أسبوعي

هل حان وقت المكاسب للدولار الأسترالي

يعود الدولار الأسترالي الذي يمثل العامل الحاسم في سوق عملات آسيا والمحيط الهادي ليشغل أذهان المستثمرين في هذا الأسبوع بعد الضغوط البيعية التي كان قد تعرض لها منذ أن أقدم مصرف الاحتياطي الأسترالي على خفض سعر الفائدة المرجعي مرتين في شهر مارس/آذار ثم شهر مايو/أيار لتصل إلى مستوى متدني بلغ 2%. يظل المستثمرون في حالة ترقب وحيرة بشأن مستقبل الدولار الأسترالي مع كل حدث مرتقب مُحرِّك للسوق يتعلق بالدولار الأسترالي سواء أكان هذا الحدث قرار يتخذه مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن سعر الفائدة أو بيانات تُنشَر عن النمو والتضخم أو حتى مجرد كلمة يلقيها محافظ البنك جلين ستيفنز.

هل يتبدَّل انحسار الدولار الأسترالي؟

عندما خفَّض مصرف الاحتياطي الأسترالي سعر فائدته المرجعية في شهر مايو/أيار إلى 2%، رأت الأسواق أن أوان انخفاض الدولار الأسترالي قد بات يلوح في الأفق. بيد أن بعض “البوادر الطيبة” المحتملة للاقتصاد الأسترالي قد بزغت خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ فقد جاءت الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد أفضل من التوقعات على نحوٍ مفاجئ فسجلت 2.3% مقارنة بنفس المدة من العام الماضي، وارتفعت التوقعات بشأن التضخم إلى 3.6%. وقبل كل ذلك، كان مصرف الاحتياطي الأسترالي قد قرر في اجتماعه المنعقد في شهر يونيو/حزيران الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وتبنى منهج الانتظار والمراقبة.

رغم ما سبق، لا يزال الوضع غير واضح بالنسبة للدولار الأسترالي. صحيح أن بيانات الأسبوع الماضي أظهرت إشارات محتملة على الاستقرار، لكن المصرف ترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من إجراءات التيسير؛ ومن ثم، يظل الدولار الأسترالي في مرحلة الخطر، ويتطلب انتشاله من مستوياته المتدنية الحالية مزيدًا من التحسُّن في البيانات. من هنا نصل إلى البيانات الأسترالية المزمع نشرها في هذا الأسبوع التي إما أن تساعده في الاستقرار عند مستوياته الدنيا أو تدفعه إلى منحدرٍ أشد انزلاقًا. في ظل حالة الترقب لدى المصرف الاحتياطي الفيدرالي لإجراء مزيد من الخفض في أسعار الفائدة، فإن أقل قدر من خيبة الأمل قد يحمل أخبار سيئة على الدولار الأسترالي.

سوف يتابع المستثمرون في هذا الأسبوع ثلاثة مؤشرات مهمة قد تغيِّر وجهة الدولار الأسترالي في أي الاتجاهين، ربما لا يكون الأول منها متعلقًا بالاقتصاد الأسترالي في حد ذاته، لكنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا به؛ ففي ضوء العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد الأسترالي ونظيره الصيني الذي يُعَد أكبر مُوجِّه للنمو الأسترالي، فإن سلامة التنين الصيني تُعَد أمرًا مهمًا لتسارع الاقتصاد الأسترالي مرة أخرى وتعافي الدولار الأسترالي؛ وهذا ما سوف يكشف عنه الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الصين المقرر نشره يوم الثلاثاء، الذي سيوضح ما إذا كان الاقتصاد الصيني قد استقر أم أنه يواصل تباطؤه. تحسُّن الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الصين (مقارنة بالشهر السابق) بعد شهرين متتاليين من التراجع سوف يُعَد أمرٌ إيجابي بالنسبة للدولار الأسترالي. بل إن صفر% أيضًا قد يُنظر إليها نظرة إيجابية، أما فيما عدا ذلك سيكون له تأثيرٌ سلبي على الدولار الأسترالي.

ثاني الأحداث المهمة هو كلمة محافظ مصرف الاحتياطي الأسترالي جلين ستيفنز. رغم أن محضر اجتماع البنك كشف بالفعل عن انحيازه الانكماشي، فلا شك أن الاستماع إلى انطباع السيد المحافظ على البيانات الأخيرة سيكون شيقًا. إذا أشار إلى احتمال بقاء أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، فإن ذلك قد يساعد في تحقيق الاستقرار للدولار الأسترالي.

يأتي بعد ذلك نشر بيانات البطالة في أستراليا كثالث المؤشرات. بعد الزيادة الطفيفة المُسجَّلَة في نسبة البطالة الشهر الماضي التي ارتفعت على إثرها من 6.2% إلى 6.1% سوف يرغب المضاربون على ارتفاع الدولار الأسترالي في أن تظل هذه النسبة مستقرة عند مستواها الحالي أو -الأفضل بالطبع- أن تنخفض. زيادة نسبة البطالة قد يضع الدولار الأسترالي في مأزق يدفعه إلى الانخفاض سريعًا.

بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية: لا نمل منها مطلقًا

مر الاقتصاد الأمريكي مؤخرًا بفترة من النمو غير القوي، وكانت بيانات شهر أبريل/نيسان قد رسمت صورة أكثر كآبة للمستهلك الأمريكي. الآن يأمل مستثمرو الأسهم الأمريكية والمضاربون على ارتفاع الدولار أن يروا مبيعات التجزئة الأمريكية تحقق مكاسب في شهر مايو/أيار، حيث إن ارتفاعها بنسبة 0.3% أو أكثر سيكون له تأثير إيجابي على الدولار وعلى مؤشرات وول ستريت أيضًا.

عودة إلى الشأن المهم

يأمل مستثمرو الدولار الأسترالي في بيانات أفضل من المتوقعة لمختلف المؤشرات الاقتصادية، وأن يتبنى مصرف الاحتياطي الأسترالي لهجة أقل ميلاً إلى الانكماش حتى يتمكن الدولار الأسترالي من تقليص خسائره وأن ينتعش مرة أخرى. أي شيء بخلاف ذلك يزيد من احتمال تكبد الدولار الأسترالي مزيدًا من الخسائر. أما على صعيد الدولار الأمريكي، فإن عودة الزيادة في مبيعات التجزئة بأكثر من 0.1% (والأفضل أن تكون بأكثر من 0.3%) سيكون له تأثير إيجابي على الدولار والأسهم معًا.

على قائمة البيانات

الصادرات الألمانية (الاثنين) – سوف تلقي الضوء على أداء القاطرة الألمانية التصديري.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الصين (الثلاثاء)- الزيادة مرة أخرى (مقارنة بالشهر السابق) سوف تكون إيجابية على السلع الأولية والدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي.

تقرير التضخم في المملكة المتحدة (الثلاثاء)- سيكون له تأثير قوي على الجنيه الإسترليني ومؤشر FTSE100. مراجعة النسب المتوقعة للتضخم بالزيادة سوف يدعم الإسترليني على حساب FTSE100.

كلمة محافظ مصرف الاحتياطي الأسترالي (الأربعاء) – إذا أشار المحافظ إلى اتجاه انكماشي أقل للمصرف، فإن الدولار الأسترالي ربما يصل إلى حدٍّ أدنى لا يتجاوزه.

بيانات البطالة في أستراليا (الخميس) – تراجع البطالة في أستراليا إلى 6.1% مرة أخرى يُعَد أمر إيجابي بالنسبة للدولار الأسترالي، واستقرارها عند 6.2% يُعَد إيجابي نوعًا ما، أما الزيادة في نسبة البطالة فتُعَد سلبية للغاية على الدولار الأسترالي.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الخميس) – تُعَد الزيادة في مبيعات التجزئة الأمريكية مقارنة بالشهر السابق أمرًا إيجابيًا للدولار والأسهم معًا.

مؤشر القطاع الخدمي في اليابان (الجمعة) – ؟زيادة المؤشر علامة إيجابية للاقتصاد الياباني وتقدم بعض الدعم للين أمام العملات المقابلة.

مخطط الأسبوع – GBP/USD

GBPUSD weekly

المفكرة الاقتصادية

التقويم الاقتصادي الحي مقدم من المنفذ المالي الرائد