أسبوعي

المؤشرات التي يتعين مراقبتها: التضخم والأجور ومبيعات التجزئة

سينقسم المستثمرون مرة أخرى هذا الأسبوع بين كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة. حيث سيراقب متداولو الجنيه الاسترليني ومتداولو مؤشر فوتسي 100 عن كثب جلسات استماع تقرير التضخم المنعقدة يوم الثلاثاء. كما سيصدر مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني يوم الأربعاء تقريرًا عن البطالة والعمالة. وعند الانتقال إلى الجانب الآخر من الأطلنطي، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية سنجد أن مكتب الإحصاء الأمريكي سيصدر يوم الجمعة تقريرًا عن مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر. وبينما يميل الاقتصاد الأمريكي بشكل عام إلى السلوك الاستهلاكي، فإنه من الممكن أن تحظى مبيعات التجزئة بأهمية من شأنها أن تساهم في تقييم سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي.

يتعرض مارك كارني محافظ بنك إنجلترا لموقف صعب

سيتم عقد جلسات استماع تقرير التضخم في البرلمان البريطاني وذلك يوم الثلاثاء. وهي فعالية سنوية تنظمها وزارة الخزانة البريطانية المنوط بها دراسة إدارة المؤسسات التمويلية العامة فضلًا عن سياساتها وإنفاقها. ولا شك أن من بين تلك المؤسسات، التي سيُطلب منها الإدلاء بشهادتها، بنك انجلترا ومارك كارني بوصفه محافظ بنك انجلترا.

لكن القلق الكبير الذي يساور متداولي الجنيه الاسترليني ومتداولي مؤشر فوتسي 100 هو كيفية تعاطي بنك انجلترا مع التضخم ورؤيته له في المستقبل. ومن المتوقع أن يواصل بنك انجلترا نظرته المتفائلة لتوقعات التضخم. ونظرًا للموقف الصعب الذي يمر به مارك كارني، فإنه من المرجح أن يؤكد على استقرار معدل التضخم في المملكة المتحدة، وذلك على الرغم من مخاوف النمو العالمي.

من الممكن أن يكون للأجور ومعدلات العمالة تأثير على تغيير السياسات

أصدر مكتب الإحصاءات الوطنية عدة تقارير عن أهم المعلومات المتعلقة بالبطالة والأجور. وتحظى تلك المعلومات بأهمية لبنك انجلترا في وضع السياسة النقدية. وعلى غرار الاقتصاد الأمريكي، فإن الاقتصاد البريطاني يميل بشكل عام إلى السلوك الاستهلاكي. وعادةً ما تنعكس زيادة معدل العمالة في بريطانيا وارتفاع الدخول والأجور إلى زيادة في الإنفاق. ولا شك أن هذا من شأنه دفع الناتج المحلي الإجمالي إلى الارتفاع. وبالعودة إلى نفس النقطة، فإن نمو الأجور له انعكاسات خطيرة على التضخم. إذا أظهرت تقارير معدلات العمالة والأجور تحسنًا كبيرًا، فهذا من شأنه أن يدعم تبني بنك إنجلترا لموقف أكثر تشدداً فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة. ومع قياس بنك انجلترا لمزايا رفع سعر الفائدة، فإن أي معلومات تدعم هذا الاتجاه من شأنها أن تكون إيجابية للجنيه الاسترليني.

هل تنتعش مبيعات التجزئة الأمريكية في نهاية المطاف؟

ستصدر يوم الجمعة تقارير عن مبيعات التجزئة الأمريكية خلال شهر أكتوبر. وكانت تلك التقارير بشكل عام مخيبة للآمال على مدى الأشهر القليلة الماضية. ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر حدوث انتعاش. وسيؤكد ارتفاع أرقام مبيعات التجزئة عودة المستهلك الأمريكي ووجود سيولة نقدية فضلًا عن حدوث رواج للمتاجر. وكانت أرقام مبيعات التجزئة خلال شهر سبتمبر مخيبة للآمال ومفاجئة في نفس الوقت حيث ارتفعت بنسبة طفيفة بلغت 0.1%. ويتوقع المحللون ارتفاع المبيعات بنسبة 0.2% نظرًا للتخفيضات التي تصاحب دخول المدارس. وسيحظى هذا التقرير بمزيد من الأهمية نظرًا لخيبة الأمل هذه وإذا ما تجاوزت أرقام المبيعات التوقعات، فإن هذا من شأنه أن يعزز مؤشر استاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي وعلى الجانب الآخر، يمكن أن تضرب خيبة أمل أخرى وول ستريت بشدة.

أهم الجوانب

والأخبار التي يرغب أن يسمعها متداولو الجنيه الاسترليني ومتداولو مؤشر فوتسي 100 متعلقة بالأساس ببنك انجلترا. ويشير تفاؤل مارك كارني إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة ما زال مطروحًا للنقاش. ومن الممكن أن يكون التحسن الذي تشهده معدلات الأجور والعمالة في بريطانيا عاملًا لتبنّي بنك انجلترا لموقف أكثر تشددًا فيما يتعلق بأسعار الفائدة. وفي الشأن الأمريكي، فإن إحداث قفزة في مبيعات التجزئة يساعد في دفع مؤشرات وول ستريت نحو الصعود.

أخبار مهمة

جلسات استماع تقرير التضخم البريطاني (الثلاثاء)- في حال أعرب محافظ بنك انجلترا عن موقفه المتشدد المتعلق برفع سعر الفائدة في جلسات الاستماع، فمن الممكن أن ينتعش الجنيه الاسترليني.

خطاب محافظ بنك انجلترا (الأربعاء)-  فيما يتعلق بجلسات استماع تقرير التضخم، فإن الموقف المتشدد الذي يتبناه كارني فيما يتعلق برفع سعر الفائدة سيدفع الجنيه الاسترليني إلى الصعود.

البطالة الاسترالية (الخميس)- يمكن أن يتأثر الدولار الاسترالي إذا قفز معدل البطالة في استراليا.

نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث في منطقة اليورو (الجمعة)-  سيراقب متداولو اليورو/ الدولار أمريكي هذا المعدل عن كثب. في حال تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث في منطقة اليورو التوقعات، فمن الممكن أن يحدث انتعاش مفاجئ لليورو خارج توقعات أغلب المتداولين.

 لكن على الجانب الآخر، إذا شهد نمو منطقة اليورو ضعفًا، فإن هذا من شأنه أن يدعم جميع التوقعات المؤيدة لإمكانية أن يتوسع ماريو دراجي في برنامج التيسير الكمي. ويمكن في ظل هذا السيناريو أن يهوي اليورو/الدولار إلى ما يقارب نقطة التعادل.

مبيعات التجزئة الأمريكية (الجمعة)- ستدرس وول ستريت هذا التقرير عن كثب . يرغب مضاربو وول ستريت في رؤية عودة المستهلكين الأمريكيين وارتفاع مبيعات التجزئة وذلك بعد مضي شهور عديدة شهدت فيها مبيعات التجزئة ضعفًا. لذلك يمكن أن تخيّم خيبة الأمل هذه على مؤشرات مثل إس & بي 500 ومؤشر داو جونز الصناعي.

المخطط البياني للأسبوع:

Disney chart

المفكرة الاقتصادية