يُعَدُّ الاقتصاد الكلي دراسة كيفية عمل الاقتصاد بشكل عام، مع التركيز على العوامل التي تؤثر على الأسواق المالية. عندما تعمل الأسواق المالية بكفاءة، تميل أسعار الأصول إلى أن تعكس الظروف الاقتصادية الأوسع. يمكن للمستثمرين والمتداولين الحصول على رؤى قيمة من بيانات الاقتصاد الكلي، والتي توفر معلومات عن القوى التي تشكل الاقتصاد، وبالتالي التأثير على الأسواق المالية.
يتعمّق الاقتصاد الكلي في المكونات الأساسية للاقتصاد العالمي، ويستكشف المحركات الرئيسية وراء العرض والطلب على السلع والخدمات. وفي حين يمكن تحليل جوانب محددة من الاقتصاد الكلي بشكل منفصل، فإن فهم التفاعل الأوسع بين هذه العناصر الاقتصادية يمكن أن يمكّن المستثمرين والمتداولين من اتخاذ خيارات مستنيرة عندما يتعلق الأمر باستثماراتِهم.
تعريف الاقتصاد الكلي
الاقتصاد الكلي هو دراسة المتغيرات الاقتصادية والسياسية رفيعة المستوى. يمكن أن يتضمن تحليل البيانات من بلد أو منطقة أو من الاقتصاد العالمي الأوسع. وبشكل أكثر تحديدًا، يتضمن الاقتصاد الكلي تجميع وتحليل البيانات من مصادر متنوعة. يمكن أن يوفر هذا نظرة ثاقبة للنمو الاقتصادي أو التراجع، والأسباب الكامنة وراء هذه الاتجاهات، وإمكانية حدوث تغييرات مستقبلية في المشهد الإقتصادي.
الاقتصاد الكلي هو فرع من فروع الاقتصاد الذي يوجه اهتمامه نحو التحليل الشامل للعواملِ الهامة التي لها تأثير كبير على النشاط الاقتصادي وعمل الأسواق المالية. ومن بين هذه العوامل الرئيسية، تبرز أسعار الفائدة ومستويات البطالة كمحددات محورية.
نصيحة: يمكن أن يكون للتحول الاقتصادي الكلي آثار إيجابية على سعر أحد الأصول وعواقِب سلبية على سعر أصل آخر في نفس الوقت.
وكثيرًا ما يتم عرض مؤشرات الاقتصاد الكلي هذه بطريقة مبسطة ويمكن الوصول إليها، وعادةً ما تظهر كونها رقمًا واحدًا يسهل التعرف عليه وتتبعه، مثل سعر الفائدة الأساسي للبلد أو النسبة المئوية من القوى العاملة للعاطلين عن العمل.
ومن خلال الخوض في هذه المقاييس الأساسية، يمكن للمستثمرين والمتداولين الحصول على رؤى قيمة حول المشهد الاقتصادي الأوسع واتخاذ قرارات استثمارية أكثر استنارة تتوافق مع ظروف الاقتصاد الكلي السائدة. يُعَدُّ هذا المنظور الشامل، الذي يأخذ في الاعتبار الترابط بين العناصر الاقتصادية المختلفة، أمرًا بالغ الأهمية للتعامل مع الديناميكيات المعقدة للأسواق المالية العالمية اليوم.
ما الذي يركز عليه الاقتصاد الكلي؟
في حين أنَّ التعريف الدقيق للاقتصاد الكلي قد يختلف، هناك إجماع واسع على أن الاقتصاد الكُلي يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على استقرار الأسعار، وتحقيق العمالة الكاملة، وهي أهداف ذات أهمية كبيرة لكل من الشركات والقادة السياسيين.
يتم تقييم أهداف الاقتصاد الكلي هذه عادةً من خلال استخدام التقارير الرسمية التي تراقب المؤشرات الرئيسية مثل الناتج المحلي الإجمالي ، وسعر المستهلك المؤشر، وبيانات التوظيف.
نصيحة: يمكن أن يكون الاقتصاد الكلي ذاتيًا. كما أنه يتكون لدى الاقتصاديين والمستثمرين آراء مختلفة حول نقاط البيانات التي ينبغي اعتبارها ذات أولوية.
يمكن أن تؤثر العديد من عوامل الاقتصاد الكلي على احتمالية تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه. وتشمل هذه العوامل:
- السياسة المالية: استخدام الإنفاق الحكومي والسياسات الضريبية في تشكيل الظروف الاقتصادية.
- السياسة النقدية: مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تنظيم العرض النقدي الإجمالي للدولة.
- الأحداث الجيوسياسية: الأمور السياسية أو الأحداث التي تشمل دولتين على الأقل.
ويتيح تحليل بيانات الاقتصاد الكلي إجراء فحص أكثر تعمقًا لعوامل إضافية، بما في ذلك:
- المخاوف المتعلقة بجانب العرض.
- إنتاجية العامل.
- ثقة المستهلك.
- الاتجاهات الاجتماعية.
بالإضافة إلى أن هذه العوامل تُقدم رؤى قيمة للبانوراما الاقتصادية الأوسع والأشمل.
“من الأفضل أن تكون على صواب إلى حدٍ ما من أن تكون مخطئًا تمامًا.”
جون ماينارد كينز
ما الذي يمكن للمستثمرين والمتداولين تعلمه من الاقتصاد الكلي؟
يتم إصدار التقارير المجدولة التي تحتوي على تحديثات لبياناتِ الاقتصاد الكلي في أوقات محددة مسبقًا، مع إشعار مسبق بتواريخِ الإعلان عنها. ويرتبط مستوى الأهمية المخصصة لإصدار بيانات محددة ارتباطًا مباشرًا بمستوى الاهتمام الذي يحظى به من المستثمرين والمتداولين.
في حين أن عوامل الاقتصاد الكلي، مثل أسعار الفائدة، يمكن أن تستغرق وقتًا طويلًا للتأثير على الاقتصاد، فإن لحظة صدورها يمكن أن تؤدي إلى زيادة تقلب الأسعار على المدى القصير داخل أسواق الأصول. عادةً ما يكون المتداولون سريعين للغاية في تعديل وجهات نظرهم فيما يتعلق بالقيمة العادلة لسعر الأصل بناءً على المعلومات المتاحة حديثًا.
يستخدم المتداولون مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات تحسبًا لنشر تقارير الاقتصاد الكلي وكرد فعل عليها. يوجد داخل مجتمع التداول مجموعة من الأساليب: يبحث بعض المتداولين بنشاط عن فرص للاستفادة من التقلبات وتحركات الأسعار الناجمة عن هذه التقارير، بينما يتبنى آخرون موقفًا أكثر حذرًا، ويختارون تجنب هذه اللحظات من الاضطرابات المتزايدة في السوق.
من الضروري التأكيد على أن المشاركة في مثل هذه الأحداث تحمل مستوى معينًا من المخاطرة، والذي يتجلى في إيقاف المراكز بسبب ما يشار إليه عادة باسم “التأرجح”. تتميز هذه التقلبات بتقلبات مفاجئة وحادة في الأسعار يمكن أن تؤدي إلى أوامر وقف الخسارة، مما يؤدي إلى إغلاق المراكز. يمكن أن يحدث هذا في أعقاب صدور بيان صحفي مباشرة، عندما تتم إعادة معايرة معنويات السوق بسرعة، فقط لتعود الأسعار لاحقًا إلى مستويات التداول قبل الأخبار.
في جوهر الأمر، يجب على المتداولين التنقل بعناية في التوازن المعقد بين اغتنام الفرص التي توفرها تقارير الاقتصاد الكلي وإدارة المخاطر الكامنة المرتبطة بتحركات الأسعار المتقلبة خلال هذه الفترات التي تتسم بالاهتمام المتزايد وعدم اليقين في الأسواق المالية.
خاتمة
يُعد تفسير بيانات الاقتصاد الكلي عالمًا مليئًا بالعديد من وجهات النظر والرؤى المحتملة. إن المشهد الاقتصادي العالمي متشابك بشكل معقد ويتسمُ بالتعقيد، وغالبًا ما يؤدي إلى تداعيات غير متوقعة عندما تخضع متغيرات الاقتصاد الكلي لتحولات. وعلى الرغم من غياب القواعد الصارمة، تظل هناك حقيقة ثابتة: وهي أن اليقظة والاجتهاد المطبقين في مراقبة تقارير الاقتصاد الكلي أمر لا غنى عنه بالنسبة لأولئك المستثمرين والمتداولين في العديد من الأسواق المالية المعقدة.
تعمل هذه التقارير كعلامات ومؤشرات هامة للمهتمين بما يحدث في الأسواق المالية العالمية، حيث توفر رؤى قيمة حول المشهد الاقتصادي المتغير، وتمكّن المستثمرين والمتداولين المشاركين في السوق من اتخاذ قرارات مستنيرة في بيئة يكون فيها التغيير هو الثابت الوحيد.
وبهذه الطريقة، لا يصبح نظام مراقبة بيانات الاقتصاد الكلي مجرد ممارسة، بل يصبح حجر الزاوية الضروري للنجاح في عالم التمويل الديناميكي.
تفضل بزيارة أكاديمية eToro للحصول على المزيد من المعلومات حول استخدام بيانات الاقتصاد الكلي.
اختبار
الأسئلة الشائعة
- ما فئة الأصول الأكثر تأثرًا بأحداث الاقتصاد الكلي؟
-
من المتوقع أن تؤثر بعض تقارير الاقتصاد الكلي على جميع فئات الأصول. على سبيل المثال، يعد تقرير البطالة في الولايات المتحدة عن الوظائف غير الزراعية، والذي يتم إصداره في أول جمعة من كل شهر، بمثابة نقطة بيانات متوقعة للغاية ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسواق الأسهم والعملات المشفرة. وعلى العكس من ذلك، فإن التقارير الأخرى، مثل تلك التي تتحدث عن المشاعر بين الشركات المصنعة، تميل إلى أن يكون لها تأثير أكثر على قطاع محدد.
- كيف يمكنني متابعة الأحداث الاقتصادية الكلية؟
-
سيوفر الوسيط ذو السمعة الطيبة لعملائه تقويمًا اقتصاديًا. هذه أداة مراقبة سهلة الاستخدام تعتمد على التقويم وتحدد الأحداث القادمة وتسمح للمستخدمين بتصفية الأحداث حسب البلد أو المنطقة أو مستوى التأثير المتوقع.
- ما الفرق بين الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي؟
-
يختلف الاقتصاد الكلي عن الاقتصاد الجزئي، حيث يتضمن الأول تحليل تصرفات مجموعة أكبر من السكان لتوفير منظور أوسع. يمكن أن يشمل ذلك إجمالي مبيعات التجزئة للاقتصاد بأكمله، على سبيل المثال. ومن ناحية أخرى، يدرس الاقتصاد الجزئي عمليات صنع القرار لدى الأفراد. على سبيل المثال، لماذا يقرر المستهلك شراء منتج ما دون الآخر؟
هذا البيان هو لأغراض تقديم المعلومات والتعليم فقط ولا ينبغي أن يعتبر نصيحة استثمارية أو توصية شخصية أو عرض أو دعوة لشراء أو بيع أي أداة مالية.
تم إعداد هذا المحتوى دون الأخذ بعين الاعتبار أي أهداف استثمارية أو وضع مالي معين للمتلقِّ، ولم يتم إعدادها وفقا للمتطلبات القانونية والتنظيمية لتشجيع البحث المستقل. أي إشارات إلى الأداء السابق أو المستقبلي لأداة مالية أو مؤشر أو منتج استثماري جاهز ليست ولا ينبغي اعتبارها مؤشرًا موثوقا للنتائج المستقبلية.
لا تقدم eToro أي تعهد ولا تتحمل أي مسؤولية فيما يتعلق بدقة أو اكتمال محتوى هذا المنشور.
العقود مقابل الفروقات هي أدوات معقدة وتنطوي على مخاطرة كبيرة، يمكن أن تعرضك لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. 76% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر المال عند تداول عقود الفروقات مع هذا الوسيط. يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ما إذا كنت تفهم طريقة عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كنت تستطيع تحمُّل المجازفة بخسارة أموالك أم لا.
يعتبر الاستثمار في الأصول المشفرة شديد التقلب وغير منظم في المملكة المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي. لا توجد حماية للمستهلك. قد يتم تطبيق ضريبة على الأرباح.