عودة الأمل.. هل تنجح أوبك في إنقاذ سوق النفط؟

في مارس الماضي، كانت بعض التوقعات لا تستبعد إستمرار انهيار أسعار النفط مع اندلاع حرب الأسعار بين كبار منتجي الخام المتمثلين في السعودية وروسيا , لكن عاد الأمل مجدداً إلى سوق النفط وبدأ الانتعاش محققاً قفزات يومية تاريخية خلال الأسبوع الماضي، مع هدنة حرب الأسعار وإشارات واضحة حول احتمالية كبيرة لاتفاق بين أوبك والحلفاء (أوبك+) لخفض عميق لإنتاج الخام في سبيل إنقاذ السوق المنهار.

وتبرز أهمية التعافي الأخير لأسعار النفط أنه جاء بعد خسائر فادحة وانهيارات تاريخية شهدها في الشهر الماضي وهو ما سوف نستعرضه في بداية رحلة الخام من الانهيار إلى التعافي.

عاناة سوق النفط تحت وطأة حرب الأسعار

شهدت أسعار النفط أسوأ أداء ربع سنوي في التاريخ بعدما سجل سعر خامي “برنت” و”نايمكس” خسائر تتجاوز 65% لكل منهما بعد وقوعها فريسة لصدمة في المعروض وأخرى في الطلب

لا يخفى على أحد التأثير الكبير لفيروس كورونا المتمثل في تراجع الطلب على الخام وسط قيود السفر والإغلاقات في العديد من الدول منذ بداية العام الجاري مع ظهور الوباء.

لكن ما زاد الطين بله، ظهور صدمة أخرى في المعروض مع انهيار اتفاقية خفض الإنتاج بين أوبك وحلفائها بداية من الشهر الماضي مما كبد أسعار النفط أكبر خسائر شهرية على الإطلاق تجاوزت 50% دفعتها عند 20 دولاراً للبرميل هو المستوى الأدنى منذ 2002.

وكانت أوبك تريد تخفيض إضافي لإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2020، مع تمديد التخفيضات المتفق عليها مسبقاً البالغة 2.1 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام أيضاً، لمواجهة آثار فيروس كورونا على الطلب لكنها مغامرة لم تؤتي ثمارها حيث لم تكن روسيا على استعداد لتقليص إضافي للإمدادات.

ومنذ ذلك الحين، تعهدت روسيا والسعودية بإغراق السوق بالملايين من براميل النفط الزائدة في معركة ضارية حول حصتهما في السوق في منافسة مع النفط الصخري الأمريكي أيضاً، لكن يبدو أن الطرفان لم يدرسا جيداً عواقب ما فعلا ليقررا مجدداً العودة إلى طاولة المفاوضات بتدخل من الولايات المتحدة لحماية صناعة النفط.

لماذا تدخلت الولايات المتحدة لإنقاذ سوق النفط؟

لطالما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوبك وحلفاءها بخفض أسعار النفط، لكن مع الانهيار الأخير عكس الرئيس الأمريكي وجهته ليدعو إلى زيادة أسعار الخام، فما الذي دفعه لهذا التحول التاريخي؟

بالطبع وصول أسعار النفط إلى 20 دولاراً للبرميل يشكل معاناة لصناعة الخام في الولايات المتحدة حيث يتمحور إنتاجها حول النفط الصخري المرتفع التكلفة عن نظيره التقليدي كما أنه أقل كثيرًا من سعر التعادل لكافة مناطق إنتاج النفط الرئيسية في الولايات المتحدة.

ويوضح مسح أجراه الاحتياطي الفيدرالي في ولاية “دالاس” أن شركات النفط الأمريكية في أقل المناطق تكلفة للإنتاج في الولايات المتحدة يتراوح بمتوسط أسعار  عند 49 دولارًا للبرميل حتى تحقق أعمالها للتنقيب أرباحًا.

وفي هذه البيئة غير المربحة، يرى “بنك أوف أمريكا” احتمالية 30 بالمائة لارتفاع حالات التعثر عن سداد ديون الطاقة مرتفعة العائد، ولكن تكون الشركات لديها قدرة على تحمل الديون وبالتالي ستلجأ إلى تسريح العمالة والإفلاس.

ويظهر تأثير انخفاض أسعار النفط سريعاً، حيث أغلقت شركات التنقيب عن الخام في الولايات المتحدة 121 منصة في الأسابيع الثلاثة الماضية فقط لتصل إلى 562 منصة، ليس هذا فحسب بل تقدمت شركة التنقيب عن النفط الأمريكية “وايتننج بتروليم” في الأسبوع الماضي بطلب لحمايتها من الإفلاس.

واجتمع ترامب مع رؤساء كبرى شركات النفط الأمريكية لمناقشة تحديات الصناعة متعهداً بمساعدتها كما أكد على أن الولايات المتحدة سوف تستعيد أعمال الطاقة المتوقفة مجدداُ.

كل هذا الضرر لصناعة النفط في الولايات المتحدة دفع ترامب إلى الضغط على السعودية لوقف انهيار الأسعار لتقوم الرياض بدعوة أعضاء أوبك وروسيا إلى اجتماع عاجل هذا الأسبوع لموازنة السوق، لتلتقط أسعار الخام أنفاسها.

اللون الأخضر يعود لأسعار النفط

منذ تصريحات الرئيس الأمريكي في بداية الأسبوع الماضي بأنه تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوقف الهبوط التاريخي للأسعار، بدأ النفط يسلك اتجاهاً صاعداً في محاولة للتعافي من خسائره الحادة.

لكن كانت تغريدة ترامب عبر “تويتر” يوم الخميس الماضي كالغيث في الصحراء الكاحلة حيث قفزت أسعار النفط بأكبر وتيرة يومية في تاريخها محققةً مكاسب بنحو 24.7% بعد أن ذكر الرئيس الأمريكي أن السعودية وروسيا قد يتفقان على خفض الإنتاج بأكثر من 10 ملايين برميل يومياً أو أكثر لتحقيق التوازن في سوق الخام.

كما جاءت تصريحات الرئيس الروسي لتصدق على ما قاله ترامب حيث أكد بوتين أن بلاد مستعدة للتعاون مع أوبك لخفض إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل يومياً أو حوالي 10% من الإمدادات العالمية.

وأشار بوتين أيضاً إلى أن روسيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، والتي ليست جزءاً من مجموعة “أوبك+”، مضيفاً أن موسكو ترغب في أن يكون سعر النفط عند 42 دولاراً للبرميل.

كل هذه الأخبار الإيجابية جعلت أسعار النفط تحقق أفضل أداء أسبوعي في تاريخها خلال الأسبوع المنصرم بمكاسب بلغت 31.8%، لكن لا يزال الترقب هو السمة الواضحة على التوقعات بالنسبة سوق الخام.

ماذا عن القادم؟

يرى “فاتح بيرول” مدير وكالة الطاقة الدولية أن التخفيضات العميقة لإنتاج النفط والمحتمل أن تقوم بها أوبك لن تمنع تراكم كميات ضخمة من الخام.

ويوضح “بيرول أن تخفيضات الإنتاج المحتملة البالغة 10 ملايين برميل يومياً سوف تساعد فقط في التخفيف من الضرر الواقع على سوق النفط، لكنها لن تكون كافية لأن المخزونات ستظل ترتفع بمقدار 15 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، هذا سيعني أنه ستظل هناك ضغوط هائلة على أسواق النفط العالمية.

كما يقول “فيكتور شوم” نائب رئيس استشارات الطاقة في مؤسسة “ماركت” للأبحاث إنه يتوقع انخفاض سعر خام ​​برنت القياسي إلى حوالي 10 دولارات للبرميل في أبريل، ومن المرجح أن يظل عند هذا المستوى خلال الربع الثاني، حيث يرجع ذلك إلى وجود فرصة ضئيلة لنجاح أي صفقة من قبل “أوبك+” في إنقاذ سوق النفط من ضربة “كوفيد-19”.

ومن جانبها، قالت وكالة “فيتش” إن سعر برنت قد يتراجع أدنى 10 دولارات، في حال فشل مجموعة “أوبك+” في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج.

في النهاية، هي حالة من الترقب تسيطر على أسواق النفط في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع كبار المنتجين بين أوبك وحلفائها إما إمكانية إنقاذ سوق النفط أو الاستعداد لنرى أسعار الخام في اسعار الإنهيار

— التقرير الفني —

التحليل الفنى للذهب، والـ 1725 مستهدف سعرى جديد 

  • السيناريو المتوقع : إتخذ المعدن الأصفر الموجة الثانية من الصعود، عقب الإنتهاء من موجة التصحيح الأخيرة عند مستويات الـ 1570 دولار، لتمثل نقطة إرتداد للذهب، ليستهل تعاملات اليوم الثلاثاء علي مكاسب وصولاً الي مستويات الـ 1670 دولار، لذلك من المتوقع أن نشهد المزيد من الإرتفاعات وصولاً الي مستويات الـ 1725 دولار كمستهدف سعري أولي.
  • السيناريو البديل، أما فى حالة فشل السعر فى إختراق مقاومة الـ 1700 دولار، من الممكن أن نشهد عودة للإنخفاضات مرة أخرى، مع تغير سلبي فى الإتجاة العام ، وإستهداف الـ 1500 دولار.

جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.

 التحليل الفنى للدولار/ين وفى إنتظار موجة تصحيح قبل إستكمال الصعود

  • السيناريو المتوقع: شهد زوج الدولار ين تغير إيجابي فى الإتجاة العام ، مسجلاً أعلي مستوي له منذ 26 مارس الماضى، عند مستويات 109.40 ، والتى تمثل مستوى مقاومة سعرية ، لذلك من المحتمل أن نشهد موجة تصحيحية للأسفل، الي مستويات الـ 108.25 ، ومن ثم إستكمال الإتجاة العام الصاعد لإستهداف مستويات الـ 110.25 .
  • السيناريو البديل، أما فى حالة إستمرار الأتجاة الصاعد الحالي وإختراق مقاومة الـ 109.40 ، سوف نشهد تحول فى مستويات التصحيح المتوقعه، عقب الوصول الي الـ 110 ، ليصبح مستوى التصحيح المتوقع عند الـ 108.80 ، وإن كان ذلك السيناريو هو الأقل ترجيحاً فى الوقت الحالي.

جميع ما يرد في هذا التقرير يمثل نظرة فنية بناء على أصول علم التحليل الفني ولا يمثل توصية بالبيع او الشراء.

 منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.