تقرير أسبوعي

أسبوع حاسم لليورو أمام الدولار

 سوف يكون هذا الأسبوع من دون شك أسبوعًا حاسمًا لزوج EUR/USD، وهو زوج العملات الأكثر تداولاً في العالم. ثمة حدثين رئيسيين مهمين لهذا الزوج سوف يهيمنان على القوى المحركة له لأسابيع قادمة رغم وقوع كل منهما على الجانب المقابل للآخر من المحيط؛ ففي أوروبا، من المقرر أن يُنشر البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن أسعار الفائدة، وتعقبه بفترة وجيزة كلمة ماريو دراغي التي تترقبها الأسواق. في غضون ذلك يصدر في الولايات المتحدة بيانًا لا يقل أهمية، وهو تقرير الوظائف في غير القطاع الزراعي. يأتي الحدثان متزامنين لا يفضل بينها سوى 24 ساعة ليُشكِّلا معنويات السوق تجاه زوج EUR/USD.

قرار البنك المركزي الأوروبي

في أعقاب التوصل لاتفاقٍ يقضي بمد أجل مساعدات اليونان لأربعة أشهر أخرى، تبدو الأسواق مستعدة لتحويل اهتمامها مرة أخرى إلى اقتصادات منطقة اليورو، وسوف يُسّر المركزي الأوروبي -من وجهة نظره الخاصة- بالمبادرة إلى هذا التحول أيضًا. رغم أن احتمالات خروج اليونان قد رسمت سيناريو قبيح، فإن الواقع الاقتصادي المؤيد لهذا الخروج بدا واهيًا. كشف أحدث البيانات المنشورة عن تراجع حاد في التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى -0.6% متوغلاً بذلك كثيرًا في منطقة الانكماش، وهو الاتجاه الذي قد يبدو محفزًا لدراغي على إطلاق المزيد من الوعود. فمازال المستثمرون بحاجة إلى مزيدٍ من التطمينات بعد أن أعلن البنك المركزي الأوروبي عن برنامجه الضخم للتيسير الكمي بقيمة 60 مليار يورو شهريًا وذلك تحسبًا لاستمرار تدهور الأوضاع. رغم استبعاد إعلان دراغي عن اتخاذ أي تدابير جديدة، فإن الوعد بمزيدٍ من التيسير حال تدهورت الأمور من شأنه أن يبث الارتياح لدى المستثمرين حتى لو كان لذلك تأثير سلبي على اليورو. لكن إذا بدا دراغي أكثر حذرًا وحاول صرف الانتباه إلى النمو، فإن هذا سوف يثير التساؤلات حول تبني المركزي الأوروبي لمزيدٍ من التيسير الكمي في الأشهر القادمة؛ ومن ثم، قد يدعم اليورو في النهاية.

تقرير الوظائف الرهيب

يأتي الحدث الأبرز في هذا الأسبوع بعد كلمة دراغي بيومٍ واحد، وهذا الحدث هو تقرير الوظائف في غير القطاع الزراعي في الولايات المتحدة. عقب كلمة جانت يلين الأسبوع الماضي التي سرَّت الجميع (وهي طريقة أخرى لنقول أنها لم تتعهد فيها بأي شيء ولم تؤكد فيها أن يونيو/حزيران هو الموعد المقرر لرفع الفائدة في الولايات المتحدة) أصبح من المهم أن يفتش المستثمرون البيانات بحثًا عن مفتاح يشير إلى المسار المحتمل لأسعار الفائدة في الأشهر القادمة. وبالتأكيد يأتي تقرير الوظائف واحدًا من أقوى المؤشرات على ذلك. إذا شهدت الوظائف غير الزراعية نموًا بوتيرة سريعة، فإن لك قد يشير إلى الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي، كما أن البيانات القوية للوظائف تزيد من احتمال زيادة الأجور التي ترفع بدورها التضخم ويزيد معها احتمال رفع الفائدة. لن يرضى المضاربون على ارتفاع الدولار إلا برقم أكبر من 250 ألف للوظائف، هو الرقم الكفيل بتأكيد اقتراب رفع الفائدة من جانب مصرف الاحتياطي الفيدرالي. أما دون ذلك، فلن يعني بالضرورة رفع الفائدة، لكن من شأنه إثارة الشكوك وعدم التأكُّد.

الخلاصة

سوف يركز المستثمرون بوجهٍ عام على سيناريوهين محتملين من شأنهما إحداث التأرجح في زوج EUR/USD؛ أولهما، أن يتعهد ماريو دراغي بتقديم المزيد من التحفيز في المستقبل إذا استمر تدهور الوضع الاقتصادي هناك، وأن تسجل الوظائف الأمريكية مستوى أعلى من 250 ألف. هذا السيناريو سوف يعني النزول لليورو أمام الدولار، ولن يلبث أن يحدث هذا حتى يواصل الزوج تراجعاته. أما السيناريو الثاني، فهو أن ينقل دراغي صورة “المُنتَظِر المُتَرقِّب”، وأن يأتي عدد الوظائف المنشور في اليوم التالي ضعيفًا بعض الشيء، وفي هذه الحالة قد يتجه المضاربون على انخفاض EUR/USD إلى جني الأرباح وينتعش اليورو بعض الشيء. وعلى أي حال، تظل البيانات الأساسية في الأجل البعيد تشير إلى الوضع النزولي لهذا الزوج.

على قائمة البيانات

قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة (الثلاثاء) – سوف يترقب المستثمرون قرار البنك باهتمامٍ بالغ. بعد أن جاءت بياناتٍ صينية مفاجئة للأفضل في الأسبوع الماضي، وبعد التخفيض الذي قام به مصرف الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، سوف يرغب المستثمرون في معرفة ما إذا كان مصرف الاحتياطي الأسترالي ما زال انكماشيًا. إذا تبنى المصرف موقفًا أقل ميلاً إلى الانكماش (التشاؤم) فإن الدولار الأسترالي قد يتعافى.

الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي (الأربعاء) – سوف تقدم بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي تأتي في أعقاب قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة مزيدًا من التوضيح حول مسار الدولار الأسترالي. فاستقرار أسعار الفائدة وبيانات أفضل من المتوقعة لنمو الناتج المحلي قد تسمح للدولار الأسترالي بتعويض بعضٍ من خسائره.

تقرير “الكتاب البيچ” الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الأربعاء) – سوف يقدم الكتاب البيج لحظة مكاشفة للاقتصاد الأمريكي قبل نشر تقرير الوظائف بيومين؛ ومن ثم، سيرفع من سقف التوقعات أو يخفضه قبل نشر بيانات الوظائف.

قرار بنك إنجلترا المركزي بشأن سعر الفائدة (الخميس) – تتوقع الغالبية العظمى من المحللين أن تظل أسعار الفائدة في المملكة المتحدة دون تغيير؛ ومن ثم، فإن أي تغيير غير متوقع قد ينجم عنه تقلب مرتفع في الإسترليني.

قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة (الخميس) – واحد من أهم حدثين في الأسبوع. إذا أشار دراغي إلى مزيدٍ من التيسير، فإن اليورو قد يفاقم من تراجعه، بينما يكون لمنهج الانتظار والترقب تأثيرٌ عكسي.

نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو خلال الربع الأول (الجمعة) – الإصدار الأول للناتج المحلي في منطقة اليورو خلال الربع الأول. إذا اتخذ دراغي مدخل الانتظار والترقب في اليوم السابق وجاء نمو الناتج مفاجئًا للأفضل، فإن ذلك سيدعم تعافي اليورو.

الوظائف في غير القطاع الزراعي (الجمعة) – الحدث الأبرز في الأسبوع. سوف يُنظر لمستوى أعلى من 250 ألف وظيفة على أنه داعم لصعود الدولار والعكس صحيح.

مخطط الأسبوع – GBP/USD

GBP_USD_FEB25

المفكرة الاقتصادية –

Arabic calendar