باتت شركة جيم ستوب محلّ اهتمام المستثمرين، بعدما أحدثت ضجة كبيرة في وول ستريت خلال العام الجاري، وجعلت المكاسب الهائلة وجنون التداولات التي شهدها السهم الجميع يتابع الأداء المالي للشركة الأمريكية في الربع الثاني، للوقوف على أسباب هذه الطفرة، وكيف تبدو الآفاق المستقبلية؟
بالفعل يتحسن الأداء المالي للشركة الأمريكية، فقد حققت زيادة ملحوظة في الإيرادات، وتواصل تقليص خسائرها، لكن لم يتضمن بيان الأرباح توقعات للعام بأكمله، ولم يشر إلى إستراتيجية التحوّل، التي يبحث عنها المحللون مرارًا وتكرارًا لتبرير التقييم المرتفع للسهم، في الوقت نفسه فإن الإجراءات والتوسعات التي تقوم بها جيم ستوب تشير إلى أنها أمامها الطريق للنمو، خاصة مع ميزانية عمومية خالية من الديون وبها 1.78 مليار دولار من النقد (الكاش).
الأداء المالي
ارتفعت إيرادات شركة ألعاب الفيديو بأكثر من 25%، لتصل إلى 1.183 مليار دولار خلال الربع المنتهي في يوليو/تموز الماضي، مقارنة مع 942 مليون دولار في الربع نفسه من عام 2020، لتتفوق على تقديرات محللي وول ستريت البالغة 1.12 مليار دولار.
وكانت زيادة الإيرادات بدعم مبيعات (الهارد وير) أي الأجهزة والملحقات، التي ارتفعت إلى 609.6 مليون دولار، لتمثل 51.5% من إجمالي الإيرادات، على حين شكّلت مبيعات (السوفت وير) أو برامج ألعاب الفيديو الجديدة نحو 33.5% من الإجمالي.
بينما قلّصت جيم ستوب خسائرها خلال الربع المالي الثاني، لتبلغ 61.6 مليون دولار، ما يعادل (0.85 دولار للسهم الواحد)، مقابل خسائر بلغت 111.3 مليون دولار، ما يوازي (1.71 دولار للسهم).
لم يقدم بائع التجزئة نظرة مستقبلية للأرباع السنوية المقبلة، نظرًا لاستمرار تداعيات فيروس كورونا على أعمال مثل هذه الشركات، وسط الإغلاق والقيود المفروضة، التي تمنع المستهلكين من الذهاب لمحلات البيع والتجزئة.
بينما أكدت جيم ستوب أن تحقيقات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن نشاط التداول من غير المتوقع أن يكون للاستفسار تأثير سلبي على الشركة.
واستجاب المستثمرون للأداء المالي بالطريقة التي اتبعوها بعد كل إصدار لنتائج الأعمال من بيع السهم، لكن ثبت أن كل من ردود الفعل السابقة كانت قصيرة الأجل، وربما يتحقق ذلك هذه المرة أيضًا.
أداء السهم
على الرغم من ارتفاع الإيرادات وتقليص الخسائر، لم يكن رد فعل سهم جيم ستوب على نتائج الأعمال جيدًا، إذ تراجع بنحو 9% في تعاملات ما بعد جلسة الأربعاء الماضي، فور إعلان الأداء المالي، وفي الجلسة التالية تهاوى السهم بأكثر من 10% خلال التعاملات، لكنه تمّكن من الارتفاع بشكل طفيف بنهاية التداولات.
*أداء سهم جيم ستوب منذ بداية العام الجاري
جاء الانخفاض الأولي لسهم جيم ستوب في الوقت الذي فشلت فيه الشركة الأمريكية في تقديم نظرة مستقبلية للأرباع القادمة وتفاصيل حول تحول التجارة الإلكترونية، الأمر الذي خيب آمال محللي وول ستريت، لكن ظهرت مؤشرات على أن صغار المستثمرين في منتدى ريديت قرروا شراء السهم للاستفادة من الانخفاض، ما دفع السهم إلى أعلى.
لكن في الحقيقة ورغم تسجيل خسائر ملحوظة في الفترة الأخيرة، فإن القيمة السوقية لا تزال متضخمة بشكل كبير عند أكثر من 14.5 مليار دولار، ويأتي ذلك مع حقيقة أن سهم الشركة الأمريكية لا يزال مرتفعًا بأكثر من 910% منذ بداية العام الجاري، رغم أنه تراجع عن أعلى مستوى في تاريخه والمسجل في يناير الماضي عن 483 دولارًا، على حين يبلغ سعره حاليًا 190 دولارًا.
بدأ سهم جيم ستوب هذا العام عند والي 20 دولارًا فقط، قبل أن يكون في صدارة طفرة وجنون ما يسمى بأسهم الميم، التي شهدت تقلبات كبيرة في القيمة، مع حماس من قبل مستثمري التجزئة دعمه دعوات شراء السهم عبر منتدى ريديت.
عملاق تجزئة جديد
“نحاول أن نفعل شيئًا لم يفعله أي شخص في مجال البيع بالتجزئة على الإطلاق”، هذا ما قاله رايان كوهين، المؤسس المشارك السابق لمنصة التجارة الإلكترونية Chewy، الذي انضك إلى مجلس إدارة جيم ستوب في يناير هذا العام وأصبح رئيس مجلس الإدارة في يونيو المنصرم.
ورغم الشركة الأمريكية لم تكشف بعد عن تفاصيل حول إستراتيجية التحول حتى الآن، لكن جميع التحركات تشير إلى أن جيم ستوب تهدف جيم ستوب إلى توسيع أعمالها لتصبح بائع تجزئة عملاق، مع وضع نهج شركة أمازون نصب أعينها.
ومنذ انضمامه إلى جيم ستوب، عكف كوهين على تعيين كوادر لها صدى في مجال التجارة الإلكترونية، فقد أضاف ما يقرب من 12 من كبار المديرين التنفيذيين، ومن بينهم كبير مسؤولي التكنولوجيا، الذي جاء من أمازون ويب سيرفيسز، ورئيس العمليات، من أمازون أيضًا، مع حقيقة أن الخلفيات الجيدة الخاصة بالكوادر الجديدة تلعب دورًا رئيسيًا في تفاؤل المستثمرين بشأن تحقيق استراتيجية التحوّل.
وفي ظل سعي الشركة لتحويل أعمالها أكثر نحو التجارة الإلكترونية، فقد أعلنت في بيان نتائج الأعمال أنها وقعت عقد إيجار لمركز بمساحة 530 ألف قدم مربع في رينو بولاية نيفادا، سيساعدها الموقع على توسيع شبكتها عبر جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما يعمل بائع التجزئة على توسيع عمليات خدمة العملاء في الولايات المتحدة من خلال استئجار مركز في بيمبروك باينز بولاية فلوريدا، ما سيسمح لها بتقديم المزيد من المنتجات والتسليم بشكل أسرع.
في النهاية، هل تستغل جيم ستوب دائرة الضوء حولها وتتحول لعملاق في التجارة الإلكترونية، أم ترسخ مقولة أنها مجرد سهم صغير صنعه صغار المستثمرين؟
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.