نتفليكس تحقق طفرة غير مسبوقة في زمن كورونا

يبدو أن وباء كورونا مثلما قلب موازين المؤسسات والدول في أشهر قليلة، فإنه جاء برداً وسلاماً على بعض الشركات التي خرجت من رحم الأزمة غير المسبوقة بمكاسب جمة وعلى رأسها شركة “نتفليكس”.

الفيروس الذي ألزم الناس منازلهم، وأجبر الشركات والمصانع على الإغلاق، وأصاب العالم حالة من الشلل شبه الكامل، حول المستهلكين إلى “نتفليكس” لساعات طويلة يومياً.

كانت التوقعات مرتفعة بالنسبة لما سوف تحققه عملاق الترفيه في العالم خلال الربع الأول من العام الحالي، لكن اتضح أنه حتى أكثر التوقعات الصعودية كانت متحفظة للغاية حيث حطمت الشركة كافة التقديرات بل والمكاسب السابقة بفارق كبير فيما يتعلق بعدد المشتركين.

أضافت الشركة الأمريكية 15.77 مليون مشترك حول في الثلاثة أشهر المنتهية في مارس الماضي بأكبر وتيرة فصلية على الإطلاق، مقارنة مع 9.6 مليون مشترك خلال نفس الفترة من العام الماضي، ليصل الإجمالي إلى 182.86 مليون مشترك في الخدمات المدفوعة.

(زيادات عدد المشتركين في نتفليكس خلال آخر عامين، بحسب موقع “بيزنس انسايدر)

بهذه الأرقام هزمت “نتفليكس” تقديراتها الخاصة بأنها سوف تضيف 7 ملايين مشترك خلال الربع الأول، بالإضافة إلى توقعات إجماع المحللين عند 8.2 مليون مشترك عالمياً.

وتقول “نتفليكس” في بيان: “خلال الشهرين الأولين من الربع الأول، كان نمو عضويتنا مشابهًا للسنتين الماضيتين، بما في ذلك في الولايات المتحدة وكندا، بعد ذلك، مع أوامر الإغلاق في العديد من الدول بدءًا من مارس، انضم العديد من الأسر إلينا للاستمتاع بالترفيه”.

حتى نمو المشتركين المحليين في الولايات المتحدة، الذي كان يعاني من الركود إلى حد كبير، ازدهر في عصر كورونا مضيفاً 2.3 مليون مشترك بزيادة 23 بالمائة، لكن كيف أثرت الزيادة القياسية في عدد المشتركين في الخدمات المدفوعة على الأداء المالي للشركة الأمريكية؟

استثمر في سهم نتفليكس الآن

قفزة الأرباح

سجلت الشركة الأمريكية زيادة بأكثر من 106% في صافي الأرباح إلى 709.06 مليون دولار ليعادل نصيب السهم من الربح 1.57 دولار للسهم خلال الثلاثة أشهر المنتهية في مارس الماضي، مقابل 344.05 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2019.

كما ارتفعت إيرادات عملاق البث بنحو 27.6% لتصل إلى 5.77 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة مع 4.52 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2019.

لكن هذه الزيادة في الإيرادات لا تترجم القفزة الهائلة في عدد الاشتراكات، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن 85% من إضافة المشتركين كانت على الصعيد الدولي، بالتالي تأثرت العائدات سلبًا بقوة الدولار.

بالطبع، الأداء المالي القوي لشركة “نتفليكس” لم تأتِ من فراغ، حيث أنها تعتمد على الكم الهائل من البرمجة مما يمنحها ميزة تتمتع بها على منافسيها، حيث تستمر شهية الترفيه الرقمي مرتفعة بين المستهلكين حيث ارتفعت نسبة المشاهدة عبر جميع خدمات الاشتراك بشكل بنسبة 417% في الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الأول في مارس، وفقًا لبيانات “رييلجود”.

لا تزال “نتفليكس”، بطبيعة الحال، خدمة البث الأكثر شيوعًا، حيث تبلغ حصة البث الإجمالية 42.3% خلال الفترة من 16 مارس إلى 19 أبريل 2020.

ويقول “إريك هاجستروم” محلل “إيماركتر”: “تركز نتفليكس تمامًا على الترفيه عن الناس في منازلهم، لأنها مجهزة بشكل أفضل بكثير لهذا الواقع الجديد من المنافسين الذين يعتمدون على الإصدارات المسرحية أو المتنزهات أو الرياضات الحية”.

ليس هذا فحسب، حيث تشير بيانات شركة “بارووت أنالايتكس” التي تتبع خدمات بث الفيديو، أنه في الولايات المتحدة، نمت حصة “نتفليكس” من الطلب على المحتوى الرقمي الأصلي من 50% لشهر ديسمبر 2019 إلى 53.9% لشهر مارس 2020، كما تظهر العلامات المبكرة لشهر أبريل نموًا أكبر، حيث أن الخدمة لديها 54.7% من حصة الطلب الأمريكية اعتبارًا من 13 أبريل الجاري.

في المقابل، انخفض حصة “ديزني بلس” من 7.9% في ديسمبر 2019 إلى 6.2% في مارس 2020، في حين أن حصة “أمازون برايم” انخفضت من 10.1% إلى 8.6% خلال نفس الفترة الزمنية.

على الصعيد العالمي، فإن الأرقام أكثر إثارة للإعجاب، زادت خدمة “نتفليكس” حصتها الدولية من الطلب على المحتوى الرقمي الأصلي من 52.3% في ديسمبر الماضي إلى 57.8% في مارس المنصرم.

ماذا عن أداء السهم؟

بالطبع، انعكست مكاسب “نتفليكس” في عدد الاشتراكات على أداء السهم الذي حقق مكاسب تتجاوز 27 بالمائة منذ بداية العام الجاري حتى نهاية جلسة (الأربعاء 29 أبريل)، مقابل خسائر 9 بالمائة لمؤشر “ستاندرد آند بورز” الأوسع نطاقاً للأسهم الأمريكية.

وفي منتصف الشهر الجاري سجل سهم “نتفليكس” مستوى قياسي مرتفع بلغ 437.49 دولار وهو ما جعل القيمة السوقية للشركة الأمريكية تتجاوز 190 مليار دولار قبل أن تتراجع إلى 177.7 مليار دولار حالياً.

ورفع المحللون في بنك “جولدمان ساكس” السعر المستهدف لسهم “نتفليكس” إلى 490 دولاراً من 430 دولاراً في السابق، كما رفعت شركة “إمبريال كابيتال” السعر المستهدف للسهم إلى 485 دولارًا من 447 دولارًا.

لكن هل تستمر المكاسب القياسية للسهم وعدد المشتركين في نتفليكس بشكل دائم؟

استثمر في سهم نتفليكس الآن

طفرة نتفليكس مؤقتة أم دائمة؟

“في تاريخنا الذي يزيد عن 20 عامًا، لم نشهد أبدًا مستقبلاً أكثر غموضاً أو مقلقاً مثل الوقت الحالي بسبب الفيروس الذي وصل إلى كل ركن من أركان العالم، وفي ظل عدم وجود علاج أو لقاح واسع النطاق، لا أحد يعرف كيف أو متى ستنتهي هذه الأزمة الرهيبة”، هذا ما تقوله “نتفليكس” عن نظرتها المستقبلية.

تؤكد هذه الكلمات أن المستقبل ليس وردياً للشركة الأمريكية مثلما حدث في الربع الأول من العام الجاري، لذا من غير المحتمل أن تشهد “نتفليكس” مثل هذا الارتفاع الحاد في عدد المشتركين في أي وقت في المستقبل القريب.

وتقول الشركة في خطاب للمساهمين: “نأمل أن يسمح التقدم التي تحرزه الحكومات ضد الفيروس برفع الحجز المنزلي قريباً، ومع حدوث ذلك، نتوقع أن ينخفض ​​الطلب على خدمة البث لدينا، ونتوقع 7.5 مليون إضافات صافية مدفوعة عالميًا في الربع الثاني، بانخفاض عن 15.7 مليون في الربع الأول”.

هذا عن توقعات عدد المشتركين، أما فيما يتعلق بالأرباح فتتوقع الشركة الأمريكية ارتفاعها إلى 820 مليون دولار في الربع الثاني من 2020، كما ترى “نتفليكس” أن إيراداتها سوف ترتفع إلى 6.04 مليار دولار خلال نفس الفترة.

في النهاية، هل تهزم نتفليكس توقعاتها مجدداً في الربع الثاني مع استمرار أزمة كورونا أن ستصبح قفزة الربع الأول قمة يصعب الوصول إليها مجدداً؟

استثمر في سهم نتفليكس الآن

“منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. 75% من حسابات المُستثمر بالتجزئة تخسر أموالاً عند التداول على عقود الفروقات مع هذا المُزود. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139”