تقرير أسبوعي

بنك اليابان المركزي: هل يستعد للمزيد؟

بعد أن توارى الين الياباني عن الأنظار لمدة قصيرة، سوف يعود في هذا الشهر ليجذب اهتمام الأسواق إليه مع استعداد بنك اليابان المركزي لنشر بيانه بشأن السياسة المالية يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، والذي تزيد معه التكهنات بشأن زيادة أخرى في برنامج التيسير الكمي (أي طباعة النقد) الضخم الذي ينفذه البنك. منذ أن تولى محافظ البنك المركزي السيد/ كورودا رئاسة البنك المركزي، أصبح اهتمام البنك الوحيد منصبًا على رفع التضخم مرة أخرى إلى المعدل المستهدف وهو 2%، وهو الأمر الذي أدى بالطبع إلى تبني برنامج التيسير الكمي الضخم الذي تسبب في متاعب للين. لكن الآن، وفي ظل مخاطر عودة التضخم مرة أخرى إلى مستويات أقل من الصفر، زادت التكهنات بشأن حزمة أخرى من التحفيز تهدف إلى إضعاف الين. رغم أن البنك المركزي استبعد في اجتماعه الأخير اتخاذ أي إجراءات حيال التضخم المنخفض وسط تدني أسعار النفط (التي تعتبر عاملاً خارجيًا)، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للتضخم الأساسي الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة، حيث يرى المحللون أن التضخم الأساسي ربما ينخفض أيضًا دون 0% وهو ما قد يحرج البنك المركزي؛ ومن ثم، يعتقد الكثيرون في أن البنك سوف يتخذ إجراءً “لحفظ ماء الوجه”.

هل سيتخذ بنك اليابان المركزي إجراءً أم أنه سيقف موقف المتفرج؟ ثمة سيناريوهين رئيسيين محتملين لاجتماع البنك؛ أولهما أن يتخذ البنك إجراءً ويشعل حركة بيع أخرى على الين، وهو ما سوف يضعف الين أمام الدولار الأمريكي والدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي، بل ربما أيضًا أمام اليورو والإسترليني، وهذا يعني ارتفاع أزواج الين التي ترتفع عندما ينخفض الين. لكن ماذا عن البديل الآخر؟ إذا قرر البنك المركزي أنه لا بد للموقف أن يتأزم أكثر حتى يقرر منح مزيد من التحفيز، فإن ذلك قد يدفع بالين إلى الارتفاع عن قيمته المتدنية الحالية، رغم أن تلك الحركة ربما تكون معتدلة نظرًا لأن التوقعات بشأن التضخم في اليابان ما زالت قاتمة.

تلقف محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

 إن قرارًا يصدره بنكٌ مركزيٌّ واحد لهو كفيل بأن يجعل أي يوم من أيام التداول يومًا مهمًا، لكن ماذا لو كانوا بنكين؟ إن قرارين لبنكين مركزيين سوف يجعلان من يوم الأربعاء يومًا محوريًا للأسبوع. سوف يهيمن بيان بنك اليابان المركزي على الجلسة الآسيوية، ولكن مع تقدم اليوم وتحوُّل أحجام التداول من آسيا إلى لندن ثم نيويورك، سوف يتحول اهتمام المستثمرين إلى الحدث الأبرز في هذا الأسبوع، وهو محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية التابعة لمصرف الاحتياطي الفيدرالي. لماذا؟ لأن جانت يلين رئيسة مجلس إدارة المصرف قد أسقطت كلمة “الصبر” من بيان المجلس في اجتماعه خلال شهر مارس/آذار؛ وهو الأمر الذي فتح الباب أمام رفع الفائدة، الذي قد يتم مبكرًا في شهر يونيو/حزيران. سوف يتلقف المستثمرون محضر اجتماع المجلس الذي يمثل بروتوكول الجلسة، ويحاولون التهام كل كلمة من كلمات أعضاء اللجنة والأصوات التي يدلون بها، ثم تحديد ما إذا كان المصرف قد اقترب فعلاً من رفع الفائدة في شهر يونيو/حزيران. إذا كشف المحضر عن حالة من التفاؤل في المصرف، فإن هذا قد يدل على أن رفع الفائدة في شهر يونيو/حزيران خيارٌ مطروح، أما إذا كشف المحضر عن انقسام داخل المجلس، وقلق من جانب بعض الأعضاء -بمن فيهم يلين نفسها- بشأن التضخم المتدني، فإن هذا سوف يعني احتمال تأجيل رفع الفائدة لأشهر قليلة أخرى.

عودة إلى الشأن المهم

هذا الأسبوع -بصفة عامة- سوف يدور حول حدثين رئيسيين يقعان كلاهما يوم الأربعاء، قد يؤثران على معنويات السوق في أي الاتجاهين. بصفة عامة، سوف يحدد قرار بنك اليابان المركزي بالتدخل من عدمه الاتجاه الذي سيسلكه الين ومدى الإقبال على مؤشر نيكاي، أما محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، فمن المتوقع أن يؤثر على المعنويات في شتى أنحاء العالم وفي مختلف الأصول من المؤشرات العالمية إلى السلع الأولية والعملات الأجنبية. إذا بدت الزيادة في أسعار الفائدة الأمريكية وشيكة، فإن هذا سيعزز من قيمة الدولار على حساب المؤشرات والسلع، أما إذا بدا توقيت الزيادة أبعد (وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى تفاؤل ضعيف من جانب الاحتياطي الفيدرالي)، فإن هذا قد يتسبب في تسييل المراكز الدولارية ويشعل حركة تصحيح على الدولار في الوقت الذي يدفع فيه بأسعار السلع والمؤشرات والعملات المقابلة للدولار نحو الارتفاع.

على قائمة البيانات

مؤشر معهد إدارة التوريدات للقطاع غير التصنيعي سوف يلقي الضوء على أداء سلسلة من قطاعات الاقتصاد الأمريكي وسوف يؤثر بوجه خاص على مؤشرات الأسهم الأمريكية.

قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة (الثلاثاء) – إذا فاجأنا مصرف الاحتياطي الأسترالي بخفض آخر في الفائدة، فإن الدولار الأسترالي قد يواصل خسائره.

قرار بنك اليابان المركزي بشأن أسعار الفائدة (الأربعاء) – إذا قرر بنك اليابان المركزي إضافة مزيد من التحفيز، فإن الين قد يتراجع أمام سلة من العملات في الوقت الذي يحقق فيه مؤشر Nikkei 225 مكاسب.

محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (الأربعاء) – الحدث الأبرز في الأسبوع. إذا أشار محضر اللجنة إلى زيادة وشيكة في الفائدة -المقصود بوشيكة هنا شهر يونيو/حزيران- فإن الدولار سوف يحقق مكاسب أمام العملات المقابلة في الوقت الذي سوف تتراجع فيه السلع والمؤشرات والعكس صحيح.

قرار بنك إنجلترا المركزي بشأن سعر الفائدة (الخميس) – لا نتوقع زيادة مفاجئة في الفائدة من جانب بنك إنجلترا المركزي. لكن إذا كشف قرار البنك بشأن سعر الفائدة عن حالة من التشاؤم في البنك، فإن الإسترليني قد يتراجع.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الصين (الجمعة) – تراجع التضخم الصيني قد يدفع البنك المركزي الصيني إلى إجراء مزيد من الخفض لأسعار الفائدة، الأمر الذي قد يؤثر على جميع صفقات التداول ذات الصلة بالصين.

مخطط الأسبوع – DAX

DAX_APR1

المفكرة الاقتصادية –

Arabic Calendar