الصراع دائما على أشده بين الولايات المتحدة والصين، فما نلبث أن نرى هدنة في الأزمة التجارية حتى يظهر التوتر على الصعيد الدبلوماسي بشأن هونج كونج، والآن يطل علينا تطبيق “تيك توك” في صراع من نوع آخر قد يكون نواة لتصاعد جديد في الحرب التكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد الحظر الأمريكي لـ”هواوي”.
وأصبحت معركة الرئيس دونالد ترامب المستمرة مع “تيك توك” نقطة وميض جديدة في الحرب المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بعد أن أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لشركة “بايت دانس” مهلة حتى منتصف سبتمبر المقبل للعثور على مشترٍ أمريكي أو يتم حظره في البلاد، كما أصدر أمرًا تنفيذيًا مشابهًا لخدمة الرسائل الصينية “وي شات”.
انقلب مستقبل منصة التواصل الاجتماعي “تيك توك” في الولايات المتحدة رأساً على عقب في الأيام القليلة الماضية، فبعد أن حقق تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة والمضحكة شهرة واسعة عالمياً مؤخراً وجد نفسه أحدث أهداف حرب ترامب التكنولوجية مع الصين.
وتشهد قصة الصراع الحديث بشأن “تيك توك” عدة محطات جعلته ضمن أبرز العناوين الرئيسية في الساحة العالمية مؤخرا نوضحها في التساؤلات الآتية.
ما هو “تيك توك” الذي يشغل بال ترامب؟
تطبيق لنشر مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 60 ثانية، يسمى “دوين” في الصين والمعروف سابقًا باسم “ميوزيكا. لي” في الولايات المتحدة ويمكن للمستخدمين تصوير المقاطع وتحريرها داخل التطبيق ومشاركتها على الفور.
ويعتبر “تيك توك” تطبيق ضخم وسريع النمو، على الأقل حتى الآن، قام أكثر من ملياري مستخدم بتنزيل التطبيق، وفقًا لتقديرات “سينسور تاور”، وفي الربع الأول من العام الجاري، حقق أكبر عدد من التنزيلات لأي تطبيق على الإطلاق في فترة ثلاثة أشهر، حيث جمع أكثر من 315 مليون عملية تثبيت عبر “آبل” و”جوجل بلاي”.
وفي الولايات المتحدة، تم تنزيل “تيك توك” ما يقرب من 78 مليون مرة خلال العام الماضي، مع حدوث أكثر من 25 مليون تنزيل خلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها.
وعلى الصعيد العالمي، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بنسبة 8.2% من إجمالي التنزيلات، وقبل أن تحظر الهند “تيك توك” في يونيو/الماضي، كانت الدولة في مقدمة الدول التي حققت ما يقرب من ثلث عمليات التنزيل العالمية، بينما تستحوذ الصين على 9.7% من عمليات تنزيل التطبيق.
لماذا تهدد الولايات المتحدة بحظر التطبيق؟
قبل إصدار الأمر التنفيذي، استشهد ترامب بالأمن القومي في تهديده بحظر “تيك توك” من الولايات المتحدة، ويشعر مسؤولي الحكومة الأمريكية يأن التطبيق يجمع كميات هائلة من البيانات حول المواطنين الأمريكيين كما يعتقدون أنه قد يُطلب من مالكي التطبيق “بايت دانس” التعاون مع الحكومة الصينية، والتي بدورها قد تستخدم المنصة للتجسس أو لنشر معلومات خاطئة تهدد الأمن القومي الأمريكي.
في وقت سابق من هذا العام، أمر البنتاجون مستخدمي المنصة بحذف التطبيق من هواتفهم، وهي خطوة اتبعتها مجلس الشيوخ الأمريكي وكذلك بعض الشركات بما في ذلك “ويلز فارجو”، لكن حتى الآن لم يقدم المسؤولون الأمريكيون أي دليل على أن “تيك توك” تشارك المعلومات مع بكين.
ويقول “دانييل كاسترو” نائب رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار في تعليقات لصحيفة “ذا هل” إنه يشعر بالقلق إزاء عدم وجود دليل قدمته الإدارة الأمريكية لإظهار أن “تيك توك” يمثل تهديدًا، موضحاً: “أعتقد أن هناك قلقًا من أن الولايات المتحدة لديها تشدد في أي تطبيق قادم من الصين باعتباره تهديدًا للأمن القومي، أعتقد أنه إذا قدموا تفاصيل محددة حول سبب كونه تهديدًا، فيجب إعلان هذه التفاصيل لملايين المستهلكين الذين يمتلكونها على هواتفهم”.
كيف انضمت “مايكروسوفت” لأحداث قصة “تيك توك”؟
بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في أن تستحوذ شركة أمريكية على أعمال “تيك توك في الولايات المتحدة، ظهرت “مايكروسوفت” على الساحة لتؤكد رغبتها في شراء التطبيق.
ومايكروسوفت مستعدة لدفع حوالي 50 مليار دولار مقابل التطبيق الذي يحتوي حاليًا على 100 مليون مستخدم أمريكي ويعتقد المحللون أن هذا قد ينمو بسرعة كبيرة وستصل قيمته قريبًا إلى 200 مليار دولار، سيساعد هذا الاستحواذ شركة البرمجيات العملاقة على التوسع في وسائل التواصل الاجتماعي ومنحها موطئ قدم مع المستهلكين الشباب.
وأوضحت مايكروسوفت أن الهيكل الجديد سوف يعتمد على التجربة التي يحبها مستخدمي “تيك توك” حالياً، مع إضافة حماية عالمية وخصوصية عالية وحماية رقمية.
وإذا لم تتمكن الشركة الأمريكية من إجراء عملية الشراء هذه بحلول منتصف سبتمبر – وهو أمر صعب لصفقة بهذا الحجم – فإن ترامب سيحظر “تيك توك” في الولايات المتحدة.
لكن دافع “مايكروسوفت” هو أن الحكومة الأمريكية تقف خلفها وتؤيد هذه الصفقة بل أعلن ترامب رغبته في أن تستحوذ الشركة الأمريكية عن أعمال “تيك توك” بالكامل وليس في الولايات المتحدة فقط.
في مقابل ذلك، قال ترامب إنه لابد أن تحصل وزارة الخزانة الأمريكية على جزء من أموال الصفقة لأن الإدارة الأمريكية جعلت إمكانية إتمام عملية الشراء أمراً ممكناً.
ماذا يقول الجانب الصيني؟
نفت الشركة المالكة لتطبيق “تيك توك” مراراً وتكراراً أنه ستنقل أي معلومات، وتعهدت بعدم الكشف عن البيانات أبدًا للحكومة الصينية ونقل تخزين البيانات الخاصة بالمستخدمين الأمريكيين إلى واشنطن، بل تخطط لتوظيف 10 آلاف عامل في الولايات المتحدة هذا العام.
ومع ارتفاع شعبية التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية، زاد عدد موظفي “تيك توك” بدوام كامل في الولايات المتحدة من أقل من 500 موظف في بداية العام إلى ما يقرب من 1400 موظف في الوقت الحالي.
ورغم ذلك، أعربت “تيك توك” عن صدمتها من الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، مشيرةً إلى أنه يهدد بتقويض ثقة الشركات العالمية في التزام الولايات المتحدة بسيادة القانون”.
وقال البيان: “سوف نتابع جميع سبل العدالة المتاحة لنا، من أجل ضمان عدم تجاهل سيادة القانون وأن شركتنا ومستخدمينا يعاملون بشكل عادل – إن لم يكن من قبل الإدارة، فعندئذ من قبل المحاكم الأمريكية”.
كما ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “وانغ وين” الأوامر التنفيذية بأنها عمل مهيمن بشكل صريح، مضيفاً: “بحجة الأمن القومي، تسيء الولايات المتحدة كثيرًا إلى السلطة الوطنية وتقمع الشركات ذات الصلة بشكل غير معقول”.
في النهاية، يمثل “تيك توك” نقطة صراع جديدة بين الولايات المتحدة والصين، وبعد أوامر ترامب من المحتمل للغاية أن تقوم بكين باتخاذ إجراءات انتقامية تشعل شرارة الحرب التكنولوجية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن ستلعب “مايكروسوفت” دورا كبيرا في هذه القضية فلنرى ماذا سيحدث؟
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.