عادت البيتكوين إلى مسار المكاسب من جديد، مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من 3 أشهر، عند 50 ألف دولار، إذ تتحسس العملة المشفرة خطاها نحو طي صفحة الخسائر التي طالتها في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن تلقت ضربات عديدة، خاصة من الجهات التنظيمية في الصين.
وفي أوائل الأسبوع الماضي، تخطت البيتكوين حاجز 50 ألف دولار، لأول مرة منذ منتصف مايو المنصرم؛ إذ اتخذت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية مسارًا صعوديًا منذ تراجعها أدنى من مستوى 30 ألف دولار في يوليو الماضي، ما دفع القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة أعلى من تريليوني دولار مرة أخرى.
عوامل ضغط
قبل الحديث عن العوامل الداعمة للبيتكوين ورفاقها في الأسابيع الماضية، لا بد من إيضاح الأسباب التي أدت إلى نزيف مستمر لسعر العملة المشفرة منذ أن وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق في منتصف أبريل الماضي قرب مستوى 65 ألف دولار، بعد زخم كبير شهدته البيتكوين في أوائل العام الحالي، بدعم من السيولة الضخمة وارتفاع الطلب خاصة من المؤسسات الاستثمارية الكبيرة.
وكان شهر مايو الماضي هو الأسوأ بالنسبة للبيتكوين؛ إذ تعرضت لانتكاسة كبيرة، بعدما أعلن إيلون ماسك أكبر الداعمين لها خطط تسلا لعدم قبولها كوسيلة للدفع مقابل سياراتها، بسبب مخاوف تتعلق بتأثيرها الضار على البيئة كونها يتم تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري في الغالب.
ليس هذا فحسب، بل أعلنت الجهات التنظيمية في الصين -أيضًا- الحرب على العملات المشفرة من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد تعدين البيتكوين، مع حقيقة أن الصين موطنًا لأكثر من نصف عمال مناجم العملة الافتراضية في العالم، كما حظرت بكين على البنوك وشركات تحويل الأموال تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملة المشفرة.
العودة للمكاسب
بعد أن تعرضت البيتكوين لموجة بيعية قوية، وتحدثت الغالبية عن انفجار فقاعة العملات الافتراضية، عادت البيتكوين من جديد بداية من منتصف يوليو الماضي، لتكون في ارتفاع مستمر، وإن كان بوتيرة بطيئة، ما يشير إلى أن المستثمرين لم يفقدوا ثقتهم بالعملة المشفرة، إذ أن المزيد من المؤسسات المالية الكبيرة شرعت في التعامل بها.
وكانت دولة السلفادور أحد أسباب عودة الزخم للبيتكوين مرة أخرى، بعد أن أعلنت اعتمادها كعملة قانونية لأول مرة في العالم، ومن المقرر أن تبدأ الدولة رسميًا في 7 سبتمبر المقبل شراء سلع أو الدفع مقابل الخدمات بالدولار أو البيتكوين.
فضلًا عن ذلك، تنفست البيتكوين الصعداء -أيضًا- بعد إعلانات إيجابية تخص العملات المشفرة هذا الشهر؛ إذ قالت منصة كوين بيز (Coinbase) إنها ستشتري ما قيمته 500 مليون دولار من العملات المشفرة في ميزانيتها العمومية وتخصص 10% من الأرباح الفصلية في محفظة الأصول المشفرة.
وبالإضافة إلى كوين بيز، أقبل عدد من الشركات مثل مايكروستراتيجي وتسلا، بإضافة العملات المشفرة ضمن ميزانيتها العمومية، بهدف التحوط من خطر تسارع التضخم واحتمالات تراجع قيمة الدولار الأمريكي.
وكانت مايكروستراتيجي كشفت عن إنفاقها حوالي 177 مليون دولار لشراء 3.907 ألف بيتكوين في الفترة من أول يوليو حتى 23 أغسطس، وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت تسلا أنها اشترت بيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار.
ومن ناحية أخرى، أعلنت شركة الدفع الإلكتروني باي بال إطلاق خدمتها للسماح للأشخاص بشراء وحيازة وبيع العملات الرقمية في المملكة المتحدة، في خطوة هى الأولى للشركة الأمريكية خارج الولايات المتحدة.
ومع هذه العوامل، تتجه البيتكوين لتحقيق مكاسب بنحو 18% خلال أغسطس مع ارتفاع القيمة السوقية فوق حاجز تريليون دولار، ما يدفع ارتفاعها منذ بداية العام الجاري إلى أكثر من 65%، رغم أنها لا تزال أقل من مستوياتها القياسية بنحو 15 ألف دولار تقريبًا.
*أداء البيتكوين منذ بداية العام الجاري
كما أن العملات المشفرة الأخرى حققت مكاسب قوية؛ إذ ارتفعت الإيثريوم والريبل بنحو 30% و50% هذا الشهر، على التوالي، مع ارتفاعهما أيضًا لأعلى مستوياتهما منذ منتصف مايو الماضي.
*أداء الإيثريوم في 2021
ماذا عن المستقبل؟
رغم أن ارتفاع البيتكوين يسير تدريجيًا على عكس التحركات القوية المعروفة عن العملات المشفرة، إلا أنه يؤكد أنها لا تزال تتمتع بأرضية قوية في تفكير المستثمرين، خاصة مع تجاوزه مستوى مهم وهو 50 ألف دولار الأسبوع الماضي في سياق رحلة التعافي التي تعيشها العملات الرقمية حاليًا.
وفي هذا الصدد، يرى فيجاي أيار المسؤول في بورصة لونو (Luno) للعملات المشفرة، أن هناك الكثير من عمليات الشراء تمت حينما كانت البيتكوين عند مستويات 30 ألف دولار، مشيرًا إلى استفادة الكثير من اللاعبين الكبار من هذه الأسعار، مع توقعات اختبار أعلى مستوياتها على الإطلاق مرة أخرى.
ليس هذا فقط، بل أن التعافي الأخير للبيتكوين أعاد الرهانات القوية بشأن وصولها إلى مستوى 100 ألف دولار، وإذا كانت هذه التوقعات مبالغة فيها في الوقت الحالي، فإن الأمر الأقرب إلى الحقيقة أن الظروف لا تزال مهيأة للعملات المشفرة لتحقيق المزيد من المكاسب في الفترة المقبلة، مع استمرار اهتمام الشركات المالية بها وتراجع مخاوف المستثمرين بشأنها، خاصة في ظل استمرار النهج التيسيري من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ما يشجع المستثمرين على المخاطرة.
في النهاية، تستطيع البيتكوين تعويض خسائرها منذ صعودها لأعلى مستوى على الإطلاق في وقت سابق هذا العام، ما لم تصطدم العملات المشفرة بإحدى البجعات السوداء من قبل حكومة أو شركة ما لها تأثير في تحركات العملة.
*منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.
الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.