يمكن أن يكون الاستثمار السلبي وتوزيعات الأرباح وسيلة مثالية لتحقيق عائد دوري ومستمر للمستثمرين الذين يبحثون عن دخل ثابت. اكتشف من خلال هذا المقال ماهية الاستثمار السلبي وكيف تعمل توزيعات أرباح الأسهم، وكيفية تطبيق استراتيجيات الاستثمار السلبي على محفظتك.
تُعَدُّ استراتيجيات الاستثمار السلبي وتوزيعات الأرباح من بين الاستراتيجيات الاستثمارية المشهورة خاصة لدى المستثمرين الباحثين عن عائد، حيث يهدف هذا الأسلوب إلى الحصول على عائد دون بذل الكثير من الجهد في تحليل الأسواق.
يُعَدُّ فهم هذا الأسلوب الاستثماري أمرًا ضروريًا لبناء محفظة استثمارية ناجحة. ستتعرف في هذا المقال على ماهية الاستثمار السلبي، ومفهوم توزيعات الأرباح، وبعض الإرشادات حول دمج الاستراتيجيات السلبية في محفظتك، وكيف يمكنك التحوط من المخاطر، وأبرز مزايا وعيوب هذه الاستراتيجيات.
ما هو الاستثمار السلبي؟
الاستثمار السلبي هو استراتيجية استثمارية تعتمد بشكل أساسي على الحصول على عائد يوازي أداء السوق العام دون قضاء الكثير من الوقت في مراقبة تحركات الأسواق. عادة ما يقوم المستثمرون من خلال هذه الاستراتيجية بالاستثمار في الأسهم أو المؤشرات التي تعكس الأداء العام للسوق بدلاً من اختيار الأوراق المالية الفردية.
يتمثل المبدأ الأساسي للاستثمار السلبي في نهج “الشراء والاحتفاظ“، حيث يقوم المستثمرون بإنشاء محفظة من الأصول التي يعتقدون أنها ستحقق أداءً جيدًا على المدى الطويل والاحتفاظ بها، دون الحاجة للتداول بشكل مستمر.
غالبًا ما تتميز هذه الاستراتيجية بانخفاض عدد الصفقات المبرمة، ما يزيد من فعاليتها من حيث التكلفة والجهد المبذول. فبدلاً من محاولة التفوق على أداء السوق من خلال التداول النشط، يهدف المستثمرون إلى تحقيق عوائد متسقة ومطابقة للسوق مع تقليل تأثير الرسوم والضرائب. اكتسب الاستثمار السلبي شعبية بسبب بساطته وعوائده التاريخية مقارنة بالاستراتيجياتِ الاستثمارية النشطة.
ما هي عوائد توزيعات الأرباح؟
تُعتبر عوائد توزيعات الأرباح مقياسًا أساسيًا في مجال الاستثمار، حيث تقدم رؤى قيمة للأداء المالي للشركات وحجم الدخل الموجه للمستثمرين. يُعرَّف هذا المؤشر المالي الهام بأنه مقدار مدفوعات الأرباح التي توزعها الشركة على مساهميها بالنسبة لسعر سهمها. وبعبارة أبسط، فإنه يحدد عائد الاستثمار الذي يمكن للمستثمر أن يتوقع الحصول عليه من مدفوعات أرباح الأسهم.
يتم حساب عائد توزيعات الأرباح من خلال قسمة القيمة النقدية لتوزيعات الأرباح على سعر السهم. تمثل هذه النسبة العائد السنوي الذي يمكن للمستثمر توقعه بناءً على مدفوعات الأرباح التي تلتزم بها الشركة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التغييرات في توزيعات الأرباح لكل سهم وسعر السهم ستؤثر بشكل مباشر على هذه النسبة.
على سبيل المثال، إذا قامت الشركة بزيادة توزيعات أرباحها أو إذا انخفض سعر سهمها، فإن عائد الأرباح سيرتفع، مما قد يجعل السهم أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن الدخل.
عادةً ما يتم دفع توزيعات أرباح الأسهم للمساهمين على أساس منتظم، وغالبًا ما يتم ذلك كل ثلاثة أشهر. ومع ذلك، يمكن أن يختلف تواتر مدفوعات الأرباح اعتمادًا على التقويم المالي للشركة وسياساتها. قد تختار بعض الشركات القيام بدفع توزيعات الأرباح بشكل نصف سنوي أو سنوي.
غالبًا ما ينظر المستثمرون إلى عائدات الأرباح كمصدر موثوق للدخل السلبي، لا سيما عند إنشاء محفظة بأسهمٍ تدفع أرباحًا. لا توفر هذه العوائد تدفقًا ثابتًا للدخل فحسب، بل توفر أيضًا إمكانية زيادة رأس المال بمرور الوقت. في الأساس، توفر عائدات توزيعات الأرباح للمستثمرين معلومات قيمة حول عائدات الأسهم، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات حكيمة سعياً وراء تحقيق أهدافهم المالية.
نصيحة: يوفر الاستثمار في الأسهم التي تدفع توزيعات الأرباح وسيلة للحصول على دخل سلبي للمستثمرين الباحثين عن عائد دوري.
كيفية دمج الاستثمار السلبي في محفظتك
يُعَدُّ دمج استراتيجية الاستثمار السلبي في محفظتك أمرًا بسيطًا للغاية، كما لا يتطلب الكثير من الجهد. تتمثل إحدى الطرق الشائعة في الاستثمار في مؤشر أسهم مثل S&P 500، والذي يعكس أداء سوق الأسهم في الولايات المتحدة، حيث يتعقب أداء أكبر 500 شركة. يوفر هذا النهج تنويعًا فوريًا للمحفظة، حيث يتضمن العديد من الأسهم، مما يقلل من مخاطر الأسهم الفردية.
خيار آخر هو الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)، والتي تعمل بشكل مشابه لصناديق المؤشرات. تتوفر صناديق الاستثمار المتداولة لمختلف فئات الأصول والقطاعات والبلدان، مما يجعل من السهل مواءمة استثماراتك مع أهدافك. على سبيل المثال، يمكنك الاستثمار في صندوق استثماري يتتبع أداء سوق الأسهم في بلد معين أو قطاع معين مثل التكنولوجيا أو الرعاية الصحية.
بدء الاستثمار السلبي غاية في البساطة؛ إذ يمكنك بدء هذه الاستثمارات من خلال فتح حساب وساطة بكل سهولة. من خلال تبني استراتيجيات الاستثمار السلبي مثل الاستثمار في صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة، يمكنك تحقيق عوائد طويلة الأجل دون الحاجة إلى قضاء الوقت في اختيار الأسهم أو المراقبة المستمرة للسوق. إنها طريقة فعالة لإنشاء محفظة متنوعة ومنخفضة التكلفة تتوافق مع أهدافك الاستثمارية ومدى تحملك للمخاطر.
استراتيجيات الاستثمار السلبي
تهدف استراتيجيات الاستثمار السلبي إلى تحقيق عائد على المدى الطويل. يعتمد هذا النهج على البيانات التاريخية التي تشير إلى أنه بمرور الوقت، يميل سوق الأسهم إلى الزيادة في القيمة. يدرك المستثمرون بهذا الأسلوب أهمية الصبر والالتزام بالاستثمارات التي يختارونها.
أحد المبادئ الرئيسية للاستثمار السلبي هو ضمان عدم إجباركَ على بيع استثماراتك خلال انخفاض السوق. من خلال امتلاك منظور طويل الأجل والحفاظ على محفظة متنوعة بشكل جيد، يمكنك التغلب على ركود السوق دون الحاجة إلى تصفية ممتلكاتك في أوقات غير مناسبة. بدلاً من ذلك، يمكنك انتظار ارتفاع السوق مجددًا، والذي يعقب تاريخيًا فترات التراجع.
تستفيد استراتيجيات الاستثمار السلبي من قوة الوقت والعوائد المركبة. من خلال الاستمرار في الاستثمار على المدى الطويل وتجنب تقلبات السوق على المدى القصير، يهدف المستثمرون إلى الاستفادة من إمكانات نمو السوق بمرور الوقت.
استراتيجيات التحوط للاستثمار السلبي
مخاطر السوق هي إحدى الاهتمامات الأساسية للمستثمرين. تشير مخاطر السوق إلى احتمال انخفاض سعر الأصل المحتفظ به. هذا جزء لا مفر منه من الاستثمار ويمكن تقليل حدته من خلال التأكد من أن استراتيجيتك قادرة على تجاوز انخفاضات السوق.
عقود خيارات
عقود الخيارات هي أدوات مالية تمنح حاملها الحق – ولكن ليس الالتزام – في شراء أو بيع أصل أساسي في تاريخ مستقبلي محدد. يقوم المستثمرون عادة بشراء عقود خيارات تعاكس اتجاه المراكز التي يملكونها على محافظهم/ كوسيلة للتحوط ضد تراجع قيمتها.
إذا ارتفعت الأسعار وتم تجنب مخاطر السوق، فمن المأمول أن تعوض عوائد الدخل السلبي تكلفة عقود الخيارات التي تم شراؤها.
نصيحة: يمكن للمستثمرين بدأ الاستثمار السلبي من خلال فتح حساب استثماري مع وسيط موثوق.
مؤشر VIX
يقيس مؤشر VIX، المعروف أيضًا باسم مؤشر “الجشع”، تقلبات السوق المالية. تميل إلى الارتفاع خلال فترات عدم اليقين، والتي تحدث عادةً عندما تنخفض الأسعار.
يمكن شراء وبيع VIX Futures مثل أي أداة مالية أخرى. من خلال فتح مركز على مؤشر VIX، يمكن للمستثمرين التخفيف من تأثير انخفاضات السوق وتوفير مستوى من الحماية لاستثماراتِهم. يمكن اعتبار هذا بمثابة تحوط ضد التصحيحات المحتملة للسوق العام.
الأصول دفاعية
تميل بعض الأصول إلى تحقيق أداء جيد عندما تتحرك الأسواق في اتجاه هابط. في حين أنها قد لا توفر عائدًا كبيرًا خلال السوق الصاعدة، إلا أنها يمكن أن تعمل كوسيلة تحوطٍ ضد الركود.
يمكن أن يؤدي الاستثمار في الأسهم الدفاعية، مثل تلك الموجودة في قطاع الرعاية الصحية، أو أصول الملاذ الآمن، مثل الذهب، إلى تقليل الخسائر الإجمالية عندما تنخفض قيمة الأسهم الأخرى.
مزايا استراتيجيات الاستثمار السلبي
هناك العديد من الأسباب وراء زيادة شعبية الاستثمار السلبي، فيما يلي أبرزها:
- التنويع: يسمح لك شراء مؤشر الأسهم أو صندوق مؤشر لقطاعٍ ما بشراء سلة من الأصول المختلفة في صفقة واحدة.
- الراحة: لا يحتاج الاستثمار السلبي إلى بذل جهد كبير، حيث لا يضطر المستثمر إلى القيام بالبحث عن الأصول التي سيمتلكها أو مراقبة السوق.
- التكلفة: يمكن أن تؤدي الرسوم المنخفضة إلى انخفاض تكاليف التداول الإجمالية.
تهدف استراتيجيات الاستثمار السلبي إلى تحقيق عائد على المدى الطويل. يعتمد هذا النهج على البيانات التاريخية التي تشير إلى أنه بمرور الوقت، يميل سوق الأسهم إلى الزيادة في القيمة. يدرك المستثمرون بهذا الأسلوب أهمية الصبر والالتزام بالاستثمارات التي يختارونها.
عيوب الاستثمار السلبي
مخاطر السوق هي جانب متأصل في جميع أشكال الاستثمار. سواء كنت تتبنى نهجًا سلبيًا أو نشطًا، فهناك دائمًا خطر انخفاض قيمة استثمارك.
يكمن العيب الرئيسي للاستثمار السلبي في تكلفة الفرصة البديلة. في حين أن استراتيجيات الاستثمار السلبي تقدم نهجًا أبسط وأقل استهلاكًا للوقت، هناك دائمًا احتمال أن يؤدي تخصيص الوقت لـعمليةِ اختيار أفضل الأسهم إلى تحقيق عوائد أعلى على رأس المال.
خاتمة
يهدف الاستثمار السلبي إلى الاستفادة من أداء السوق بدلاً من التفوق عليه. قد يكون هذا خيارًا جيدًا لأولئك الذين يبحثون عن طريقة ملائمة وفعالة من حيث التكلفة لتعظيم العائد دون عناء.
يمكن كذلك للمتداولين النشطين تخصيص جزء من رأس مالهم لاستراتيجيات الاستثمار السلبي. على سبيل المثال، عندما لا يحدد المتداول سهمًا معينًا يعتقد أنه سيتفوقُ على أداء السوق، فقد يمثل الاستثمار السلبي خيارًا أفضل من الاحتفاظ بأموالهِ نقدًا.
تعلم المزيد حول استراتيجيات الاستثمار السلبي على eToro أكاديمية
اختبار
أسئلة شائعة
- ما هو أفضل وقت لبدء الاستثمار السلبي؟
-
يتضمن الاستثمار السلبي تتبع أداء السوق العام، وبالتالي فإن أفضل خيار لبدء الاستثمار هو الشراء عند انخفاض الأسعار. سيساعدُ ذلك على تحسين عائداتكَ، ولكن معرفة وقت وصول السوق للقاع صعب للغاية. بدلاً من ذلك، سيساعد إعداد مخطط استثمار منتظم، ربما باستثمارات شهرية أو ربع سنوية أو سنوية، على تحسين سعر الدخول إلى السوق على المدى الطويل.
- ما مدى موثوقية توقعات توزيعات الأرباح؟
-
بعض الشركات لديها سجل حافل في دفع الأرباح للمستثمرين. من المرجح أن يواجه أي تحول كبير في هذا النهج انتقادات شديدة من المساهمين الحاليين. على الرغم من أن الأرباح المستقبلية ليست مضمونة أبدًا، إلا أن تاريخ دفع الأرباح الطويل ومصالح المساهمين الرئيسيين عادة ما تكون كافية لتثبيط التغييرات المفاجئة في سياسات توزيع الأرباح.
- لماذا تزداد شعبية الاستثمار السلبي؟
-
لا يحب الكثير من المستثمرين قضاء الكثير من الوقت في البحث عن أفضل الأسهم، وحتى أولئك الذين يفعلون ذلك قد يفتقرون إلى مجموعة المهارات المطلوبة ليكونوا جيدين في ذلك. يوفر الاستثمار السلبي طريقة مريحة وفعالة من حيث التكلفة بهدف تحقيق عوائد على المدى الطويل.
هذه المعلومات هي لأغراض تعليمية فقط ولا يجب أن تُؤخذ على أنها نصيحة استثمارية أو توصية شخصية أو عرض أو طلب شراء أو بيع أي أدوات مالية.
تم إعداد هذه المواد من دون الأخذ في الاعتبار أي أهداف استثمارية أو وضع مالي معين ولم يتم إعدادها وفقًا للمتطلبات القانونية والتنظيمية لتشجيع البحوث المستقلة. لا تقدم eToro جميع الأدوات والخدمات المالية المشار إليها وأي إشارات إلى الأداء السابق لأداة مالية أو مؤشر أو منتج استثماري آخر، لا ينبغي اعتبارها مؤشرًا موثوقًا على النتائج المستقبلية.
لا تقدم eToro أي تعهدات ولا تتحمل أي مسؤولية فيما يتعلق بدقة أو اكتمال محتوى هذا الدليل. تأكد من فهمك للمخاطر التي ينطوي عليها التداول قبل المخاطرة بأي رأس مال. لا تخاطر أبداً بأموال لا تستطيع تحمل خسارتها.