تجاوزت مليار دولار.. كيف حققت تسلا أرباحًا قياسية في الربع الثاني؟

عندما يتعلق الأمر بالأرقام القياسية في صناعة السيارات، يتوارد إلى الأذهان سريعًا شركة تسلا، ففي الربع الثاني من هذا العام، تجاوزت أرباح الشركة الأمريكية المليار دولار، للمرة الأولى على الإطلاق، مع تسليم عدد قياسي من السيارات خلال نفس الفترة.

وتضاءل اعتماد تسلا على الائتمانات التنظيمية في تحقيق الأرباح، بعد انتقادات كثيرة بأنها لا تكسب المال من بيع السيارات، ليأتي أداء الشركة في الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي، ليؤكد على الجدارة المالية والتشغيلية للشركة الأمريكية، بعد قفزة كبيرة في إيرادات مبيعات السيارات.

أرباح قياسية

تضاعفت أرباح تسلا حوالي 10 مرات في الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي؛ إذ بلغت 1.14 مليار دولار، ما يعادل 1.02 دولار للسهم الواحد، مقارنة مع 104 ملايين دولار، ما يوازي 0.10 دولار للسهم في الفترة المماثلة من عام 2020.

 

شراء أسهم تسلا

أما بالنسبة للإيرادات الفصلية، فقد قفزت بنسبة 98% خلال الربع الثاني على أساس سنوي، لتصل إلى 11.95 مليار دولار، مقابل إيرادات مسجّلة في الربع نفسه من 2020 عند 6.03 مليار دولار. وبلغ إجمالي إيرادات السيارات 10.20 مليار دولار في الربع الثاني، بارتفاع 97% عن الفترة المقارنة من العام الماضي، مع حقيقة أن الهوامش الإجمالية للسيارات بلغت 28.4%، أعلى من أي من الأرباع الـ 4 الماضية. كما أعلنت الشركة الأمريكية عن عائدات بقيمة 801 مليون دولار من أعمالها في مجال توليد وتخزين الطاقة، بما في ذلك الخلايا الكهروضوئية وأنظمة تخزين الطاقة للمنازل والشركات، بزيادة 62% عن الربع الماضي.

ورغم هذا الارتفاع، ترى تسلا أن أزمة نقص الرقائق التي تعاني منها الشركات حاليًا، تؤثر بشكل كبير على إنتاج وحدات تخزين الطاقة، وفي هذا الصدد، يقول الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية، ايلون ماسك، إن تسلا لن تكون قادرة إلا على إنتاج ما يتراوح بين 30 إل 35 ألف وحدة في أفضل الأحوال خلال الربع الحالي. وأبلغت تسلا عن عائدات بقيمة 951 مليون دولار في الخدمات والإيرادات الأخرى؛ إذ تدير الشركة في الوقت الحالي 598 متجرًا ومركز خدمة، مع أسطول خدمة متنقلة يضم 1091 مركبة.

وبالنسبة للبيتكوين، التي يتحدث عنها ايلون ماسك كثيرًا، فقد تراجعت قيمة مقتنيات العملة المشفرة لدى تسلا بنحو 23 مليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري، بعد خسائر حادة دفعت البيتكوين للتراجع دون 30 ألف دولار في الشهر الماضي، من مستوى قياسي عند 65 ألف دولار، والمسجل هذا العام، قبل أن تقلص خسائرها لتتداول حاليًا حول مستوى 40 ألف دولار. وبدأت قصة تسلا مع البيتكوين في فبراير الماضي، عندما أعلنت الشركة عن استثمار 1.5 مليار دولار في العملة المشفرة، وقبولها كوسيلة للدفع مقابل السيارات، قبل أن تتراجع تسلا عن بيع السيارات مقابل البيتكوين، لاعتبارات بيئية تتعلق بالاستخدام الكبير للكهرباء في تعدين البيتكوين.

شراء أسهم تسلا

الاعتمادات التنظيمية

من بين إيرادات السيارات في الربع الثاني، كان 9.87 مليار دولار من المبيعات، و354 مليون دولار فقط، أو حوالي 3.5% من مبيعات الاعتمادات التنظيمية، ما يمثل أقل مستوى لهذه الائتمانات في الفصول الـ 4 الماضية، لترد على الانتقادات بأن الشركة لا تحقق أرباحًا في الواقع من بيع السيارات.

واعتمدت تسلا كثيرًا على الائتمانات التنظيمية في الخروج من دوامة الخسائر، بعد أن أصبحت طوق نجاة الشركة في العام الماضي؛ إذ حققت أول أرباح سنوية على الإطلاق بلغت 721 مليون دولار، مدعومة ببيع 1.6 مليار دولار من الاعتمادات التنظيمية، ما كان مصدر قلق رئيسي للشركة، التي تريد أن تحقق أرباحها من مبيعات السيارات وغيرها من الخدمات، لتؤكد مدى صلابتها في مواجهة الانتقادات.

وتُمنح الائتمانات التنظيمية لشركات السيارات، التي تصنع وتبيع سيارات صديقة للبيئة، بهدف الحدَّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ 2015 حيث تفرض 13 ولاية في الولايات المتحدة على صانعي السيارات إنتاج نسبة معينة من السيارات عديمة الانبعاثات من العدد الإجمالي للسيارات المبيعة.

وتحصل الشركات التي تصنع السيارات عديمة الانبعاثات على ائتمانات تنظيمية بقدر معين، ويمكن للشركات التي فشلت في الحصول عل الاعتمادات أن تشتريها من الشركات الأخرى التي لديها ائتمانات زائدة.

وبالنسبة لشركة تسلا فإن لديها ائتمانات تنظيمية زائدة بشكل دائم، كونها تبيع السيارات الكهربائية عديمة الانبعاثات؛ لذلك يمكنها بيع الائتمانات بربح 100%، ما يدعم أرباح الشركة، لكن زيادة الاعتماد على هذا الجانب يثير القلق بشأن قدرة تسلا على الربح من خلال مبيعات السيارات وهو المصدر الرئيسي لها.

ومع تراجع نسبة الاعتمادات التنظيمية من إجمالي إيرادات السيارات إلى 3.5% فقط في الربع الثاني، حيث انخفضت الائتمانات بنحو 17% عن الربع نفسه من العام الماضي، فإن تسلا تؤكد قدرتها على تحقيق الربحية من خلال عدة قطاعات، وبشكل خاص من مبيعات السيارات بعد أن ارتفع معدل التسليم لمستوى قياسي.

تسليمات قياسية للسيارات

للمرة الأولى في تاريخ الشركة، تجاوز عدد تسليمات السيارات في الربع الثاني من العام الجاري حاجز 200 ألف سيارة؛ إذ ارتفع معدل التسليمات بنحو 121% على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى 201.304 ألف سيارة، وحطمت بذلك الرقم القياسي السابق المسجل في الربع الأول، عندما سلمت تسلا 184.800 ألف مركبة.

وفي الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي، أنتجت تسلا 206.421 ألف مركبة، بما في ذلك 204.081 ألف سيارة من طرازها 3 وY، وهي سياراتها متوسطة المدى ذات الأسعار المعقولة، وبذلك ارتفع الإنتاج بنحو 151% عن الفترة المقارنة من العام المنصرم.
ورغم التسليمات القياسية، تأثرت تسلا مثل باقي شركات صناعة السيارات بنقص قطع الغيار وزيادة الأسعار بسبب ضغوط أسعار سلسلة التوريد الرئيسية على مستوى الصناعة، والمواد الخام على وجه الخصوص، بعد الطلب المكبوت الناجم عن أزمة كورونا.

أداء السهم

لم يكن سهم تسلا على مستوى الطموحات في العام الجاري، مثلما كان في 2020، حيث لا يزال متراجعًا بأكثر من 2% منذ بداية العام وحتى نهاية جلسات يوليو الماضي.
وارتفع سهم تسلا إلى أعلى مستوى في تاريخه خلال يناير الماضي، متجاوزًا 900 دولار، لكن منذ ذلك الحين تراجع السهم بأكثر من 30%، ليصل إلى مستوى 687 دولارًا، مع حدوث أكثر من ثلث هذا الانخفاض في سعر السهم منذ أن أعلنت الشركة عن نتائج الربع الأول في أبريل الماضي.

*أداء سهم تسلا منذ بداية العام الجاري

وأمام ذلك، فإن السهم قفز بما يقارب 7% في الأسبوع الماضي، مع إعلان نتائج أعمال الربع الثاني، التي تفوقت بشكل كبير على التوقعات، فهل بإمكان أفضل الأسهم أداءً لعام 2020، بمكاسب 700%، العودة إلى المسار الصحيح في العام الجاري بعد الارتفاع الأخير؟

شراء أسهم تسلا

 

*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.