
التحليل الفنى للبيتكوين
- مستوى الإرتكاز : 8100
- السيناريو المتوقع: مراكز شراء أعلي مستويات الـ 8100، مع إستهداف الـ 10.000 ثم الـ 11.500 دولار.
- السيناريو البديل، مراكز بيع أدني مستويات الـ 8100 ، مع إستهداف الـ 7000 ثم الـ 5800 .
- التعليق : تقاطع المتوسط المتحرك 100 أعلي المتوسط المتحرك 200
* إن جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.