الجائحة تدعم شركات التكنولوجيا لتحقيق إيرادات قياسية

في وقت يتسارع فيه العالم للتوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا، يبدو أن شركات التكنولوجيا لديها علاج فعّال ليس فقط لتتقي شر الوباء بل تحويله من نقمة ذاق مرارتها الاقتصاد العالمي  إلى نعمة جعلت هذه الشركات تحقق إيرادات قياسية.

حيث كشفت شركات آبل وأمازون وألفابت وفيسبوك عن نتائج مبهرة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، جعلت قدرتها على توليد عائدات بمليارات الدولارات خلال الوباء موضع حسد من “وول ستريت” حيث تستمر شركات التكنولوجيا الكبرى في الاستفادة من التغييرات الحياتية التي سببها “كوفيد-19”.

كما وضعت أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية جانباً مشاكلها السياسية المتزايدة مع جهات مكافحة الاحتكار، لتؤكد أن صعود أعمالها لا يمكن إيقافه على ما يبدو، لا سيما في ظل الازدهار المذهل في الأسواق الرقمية.

بالطبع، استمرت شركات التكنولوجيا الأمريكية في الاستفادة من تعزيز إجراءات التعلم والعمل عن بعد وعدم العودة إلى الحياة الطبيعية حيث لا يزال الوباء يبث سمومه، لكن دعونا نركز على كلمة السر وراء الأداء المالي القوي لعمالقة التكنولوجيا خاصة في الربع الثالث وهى النشاط الرقمي.

عادت أسواق الإعلانات عبر الإنترنت إلى الحياة بسرعة بعد الركود الناجم عن فيروس كورونا في وقت سابق من العام، وفي الوقت نفسه، استمرت طفرات التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية التي سببها الوباء بلا هوادة مما ساهم في تعزيز النشاط الرقمي للشركات التكنولوجية.

وكتب محللو “مورجان ستانلي” في مذكرة للعملاء يقولون: “في عالم نناقش فيه التغييرات الهيكلية التي ستحدثها الجائحة، نعتقد إجابة واحدة واضحة وهى حرص المعلنين على الإنفاق على الإعلانات الرقمية والاستفادة من هذا التحول الذي أحدثه الوباء في 2021 وما بعده”.

وتجلى ذلك في نتائج الأعمال خلال الربع الثالث حيث اتضح الدور الكبير الذي لعبته الإعلانات الرقمية بشكل خاص في دعم إيرادات شركات التكنولوجيا كما توضح السطور التالية.

ألفابت  (جوجل): 

بالنسبة لشركة تمتلك جوجل ويوتيوب يكون من الطبيعي أن تساهم عائدات الإعلانات في تحقيق ألفابت أداء مالي قوي هزم التوقعات في الربع الثالث، لكن المثير للإعجاب هو أن إنفاق المعلنين كان قادراً على انتشال الشركة من أول هبوط للإيرادات على الإطلاق والذي شهدته في الربع الثاني من 2020.

وحققت ألفابت زيادة 32% في إيرادات إعلانات يوتيوب لتصل إلى 5.03 مليار دولار مع امتلاك المنصة لأكثر من 30 مليون موسيقى ومشترك في الخدمات المدفوعة، بالإضافة إلى “يوتيوب تي في” التي لديها أكثر من 3 ملايين مشترك.

كما ارتفعت عائدات الإعلانات من جوجل بنحو 10% لتصل إلى 37.09 مليار دولار مما يجعلها تهيمن على 80% من إجمالي إيرادات الشركة الأمريكية البالغة 46.112 مليار دولار رغم التدقيق الذي يتعرض له محرك البحث من قبل الجهات التنظيمية وكان آخرها دعوى قضائية رفعتها الإدارة الأمريكية ضد جوجل تتهمها بإعاقة العملية التنافسية.

*إيرادات إعلانات جوجل تعود للارتفاع من جديد

ومع إيرادات الإعلانات القوية وزيادة تجاوزت 45% لعائدات وحدة الحوسبة السحابية، ارتفعت أرباح ألفابت إلى 11.24 مليار دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر الماضي، مقارنة مع 7.06 مليار دولار في الربع نفسه قبل عام مضى.

للاستثمار في أسهم جوجل

فيسبوك:

لا يبدو أن إيرادات فيسبوك تعاني من مقاطعة العديد من المعلنين الكبار بسبب المحتوى ( المُضلل !!)  على المنصة حيث بلغت عائدات الإعلانات نحو 21.2 مليار دولار في الربع الثالث بزيادة 22% عن نفس الفترة من العام المنصرم.

وقالت الشركة المالكة لأشهر منصة تواصل اجتماعي إن إيراداتها نمت مع دخول معلنين جدد بسبب الوباء، والبحث عن طرق جديدة للوصول إلى العملاء، مشيرةً إلى أنها أضافت مليون معلن نشط آخر في الربع الثالث ليصل الإجمالي إلى 10 ملايين.

ويرى “مورجان ستانلي” أن الاتجاه الأوسع للمعلنين بإنفاق الدولارات عبر الإنترنت، جنبًا إلى جنب مع مدى وصول فيسبوك وفعالية إعلاناتها، هو السبب في أن أعمال الشركة من المحتمل أن تنمو بشكل أسرع الآن مما كانت عليه قبل الوباء.

*عائدات إعلانات فيسبوك في تزايد مستمر

وبنهاية الربع الثالث، ارتفع عدد المستخدمين النشطاء لعملاق التواصل الاجتماعي بشكل يومي بنحو 12% ليصل إلى متوسط 1.82 مليار شخص مما يؤكد تهافت المعلنين على فيسبوك التي استفادت من ذلك وحققت أرباحاً بقيمة 7.8 مليار دولار.

للاستثمار في أسهم فيسبوك

أمازون:

يستمر عملاق التجارة الإلكترونية في الاستفادة من أزمة الوباء محققاً قفزة 196% في الأرباح خلال الربع الثالث لتجعل الشركة تسجل أكبر أرباح سنوية على الإطلاق خلال 2020 حتى قبل انتهاء العام بـ 3 أشهر بعد أن وصلت إلى 14.1 مليار دولار.

كما تمكن أمازون من تحقيق ارتفاع نسبته 37% في الإيرادات لتصل مستوى قياسي عند 96.1 مليار دولار مع زيادة بلغت 38 بالمائة في التجارة الإلكترونية التي يرتكز عليها الأداء المالي لأمازون بشكل كبير خلال الوباء.

لكن أبت الإيرادات الأخرى والتي تشمل الإعلانات أن تكون مهمشة الدور في الربع الثالث لتحقق نموًا بنسبة 51% على أساس سنوي حيث تحسنت ميزانيات الإعلانات من انكماشها في الربع الثاني، وسط توقعات بأن تزداد إعلانات التجارة الإلكترونية بشكل أكبر مع اقتراب موسم العطلات في الربع الرابع.

ويقول “جيف بيزوس” الرئيس التنفيذي لشركة أمازون: “نرى عددًا أكبر من العملاء يتسوقون مبكرًا للحصول على هدايا الأعياد، وهي مجرد واحدة من العلامات على أن هذا سيكون موسم أعياد غير مسبوق”.

للاستثمار في أسهم امازون

آبل:

مثلما كانت الأدلة واضحة على كيفية دعم الوباء لشركات التكنولوجيا السالف ذكرها من خلال الإنفاق الاستهلاكي المتزايد عبر المشهد الرقمي، فإن ذلك يتجلى أيضاً في الطلب المتزايد على أجهزة “ماك” و”آيباد” من شركة آبل، حيث زادت مبيعاتهما بنسبة 46% و29%على التوالي.

وخفف هذا من الضربة التي تعرضت لها عوائد مبيعات الآيفون حيث تراجعت بنسبة 21% مع التأخير في إطلاق “آيفون 12″ والذي تم تأجيله بسبب اضطرابات سلسلة التوريد المتعلقة بـ”كوفيد-19”.

لكن هبوط مبيعات الآيفون لم يمنع آبل من تحقيق إيرادات قياسية بلغت قيمتها 64.6 مليار دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر الماضي مع ارتفاع عائدات الخدمات لأعلى مستوى على الإطلاق عند 14.5 مليار دولار.

وبشكل عام، قفز إجمالي إيرادات شركات التكنولوجيا الأربع بنسبة 18% على أساس سنوي في الربع الثالث، لتصل إلى 227 مليار دولار، أي أعلى بنسبة 4 في المائة مما كان متوقعا، في حين قفزت أرباحها بعد خصم الضرائب بنسبة 31%، لتصل إلى 39 مليار دولار.

وتأتي هذه الزيادة القوية لتوضح مدى مرونة هذه الشركات وأهمية خدماتها خلال الوباء وتزامناً مع ربع سنوي من المتوقع أن تعاني الشركات في “ستاندرد آند بورز 500” من انخفاض إجمالي الإيرادات بأكثر من 2%، وتراجع الأرباح بنسبة 17%.

للاستثمار في أسهم آبل

“منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.

الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.

شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.

شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.

شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139″