تقرير أسبوعي

هل يتعافى اليورو أخيرًا؟

بدأت بوادر تسارع تعافي اليورو في الظهور، فعاد زوج EUR/USD ليقفز فوق مستوى 1.05$ محققًا مكاسب كبيرة تجاوزت الـ300 نقطة من قيمته، وذلك وسط حالة من التفاؤل الحذر التي سادت مستثمري اليورو بعد أن جاءت نتائج مؤشرات مديري المشتريات من مختلف أعضاء منطقة اليورو أفضل من المتوقع وبعد أن تراجعت مستويات البطالة، والأهم من ذلك، بعد أن هدأت وتيرة التراجع في التضخم. من الصعب أن نصدق أن هذه الآمال الوليدة بتعافي اليورو لم تكن منذ أسبوعين أكثر من مجرد حلم بعيد المنال، بل وربما وهم، في ضوء الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي الذي رجَّحَ كفة الدولار الأمريكي وألقى بالعقبات الواحدة تلو الأخرى أمام محاولات اليورو للتعافي وتجاوز مستوى 1.1$. لكن منذ أن أفاق مضاربو الدولار المرتفع على تلك المفاجأة في الأسبوع الماضي بصدور نتائج ضعيفة -على غير المتوقع- للوظائف في غير القطاع الزراعي، بدأ الإقبال على الدولار يترنح صورة ملحوظة، وزادت الاحتمالات بأن يحقق اليورو تعافيًا كبيرًا. يظل المستثمرون في حاجة إلى المزيد -في ضوء ما يمثله مستوى 1.1$ من مقاومة عنيدة- وهذا ما تحمله أحداث هذا الأسبوع.

هل دراغي مستعد لضغط بدال الفرامل؟

بالطبع كان واحدٌ من الأسباب الرئيسية وراء انهيار اليورو خلال الأشهر الماضية رغبة ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي في ضخ مزيد من التحفيز في منطقة اليورو في صورة طباعة اليورو، حيث قام البنك بطباعة 60 مليار يورو شهريًا، وهو ما جعل المستثمرين إما يخافون أو يأملون (بناء على الجانب الذي تنتمي إليه كمتداول) أن يُجبَر دراغي على ضخ المزيد من التحفيز مع استمرار تدهور اقتصاد منطقة اليورو. لكن في ضوء الإشارات الأخيرة على وجود تعافٍ بسيط -أو بالأصح إشارات على حدوث استقرار- فإن دراغي قد ينتهج أسلوب الانتظار والمراقبة، وهو ما قد يشير إلى عدم وجود تيسير آخر من جانب المركزي الأوروبي؛ الأمر الذي -إن صحَّ- قد يعني أن دراغي سيوقف أي تيسير إضافي (بخلاف الموجود بالفعل) في اجتماع الأربعاء القادم، لتبدأ بعد ذلك حالة من الاستعداد لتعافي اليورو. ولكن كما يقول المثل “يد واحدة لا تصفق”؛ ومن ثم، فإن حدوث تعافٍ سوف يتوقف أيضًا على ما يدور في الجانب الآخر من المعادلة، ألا وهو الدولار الأمريكي.

هل يتدخل التضخم الأمريكي لإنقاذ الدولار؟

في الوقت الذي يُتَوقَّع أن يكون فيه قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة الحدث الأبرز في هذا الأسبوع، فإن هذا الصراع بين اليورو والدولار يحتاج إلى مزيدٍ من البيانات المخيبة للآمال عن الاقتصاد الأمريكي. نتطلع في هذا الأسبوع إلى بيان ذي أهمية خاصة، وهو التضخم في الولايات المتحدة. رغم أن مستوى 5.5% للبطالة في الولايات المتحدة يضمن رفع الفائدة حتى رغم بيانات الوظائف الضعيفة في غير القطاع الزراعي لشهر مارس/آذار، فإنه يتبقى لنا وضع القطعتين الأخريين من الصورة في مكانهما، وهاتان القطعتان هما: النمو والتضخم. من المتوقع أن تُنشَر بيانات النمو خلال الربع الأول من 2015 في نهاية الشهر، أما القطعة الثانية، وهي التضخم، فهي الأقرب. ظل التضخم -حتى الآن- أقل من مستوى 2%، وهو المستوى المطلوب لرفع الفائدة. لا بد من أن ينخفض التضخم الأساسي في الولايات المتحدة (وهو التضخم بعد استبعاد أسعار الغذاء والطاقة) من أجل أن يضعف الدولار الأمريكي ويقوى اليورو. لكن هنا تبرز مخاطر تعافي اليورو؛ فقد أظهرت أحدث النتائج ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة من 1.6% إلى 1.7% مقارنة بنفس المدة من العام الماضي. إذا ارتفع التضخم الأساسي أكثر من ذلك في البيانات المزمع نشرها يوم الجمعة الجاري حتى ولو بنسبة بسيطة مثل 1.8% مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، فإن المستثمرين قد يبدءون في المراهنة على أن الزيادة في التضخم قد أصبحت اتجاهًا سائدًا، وهو الأمر الذي يدعم الدولار.

عودة إلى الشأن المهم

لقد أوضحنا بصفة عامة أن زوج EUR/USD يمثل علاقة متشابكة بين اليورو والدولار؛ ومن ثم، لا بد أن يحدث شيئان حتى يعاود زوج EUR/USD ارتفاعه؛ أولهما أن يقل مستوى تشاؤم دراغي حتى يقنع المستثمرين بشراء اليورو، وثانيهما أن يتراجع التضخم في الولايات المتحدة أو على الأقل أن يستقر عند مستوى 1.7%. أما إذا ارتفع التضخم الأمريكي، فإن الرهانات سوف تزيد على الدولار الأمريكي، ويصبح من الصعب على زوج EUR/USD أن يتقدم صاعدًا.

على قائمة البيانات

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في المملكة المتحدة (الثلاثاء) – تسارع وتيرة التضخم في المملكة المتحدة يدعم الطلب على الإسترليني قبيل نشر نسبة البطالة بحسب منظمة العمل الدولية يوم الجمعة.

الرقم القياسي لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة (الثلاثاء) – سوف يلقي الضوء على الضغوط التضخمية من جانب المنتجين.

قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة (الأربعاء) – ربما يكون الحدث الأبرز في الأسبوع. إذا جاء ماريو دراغي أكثر تفاؤلاً، فإن ذلك قد يمهد الطريق أمام تعافي اليورو.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الثلاثاء) – سوف يترقبها مستثمرو وول ستريت. إذا ارتفعت مبيعات التجزئة مقارنة بنفس المدة من العام الماضي بأكثر من 1.7%، فإن المؤشرات الأمريكية قد ترتفع. لكن من التوقع أن تتريث الأطراف المحركة لسوق الفوركس حتى نشر بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة قبل أن يقرروا حركتهم التالية.

تقرير “الكتاب البيچ” الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الأربعاء) – يُعَد لحظة مكاشفة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي قبل نشر بيانات التضخم.

بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الصينية (الخميس) – دائمًا ما تكون البيانات الصينية مهمة جدًا لمعنويات أسواق السلع الأولية، ولن يكون الأمر مختلفًا في هذه المرة. إذا تباطأ نمو الناتج الصيني خلال الربع الأول من العام (مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي) عن نسبة النمو (مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي) المسجلة في الربع الرابع من 2014 وهي 7.3%، فإن السلع الأولية قد تتعرض لضغوطٍ بيعية.

نسبة البطالة في المملكة المتحدة وفقًا لمنظمة العمل الدولية (الجمعة) – رغم أن نسبة للبطالة أقل من 5.7% قد لا تعني بالضرورة زيادة فورية في الفائدة، إلا أنها بالتأكيد سوف تقرِّب من رفع الفائدة؛ ومن ثم، تدعم الإسترليني.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين والرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين (الجمعة) – سوف يتحكم المؤشران في الإقبال على الدولار الأمريكي. رغم أهمية الرقم القياسي، فإن التركيز سيكون بالأكثر على الرقم القياسي الأساسي الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة. ارتفاع الرقم القياسي الأساسي بنسبة 1.8% أو أكثر سيدعم الدولار. أما الارتفاع بنسبة أقل من 1.7%، فسوف يؤدي إلى ضعف الطلب على الدولار.

مخطط الأسبوع – EUR/USD

EUR_APR8المفكرة الاقتصادية –

Arabic Calendar