تقرير أسبوعي

ألا نتوقع خفضًا للفائدة في أستراليا؟

من المتوقع لهذا الأسبوع الذي سينتهي بالصخب المعتاد المصاحب لنشر بيانات الوظائف في غير القطاع الزراعي في الولايات المتحدة أن يُستَهَل وسط حالة من الترقُّب بين كبار المشاركين في سوق الفوركس لقرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة المقرر صدوره يوم الثلاثاء.  كان الدولار الأسترالي قد مُنِّى بخسائر كبيرة مؤخرًا ليس فقط أمام نظيره الأمريكي لكن أمام العملات الآسيوية المناظرة أيضًا.

ولكن، ما السبب وراء هذه الخسائر التي تكبدها الدولار الأسترالي؟ تزايدت التكهنات بشأن اتجاه مصرف الاحتياطي الأسترالي إلى خفض أسعار الفائدة على خلفية ضعف أسعار السلع الأولية وتراجع الاقتصاد الصيني، وكانت بيانات التضخم بمثابة أحدث دليل يلتقطه المستثمرون يشير إلى خفض الفائدة هذا الأسبوع وسط التكهنات بتراجع معدل التضخم كثيرًا عن النطاق الذي يستهدفه المصرف من 2-3%، وهو الأمر الذي يمهد الطريق أمام خفض الفائدة. لكن كما تعرفون جميعًا، فإن عالم الفوركس يزخر بالكثير من المفاجآت، وهو ما اتضح جليًا في هذه الحالة؛ ففي الوقت الذي تراجع فيه الرقم الرسمي المُعلَن للتضخم إلى 1.7% (مقارنة بنفس المدة من العام السابق)، قام المصرف بتخفيض متوسط الرقم القياسي لأسعار المستهلكين -وهو المؤشر الوحيد الذي يتخذه المصرف لقياس التضخم- إلى 2.2%، لتتحطم بذلك أي آمال في خفض الفائدة بين المضاربين على انخفاض الدولار الأسترالي وتتسرب حالة من الارتياح بين المضاربين على ارتفاعه. من المتوقع أن يتصاعد تذبذب الدولار الأسترالي مع اقتراب موعد قرار مصرف الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. إذا أكَّدَ المصرف عدم نيته خفض أسعار الفائدة، فإن المضاربين على ارتفاع الدولار الأسترالي سوف يتولون زمام الأمور ويدفعون بالدولار الأسترالي نحو الارتفاع لا سيما أمام العملات الآسيوية المناظرة.

هل سيتراجع بنك إنجلترا المركزي؟

توقعنا منذ فترة أن يُقدِم بنك إنجلترا المركزي على التراجع عن سياسته ويخفض من نبرة الحديث عن رفع الفائدة. ولكن ما السبب في ذلك؟ إن اقتصاد المملكة يفقد زخمه وقد بدأ التضخم في التراجع، وكشفت البيانات المنشورة الأسبوع الماضي فقط في المملكة المتحدة عن زخمٍ غير متكافئ في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.5%، حيث أظهرت البيانات حدوث تسارع في قطاع الخدمات في المملكة وتراجع حاد في مخرجات قطاع الصناعة والتشييد؛ وهو الأمر الذي يعني النمو غير المتكافئ في المملكة والتراجع في التضخم في وقتٍ يستمر فيه تلويح بنك إنجلترا المركزي برفع الفائدة. إذا أشارت لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزي في اجتماعها التالي إلى تبدُّل في الموقف -وهو التراجُع المأمول- فإن الإسترليني قد ينخفض على حساب مؤشر فوتسي 100 المُثقَّل بأسعار الفائدة المرتفعة نسبيًا. أما إذا واصل البنك المركزي التلميح إلى زيادات في أسعار الفائدة، فإن الوضع العكسي تمامًا قد يحدث.

هل تفاجئنا الوظائف في غير القطاع الزراعي؟

سوف يتحول اهتمام السوق مع اقتراب أسبوع التداول من نهايته إلى الحدث الأبرز في الأسبوع على الجانب الآخر من الأطلنطي، وهو التقرير الشهري للوظائف في غير القطاع الزراعي في الولايات المتحدة.  رغم أن عدد الوظائف في الشهر الماضي (253 ألف) كان أقل من المُتَوقَّع وجاء مصحوبًا ببيانات مخيبة للآمال أشارت إلى تراجع الأجور، إلا أنه كان مقبولاً بوجهٍ عام. بيد أن المضاربين على ارتفاع الدولار اعتادوا على أكثر من مجرد “مقبول”؛ فقد اعتادوا على أرقام قوية، وهذا عينه هو ما يتوقعونه من البيانات المنشورة في هذا الشهر. يأمل مستثمرو الفوركس أن تسجل أعداد الوظائف هذا الشهر 280 ألف أو أي رقم يقترب من علامة 300 ألف، وأن تستقر نسبة البطالة عند 5.6%.  أما إذا جاءت البيانات دون المُتوقَّع، فإن شراء الدولار قد يتراجع وقد يأخذ المستثمرون وضعًا محايدًا، في حين قد تواجه وول ستريت ضغوطًا بيعية.

عودة إلى الشأن المهم

التركيز في هذا الأسبوع سيكون على أهداف واضحة إلى حدٍّ بعيد؛ حيث سيبحث المستثمرون عن لهجة محايدة أو تميل قليلاً إلى تبني سعر فائدة منخفض من البنكين المركزيين في أستراليا والمملكة المتحدة، وإلى بيانات أقوى عن الوظائف في الولايات المتحدة حتى يسمحوا للدولار بالارتفاع. إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية في غير القطاع الزراعي مُؤكِّدَة لسيناريو متفائل، فإن ذلك سيُثبِت حقيقة اقتراب مصرف الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة خلافًا لباقي بلدان العالم المتقدمة، وعلى إثر ذلك سوف يرتفع الدولار. أما إذا جاءت البيانات مخيبة للآمال، فإن تداولات الدولار الأمريكي قد تدور في نطاقٍ ضيق أمام العملات الأوروبية المناظرة، وقد يتخلى عن بعضٍ من مكاسبه أمام الدولار الأسترالي.

على قائمة البيانات

الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة (الاثنين) – سوف تلقي بعض الضوء على أنماط الاستهلاك في الولايات المتحدة، وقد تشير إلى ما إذا كان التضخم في الولايات المتحدة يرتفع أم ينخفض.

مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات (الاثنين) – معاودة الزيادة قد تدعم الدولار حتى صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة.

قرار مصرف الاحتياطي الأسترالي بشأن أسعار الفائدة (الثلاثاء) – إذا أكَّدَ المصرف التكهنات وأبقى على أسعار الفائدة دون تغيير وتخلَّى عن فكرة خفض الفائدة، فإن ذلك سيدعم الدولار الأسترالي.

اجتماع البنك المركزي الأوروبي غير المتعلق بسعر الفائدة (الأربعاء) – رغم أنه ليس من اجتماعات مناقشة أسعار الفائدة، فإن ثمة فرصة ولو ضئيلة في الإعلان عن اقتراحات و/أو مؤشرات بشأن السياسة المستقبلية للبنك المركزي، وهو ما قد يؤثر بقوة في اليورو.

مؤشر مديري المشتريات للقطاع غير التصنيعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات (الأربعاء) – سوف يلقي الضوء على قطاع التصنيع في الولايات المتحدة.

قرار بنك إنجلترا المركزي بشأن سعر الفائدة (الخميس) – تغيُّر موقف البنك من رفع الفائدة قد يؤثر سلبًا على الإسترليني ويدعم مؤشر فوتسي 100.

بيان السياسة النقدية الصادر عن مصرف الاحتياطي الأسترالي (الجمعة) – من المتوقع أن يضم هذا البيان أي شيء لم يرد ذِكره في القرار الرسمي للمصرف بشأن أسعار الفائدة مثل التوقعات الاقتصادية والسياسة المستقبلية؛ ومن ثم، سيكون له تأثير قوي على الدولار الأسترالي.

الوظائف في غير القطاع الزراعي في الولايات المتحدة (الجمعة) – الحدث الأبرز في الأسبوع. ارتفاع أعداد الوظائف بالقرب من 300 ألف واستقرار البطالة عند 5.6% أو تراجعها سيكون إيجابيًا على الدولار والأسهم الأمريكية معًا.

مخطط الأسبوع – فوتسي 100

ftse100

المفكرة الاقتصادية

Arabic Calendar