الأسبوع الماضي، كانت مايكروسوفت على موعد مع حدث لم يتكرر كثيرًا؛ إذ أصبحت ثاني شركة أمريكية تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 2 تريليون دولار، لأول مرة في تاريخها، لتنضم إلى آبل في نادِ خاص لعضوين فقط حتى الآن، مع الاستفادة الكبيرة من أزمة الوباء، التي جاءت بردًا وسلامًا على شركات التكنولوجيا بشكل عام.
في ديسمبر 2019، حصلت شركة أرامكو السعودية على العضوية الأولى في نادي الـ 2 تريليون دولار، لكنها تراجعت أدنى هذا المستوى منذ ذلك الحين مع قيمة سوقية حالية تقارب 1.9 تريليون دولار، ثم جاءت صانعة الآيفون في أغسطس الماضي، لتكون ثاني شركة تخترق هذا الحاجز، وهي الآن الأولى عالميًا بقيمة سوقية عند 2.2 تريليون دولار.
وتجاوزت مايكروسوفت عتبة تريليوني دولار للمرة الأولى على الإطلاق يوم الثلاثاء الماضي، لكنها لم تغلق أعلى من هذه العلامة سوى في جلسة الخميس، تاركةً خلفها أمازون، التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 1.8 تريليون دولار، وألفابت (جوجل) بنحو 1.6 تريليون دولار.
وارتفع سهم مايكروسوفت إلى مستوى قياسي أعلى 267 دولارًا، مع صعود ملحوظ في سوق الأسهم الأمريكية دفع مؤشر ستاندرد آند بوزر الأوسع نطاقًا لمستوى قياسي جديد بنهاية الأسبوع.
*أداء سهم مايكروسفت منذ بداية 2020
كيف بدأت رحلة التريليونين دولار؟
في الواقع، بدأت رحلة مايكروسوفت مع مسار تصاعدي للسهم منذ عام 2014، مع تولى الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا زمام الأمور، لتصبح أكبر بائع لبرامج الحوسبة السحابية، وحقق السهم مكاسب منذ ذلك الحين بأكثر من 600%.
واستفادت مايكروسوفت من أنها الشركة الوحيدة من أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تجنبت حتى الآن الموجة الأخيرة من التدقيق من جانب الهيئات التنظيمية لمكافحة الاحتكار، مما يمنحها حرية أكثر في كل من عمليات الاستحواذ وتوسيع المنتجات.
ورغم ذلك، تبقى أزمة الوباء حدثًا مهمًا في تاريخ الشركة التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، فرغم أن الشركة الأمريكية عانقت علامة التريليون الأولى في أبريل 2019، واستمرت في المكاسب نحو 2 تريليون دولار.
وجاءت الجائحة لتُعيد القيمة السوقية عند 1.03 تريليون دولار في مارس 2020، حينما تسبب انتشار فيروس كورونا في هزة قوية للأسواق العالمية، لكن انقلب الوضع منذ ذلك الحين، وتحوّلت نقمة كورونا إلى نعمة كبيرة لمايكروسوفت، مما جعل الشركة تصل لمستوى 2 تريليون دولار في عامين فقط، مع حقيقة أنها استغرقت 33 عامًا للوصول إلى التريليون الأول.
طفرة الوباء
مثل العديد من نظرائها في مجال التكنولوجيا، استفادت مايكروسوفت خلال فترة الوباء، مع طفرة التحوّل الرقمي، التي أدت إلى زيادة الطلب على منصة الحوسبة السحابية آزور Azure الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى أدوات مثل مايكروسوفت أوفيس ومايكروسوفت تيمز، مع إجراءات التباعد الاجتماعي، التي فرضت على العمل والتعلم عن بُعد.
وكانت أعمال الحوسبة السحابية من مايكروسوفت قوة أساسية وراء التقدم؛ إذ استحوذت على نحو 34% من إيرادات الشركة الأميركية خلال عام 2020 بزيادة 31% عن عام 2019، وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج.
وفي الثلاثة أشهر المنتهية في مارس الماضي -آخر ربع سنوي مُعلن- حقق قطاع السحابة الذكية من مايكروسوفت ارتفاع عائداتها بقيمة 15.12 مليار دولار، بزيادة 23% على أساس سنوي، مع ارتفاع إجمالي الإيرادات بأكبر وتيرة زيادة ربع سنوية سجلتها الشركة منذ 2018، بنحو 19%، لتصل إلى 41.71 مليار دولار.
ودفع الأداء المالي القوي خلال الوباء، سهم مايكروسوفت للارتفاع بأكثر من 96% من أدنى مستوى مُسجل مارس العام الماضي مع بداية كوفيد-19، ليرحب نادي التريليونين دولار بالعضو الجديد في يونيو الجاري.
وتزامن مع اختراق مايكروسوفت عتبة 2 تريليون دولار، إعلان الشركة الأميركية يوم الخميس الماضي إصدار نظام التشغيل ويندوز 11 الخاص بها، وهو الأول منذ ما يقرب من 6 سنوات، لتواصل الشركة الطفرة، التي بدأها ناديلا منذ 2014.
هل تستمر مايكروسوفت في التحليق عاليًا؟
لا تزال آفاق مايكروسوفت جيدة، فيما يتعلق بالأداء المالي وأداء السهم، مما يعزز استمرار صعود القيمة السوقية للشركة أعلى مستوى 2 تريليون دولار، على أمل تجاوز آبل، لتصبح أكبر شركة في العالم؛ إذ يفصلها 200 مليار دولار عن كتابة التاريخ وتحقيق هذا الإنجاز.
وتتوقع الشركة الأمريكية أن تحقق إيرادات ما بين 43.6 مليار دولار و44.5 مليار دولار في الربع الحالي، المنتهي في يونيو، وهذا من شأنه أن يمثل نموًا بنسبة 16%، ويتجاوز تقديرات إجماع المحللين، البالغة 42.98 مليار دولار.
فيما يتعلق بالسهم، الذي ارتفع بأكثر من 19% منذ بداية العام الجاري، فإن النظرة المستقبلية له إيجابيةً، حيث يحتفظ 33 من أصل 36 محللاً تغطيهم شركة فاكتسيت بتصنيفات شراء سهم مايكروسوفت، مع متوسط سعر مستهدف للمحللين عند 294.73 دولارًا، مما يعني ارتفاعًا بنسبة 11% تقريبًا.
ليس هذا فحسب، بل رفع المحلل في ويدبوش، دانيال آيفز، السعر المستهدف لسهم مايكروسوفت إلى 325 دولارًا من 310 دولارات، مما يعني مكاسب 20% عن المستوى الحالي، وهذا من شأنه أن يرفع القيمة السوقية للشركة إلى 2.4 تريليون دولار، مع التفاؤل بشأن النمو المستمر في الأعمال السحابية للشركة.
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.