أسبوعي

هل ينتهي عام 2015 برفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة؟

نشهد أسبوعياً عدداً من الأحداث التي يُحتمل أن تُحرك السوق. لكن ينبغي ألا نخلط الأمور ببعضها، فليس هناك حدث لا خلال هذا الأسبوع ولا فيما سبقه من أسابيع يمكن أن يضاهي حدث يوم الأربعاء الذي يحتمل أن يحدث تأثيراً كبيراً على السوق. فسوف يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي آنذاك عن قراره الأخير بشأن سياسته النقدية للعام.

والواقع أنه على مدار العام الماضي، خضع الاحتياطي الفيدرالي لتغطيتنا مرة واحدة على الأقل شهرياً، في سياقات مختلفة. ربما كان ذلك لتغطية خطاب رئيس مجلس الإدارة، أو محاضر الاجتماعات، أو للحديث عن تحديث ملخص التعليق على الوضع الاقتصادي، فيما يعرف بالكتاب الرمادي. لكن هذا في واقع الأمر كان الحدث الذي تنتظره جميع الأسواق على مستوى العالم بكثير من الشغف. سوف يُنظر إلى رفع أسعار الفائدة كعلامة بارزة ومؤشر قوي على أن الأزمة المالية لعام 2008 قد وصلت إلى نهايتها. كما أن ذلك يشير إلى أن الدولار الأمريكي سوف يحافظ على قوته لفترة طويلة.

سوف يعمل رفع سعر الفائدة على تعزيز الدولار

لأول مرة خلال تسع سنوات يقترب الاحتياطي الفيدرالي لهذا الحد من رفع أسعار الفائدة. إن الاثني عشر شخصاً الذين يشكلون لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يمسكون مصير العالم بين أيديهم. هناك توقعات كبيرة بأن نرى زيادة اسمية على الأقل في المعدل المرجعي. وفي ضوء طول فترة التسع سنوات، سيكون لزيادة أسعار الفائدة تأثير فوري وقوي. سوف يتعافى الدولار مقابل نظرائه، ما يعني أن الـ يورو/دولار قد يصل في النهاية إلى نقطة التعادل، أو حتى إلى ما دون ذلك.

يمكن أن تحقق السلع والأسهم تقدماً كبيراً

مع زيادة أسعار الفائدة، يمكن أن يتعرض الذهب والنفط لضغوط كبيرة في ضوء تحسن الإقبال على الدولار، هذا بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن تراجع الطلب على المعادن النفيسة والنفط. وعلى جانب الأسهم من المعادلة، فإن ردة الفعل العنيفة على وول ستريت قد تكون سلبية، غير أن الإحباط يرجح أن يكون قصير الأجل، إذ سوف تتعافى الأسهم في النهاية وتواصل تعافيها في ظل ما يشهده الاقتصاد الأمريكي من قوة.

هل يحتمل أن يجهز الاحتياطي الفيدرالي لمفاجأة مريرة؟

رغم أن المحللين يتوقعون بشكل عام أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسات هذا الأسبوع، إلا أن هذا الأمر ليس مؤكداً. فهناك العديد من العوامل الذي ستؤثر على عملية صنع القرار من جانب الاحتياطي الفيدرالي. تتضمن تلك العوامل البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة (الإيجابية بشكل عام) والنمو العالمي (غير الإيجابي جداً بشكل عام). إن القوة الزائدة للدولار سوف تؤثر على التجارة بشلك سلبي وربما لا تحقق النتيجة المرجوة. وعلى الجانب الآخر، كانت جانيت يلن رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد وعدت بقوة برفع أسعار الفائدة هذا العام، ولذا فإن هذا الاجتماع هو فرصتها الأخيرة للوفاء بوعدها بحيث تحفظ ماء وجهها.

لقد خرج الاحتياطي الفيدرالي بقرارات مفاجئة في السابق، قابلها خيبة أمل كبيرة من جانب المضاربين على ارتفاع الدولار. وإذا لم يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة، فقد يفقد الدولار من قوته في وسط خيبة الأمل تلك. وفي غضون ذلك، فإن التعافي الناجم عن ذلك في قطاعي الأسهم والذهب سوف يصاحبه تعافٍ في العملتين المناظرتين للدولار، وهما تحديداً اليورو والجنيه الإسترليني.

أهم الجوانب

يتلخص الأمر فيما يلي: إذا أقدم الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة، فإن الدولار سوف يشهد تعافياً على نطاق واسع في حين قد تتعرض الأسهم لصدمة أولية. وإذا خرج علينا الاحتياطي الفيدرالي بقرار مفاجئ، فسوف يتعرض الدولار لضغوط واسعة وسوف يتنفس المضاربون على الصعود في وول ستريت الصعداء. ورغم أن كل الرهانات تدعو لرفع أسعار الفائدة يوم الأربعاء، إلا أنه لا تزال هناك بعض الشكوك الطفيفة. وعلى غرار باقي دول العالم، سوف ننتظر القرار الحاسم والهام بفارغ الصبر.

أخبار مهمة

محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي(الثلاثاء)- إذا كشف محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي عن تفاؤل البنك، فقد يحقق الدولار الأسترالي أرباحاً مقابل الين واليورو.

مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في المملكة المتحدة (الثلاثاء)- إذا جاء مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في المملكة المتحدة مرتفعاً، فقد يحد ذلك من الضغوط البيعية على الجنيه الإسترليني

مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة (الثلاثاء)- إذا تحرك مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة (التضخم بدون أسعار الغذاء والطاقة) بمعدل نمو سنوي 2% أو أعلى، فسوف يزيد ذلك من احتمالات رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة يوم الأربعاء الأمر الذي سيؤدي إلى رفع قيمة الدولار. 

مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في منطقة اليورو (الأربعاء)- إذا تدنى مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لمنطقة اليورو (التضخم بدون أسعار الغذاء والطاقة) إلى معدل سنوي أقل من 0.9% مرة أخرى، فقد يتأثر اليورو.

معدلات البطالة في المملكة المتحدة الصادرة عن منظمة العمل الدولية(الأربعاء)- إذا تراجع معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى ما دون 5.3%، فمن الممكن أن يعمل هذا إلى جانب مؤشر أسعار المستهلكين، على تخفيف الضغوط البيعية، لكن ينبغي عدم التشكيك في أن قرار رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي سيكون الورقة الرابحة لجميع أزواج العملات.

قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة (الأربعاء)- هو القرار الأكثر أهمية بشأن أسعار الفائدة لهذا العام بل والحدث الاقتصادي الأبرز والأهم هذا الأسبوع من دون شك. إذا أقبل الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى خلال أكثر من 9 سنوات، فسوف يتعزز الدولار على كافة الجوانب وقد يتراجع اليورو/الدولار الأمريكي إلى ما دون 1.

قرار بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة (الجمعة)- إذا حقق بنك اليابان مكاسب وظل متفائلاً إلى حد ما، فقد يحقق الين مكاسب مقابل نظرائه الأكثر ضعفاً، مثل اليورو أو الإسترليني.

المخطط البياني للأسبوع:

AUS200 (1)

Economic Calendar:

Real Time Economic Calendar provided by Investing.com.