تقرير أسبوعي

هل هو أوان المكاسب للإسترليني؟

أخيرًا ستلوح الفرصة أمام الإسترليني ليتصدر المشهد في هذا الأسبوع بعد أسابيع اضطر خلالها إلى الانزواء بعيدًا عن الأضواء؛ فسوف يطالعنا بنك إنجلترا المركزي بتقريره المرتقب عن التضخم، ثم يعقبه كلمة مارك كارني محافظ بنك إنجلترا المركزي يوم الأربعاء. ربما ينظر كثيرون من متابعي الإسترليني إلى هذا الوقت بوصفه أوان المكاسب بالنسبة للإسترليني، فهي النقطة التي قد يتعافى عندها الإسترليني أو قد لا يتعافى. فما السبب؟ سوف يعوِّل المستثمرون كثيرًا على تقرير التضخم بعد التراجع الأخير في معدلاته وبعد فتور نمو اقتصاد المملكة المتحدة الذي جاء رغم تسجيل معدل نمو أفضل من 2.5%. ما يريد المستثمرون معرفته هو ما إذا كان البنك المركزي يرى في التضخم المنخفض شيئًا عارضًا. إذا كانت الإجابة بنعم، فإن لجنة السياسة النقدية سوف تشير إلى بقاء خطط رفع أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما سوف يدعم الإسترليني بدوره. لكن ماذا لو أظهر تقرير التضخم رؤية اللجنة للتضخم المنخفض بوصفه ظاهرة طويلة الأمد؟ لن يكون أمام محافظ البنك خيارٌ آخر إلا أن يتبنى لهجة انكماشية (تميل إلى سعر منخفض للفائدة) قد تلقي بظلالها على الجنيه الإسترليني وتؤجل تعافيًا محتملاً له أمام الدولار الأمريكي. أما إذا بدا التضخم من واقع التقرير حالة عارضة، فلن يجد مارك كارني يده مغلولة عن أن يرسم صورة وردية تعمل فيها كلٌ من التوقعات بتحُّسن الوظائف واستقرار النمو على دفع التضخم نحو معاودة الارتفاع؛ وهي الصورة التي يظل فيها رفع الفائدة بديلاً مطروحًا. إذا صحَّ هذا السيناريو، فإنه قد يفسح المجال أمام الإسترليني للعودة بقوة ولو لمدة قصيرة.

هل الصين مستعدة لمزيدٍ من التيسير؟

 كذلك سوف تترقب الأسواق مجموعة أخرى من البيانات؛ ألا وهي بيانات التضخم الصينية التي ربما يكون لها -كما هي العادة دائمًا- تبعات واسعة تتجاوز حدود الاقتصاد الصيني. إذا تراجع التضخم الصيني إلى أقل من 1.5% مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، فإن ذلك سوف يمهد الطريق أمام مزيدٍ من التيسير الكمي من جانب البنك المركزي الصيني الذي قد يأخذ صورة خفض أسعار الفائدة وهو ما قد يدعم في النهاية الطلب على السلع الأولية رغم عملية البيع الموسع النزولي قصير الأجل التي قد يخلقها في سوق السلع الأولية وأيضًا في صفقات تداول اليوان وسط تلك الأخبار “السلبية”. أما إذا ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين أكثر من 1.5% مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، فإن هذا قد يعني تعطل إجراءات التيسير على الأقل على المدى القريب، الأمر الذي يُرجئ بعض المكاسب المحتملة للسلع إلى أجلٍ أبعد ويفتح المجال أمام تعافي أسواق الأسهم العالمية مع اطمئنانها إلى استقرار التنين الصيني.

هل تتباطأ مبيعات التجزئة؟

تتمثل المجموعة الأخيرة من البيانات المرتقبة لهذا الأسبوع في بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المقرر نشرها يوم الخميس. تُرى إلى أي اتجاه سوف تشير بيانات مبيعات التجزئة؟ فالمستثمرون يفكرون مليًا في أداء المستهلك الأمريكي عقب بيانات مخيبة للآمال بعض الشيء للناتج المحلي الأمريكي والوظائف في غير القطاع الزراعي. لكن لا بد لنا أن ننتبه إلى أن بيانات مبيعات التجزئة تمثل مبيعات شهر يناير/كانون الثاني، التي تأتي بعد موجة الشراء بمناسبة أعياد الميلاد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني والتراجع بنسبة -0.9% في شهر ديسمبر/كانون الأول. إن ارتفاع مبيعات التجزئة مرة أخرى بأكثر من 1% سوف يشير إلى معاودة الإنفاق من جانب المستهلك الأمريكي، الأمر الذي يدعم الدولار الأمريكي والأسهم الأمريكية.

عودة إلى الشأن المهم

سوف يظهر التأثير الرئيسي لبيانات مبيعات التجزئة الأمريكية على تداول الأسهم الأمريكية وليس الدولار وسط تنامي الشعور بين المستثمرين بأن الوقت قد حان لجني بعضٍ من مكاسب الدولار والشعور باحتمال تراجعه؛ ومن ثم، سوف تؤدي النتائج القوية لمبيعات التجزئة بصفة رئيسية إلى إضافة بعض الزخم لمؤشري داو جونز وستاندارد آند بورز 500. أما على صعيد الإسترليني، إذا أظهر تقرير التضخم أن مسألة رفع الفائدة ما زالت مطروحة، فإن الإسترليني ربما يتعافى، أما إذا وضع التقرير هذه المسألة محل تساؤل، فإن الإسترليني قد يواجه مزيدًا من الضعف تتلاشى معه الآمال في التعافي.

على قائمة البيانات

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الصين (الثلاثاء) – ارتفاع الرقم القياسي الصيني لأسعار المستهلكين (التضخم) فوق مستوى 1.5% قد يصب في صالح الأسهم، أما تسجيل نتيجة سلبية طفيفة فقد يكون في صالح السلع. نتيجة أقل من ذلك قد تكون في صالح السلع على الأجل البعيد.

البطالة في أستراليا (الخميس) – تراجع البطالة في أستراليا من 6.1% عقب قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة قد يقلل من الضغوط البيعية على الدولار الأسترالي.

تقرير بنك إنجلترا المركزي عن التضخم (الخميس) – واحد من أهم حدثين في هذا الأسبوع إلى جانب كلمة كارني. إذا أشار تقرير التضخم إلى معاود ارتفاع التضخم، فإن الإسترليني قد يتعافى.

كلمة محافظ بنك إنجلترا المركزي (الخميس) – ربما هو الحدث الأبرز في هذا الأسبوع. إذا أشار كارني إلى تغيُّر في سياسة البنك بالتخلي عن فكرة رفع أسعار الفائدة، فإن الإسترليني قد يتأثر سلبًا. أما إذا ظل كارني متبنيًا للخطاب التوسعي، فإن ذلك قد يساعد الإسترليني على التعافي.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الخميس) – رغم التوقعات بإقبال ضعيف على الدولار هذا الأسبوع، فإن البيانات القوية لمبيعات التجزئة قد تدعم الدولار بعض الشيء. أما تعافي مبيعات التجزئة بنسبة 1% (مقارنة بالشهر السابق) أو أكثر، فيُتَوقَّع أن يصب بصفة رئيسية في صالح وول ستريت.

الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو (الجمعة) – بدلاً من أن ينشد المستثمرون ارتفاعًا في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو خلال الربع الرابع من العام، فإنهم سيكتفون بالوقوف على مدى حدة الأزمة. إذا جاء النمو (مقارنة بنفس المدة من العام الماضي) أقل من 0.8%، فإنه قد يلقي بظلاله على اليورو. أما الزيادة فوق مستوى 1% فقد تخفف من الضغوط البيعية على العملة الأوروبية الموحدة.

مخطط الأسبوع – GBP/USD

gbp_usd_w

المفكرة الاقتصادية –

Arabic calendar