مكاسب قوية وتحدِ جديد.. لماذا سطع نجم “فولكس فاجن” مؤخراً؟

انتفضت شركة “فولكس فاجن” مؤخراً في محاولة لاستعادة سابق مجدها؛ إذ طرقت بقوة باب سباق صناعة المركبات الكهربائية، متحديةً هيمنة “تسلا” على السوق العالمي لعدة سنوات، في خطوة جعلت القيمة السوقية لعملاق صناعة السيارات هي الأعلى في سوق الأسهم الألماني.

مع تطبيق العديد من الدول لحظر على السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، فإن شركات السيارات في عجلة من أمرها لزيادة عدد المركبات الكهربائية، بل التحول الكامل لهذا الاتجاه، وإقناع العملاء بدفع المزيد من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة، ولهذا فإننا بصدد رؤية منافسة شديدة في سباق صناعة السيارات الكهربائية حيث إنه فضلاً عن “تسلا” الرائدة حالياً، فإن “فولكس فاجن” ستدخل في سباق أيضاً مع عملاقة الصناعة التقليديين مثل “جنرال موتورز” و”فورد”.

خطة طموحة

في الأسبوع الماضي، كشفت المجموعة الألمانية البالغة من العمر 83 عامًا أنها ستبني 6 مصانع لإنتاج خلايا البطاريات في أوروبا بمحتوى طاقة يبلغ إجماليها 240 جيجاوات في الساعة سنوياً بحلول عام 2030 (يكفي لتشغيل حوالي 4 ملايين سيارة كهربائية من نوع “فولكس فاجن ID.3)، وتعمل “فولكس فاجن” على خفض تكلفة أنظمة البطاريات من خلال خلية بطارية موحدة جديدة سيتم إطلاقها في عام 2023 وتركيبها فيما يصل إلى 80% من السيارات الكهربائية لديها، وتخطط الشركة أيضًا لإعادة تدوير ما يصل إلى 95% من المواد الخام المستخدمة في إنتاج البطاريات.

وتهدف هذه الاستراتيجية الجديدة إلى مضاعفة النسبة المئوية للسيارات الكهربائية التي تصنعها “فولكس فاجن” إلى 70% بحلول عام 2030، وزيادة حصة السيارات الكهربائية بالكامل في أوروبا لتصل إلى 60% بحلول نفس التاريخ، بالإضافة إلى العمل على الحصول على حصة سوقية ضخمة في الصين والولايات المتحدة.

وتخطط “فولكس فاجن” إلى توحيد التقنيات الرئيسية عبر إمبراطوريتها الصناعية المترامية الأطراف، مع سعيها لأن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في مجال السيارات الكهربائية بحلول عام 2025 على أبعد تقدير، على الرغم من أن الوصول إلى هدفها المتمثل في تسليم 450 ألف سيارة كهربائية هذا العام- ضعف إجمالي العام الماضي- قد يضع الشركة على مسافة قريبة من “تسلا”.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة “هربرت ديس”: “سنقوم بتسريع رحلة التحول الخاصة بنا في عام 2021 وما بعده”، وذلك في إطار سعيه لإصلاح عمليات “فولكس فاجن” الواسعة، وتحرير الأموال للإنفاق على قدرات البطارية والبرمجيات التي جعلت من “تسلا” صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم، حيث تنوي الشركة استثمار حوالي 35 مليار يورو في السيارات الكهربائية.

شراء أسهم فولكس فاجن

تحدي “تسلا”؟

تتربع “تسلا” على عرش صناعة السيارات الكهربائية منذ عدة سنوات، بل أصبحت في العام الماضي الأكبر عالمياً من حيث القيمة السوقية في صناعة السيارات بفارق كبير عن أقرب منافسيها، وهما “تويوتا” اليابانية، و”فولكس فاجن”، لكن يبدو أن اللاعبين التقليديين في السوق العالمي في طريقهم إلى مزاحمة “تسلا” في السنوات المقبلة، بل إن الشركة الأمريكية تعرضت لهزة بالفعل مؤخراً مع تخوف المستثمرين من حدة المنافسة مما أدى إلى تخلي القيمة السوقية عن بعض مكاسبها لتصل إلى حوالي 630 مليار دولار بنهاية جلسات الأسبوع الماضي.

ووضعت شركة صناعة السيارات الألمانية، التي تمتلك قيمة سوقية 147 مليار دولار، خطتها لتجاوز “تسلا” وتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم بحلول عام 2025، حيث استبعد الرئيس التنفيذي لـ”فولكس فاجن” إمكانية التعاون مع “تسلا” في هذ الإطار، بل رفع راية التحدي قائلاً: “نسير في طريقنا الخاص، نريد أن نقترب ثم نتجاوز”.

بشكل عام، تبدو خطة “فولكس فاجن” قابلة للتنفيذ، ويبدو أيضاً أن المستثمرين بدأوا في إعادة تقييم الافتراضات القائلة بأنه مع تحول صناعة السيارات من المتوقع أن تنقرض هذه الشركة العتيقة، خاصة بعد فضيحة انبعاثات الديزل التي أضرت بسمعتها في عام 2015، لكن في الوقت الحالي، يتضح أنه تم إعداد “فولكس فاجن” بشكل جيد للعمل بقوة مع انتشار السيارات الكهربائية في السنوات القادمة.

والشركة التي بنت سمعتها على مدى عقود من خلال إنتاج طرازات شهيرة مثل الجولف والبولو، أصبح لدى مجموعتها الأوسع نطاقاً علامات بارزة مثل بورشه وأودي ولامبورغيني وبنتلي، والتي بدأت في تحقيق تقدم في العديد من الأسواق العالمية خاصة في الصين، فمن المنطقي أن تكون كفة نجاح “فولكس فاجن” في سباق صناعة السيارات الكهربائية هي الأرجح، مع توقعات وصول المبيعات إلى أكثر من مليوني سيارة كهربائية بحلول عام 2025.

وفي 2020، باعت “فولكس فاجن” 231.600 ألف سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات، وهذا أقل من نصف عدد مبيعات تسلا، لكنها تمثل زيادة بنسبة 214% عن العام السابق له.

ووفقًا لبنك “يو بي إس” فإن السباق العالمي للسيطرة على سوق السيارات الكهربائية سوف يعود إلى الشركة التي تقع في كاليفورنيا والعملاق الصناعي الألماني، متوقعاً أن تتجاوز “فولكس فاجن” هدفها بإنتاج 2.6 مليون سيارة كهربائية في عام 2025، تليها تسلا بـ 2.3 مليون.

شراء أسهم فولكس فاجن

السهم يحلّق

كان المستثمرون في شركات تصنيع السيارات قلقين بشكل عام من أن الدفع نحو السيارات الكهربائية سيزيد التكاليف ويقلل الأرباح، لكن رد الفعل الأخير لخطط “فولكس فاجن” كان إيجابياً للغاية، حيث ارتفع السهم بنحو 21% خلال الأسبوع الماضي، ليرفع مكاسبه منذ بداية العام الجاري إلى 65%.

ومع هذه المكاسب، أصبحت “فولكس فاجن” أكبر شركة ألمانية من حيث القيمة السوقية التي وصلت إلى 150 مليار يورو خلال الأسبوع الماضي، وإن كانت قلصتها جزئياً بنهاية جلسة الجمعة، لكنها لا تزال الأكبر متجاوزةً “إس إيه بي SAP SE”، التي بلغت قيمتها 127 مليار يورو.

*أداء سهم فولكس فاجن منذ بداية العام الجاري*

ورفع “يو بي إس” السعر المستهدف سهم “فولكس فاجن” بنسبة 50% إلى 300 يورو (358 دولارًا)، موضحاً: “لدينا ثقة أكبر من أي وقت مضى في أن “فولكس فاجن” ستقدم مزيجًا فريدًا من النمو في الحجم، مما يجعلها أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في العالم، جنبًا إلى جنب مع “تسلا”، في أقرب وقت في العام المقبل”.

في النهاية، لا شك أن سباق السيطرة على صناعة السيارات الكهربائية أصبح على أشده مع تسارع العديد من اللاعبين الرئيسين نحو التحول الكامل واللحاق بنسر “تسلا” الذي يحلق بعيداً عن أقرب منافسيه حتى الآن، لكن في الواقع فإن الفترة المقبلة قد تشهد نهاية عصر هيمنة شركة واحدة، فمع زيادة الطلب العالمي والدفع نحو الطاقة النظيفة فإن السوق سيكون قادراً على تحمّل أكثر من فائز واحد في سباق السيارات الكهربائية.

شراء أسهم فولكس فاجن

*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.

الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.