من المهم أن يتعلم المستثمر كيف يعمل سوق المعادن النفيسة وما هي العوامل التي تؤثر على أسعار المعادن النفيسة. تعرف عل الخيارات المختلفة المتاحة أمام من يرغب في الاستثمار في سوق المعادن النفيسة، مثل الذهب والفضة.
يُعْتَبَرُ الاستثمار في المعادن النفيسة من أقدم أشكال الاستثمار الذي عرفته البشرية، بل وعلاوةً على ذلك فإن المعادن النفيسة كانت تستخدم قديمًا كنقود، وقد كانت دائما نوعًا من أنواع مخازن القيمة.
يُعَدُّ الاستثمار في المعادن النفيسة من أشكال الاستثمار طويل الأمد، لأنه يُعتبر استثمارًا آمنًا إلى حد ما. وذلك إذا لم يكن هناك ظروف طارئة تدفعه للارتفاع بقوة على المدى القصير، وبالتالي فإنه لكي يتمكن المستثمر من تحقيق عائد استثمار جيد على شراء المعادن النفيسة، فإنه سيحتاجُ إلى الاحتفاظ بها لفترة أطول نسبيًا.
وربما لعبتْ حالة الندرة النسبية في توافر الذهب والفضة في الطبيعة دورًا مهما في جعلهما من أهم المعادن النفسية وأكثرها حفظًا للقيمة والثروة. فقد اكتسب كلا المعدنين مكانة مهمة بين الناس سواءً المستثمرين أو الأفراد لما يتمتع به من قيمة ذاتية مرتفعة وقبول عام.
ومؤخرًا، بدأت تظهر بعض المعادن النفيسة الأخرى كبدائل جديدة بالنسبة للاستثمار في السلع الثمينة، ويُعتبر كل من البلاتينيوم والبلاديوم من أهم تلك المعادن التي بدأ المستثمرون يستخدمونها كمخزن للقيمة، وخاصة بعد ما بدأت تلك المعادن تدخل في العديد من الصناعات الحديثة التي خلقت طلبًا مستقرًا مرتفعًا عليها.
كيفية الاستثمار في المعادن النفيسة
هناك طرق مختلفة للاستثمار في المعادن النفيسة. الطريقة التقليدية للاستثمار في الذهب هي أن يقوم الفرد أو المستثمر بشراء سبائك المعادن النفيسة، والاحتفاظ بها سواء في خزانة خاصة أو لدى أحد البنوك.
وهناك طرق أخرى أكثر سهولة وأكثر تطورًا، فمثلاً شاعت الآن فكرة أن يقوم المستثمر بشراء أسهم في الشركات العاملة في سوق المعادن النفيسة، سواءً كانت تعمل في تعدينها أو تسويقها، كما يقوم بعض المستثمرين بشراء وحدات استثمارية في صناديق تداول المعادن النفيسة.
وسواءً استخدم المستثمر الطريقة الأولى أو الثانية أو الثالثة، يكون هدفه الرئيسي غالبًا هو التحوط ضد مخاطر التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة. ومن ثم فإنه على المستثمر أن يقارن جيدًا بين الخيارات المختلفة للاستثمار في المعادن النفيسة ومن ثم اختيار الأوراق المالية الأمثل بالنسبة له والأنسب لاستراتيجيتهِ الاستثمارية.
الاستثمار في أسهم شركات المعادن الثمينة
كما ذكرنا سالفًا، فإن الاستثمار في أسهم الشركات العاملة في أسواق المعادن الثمينة يعتبر من الخيارات الجيدة للاستفادة من ميزة المعادن الثمينة.
ونظرًا لأن أصول الشركات العاملة في أسواق المعادن النفيسة تتكون غالبًا من مخزونات المعادن النفيسة أو حقوق انتفاع بالمناجم، فإن أسعار أسهمها عادة تتمتع بعلاقة إيجابية مع أسعار المعادن النفيسة، وبالتالي تنعكس حركة أسعار المعادن في حركة أسعار السهم، ولكن من المهم الانتباه إلى أن ذلك الترابط لا يكون ثابتًا دائمًا، بل يتغير حسب ظروف أداء الشركة، ومن ثم فإنه من المهم متابعة الأداء المالي والتشغيلي للشركة بشكل مستمر.
تتمثل الميزة الرئيسية في هذا الخيار الاستثماري في أنَّ المستثمر لا يحتاج أنْ يتحمل مخاطر الاحتفاظ بالمعدن الثمين سواء كان ذهبا أو فضة أو غير ذلك.
تتمثل الميزة الثانية في شراء أسهم شركات المعادن النفيسة في أنه لا يحتاج إلى رأسمال كبير، إذ عادة ما يكون سعر السهم منخفضًا نسبيًا مقارنة بسعر سبائك الذهب، وبالتالي يستطيع المستثمر صاحب رأس المال القليل أن يستفيد من هذا الخيار، كما يوفر ذلك إمكانية أمام المستثمر لتنويع محفظته بين الأصول الاستثمارية بدلا من وضع مبلغ كبير في أصل واحد.
ومن أشهر الأمثلة على أسهم المعادن النفيسة المتداولة؛ سهم شركة “Anglo American“، وسهم شركة “B2Gold“.
نصيحة: يمكّن الاطلاع على تقارير علاقات المستثمرين الخاصة بالشركة من معرفة المعادن النفيسة التي تتركز فيها أنشطة الشركة.
صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة
يُنظر إلى العقود الآجلة للمعادن النفيسة على أنها قلب السوق النابض، إذ أنه على وجه العموم تتأثر الأسعار الحالية للأصول المالية بتحركات أسعار عقودها الآجلة، وذلك لأن حركة سعر العقود الآجلة تعبّر عن السعر المتوقع للأصل، وبالتالي فإنه يسري على المعادن النفيسة في ذلك ما يسري على غيرها.
ولكن على الرغم من أهمية العقود الآجلة كأحد أهم أدوات الاستثمار في سوق المال، إلا أنها قد لا تكون مناسبة للمبتدئين، وذلك نظرًا لما تنطوي عليه من تفاصيل عملية تحتاج إلى خبرة جيدة ودراية واسعة في أسواق المال وآلياتها.
الاستثمار المباشر في المعادن النفيسة
على الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار المباشر في المعادن النفيسة، القابلة للحمل والتخزين، من خلال شرائها بشكل مباشر، إلا أنه هناك مستثمرون يفضلون هذا الشكل التقليدي من الاستثمار على الأشكال الأخرى الأكثر تطورًا والتي ذكرناها مؤخرًا.
الاستثمار في الذهب والفضة
يمثل الاستثمار في الذهب والفضة النوع والشكل الأكثر شيوعا للاستثمار في المعادن الثمينة، وذلك نظرًا لمكانتِهما التاريخية ولاستخدامِهما كنقود معدنية في فترات سابقة. ويظهر ذلك الإقبال القوي على شراء المعدنين في نسبة التداول التي يستحوذ عليها كلا المعدنين من التداولات العالمية للسلع، إذ يستحوذان على 20% من إجمالي تداولات سوق السلع.
وعلى الرغم من أنّ كليهما ينظر إليه على أنه من أصول التحوط، إلا أنه يوجد بعض التباين بينهما، ففي حين أن الطلب الصناعي يعتبر هو المكون الأكبر للطلب على الفضة وخاصة في الصناعات الحديثة، فإن الطلب الاستثماري يمثل النسبة الأكبر من الطلب على الذهب كونه يحتل مكانة أكبر في جانب التحوطِ ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية.
وكما أوردنا سالفًا، فإنه نظرًا للإقبال القوي من قبل المستثمرين على شراء المعدنين، ومع تطور عالم الاستثمار وأسواق المال، أصبح هناك خيارات مختلفة ومتعددة للاستثمار في الذهب والفضة، ومع ذلك بقي هناك من المستثمرين من يفضلون الشكل التقليدي للاستثمار فيهما والذي يتمثل في الشراء والتخزين.
وفي الجدول التالي أمثلة لبعض الأسهم والـ ETFs في سوق المعادن النفيسة
بدائل أخرى للاستثمار في المعادن النفيسة
على الرغم من تصدّر الذهب والفضة لقائمة المعادن الثمينة، توجد مجموعة أخرى من المعادن الثمينة التي يلجأ إليها المستثمرون للحصول على العائد وكذلك كمخزن للقيمة والتحوط ضد التضخم.
ويأتي معدني البلاتين والبلاديوم على رأس المعادن النفيسة البديلة للذهب والفضة، وقد ازداد الطلب على كلا المعدنين مؤخرًا نظرًا لتصاعد أهميتهما في الصناعات الحديثة مثل الرقائق المعدنية ومرشحات العوادم والصناعات الإلكترونية، وغير ذلك من الصناعات الحديثة.
وبالنسبة للبلاديوم، تُعتَبَرُ روسيا المصدر الرئيسي للمعدن في العالم، تليها جنوب أفريقيا ثم كندا فالولاياتِ المتحدة الأمريكية. أما البلاتين فإن جنوب أفريقيا هي صاحبة المركز الأول عالميًا في إنتاجه، تليها روسيا، ثم زيمبابوي، ثم كندا.
وكما تحدثنا في طرق الاستثمار في الذهب والفضة، فإن البلاتين والبلاديوم يمكن الاستثمار فيهما بنفس الطرق، سواء من خلال صناديق الاستثمار المتداولة أو الصناديق المشتركة أو شراء أسهم في شركات تعدين البلاديوم والبلاتين أو شراء المعدن بشكل مباشر، وعلى الرغم من كونهما أندر في الطبيعة بنحو 30 ضعفًا مقارنة بالذهب، إلا أن سعرهُما أقل من الذهب.
نصيحة: تبلغ ندرة البلاديوم نحو 30 ضعف ندرة الذهب، وعلى الرغم من ذلك، فإن سعر أوقية الذهب أعلى من سعر أوقية البلاديوم.
ومن أهم الأسهم العاملة في مجال تعدين البلاتين شركة “سيباني ستيلووتر” كما تعتبر شركة “فرانكو نافادا” من أهم شركات تعدين البلاديوم. ويوجد أيضًا صناديق متداولة تتبع كلا المعدنين، فهناك صندوق البلاتين “abrdn Standard Physical Platinum Shares ETF” وصندوق البلاديوم “Abrdn Palladium ETF Trust”.
وإلى جانب ذلك، يمكن تداول عقود الفروقات CFDs والتي تمكّن المتداولين من المضاربة على سعر المعادن والأصول دون الشراء الفعلي للأصول، إلا أن هذا النوع من الاستثمار يحتاج إلى بعض الخبرة لتجنب مخاطره.
خاتمة
كما ذكرنا آنفًا، يُستخدم الاستثمار في المعادن النفيسة كأحد استراتيجيات التحوط والتخفيف من المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في الأصول الأخرى ذات العائد الأعلى والمخاطر المرتفعة أيضا.
والسبب الذي يجعل المعادن النفيسة خيارًا جيدًا للتحوط ضد المخاطر، هو أنه هناك علاقة عكسية بين الأصول المالية الأخرى مثل الأسهم وبين أسعار المعادن النفيسة، ففي حين أن الأسهم مثلا ترتفع أسعارها في أوقات الرواج الاقتصادي والنمو، فإن المعادن النفيسة مثل الذهب تتراجع أسعارها في ظروف النمو الاقتصادي والعكس صحيح، وهو ما يحافظ على اتزان المحفظة الاستثمارية، ويحقق التنويع الاستثماري وبالتالي يعتبر من أهم استراتيجيات إدارة المحافظ المالية.
تفضل بزيارة أكاديمية eToro لتتعلم المزيد حول تداول الذهب والفضة والسلع الأخرى.
اختبار
الأسئلة الشائعة
- ما هي المعادن الأساسية؟
-
هي أنواع المعادن الأخرى التي ليس لها نفس الخواص الجذابة للمعادن النفيسة، حيث أنها تتفاعل مع الهواء بسرعة وتتأكسد لتفقد بريقها ولمعانها، ومن أمثلتها؛ الزنك والنحاس والنيكل والألومنيوم. على الرغم من كونها لا ترتقي إلى مكانة المعادن النفيسة ولا تستخدم كمخزن للقيمة، إلا أنه يتم تداولها أيضا في بورصات السلع نظرا لأهميتها في العديد من الصناعات، وتتأثر أسعارها بشكل كبير بالتغيرات الاقتصادية وذلك نظرا لأن الطلب عليها يعتمد بشكل رئيسي على النشاط الاقتصادي.
- لماذا يفضل بعض المستثمرين الاحتفاظ بسبائك الذهب؟
-
على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها حيازة سبائك الذهب في المنزل والخزائن الخاصة، وبالرغم من سهولة الاستثمار في خيارات الاستثمارات الأكثر حداثة مثل شراء أسهم الذهب أو الصناديق المتداولة، إلا أن بعض المستثمرين يفضلون النمط الأول. والسبب وراء ذلك هو الخوف من الانهيارات المالية المحتملة، إذ يعتقدون أن الأسهم بمختلف أنواعها والصناديق قد تكون عرضة للتأثر بالانهيارات المالية، وذلك بعكس وجود سبائك الذهب في الحيازة الفعلية للمستثمر.
- ما هي أوقات تداول المعادن النفيسة؟
-
تعمل أسواق المال العالمية لمدة 5 أيام أسبوعيًا، من الإثنين إلى الجمعة، وبالتالي فإن الفترة القصوى للتداول خلال الأسبوع هي 5 أيام، أما فيما يتعلق بساعات العمل اليومية، فإن ذلك يتوقف على خدمات وسيط التداول الذي تتعامل معه، ففي حين يتيح بعض الوسطاء تداول الأسهم طوال 24 ساعة، يوفر البعض الآخر عدد ساعات أقل.
هذه المعلومات هي لأغراض تعليمية فقط ولا يجب أن تُؤخذ على أنها نصيحة استثمارية أو توصية شخصية أو عرض أو طلب شراء أو بيع أي أدوات مالية.
تم إعداد هذه المواد من دون الأخذ في الاعتبار أي أهداف استثمارية أو وضع مالي معين ولم يتم إعدادها وفقًا للمتطلبات القانونية والتنظيمية لتشجيع البحوث المستقلة. لا تقدم eToro جميع الأدوات والخدمات المالية المشار إليها وأي إشارات إلى الأداء السابق لأداة مالية أو مؤشر أو منتج استثماري آخر، لا ينبغي اعتبارها مؤشرًا موثوقًا على النتائج المستقبلية.
لا تقدم eToro أي تعهدات ولا تتحمل أي مسؤولية فيما يتعلق بدقة أو اكتمال محتوى هذا الدليل. تأكد من فهمك للمخاطر التي ينطوي عليها التداول قبل المخاطرة بأي رأس مال. لا تخاطر أبداً بأموال لا تستطيع تحمل خسارتها.