تقرير أسبوعي

هل أوشك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة؟

سوف تلقي بيانات أمريكية جديدة من شأنها تشكيل معنويات المستثمرين في مختلف الأسواق مزيدًا من الضوء على فرص إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة بعد بيانات الوظائف في غير القطاع الزراعي التي نُشِرَت الأسبوع الماضي. ويأتي على قائمة بيانات هذا الأسبوع مؤشر استغلال الطاقة الإنتاجية ومبيعات التجزئة وتقرير الاحتياطي الفيدرالي “ملخص التعليق على الظروف الاقتصادية الراهنة بمنطقة مجلس الاحتياطي الفيدرالي” المعروف باسم “الكتاب البيچ” التي ستعمل جميعها على الوصول إلى استنتاج بشأن مسألة سعر الفائدة العويصة.

يحتاج المستثمرون إلى مزيجٍ من ثلاث دعائم حتى تتأكد لديهم التوقعات برفع الفائدة؛ وأولى هذه الدعائم التضخم: فمن الصعب أن نتخيل إقدام المجلس على رفع الفائدة دون أن يتحقق المستوى الذي يستهدفه من التضخم؛ ومن ثم، تتمثل الأولوية في أن تعكس بيانات التضخم (المقرر نشرها في هذا الأسبوع) حدوث تسارع في التضخم. في ضوء ضعف التضخم المتوقع من جراء تراجع أسعار النفط، إذا استقر معدل التضخم الأساسي (الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة) عند مستوى 1.7% أو حتى إذا زحف فوق هذا المستوى قليلاً، فإن ذلك سوف يشير إلى تصاعد الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة؛ ومن ثم، وجود زيادات وشيكة في أسعار الفائدة. في ظل وجود مستوى التضخم الأساسي الحالي عند مستوى 1.7% والمستوى الذي يستهدفه الاحتياطي الفيدرالي عند 2%، فإن أي بيانات تشير إلى اقتراب التضخم من 2% سوف يُنظَر إليها على أنها مؤشر مهم على زيادة وشيكة في الفائدة.

الدعامة الثانية هي الإنفاق الذي تعكسه مبيعات التجزئة. ترجع الأهمية القصوى لبيانات مبيعات التجزئة الأمريكية في رسم التوقعات المتعلقة بالنمو العالمي بوجه عام وتلك المتعلقة تحديدًا بقيمة الدولار إلى الدور المهم للمستهلك في توجيه الاقتصاد وإلى وجود أضخم قطاع للمستهلكين (بحسب القيمة النقدية) على مستوى العالم في الولايات المتحدة. إذا واصلت مبيعات التجزئة نموها بوتيرة قوية وربحت أكثر من 0.8% فإن ذلك سيُعَد إشارة إلى تسارع الإنفاق في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، الذي يُعَد بدوره دعامة رئيسية تؤدي إلى رفع أسعار الفائدة.

لكن ماذا عن الدعامة الأخيرة؟ إنها تقرير الاحتياطي الفيدرالي المعروف باسم “الكتاب البيچ” المقرر نشره أيضًا في هذا الأسبوع. في ظل السجال الدائر حول إقدام الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة خلال العام الجاري، يبدو من الطبيعي أن تستحوذ رؤية المجلس ذاته للاقتصاد الأمريكي على اهتمام المستثمرين. سوف يستعرض المجلس في الكتاب البيچ أحدث الاتجاهات في الاقتصاد الأمريكي التي تغطي الأقاليم الرئيسية الاثني عشر لمصرف الاحتياطي الفيدرالي.

بنهاية هذا الأسبوع، سوف يتمكن المستثمرون -من خلال دمج هذه الدعائم الثلاثة معًا- من تكوين رأي أوضح بشأن مدى اقتراب الزيادة التي سيجريها الاحتياطي الفيدرالي في سعر الفائدة للمرة الأولى منذ 7 سنوات، وهذا “الرأي” بدوره سوف يُشكِّل معنوياتهم تجاه الدولار والأسهم الأمريكية على حدٍّ سواء.

لحظة المكاشفة للدولار الأسترالي

رغم أن الأحداث المهمة المؤثرة في السوق سوف تدور حول البيانات الأمريكية، فإن متداولي الدولار الأسترالي لن تفوتهم الإثارة،  في ظل إقدام بنك الاحتياطي الأسترالي على تحويل انحياز سياسته من تبني سعر منخفض للفائدة إلى أخرى محايدة خلال الأشهر القليلة الماضية. لكن مستوى البطالة في أستراليا الذي ارتفع إلى 6.3% يمثل هاجسًا مهمًا لدي البنك. إن تدهور مستوى البطالة في البلاد مرة أخرى قد يؤثر سلبًا على الدولار الأسترالي، أما تحسُّنه فقد يدعم المراهنة على الدولار الأسترالي ويسمح له بالتعافي بصفة أساسية أمام الدولار النيوزلندي.

عودة إلى الشأن المهم

 سوف تهيمن البيانات الأمريكية المتعلقة بالتضخم ومبيعات التجزئة والتوقعات الاقتصادية (الكتاب البيچ) على الأسواق على النحو المتوقع. إذا استشعر المستثمرون بأن المؤشرات تشير إلى تسارع الضغوط التضخمية، فإن المضاربات على رفع أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر القليلة القادمة سوف تزيد لتدفع الدولار نحو مزيدٍ من الارتفاع. إذا جاءت البيانات باعثة على التفاؤل بالقدر الكافي، فإنها قد تسمح حتى للأسهم الأمريكية بالصعود. أما إذا واصلت أسعار النفط تراجعاتها خلال الأسبوع، فإن أسهم شركات الطاقة قد تلقي بظلالها على بورصة وول ستريت حتى في الوقت الذي يبدو فيه مستقبل الدولار مشرقًا.

على قائمة البيانات

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة في المملكة المتحدة (الثلاثاء) – تراجع التضخم في المملكة المتحدة وعودة مبيعات التجزئة للنمو قد يدفع الإسترليني إلى توسيع مكاسبه أمام اليورو والين.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الأربعاء) – واحد من الأحداث الثلاثة المهمة في هذا الأسبوع. ارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية بأكثر من 0.8% مقارنة بالشهر السابق قد يدعم ارتفاع الدولار.

تقرير “الكتاب البيچ” الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الأربعاء) – رؤية بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن الاقتصاد الأمريكي المُستقاة من الأقاليم الـ12 التابعة له. إذا بدا الاحتياطي الفيدرالي متفائلاً بشأن الاقتصاد الأمريكي، فسوف ينعكس ذلك في صورة دولار أقوى.

البطالة في أستراليا (الخميس) – تراجع مستوى البطالة في أستراليا دون 6.3% أو حتى استقراره عند 6.3% قد يدعم التكهنات بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الأسترالي ويساعد الدولار الأسترالي على تعويض خسائره أمام نظيره النيوزلندي.

الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة (الجمعة) – اقتراب التضخم الأساسي في الولايات المتحدة من 2% قد يشعل طلبًا قويًا على الدولار.

النسخة النهائية من بيانات التضخم في منطقة اليورو (الجمعة) – بعد التقديرات الأولية في الأسبوع الماضي، سوف يظهر الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في نسخته النهائية ليكشف عن حجم الانكماش الذي تتعرض له منطقة اليورو؛ ومن ثم، يوضح مدى اقتراب تطبيق حزمة جديدة من إجراءات التخفيف الكمي من جانب البنك المركزي الأوروبي.

مخطط الأسبوع – AUD/JPY

AUDJPY_JAN7

المفكرة الاقتصادية –

arabic calendar