تخلف البلاتين عن ركب المكاسب القوية للمعادن بشكل عام خلال العام الجاري وفي ظل جائحة كورونا، فارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 20% في عام 2020، وسجلت أعلى مستوى على الإطلاق في وقت سابق من هذا العام، كما صعدت الفضة والبلاديوم والنحاس أيضًا.
لكن أسعار البلاتينيوم انخفضت وحيدة بنسبة 10% تقريبًا منذ بداية العام، في حين يرى المحللون الآن أن المعدن المُلقب بالذهب الأبيض قد يلحق قريبًا بمنافسيه الأكثر لمعاناً.
غالبًا ما يتدفق المستثمرون على الذهب والمعادن الأخرى في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وفي هذا السياق استفادت معظم المعادن النفيسة من التقلبات التي نتجت عن جائحة “كوفيد -19” وركود الاقتصاد العالمي، وكذلك إبقاء البنوك المركزية العالمية معدلات الفائدة منخفضة، ويجب أن تكون هذه أخبارًا جيدة للبلاتين لكن هذا لم يحدث.
فلماذا تخلف البلاتينيوم عن الركب؟ أحد الأسباب الرئيسية هو أن له استخدامًا صناعيًا أكثر من المعادن الأخرى فهو ليس مجرد تحوط ضد انخفاض قيمة العملة وشيء يستخدم في المجوهرات لكنه عنصر أساسي في المحولات الحفازة في السيارات، والتي تستخدم لتقليل الانبعاثات للمركبات التي تعمل بالديزل.
وأدى التراجع في مبيعات السيارات في جميع أنحاء العالم خلال وباء كورونا إلى جانب طفرة سيارات تسلا والمركبات الكهربية الأخرى التي لا تحتاج إلى محولات حفازة إلى الإضرار بالطلب على البلاتين ومن هنا غرد المعدن خارج سرب الرابحين منذ بداية العام.
لكن بعض خبراء السلع يعتقدون أن البلاتين قد يكون جاهزًا أخيرًا لتحقيق عودة مستدامة، فبعد أن وصل إلى مستوى 596 دولارا للأوقية في منتصف مارس الماضي خلال ذروة تفشي كورونا، انتعشت الأسعار بنحو 47% لتصل إلى حوالي 880 دولار في الوقت الحالي، رغم أنها لا تزال متراجعة بشكل عام في 2020.
ويستند المحللون في ذلك إلى عدة أسباب ستكون داعمة لتعافي قوي لأسعار البلاتين سوف نستعرضها فيما يلي:
- المزيد من التحفيز
ألمح الاحتياطي الفيدرالي بقوة إلى أنه من المرجح أن يبقي أسعار الفائدة عند الصفر لعدة سنوات أخرى، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى خفض قيمة الدولار.
وفي هذا الصدد، يوضح “إد موي” كبير المحللين الاستراتيجيين في شركة “فالوروم” عبر شبكة “سي إن إن”: “الاحتياطي الفيدرالي ضخ المزيد من الأموال في الأسواق، وهناك احتمال لمزيد من التضخم حيث يتحدث مسؤولو الفيدرالي عن حالة عدم اليقين والمزيد من التحفيز، لذلك ستكون هناك نقطة حيث يتدفق المستثمرون أكثر على الأصول البديلة مثل البلاتين”.
ومن المحتمل أن يحصل البلاتين، إلى جانب معادن أخرى، على دفعة بعد الانتخابات الأمريكية حيث سيحتاج الرئيس بغض النظر عما إذا كان دونالد ترامب في فترة ولاية ثانية أو جو بايدن إلى العمل بسرعة مع الكونجرس بشأن المزيد من التحفيز الاقتصادي في عام 2021.
في الحقيقة يمكن أن يعزز التحفيز الإضافي جميع المعادن، لكن البلاتين لديه مساحة أوسع للتقدم نحو اللحاق بالذهب، والذي يحوم حاليًا حول 1850 دولارًا للأوقية.
ويشير “موي” إلى أن البلاتينيوم حاليًا “أقل من سعره” مقارنة بالذهب وأنه في الظروف الاقتصادية الطبيعية والتي سوف يساعد التحفيز في الوصول إليها يجب أن تكون أسعار البلاتين والذهب أقرب إلى التكافؤ.
كما أنه على الرغم من اعتبار البلاتين معدنًا ثمينًا، إلا أنه يستخدم في الغالب كمعدن صناعي فهو عنصر حاسم في المحولات الحفازة للسيارات والتي تستخدم لتقليل الانبعاثات الضارة في كل من محركات الديزل والبنزين، في حين يقتصر استخدام البلاديوم على محركات البنزين فقط.
- عجز الإمدادات
مثل غالبية الأسواق، تستمر ديناميكيات العرض والطلب في سوق البلاتين في التشديد حيث يتعامل الاقتصاد العالمي مع تداعيات جائحة “كوفيد-19”.
وفي أحدث تقرير له، يتوقع المجلس العالمي لاستثمار البلاتين أن سوق الذهب الأبيض سيشهد عجزًا في المعروض يبلغ 336 ألف أوقية في العام الجاري مقارنة مع تقديرات سابقة بفائض يبلغ 247 ألف أوقية كما يوضح الرسم البياني التالي.
جاء ذلك بعد أن ذكر التقرير أن المعروض من البلاتين انخفض بنسبة 19% خلال الربع الثاني مع تراجع مبيعات السيارات والنشاط الصناعي بسبب انتشار فيروس كورونا كما تسببت اضطرابات الإنتاج في جنوب إفريقيا بسبب إجراءات إغلاق الوباء في انخفاض إمدادات المناجم بنسبة 35% بين أبريل ويونيو.
ويقول “تريفور ريموند” رئيس الأبحاث في المجلس العالمي لاستثمار البلاتين إن الطلب على الاستثمار لا يزال عاملاً مهمًا في سوق البلاتين، ويمكن أن يجذب هذا العجز في الإمدادات مزيدًا من الاهتمام حيث يبحث المستثمرون عن القيمة في سوق المعادن النفيسة المتصاعد.
وتابع: “بسبب طلب المستثمرين تتزايد مخاطر حدوث مزيد من التراجع في المعروض بالنسبة لسوق البلاتين فإن هذا أمر مهم للغاية وسيدعم الأسعار”.
- الطلب يتزايد على المعدن
شكل هبوط مبيعات السيارات عبئاً كبيراً على البلاتين خلال أزمة كورونا، على الرغم من ذلك فإن هناك عوامل تدعم استمرار بل وتزايد الطلب على الذهب الأبيض أولها هناك علامات على تعافي سوق السيارات خاصة في الصين مع توقعات بارتفاع الطلب الصيني على استخدام البلاتين في السيارات بنسبة 27% على أساس سنوي.
أما العامل الثاني، يوضحه “ريموند” مسؤول المجلس العالمي لاستثمار البلاتين قائلاً في الوقت الذي يتم فيه بيع عدد أقل من السيارات، فإن كمية المعدن المستخدمة لتلبية اللوائح البيئية المشددة آخذة في الازدياد.
كما أشار “ريموند” إلى نقطة أخرى هى أن الإمكانات طويلة المدى في استخدام طاقة الهيدروجين تبشر بالخير بالنسبة للبلاتين، قائلاً: “نظرًا لأن أعدادًا متزايدة من الحكومات الوطنية تدرك أن استخدام الهيدروجين كوقود للطاقة الأولية والنقل هو أحد أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة والمستدامة لمستقبل مناخي أفضل ، فإن الدور التحفيزي الرئيسي للبلاتين للمساعدة في تسهيل اقتصاد الهيدروجين أصبح معروفاً”.
أما العامل الثالث فيتمثل في أن استبدال البلاديوم بالبلاتين الأرخص في محركات البنزين سيكون أمراً مستمرًا في قطاع السيارات مما يزيد الطلب على الذهب الأييض حيث يدرك المصنعون أنه بديل أرخص بكثير للبلاديوم، الذي له العديد من الاستخدامات الصناعية المماثلة ويكلف أكثر من 2200 دولار للأوقية.
في النهاية، رغم أن أسعار البلاتين لاتزال أقل 50% من متوسط العقد الماضي، فإن الاستخدام الصناعي للمعدن الذي يتزايد باستمرار من المتوقع أن يمثل أرضية قوية حتى يستعيد بريقه مرة أخرى.
منصة eToro هي منصة متعددة الأصول تُتيح إمكانية الاستثمار في الأسهم والأصول الرقمية، بالإضافة إلى التداول على أصول عقود الفروقات. يرجى ملاحظة أن عقود الفروقات هي أدوات مُعقدة وتتضمن مخاطر عالية بخسارة سريعة للأموال بسبب الرافعة. ينبغي عليك مراعاة ما إذا كنت تتفهم كيفية عمل عقود الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بخسارة أموالك.الأصول الرقمية هي أدوات غير مستقرة ويمكن أن تتعرض لتقلبات سعرية هائلة في فترات زمنية قصيرة للغاية، وبالتالي فإنها ليست مُناسبة لجميع المُستثمرين. بخلاف العقود مقابل الفروقات، فإن تداول العملات الرقمية لا يخضع للتنظيم، وبالتالي لا تخضع لإشراف أي إطار تنظيمي بالاتحاد الأوروبي. رأس مالك في خطر. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
شركة eToro (Europe) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) بمقتضى الترخيص رقم 109/10.
شركة eToro (UK) Ltd، هي شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية مرخصة وخاضعة لتنظيم هيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA) بمقتضى الترخيص رقم FRN 583263.
شركة eToro AUS Capital Pty Ltd هي شركة خاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC)، مُتخصصة في تقديم الخدمات المالية بموجب ترخيص الخدمات المالية الأسترالية 491139.