أسبوعي

البيع المُفرِط في مايو يلوح في الأفق

ها إن شهر مايو/أيار يداهمنا، وبحسب المقولة القديمة “في مايو، بِع واخرج” فإن المستثمرين تراودهم المخاوف بشأن حركة تصحيح مرتقبة في أسعار الأسهم. ثمة سبب وجيه وراء اختيار المستثمرين للكلمتين الإنجليزيتين المسجوعتين “مايو” و”اخرج”؛ فشهر مايو/أيار يشتهر بكونه “جالب للفأل السيئ”، وهو شهر شهد فيه سوق الأسهم على مر تاريخه عمليات بيع موسعة. يبدو أن شهر مايو/أيار يقع في منطقة يكتنفها الغموض؛ فهو يأتي بين نتائج الربع الأول من العام وباقي السنة، وهو الوقت الذي يستغله المستثمرون في استيعاب تقارير أرباح الشركات ومؤشرات الأرباح المستقبلية للجزء المتبقي من العام التي لا تقل في أهميتها عن النتائج الفعلية. إذا خابت آمال المستثمرين في شهر مايو/أيار، فإننا قد لا نُفاجأ إذا شهدنا حركة بيع موسع على مؤشرات وول ستريت الرئيسية ستاندارد آند بورز 500 وناسداك 100 وداو جونز.

لحظة المكاشفة في وول ستريت

يشعر المستثمرون بحساسية استثنائية تجاه الأرقام المخيبة للآمال في ظل وجود قيم الأسهم عند مستويات عليا قياسية. من المتوقع أن تزيد شركات مؤشر ستاندارد آند بورز 500 -في مجملها- أرباحها بنسبة 2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ظلت الأرباح للآن أفضل قليلاً من المتوقع لبعض الشركات ومن بينها عملاق الصناعات الغذائية Kraft وعملاق الصناعات الدوائية Merck وMicrosoft وStarbucks والأهم من ذلك Apple. في واقع الأمر، لقد نجحت Apple مرة أخرى في تجاوز توقعات المحللين، فاتجهت إليها غالبية المحللين لتحديث المستويات المستهدفة لسعر السهم. بيد أن بعض الشركات جاءت -على الجانب الآخر- مخيبة للآمال؛ فجاءت أرباح Ford Motors ضعيفة، وكذلك كانت أرباح Pfizer التي تعد واحدة من المنافسين الرئيسيين لـMerck. غير أن الإخفاق الكبير كان من نصيب عملاق التكنولوجيا Twitter حيث جاءت أرباحها دون توقعات المحللين بكثير تهاوى على إثرها سعر السهم بأكثر من 18% عقب نشر بيانات الأرباح. مع بداية شهر مايو/أيار وشروع المستثمرين في إخضاع أرقام تقارير الأرباح المنشورة لدراسة مستفيضة، من المتوقع أن يتسم التداول في وول ستريت بالعصبية في ظل تزايد المخاطر بأن يُقدِم المستثمرون على التراجع الجماعي. لكن رغم أهمية بيانات الأرباح -الماضية والحالية- على أداء مؤشرات وول ستريت بمرور أيام الأسبوع، إلا أن معنويات السوق ستخضع بنهاية الأسبوع لهيمنة الحدث الأبرز في الأسبوع، وهو تقرير الوظائف في غير القطاع الزراعي المقرر نشره يوم الجمعة، الذي يُتَوقَّع أي يقلب الأسواق برمتها من عملات أجنبية إلى سلع أولية ولا يُستثنى من ذلك بالطبع مؤشرات وول ستريت.

جمعة الوظائف غير الزراعية

عندما يتعلق الأمر بالوظائف في غير القطاع الزراعي، فإن المستثمرين يتوقعون الأفضل، لكنهم يستعدون للأسوأ. أصبحت النظرة الصعودية للدولار متقلقلة، والسبب في معظمه يرجع إلى ضعف بيانات الوظائف في غير القطاع الزراعي الشهر الماضي التي خالفت إجماع التوقعات على رقم أعلى من 200 ألف بهامش كبير، غير أنها اكتفت بتسجيل 126 ألف وظيفة جديدة فقط. إذا جاء عدد الوظائف المقرر نشره هذا الأسبوع بين 120 ألف و150 ألف وظيفة، قد يُنظَر إلى الضعف في بيانات الشهر الماضي على أنه أصبح اتجاهًا عامًا تقل معه جاذبية الاقتصاد الأمريكي ومعه جاذبية الدولار الأمريكي. إذا كان هذا هو الوضع، وتراجع عدد الوظائف في غير القطاع الزراعي مرة أخرى، فإن الإقبال على بيع الدولار ربما يزيد في الوقت الذي تحقق فيه السلع الأولية والعملات المرتفعة المخاطر مثل اليورو والدولار الأسترالي مكاسب. لكن ماذا عن وول ستريت؟ رغم أن ضعف عدد الوظائف يعني وجود فرصة لتأجيل رفع أسعار الفائدة من جانب مصرف الاحتياطي الفيدرالي، ثمة احتمال كبير أيضًا أن يتوقع المستثمرون أن يُتَرجَم ضعف الوظائف إلى ضعف في أرباح الشركات مستقبلاً؛ ومن ثم، فإن كلاً من بيانات أرباح الشركات والوظائف في غير القطاع الزراعي سوف يعملان معًا على رسم معنويات المستثمرين في وول ستريت.

رغم ذلك، ورغم استعداد المستثمرين للأسوأ، فلا بد لنا أن نذكر الحقيقة؛ لا تميل أعداد الوظائف في غير القطاع الزراعي -إحصائيًا- إلى الارتفاع كثيرًا بعد أن تُمنَّى بانخفاضٍ حادٍ، وهو ما قد يعني استبعاد أي فرصة بأن تبلغ أعداد الوظائف مستوى 200 ألف أو أن تتجاوزه. هذا بالطبع سوف يكون له مردود إيجابي على الدولار لكن سلبي على السلع الأولية.

عودة إلى الشأن المهم

يستقبل المستثمرون هذا الأسبوع بحساسية متزايدة تجاه الأخبار السيئة. من المتوقع أن تكون الهيمنة في أسواق العملات والسلع الأولية لنتائج تقرير الوظائف في غير القطاع الزراعي. أي قراءة حول 150 ألف أو أقل قد تدعم التقديرات المتشائمة المتعلقة بالدولار؛ ومن ثم، تحفز مزيدًا من البيع للدولار أمام اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي، وأيضًا قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع في أسعار سلع مثل الذهب والنفط. أما في وول ستريت، فإن كلاً من بيانات أرباح الشركات والوظائف في غير القطاع الزراعي سوف يعملان معًا على رسم معنويات المستثمرين في السوق. قد تصبح الأرباح المعقولة للشركات والمؤشرات الاسترشادية للأرباح المستقبلية للشركات فضلاً عن رقم جيد للوظائف بمثابة الضوء الأخضر لمؤشرات ستاندارد آند بورز 500 وناسداك 100 وداو جونز لتتحرك صعودًا. أما بيانات الأرباح والمؤشرات الاسترشادية للأرباح المستقبلية للشركات المخيبة للآمال فضلاً عن عدد ضعيف للوظائف في غير القطاع الزراعي، فقد تدفع بأسعار الأسهم نحو الانخفاض.

على قائمة البيانات

مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي في منطقة اليورو (الاثنين) – تمثل لحظة مكاشفة لقطاع التصنيع في منطقة اليورو. أي قراءة أعلى من 51.9 نقطة ستكون إيجابية بالنسبة لليورو.

قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة (الثلاثاء) بعد أن فاجأ المصرف المستثمرين الشهر الماضي وأبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، سوف يترقب المستثمرون بفارغ الصبر قرار أسعار الفائدة المقرر اتخاذه هذا الأسبوع. إذا جاء هذا البيان أيضًا متفائلاً فإن الدولار الأسترالي قد يعزز من مكاسبه.

تقرير (ADP) عن التغير في العمالة الأمريكية (الأربعاء) – رغم تراجع أهمية تقرير (ADP) عن التغير في العمالة الأمريكية بوصفه مؤشرًا لأعداد الوظائف في غير القطاع الزراعي، فإنه يظل قادرًا على تقديم دليل استرشادي قبل تقرير الوظائف المزمع نشره يوم الجمعة. قراءة فوق 200 ألف قد تدعم الدولار حتى يوم الجمعة.

البطالة في أستراليا (الخميس) – عقب القرار الذي اتخذه مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة في بداية هذا الأسبوع، سوف يترقب المستثمرون بيانات البطالة الأسترالية حتى يتمكنوا من استنباط السياسة النقدية للبنك. تراجع البطالة دون 6.1% سوف يُفسَّر في صالح الدولار الأسترالي.

الانخابات في المملكة المتحدة (الخميس) – سوف يترقب متداولو الإسترليني ومستثمري مؤشر FTSE100 على حدٍّ سواء نتائج انتخابات المملكة المتحدة المقرر إجراؤها يوم 7 مايو/أيار. في ظل ما أسفرت عنه استطلاعات الرأي من تساوي المحافظين والعمال، من غير الواضح أي الحزبين سوف يفوز. كذلك يظل تأثير ذلك على الإسترليني ومؤشر FTSE100 غير معروف، حيث إن كليهما يمكن أن يكون إيجابيًا وسلبيًا على اقتصاد المملكة.

الوظائف في غير القطاع الزراعي في الولايات المتحدة (الجمعة) – الحدث الأبرز في الأسبوع. زيادة الوظائف غير الزراعية بـ150 ألف أو أقل سيكون سلبيًا للغاية بالنسبة للدولار.

مخطط الأسبوع – EUR/GBP

EURGBP chart weekly

المفكرة الاقتصادية –

التقويم الاقتصادي الحي مقدم من المنفذ المالي الرائد Investing.com السعودية .